وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك يا أخي الفاضل حمزة المداني
وجزاك الله خيرا على ما تفضلت به ، وهي غيرة فيك محمودة ، وفي كل مسلم مؤمن يمسه الضر إن أصاب جسد الأمة داء ..
وهذه الأدواء قد استفحلت بالجسد ، والجروح صارت قروحا صعب إلى حد ما علاجها في وقت قد يتجدد فيه اندفاع الدم سيلانا ما يُخْشى أن يؤدي إلى نزيف حاد يقتل ولا يرجو العباد بعده برءا
إلا أن هذا لا يحدث في الأمة ، وإن طال أمد المرض ، واتفحل الداء في الجسد ، لتجد طبيبا مداويا يعالج المرض ، ويستأصل الأورام ، ويبعث الأمل في نفوس اليائسين ، والحياة في قلوب البائسين
وهذا ما فعله وعمل عليه الشيخ ابن باديس رحمه الله تعالى ..
فكيف يرضى بمثل هذا !!! وقد نذر نفسه لمحاربة البدعة والشركيات والخرافة ، وتعرض من أجل ذلك لمحاولة القتل مرتين
وكذلك ابن مهيدي ، وغيرهم ممن نصبت لهم هذه الحجارة التي تتضرر بها أعين الشرفاء والغيورين على شرع الله ، ورجال الأمة من علماء ومجاهدين
أيظن من فعل هذا أنه يكرمهم ؟ أم يظن أنه يذكر الأجيال بماضيهم ؟ أم يرى الرفعة من شأنهم ؟
لا وكلا ما هكذا يكرم الرجال ، ولا هكذا يكتب تاريخهم ، ويعرف بهم ومآثرهم ..
معاذ الله ، وإلى الله المشتكى ، وسيُسأل الكل عن مال الأمة ، وما ألحقوه برجالها من الأذى والانتقاص حتى شمت بنا الأعداء وأهل النفاق .
ثم إن هكذا أمور لتدل دلالة واضحة صريحة على أن وراء الفعل من وراءه ممن لا يسع المقام ، ولا يسمح المقال بذكرهم
إلا أن على الغيورين وأهل العلم والدعاة والمخلصين تغيير المنكر ، والسعي في الإصلاح كل من موقعه ووفق استطاعته
والله الموفق لكل خير .