منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع عن الصحة النفسية المدرسية للمقبلين على ماجستير ورقلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-21, 19:45   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
lwiza2000
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية lwiza2000
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

د. أبو الهيثم
مشرف بقسم التوجيه والإرشاد ، بإدارة صبيا

الصحة النفسية والتكيف
• معنى التكيف وعناصره :
الكائنات الحية تميل إلى تغيير سلوكها استجابة لتغيرات البيئة ، فعندما يطرأ تغير على البيئة التي يعيش فيها الكائن ، فإنه يعدل سلوكه وفقا لهذا التغيير مثال ذلك : ( تغيير الإنسان لباسه ليناسب الفصل والمناخ ) ويبحث عن وسائل جديدة لإشباع حاجاته ، وإذا لم يجد إشباعا لهذه الحاجات في بيئته ، فإما أن يعمل على تعديلها أو تعديل حاجاته 0 وهذا السلوك أو الإجراء يسمى بالتكيف Adjustment 0 إن مفهوم التكيف أصلا هو مفهوم بيولوجي ، كان حجر الزاوية في نظرية ( داروين ) عن الانتخاب الطبيعي وبقاء الأصلح ( 1859 ) 0 فالحيوانات التي استطاعت التلاؤم مع بيئتها الطبيعية أستمرت في البقاء كالحرباء التي تغير لونها ليتناسب مع البيئة الطبيعية ، وهجرة أسماك السلمون ، ونوم الدببة في الشتاء 0 إن الإنسان يعمل باستمرار على التكيف مع بيئة الطبيعة عن طريق ارتداء اللباس المناسب وشكل البناء ونوع الطعام 0 وقد استعار علم النفس المفهوم البيولوجي للتكيف والذي أطلق عليه علماء البيولوجيا مصطلح تلاؤم أو توافق Adaptation ، واستخدم في المجال النفسي الاجتماعي تحت مصطلح تكيف Adjustment 0 وحيث أن الإنسان يتلاءم مع بيئته النفسية والاجتماعية مثلما يتلاءم مع بيئته الطبيعية ، من هنا شدد علماء النفس على ما يسمى البقاء السيكولوجي Psychological Survival والاجتماعي ، مثلما شدد علماء البيولوجيا على البقاء الطبيعي الفيزيولوجي أو البيولوجي Biological ,Physical Survival 0

• تعريف التكيف
في اللغة ، تعني كلمة التآلف والتقارب ، فهي نقيض التخالف والتنافر أو التصادم 0
فيما يعرفه ( فهمي ، 1987 ) بأنه : العملية الديناميكية المستمرة التي يهدف بها الشخص إلى أن يغير سلوكه ليحدث علاقة أكثر توافقا بينه وبين بيئته 0
أما ( الرفاعي ، 1987 ) يعرفه بأنه : مجموعة من ردود الأفعال التي يعدل بها الفرد بناءه النفسي ، وسلوكه ليستجيب إلى شروط محيطة محدودة ، أو خبرة جديدة 0
أما ( عبد الله ، 2001 ) فيعرفه بأنه : مجموعة من الاستجابات وردود الأفعال التي يعدل بها الفرد سلوكه وتكوينه النفسي أو بيئته الخارجية لكي يحدث الانسجام المطلوب ، بحيث يشبع حاجاته ويلبي متطلبات بيئته الاجتماعية والطبيعية 0
ويذكر ( الهاشمي ، 1986 ) التكيف في الدراسات النفسية فيقول : " هو تلك العملية المتفاعلة والمستمرة ( ديناميكية ) يمارسها الفرد الإنساني شعوريا أو لا شعوريا ، والتي تهدف إلى تغيير السلوك ليصبح أكثر توافقا مع بيئته ومع متطلبات دوافعه 0
ونلاحظ من هذا التعريف النقاط التالية :
1ـ إن التكيف إجراء أوسلوك Behavior يقوم به الفرد في سعيه لإشباع حاجاته والتلازم مع ظروف معينة 0
2ـ إن هذا الإجراء أو السلوك يشمل إحداث تغيير في بيئتي الفرد ، الذاتية ( بناؤه النفسي ) والخارجية ( الطبيعة والاجتماعية ) 0
3ـ المحيط الذي يتكيف الفرد معه ، يقسم إلى ثلاثة أنواع وهي :
أ ـ المحيط الذاتي ( الداخلي ) وهو البناء النفسي للفرد ( شخصيته ـ حاجاته ـ دوافعه ـ اتجاهاته ) 0
ب ـ المحيط الخارجي بقسميه : الاجتماعي ( الأسرة ، المدرسة ، شبكة العلاقات والتفاعل الاجتماعي في المجتمع ) 0 والطبيعي المادي ( المناخ ، الوديان ، التضاريس ، الأدوات )
ويكون الغلبة في المحيط الذاتي أو النفسي ، للتكيف النفسي Psychological Adjustment 0 في حين تكون الغلبة في المحيط الخارجي للتوافق الطبيعي البيولوجي Biological Adaptation 0 إن أبعاد البيئة الثلاثة متداخلة في الواقع وتؤثر جميعها في حياة الفرد وتحدد أسلوب تكيفه معها ويمكننا أن ننظر إلى التكيف من زاويتين ، من حيث هو عملية ، ومن حيث هو إنجاز ( نتيجة ) 0
أولا ـ التكيف باعتباره عملية Process :
حيث يحمل كل فرد حاجات متعددة ، ويعمل باستمرار على إشباعها 0 ولو تم إشباعها كلها بطريقة سهلة ، لما كان هناك داع لعملية التكيف 0 إن هذه الحاجات والدوافع في الواقع دينامية وحركية ، إنها تحرك السلوك باستمرار ومن الصعب للفرد إشباعها ، وقد يعترضه في ذلك عقبات شتى بعضها ذاتي ( داخل الفرد ) وبعضها خارجي( من المجتمع والمحيط الطبيعي ) 0 وإذا استطاع الفرد إشباع حاجاته فإن حالة التوتر تنتفي عنده ويشعر بالرضا والطمأنينة ، وإذا فشل فإنه يبذل محاولات أخرى وأساليب أخرى مثل : الانسحاب ، والتبرير ، واليأس ، أو إتباع أي أسلوب غير سوي ( مرضي ) 0 وفي هذه الحالة الأخيرة يكون التكيف السيئ دليل اعتلال الصحة النفسية ، ودليل اضطراب الشخصية 0
ثانيا ـ التكيف كنتيجة أو إنجاز ( Result ) Achievement : في أولا كانت نظرتنا للتكيف كعملية ، أي السلوكيات وردود الأفعال المتكررة التي تصدر عن الشخص ليحقق الانسجام المطلوب ، ولكن الآن ننظر إلى التكيف من حيث أنه نتيجة أيضا فهل هو جيد أم سيئ ؟ هل هو حسن أم غير ذلك ؟ ، فإذا كان التكيف حسنا وحقق الانسجام والتآلف المطلوب فإنه دليل على الصحة النفسية ، أما إذا كان سيئا ولم يحقق التآلف المطلوب فإنه دليل على الشذوذ النفسي واعتلال الصحة النفسية 0
• أبعاد التكيف ومجالاته :
يمكن النظر إلى التكيف من حيث أبعاده ومجالاته المتنوعة ، كما يلي :
1ـ التكيف الشخصي ( الانفعالي ) : ويشمل السعادة مع النفس والرضا عنها ، وإشباع الدوافع الأولية ( الجوع والعطش والجنس والراحة والأمومة ) والثانوية المكتسبة ( الأمن والحب والتقدير والاستقلال ) وانسجامها وحل صراعاتها ، وتناسب قدرات الفرد وامكاناته مع مستوى طموحه وأهدافه 0
2ـ التكيف الاجتماعي : ويشمل السعادة مع الآخرين والالتزام بقوانين المجتمع وقيمه والتفاعل الاجتماعي السوي ، والعمل للخير والسعادة الزوجية ، والراحة المهنية ، ويظهر هذا النوع من التكيف في المجالات التالية :
أ ـ في الدراسة : ويطلق عليه اسم التكيف الدراسي ، أي نجاح الفرد في المؤسسات التعليمية والنمو السوي معرفيا واجتماعيا ، وكذلك التحصيل المناسب ، وحل المشكلات الدراسية مثل : ضعف التحصيل الدراسي 0
ب ـ في الأسرة : ويطلق عليه اسم التكيف الأسري ، وهو أن يسود الوفاق بين الزوجين ، وأن تكون العلاقات قائمة على المودة والمحبة والتعاون ، ويتضمن هذا التكيف منذ البداية ما يسمى بالتكيف الزواجي Marriage Adjustment المتعلقة أساسا باختيار الشريك ، وتجانس مستوياتهما الفكرية والثقافية والاجتماعية والعمرية 0
ج ـ في العمل : ويطلق عليه اسم التكيف المهني Voacational Adjustment : ويتضمن اختيار الشخص للمهنة أو العمل الذي يناسب قدراته واستعداداته ، وتقبلها ، ورضاه عنها ، ومحاولاته المستمرة لتطويرها والإبداع فيها وشعوره بالسعادة والرضا أيض