سلامٌ و محبة ~ ’’ إلى كلّ أولئك الذين ** (............)
سيعجزون عن ملأ الفراغ ,, !
هنيئا للذين شُفوا من ادمان القهوة و الأماكن و غادروا ..
µ‘’(..)
وماذا كُنّا لِنفعَلَ
أكثَرَ مِن حرثِ مساحاتٍ ناِصعةٍ بالبَياضْ ،
تغتصِبُها فيما بعدُ ذاكِرةُ الزّمن الداكِنة .
كلّ من عرفنِي هُنا يومًا من الأيّام أو جمعَني به لِقاءٌ أو صُدفةٌ أو سطرٌ أو علامةُ تعجُّبٍ .. سيُدرِكُ كَم كُنتُ أنا فِعلاً !
غيرَ أنّي لم أكُن كافيًا
أشياءٌ صغيرة تطلُبُني بإلحاحٍ هذه الأيّام ..
تسحبُني إلى هُنا !
أحاولُ أن أنسى ..
يدي تمتدّ مرةً أخرى بعفوية إلى أقرب دُرجْ ..
رأسي ثقيلٌ أيضًا هذا المساء .. تمامًا كعادته في هذا الوقت بالذّات ..
العاش(ر)ة بتوقيتِ ساعةِ الحائط :
.. أفتّشُ في أغراضي المبعثرة عن قرصٍ آخر أبتلعُه ..
و لكن لأوّل مرّة أفكر أن أسحبَ يدي فارغة . .
لاوّل مرّةٍ أفكِّرُ أنّي لستُ بحاجةٍ لتعاطي جُرعةِ ثانيةٍ أكبر ..!
ربّما أنا بحاجةٍ لهذا الصّحو البسيط .. !
و ربّما أجدُ فيه فرصةً أخيرة لأتفقّد بقايا ذاكرتي في زوايا رأسي البعيدة ..
كل ما أدركهُ اللحظة أنّ أشياءنا الصغيرة تطلبني منذ أيّام .. تسحبُني إلى هُنا !
تفيضُ بي مرّة كثرثرة شِعرٍ مُريحة .. و مَرّة .. أعصِرها من بين أصابعي كوجَعٍ قديم ..
أشياؤنا الصغيرة .. منذ أيّام تطلبني ..
و تسحبُني إلى هُنا بإلحاح ..
يدي تمتدّ مرّةً أخرى بعفوية إلى أقرب دُرج ..
لا حاجة للعُكّاز الآن .. و لا للمزيد من الأقراصِ و المَراهمِ ..
لقد شِختُ بما يكفي .. و هدَأَتْ رغبتي في البقاءِ واقفًا أو جالسًا ..!
أحاولُ فقط أن أتمدّدَ ما بقِيَ من الوقت .. لأتذكّر أُمنيةً قديمة كانت ستتحقّقُ .. لولا أنّي لم أكُن كافيًا ...!
أُحاول أن أتذكّر كيف بدأت الحكاية .. ؟
هذا الرأسُ المائلُ لا يُسعِفني
فقد نسيتُ حتّى كيف أنّي نسيت
في لحظةِ غيبوبةٍ ما من حياتي لا اذكرها .. ضيّعتُ ذاكرتي و معها أشيائي الصّغيرة .. و معها رسائلنا الخمسة آلاف .. و قلمها الأخضر ..
أعتقدُ أنّه كان أخضرًا .. !!
فقد فاتني أن أسجّل كلّ شيء ..
أنا لا أذكر كيف بدأت الحكاية ..
وحدها هيَ تذكُر ..
أو ربّما نسيَت ..!!
عليّ أن أغادر لبعض الوقت ..
فقد حان موعدُ أخذ جُرعتي الثانية الأكبر ..!
*************************************
للمرّة الثانية لا أشعر أنّي بحاجةٍ لتعاطي جُرعة ًثانيةً أكبر ..
إنّي بحاجة لهذا الصّحو ..
رأسي خفيف .. لا يكادُ يستوعبني
أشياؤنا الصغيرة تطلبني بشدّة ..
تفيض بي مرّة كثرثرة شعرٍ مُريحة ..و مرّة ...
علّيَّ أن أستمر في البحث .. علنّي أعثر على الممرّ المؤدي إلى ذاكرتي حيثُ بداية الحكاية .. حيث أشياءنا الصغيرة كثيرةِ التّفاصيل .. حيثُ رسائلنا الخمسة آلاف و قلمها الأخضر ..
حيثُ حكاياتِ العشق و النّار ..!
ولا خوف عليّ فقد شِختُ للحدّ الذي حتّى النّار لا يمكنها الالتصاقُ بجسدي .. !
رأسي خفيف و مُشتعِل .. يُحاول بجهد ترتيب ثورة من الفوضى بداخله .. يُناورُ النّسيان .. و يُناورُه العتاب ..!
يُميلني رأسي قليلا إلى الخلف ..
أرجعُ نصفُ خُطوة ..
شيء ما أخيرًا يهتزّ .. !!
تمتدُّ يدي مرّة أخرى بعفويةِ مُدمِنٍ إلى أقربِ دُرجْ ..
العاش(ر)ة بتوقيت ساعة الحائط ...
مهما غِبنا أو ابتعدنا .. أو نسينا أو شُفينا ..
أو متنا دفعة واحدة تحت رمادِ حكايتنا المشتعلة ..
ستبقى أشياءنا الصغيرة تطلبني و أطلبها ..
رسائلُنا الخمسة آلاف التي تبادلناها في رمشة "نت" كانت أوّل الخيط الذي سَيَحيكُ روحين ببعضهما .. دون أن نشعر بوخز الغُرزِ ..!
الحِرقةُ في كلماتنا الطويلة و الرّجفة بين جُملنا المتقطّعة ..
ضوؤك الأخضر المؤنس 🟢 ..
سبّابتك الصغيرة و هي تنقُر زِرَّ الفُسح على لَوحِ الأبجدية خوفا من التصاق لهفتك بالكلمة .. !
كلّ النّقاط الكثيرة التي كانت تتخلل حديثنا الجريء المرتبك .. كلّ الفواصل ‘’(..) ų و نقاط التعجب ..! كلّها كانت مقروءة جدّا لديّ ..
أقرؤها ثمّ أعدُّها لأقيس سُرعة التقاطك الحرف من أوّل لحظة ينبتُ فيها بين قلبك و الكيبورد ..
لم يكن يُسعفنا الوقت لنصحّح أخطاءنا الاملائية القليلة ..
لم تكُن أبدًا أخطاءً ..
لقد كانت متعمّدة جدًّا ..
- أما من سبيل ليعير المرء نفسه إلى أحدهم وينام طويلا؟
(اقتباس)
أتفقّد روحي منذ أيّام فلا أجد ما يستدعي البُكاء ..!
أفتّش بين أصابعي الثمانية عن حرفَين ساخنين أبدأ بهما قصيدةً حرّى فلا أجد .. !
روحي باردة .. و أصابعي كذلك باردة..
رُبّما مِتْنا في عالمنا القديم .. و لسنا الآن
سوى صَدَفتين مُهملتين تآكلتا على شاطئ لا يزوره النّاس..
لا شيء يدعوني للكتابة و النّبش في الذّاكرة ..
و لا شيء يحدثُ معي لأسجّل تاريخ اليوم .. و توقيتَ ساعة الحائط ..
كل ما كان أنّي نفختُ في هذا الاقتباس ..
و إنّهُ من غيرِ المنصِفِ أن تموت كلّ أشيائي و تنتهي .. و أظلّ أنا حيًّا..
أبحث عن وعاءٍ بالكاد يسعُني أتكوّرُ فيه .. ريثما أتمدّدُ للأبد ..
من العادل أن أموت حينما تنتهي الفرصة في أن أبقى سعيدا مع روحي ..
لا جدوى من كلّ هذه الأوقات الإضافية التي أحياها .. شاردا عن الحياة ..
متصلّبا .. أراقب نفسي و هي تُغادرني بِمهِلٍ مستّفز ..!
متكِّئا على حسراتِ كلّ الأشياء التي فاتَ أوانها .. أراقب بلا دهشة كيف تَنفذُ منّي الخيارات و الفُرص .. كيف تهرّب منّي الأشياء دون أن أحاول التقاطها ..
أنا لم أكتُب شيئا الآن .. و لم أحاول حتّى ..
كلّ ما فعلتُهُ أني نفختُ في هذا الاقتباس و نفخَ فيّ فاشتعلت..!