قال المؤلف ( فأول ذلك ان مؤلفه هو مسلم بن الحجاج بن مسلم ابو الحسين القشيري السنب ، النيسابوري الدار والموطن ، عربي صليبة-اي خالص النسب - احد رجال الحديث من اهل خرسان ، رحل فيه رحلة فيه رحلة واسعة ، وصنف تصانيف نافعة ، فسمع بخراسان ، يحي بن يحي التميمي ، واسحاق بن راهويه ، وغيرهما ، وبالري محمد بن مهران الجمال ، وابا غسّان محمد بن عمرو زنيجا ، وغيرهما وبالعراق ، احمد بن حنبل ،وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وغيرهما وبالحجاز سعيد بن منصور ، وابا مصعب الزهري ، وغيرهما وبمصر عمرو بن سوّاد ، وحرملة بن يحى وغيرهما في خلقٍ كثير والله اعلم .
روي عنه من الاكابر ، ابو حاتم الرازي وموسى بن هارون ، واحمد بن سلمة ، وابو بكر بن خزيمة ، ومحمد بن عبد الوهاب الفرّاء ، ومكي بن عبدان ، وابو حامد بن الشرقي ، والحسين بن محمد بن زياد القبّأني ، وابراهيم بن ابي طالب ، وابو عمرو المستملي ، وصالح بن محمد الحافظ الملقب جزرة ، وابو عوانة الإسفراييني ، وابو العباس السرّاج ، ونصر بن احمد الحافظ الملقب نصرك ، وسعيد بن عمرو البردعي الحافظ في آخرين .
وصنف غير هذا الكتاب كتباً منها ( المسند الكبير على الرجال) ، وكتاب (الجامع الكبير على الابواب ) ، و(كتاب العلل) وكتاب (ذكر اوهام المحدثين ) وكتاب (التمييز) وكتاب (من ليس له الا راو واحد) وكتاب ( طبقات التابعين) وكتاب ( المخضرمين) وغير ذلك )
اعلم رحمني الله واياك أن ترجمة الاعلام مبتدأها على تعريف المترجم له ؛ أو المؤلف صاحب الكتاب ؛ ابتداء بذكر اسمه الكامل ونسبه واختصاص علمه ؛ وكان من واجبات المحدث ان يرحل في طلب الحديث رحلة واسعة ؛ كما ذكر المؤلف في شيوخه ؛ والعلم بالسماع ؛ او المشافهة لكي لا تقيد ؛ بالشرائط او المسجلات التصويرية كما هو معروف في وقت الناس هذا ؛ فالعلم بالتلقي عن الشيوخ مع بيان الدليل لكي لا يكون مقلّدا عصبيا او غبياً ؛ كما نرى بعض المتعصبة للمذاهب وللمدارس من غير سلطان آتهم انما تعصباً وبطراً للحق -نسأل الله العفو والعافية - فكان اول سماعه بخرسان ؛ ويعود اصل اسم اقليم خراسان الى اللغة الفارسية والتي تعني ارض الشمس المشرقة وتعتبر مدينة نيسابور التي هي موطن المترجم له -الامام مسلم - وحيرات وطوس التي تعرف باسم مشهد اليوم وبلخ ومرو من مدن خراسان التاريحية ؛ وخراسان الكبرى هو اقليم قديم يشمل ايران وافغانستان وبعض مناطق آسيا الوسطى ويعتبر اقليم خراسان الساساني اصغر من ناحية الحجم من خراسان الاسلامية فقد كان يمتد من شرق لوكانيا جرجان وحتى نهر المرغاب ؛ ونهر مرغاب او مرغاب اسم نهر بمرو الشاهجان ، طوله 850 كم ،ينبع من شمال غرب افغانستان ثم يتجه الى الشمال الغربي ويصب في صحراء قاراقم في تركمانستان ؛ اول من عبره من المسلمين هو قتيبة بن مسلم الباهلي فاتح خوازم وبخارى وسمرقند وبلخ . والفائدة المنتقاة من سماعه في خراسان ان اول طريق في طلب العلم ان تشرع فيها من موطنك وديارك فلما تستوفي ذلك القدر تنتقل الى الاقرب فالاقرب ؛ لذا كانوا يسمون الرجل بالحافظ عندما يلم بمدارك اهل بلده ترجمةً وعلماً ومجالسة ؛ ولما انتهى من الخطوة الاولى انتقل الى الرّي ، وهي مدينة تاريخية تقع بالقرب من طهران في إيران. فتحت الري في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وذلك بقيادة نعيم بن مقرن, مدينة مشهورة من امهات البلاد واعلام المدن حينئذٍ ؛ ينسب إليها عدد من علماء المسلمين ومنهم فخر الدين الرازي صاحب تفسير مفاتيح الغيب, وغيره ؛ ثم انتقل الى العراق ؛ وسمع من الامام الجهبذ المحدث الفقيه احمد بن حنبل ؛ ولد ببغداد ، وروي عنه ، البخاري ومسلم وابو داود والباقون ، قال الشافعي : خرجت من بغداد فما خلفت بها افقه ولا ازهد ولا اورع ولا اعلم منه توفي ببغداد241ه ، ثم انتقل الى الحجاز - فتنبه انه كما ذكرت خطوة فخطوة والاقرب فالاقرب يتنقل للسماع من العلماء - والحجاز كما ذكر الاصمعي ( الحجاز من تخوم صنعاء من العبلاء وتبالة إلى تخوم الشام، وإنما سمي حجازًا لأنه حجز بين تهامة ونجد؛ فمكة تهامية والمدينة حجازية والطائف حجازية. الحجاز اثنتا عشرة دارًا: المدينة وخيبر وفدك وذو المروة ودار بلي ودار أشجع ودار مزينة ودار جهينة ونفر من هوازن وجُلُّ سليم وجُلُّ هلال وظهر حرة ليلى وممايلي الشام شغب وبدا..)
ثم لما استوفى ذلك انتقل الى مصر وسمع من علمائها . .