منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مذكرة عن السياحة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-13, 18:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
yacine414
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B10 مذكرة عن السياحة

أهمية القطاع السياحي في الاقتصاد الوطني

















المقدمــة :
لقد أدركت العديد من الدول بأن السياحة في القرن الحالي ليست أكبر صناعة في العالم فحسب بل انها ستكون الاكبر بين ماشهده العالم ، وبفارق كبير حيث أهتمت هذه الدول بفتح اسواق جديدة الى جانب التقليدية لاجل استمرارية المد السياحي طيلة العام، وتقديم برامج سياحية بخدمات ذات نوعية عالية ومنافذ توزيعية مناسبة ،من شأنها زيادة فترة اقامة السائح فضلا عن امتلاك وسائل متطورة للترويج السياحي والفندقي .
وتلعب السياحة في الوقت الحاضر دورا مهما في الاقتصاد العالمي نظرا لما تحققه المبادلات السياحية من نتائج معتبرة مقارنة للمبادلات الزراعية ، والغذائية وكذلك تفوق احيانا ما تحققه المبادلات الزراعية والغذائية وكذلك في بعض الاحيان بالنسبة لبعض البلدان ماتحققه المبادلات النفطية ، فالسياحة تعتبر صناعة تصديرية وتتقارب أحيانا اخرى مع ما تحققه المبدلات النفطية ، فتعتبر السياحة حاليا صناعة تصديرية فهي بالتالي قطاعا اقتصاديا هاما في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتختلف نظرة كل من الدول المتقدمة والدول النامية الى السياحة كتطور المناطق المعزولة ، تحقيق التكامل الاقتصادي ، تحقيق رفاهية مجتمعاتها.... .
بينما تعتبر الثانية السياحة احدىقواعد ارساء التنمية الاقتصادية وهذا بتشجيع السياحة الخارجية التي تحقق فائضا من العملة الصعبة الضروري لتمويل عملية التنمية ،فالقطاع السياحي بحكم خصوصيته سواء على المستوى الوطني او الدولي - عمليات رأسمالية - وعمليات اتناجية ، وعمليات استهلاكية تقوم بها عدة قطاعات : الدولة المؤسسات المالية المؤسسات الانتاجية ، العائلات في محيط زاخر بالاحداث السياسية والاجتماعية والثقافية والبيئية.. .
فمؤسسات القطاع السياحي وجدت لغرض استغلال هذه الامكانيات والتوفيق بينها لغرض جلب سواح اليها رغبتهم في الترفيه والتسلية ، ولكي نحافظ على بقائها واستمرار نشاطها عليها ان تكيف نفسها مع تذبذبات السوق وتغيرات الطلب عليها والاسعار
فالتسويق هذه الكلمة الحديثة التي اصبحت تتداول كثيرا في الاونة الاخيرة فهي اداة فعالة لتسيير المؤسسات السياحية وجعلها مرنة تستجيب مع اضطرابات السوق فالتسويق يسعى الى تقريب المستهلك من المنتج عن طريق تلبية رغباته كما ونوعا ومن ثم تحقيق الهدف الرئيسي للمؤسسة السياحية وهو مساهمتها في التنمية الاقتصادية للوطن .
ان بعض الاقتصاديون عندما يتكلمون عن التسويق يربطونه دائما بالانتاج السلعي فهم يفرقونه عادة عن قطاع الخدمات بصفة عامة وقطاع السياحة بصفة خاصة فرغم ان القطاع السياحي يصنف ضمنقطاع الخدمات الاانه يمارس الانتاج حيث ينتج مايسمى في القطاع السياحي المنتج السياحي لهذا ظهر التسويق السياحي خصيصا لتسويق المنتج السياحي والخدمات السياحية.

- أ-
إن دول العالم مهما كان مستواها التنموي تعتمد في بناء اقتصادياتها اساسا على الزراعة والصناعة والى جانب هذين القطاعين الهامين تاتي السياحة في المرتبة الثالثة كونها تصنف ضمن قطاع الخدمات ، وهي لاتقل اهمية عن سابقتها نظرا للدور الهام الذي تلعبه في التنمية الاقتصادية حيث ظلت فكرة السياحة مرتبطة بفكرة التجارة الدولية وبعمليات تسديد وموازنة او تغطية العجز فيه كما تعتبر السياحة وسيلة فعالة لجلب العملة الصعبة وامتصاص البطالة لانها نشاط يعتمد بالدرجة الاولى على اليد العاملة مما جعل الكثير من الدول تولي اهتماما خاصا لهذا الميدان حيث عمدت الى تخصيص رؤوس اموال هائلة للاستثمارفيه ، فاصبحت السياحة في الاونة الاخيرة مجال التنافس الشديد بين الدول.
وفي الوقت الذي يحتل فيه قطاع السياحة في بعض البلدان مكانة هامة نجده في الجزائر رغم امكانياتها السياحية الهائلة لم تصل بعد الى تحقيق الاهداف المرجوة والمساهمة الفعالة لهذا القطاع اذا ماقورنت بمثيلاتها في البلدان المجاورة ولم يستطع في أي وقت من الاوقات ولحد الان ان مايبرز الصورة الحقيقية للسياحة في الجزائر بحيث بقيت مكانته في السوق الدولي للسياحة جد ضئيلة رغم انه تطرق اليها في سنة 1966 والذي سمي بمثاق السياحة وكل السياسات المتبعة من قبل المخططات الوطنية والسياسية لم تبرز السياحة في الجزائر كقطاع اساسي وفعال يساهم في تطوير وتنمية الشاملة للوطن ولكن هذا راجع الى اعتماد الدولة الجزائرية على مداخيل البترول والتي كانت تغطي احتياجات الجزائر حتى سنة 1986 وهي سنة الازمة البترولية للجزائر فهنا بدات تفكر في موارد اخرى خارج المحروقات ومن اهم الموارد هي السياحة التي بامكانها تحقيق رغبة السياسة الجزائر في البحث عن قطاع يمتص اليد العاملة ويكون مورد اخر للعملة الصعبة.
فبدأت الجزائر تهتم بهذا القطاع في برنامج إعادة الهيكلة وكذلك الخوصصة والتي كانت في السابق مختصرة إلاعلى مجال الفندقة فقـط. فالجزائر تملك سياحة فريدة من نوعها و ذلك بتنوع عادات سكانها في القارة الافريقية و حوض البحر المتوسط ، ان مناخها وتنوع مناظرها يجعلون منها موطنا لائقا لممارسة السياحة فيه بكل انواعها على الشواطئ ، وفي المناطق الصحراوية ، وفي الحمامات المعدنية وذلك طوال السنة تتمتع الجزائر بهذا الانواع من السياحة بفضل شريطها الساحلي الذي لايزال محفوظا رغم ما اصابه في تدهور في السنين الاخيرة والمساحــات الصحراوية الشاسعة المصنفة ضمن التراث الثقافي العالمي ومحمية طبيعية ( الطاسيلي ، الهقار وواد ميزاب ... ) .
وفضلا عن ذلك فان موقعها الجغرافي له ميزة ضمن حوض المتوسط نظرا لقربها من الاسواق الكبرى الموفرة للسواح.

- ب -
ونظرا الى دور التنمية السياحية وهو موضوع دراستنا المتواضعة نجد ان القطاع السياحي لازال يعاني من النظرة الضيقة للمجتمع له وكذلك السياسة المتبعة في هذا القطاع بدءا من ميثاق السياحة في سنة 1966 الى غاية الاصلاحات الجديدة التي ادخلت على القطاع السياحي.
فالسياحة حاليا هي صناعة تجارية وقطاع اقتصادي هام في عملية التنمية فقد اظهرت تجربة العديد من البلدان الاهمية التي يكتسبها هذا القطاع من النشاط اذ يحقق اموالا كبيرة ويجلب عدد هائل من السواح.
ان ضرورة صيانة التراث الثقافي وحماية الموارد المائية وتوزيعها توزيعا مصنفا لاسيما في المناطق الصحراوية والامال التي يعلقها السكان المحليون على مداخيل السياحة قصد تحسين ظروفهم المعيشية كلها عناصر تشكل الوجه الآخر للتنمية السياحية والتي تفرض علينا تحديد سياسة سياحية من خلال بحثنا هذا أرتئينا ان نطرح الاشكالية العامة وهي بما ان القطاع السياحي هو قطاع هام واستراتيجي بالجزائر ، وبالرغم من المؤهلات الكبيرة التي يتمتع بها لم يرق كغيره من القطاعات الاخرى كقاعدة اقتصادية.
ـ Iـ التساؤولات:
بناء على ما تم عرضه ونظرا لاهمية الموضوع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وتعدد جوانبه من ناحية الموارد السياحية التي تتوفر عليها الجزائر أو من ناحية اليد العامة فانه ما يبرر اأمامنا التساؤل التالي:
1-هل بنية قطاع السياحة يسمح له بأن يكون مساهم مع القطاعات الاخرى المنتجة ؟.
2- ماهي الفاعلية الاقتصادية للسياحة ؟.
3- أين تكمن قوة السياحة الجزائرية ؟.
4- ماهي تاثيرات العولمة على قطاع السياحة ؟.
5- كيف يتم المحافظة على الثروات السياحية في اطار العولمة ؟.

ـ II ـ فرضيات البحث :
لمعالجة بحثنا قمنا بصياغة الفرضيات التي نعتبرها أكثر الاجابات إحتمالا للاسئلة المطروحة والتي تبقى دائما قابلة للاختبار والمناقشة.
1. - اعتبرنا القطاع السياحي كقطاع اقتصادي.
2. - تاثير السياسات المطبقة على القطاع السياحي.
3. - القطاع السياحي قطاع حساس يتأثر بالعوامل الداخلية والخارجية .
4. - ضعف القطاع يعود الى طبيعة السياسة المتبعة في المخططات التنموية

- ج -
5. - تطور القطاع السياحي يتعلق بتطور الذهنيات والثقافة السياحية.
6. - ضرورة ادراج القطاع السياحي في أي نموذج تنموي يقوم على استغلال كل الموارد المتاحة ( البشرية ، الطبيعية ، والثقافية، التاريخية ....).
ـ -III أهـداف البحث:
كان اختيارنا لموضوع اهمية القطاع السياحي في الاقتصاد الوطني فيما يلي:
1- بما يمكن ان تساهم به هذه الدراسة في انارة الطريق للباحثين والمتخصصين لاثارة موضوع القطاع السياحي سواء من حيث تزايد معدلات السواح الزائرين الى الجزائر او ايجابيا تها على سياسة الدولة او من حيث اليد العاملة وما تمتصه منها.
2- محاولة الكشف عن موضوع القطاع السياحي الذي يزال لم يحض بالبحث والدراسة وذلك حتى تلفت انتباه الباحثين لهذا الموضوع الحساس والهام.
3- مساهمة الدراسة في اثراء المكتبات الجامعية بالمراجع خاصة باللغة العربية التي تفتقر اليها .
4- البحث عن الاسباب التي أدت الى عدم ظهور القطاع السياحي كقطاع له دوره في التنمية الاقتصادية .
5- ابراز القطاع السياحي كقطاع مساهم في تنمية الاقتصاد الوطني بالعملة الاجنبية.
-IV أهمية البحث:
تتمثل اهمية دراسة القطاع السياحي في التنمية الاقتصادية الوطنية بما يلي:
1. - بما يمكن ان تساهم به هذه الدراسة في اثارة الطريق للباحثين والمتخصصين لاثارة القطاع السياحي واهميته في التنمية الاقتصادية.
2. - اظهار القدرات السياحية التي تتمتع بها الجزائر وكذلك تبيان الاهمية السياسية الي ولتها الجزائر لهذا القطاع ودخوله العولمة الاقتصادية.
V-حدود البحث:
حتى نتمكن من الاجابة على اشكالية البحث وتحقيقا للاهداف المرجوة من هذه الدراسة ، فقد تعين علينا وضع محددات وابعاد الدراسة التي تتمثل فيما يلي:
1 - اقتصر بحثنا على دراسة اهمية القطاع السياحي في تنمية الاقتصاد الوطني ودوره في امتصاص البطالة والمساهمة في التنمية الاقتصادية.
2- كذلك ركزنا على النتائج المحققة كذلك التدفق السياحي التي تعكس اهمية المنتج السياحي ومدى قدرته على جذب السواح ، وكذلك دراسة العرض والطلب ومقارنة هذه التدفقات في شكلها البشري والنقدي مع التدفقات في الدول المجاورة.

- د -
وكذا وضعية الميزان السياحي ومساهمة القطاع في تكوين الانتاج الداخلي الخام وفي انشاء القيمة وكذا مساهمة القطاع في احداث مناصب شغل جديدة وامتصاص قدر كبير من البطالة بما يمتاز به هذا القطاع من اهميته وحيوية النشاط.
3- اقتصرت دراستنا على آليات تاثير السياسة المتبعة وقوانين الاستثمار في جذب السواح وكذا تشجيع الاستثمارات وخاصة فيما يخص اطار قانون النقد والعرض.
VI- مبررات ودوافع اختيار الموضوع:
هناك عدة اسباب دفعتنا لاختيار هذا الموضوع نوجزها فيما يلي:
1- شعورنا باهمية الموضوع خاصة مع التحولات الاقتصادية التي عرفتها الجزائر بصفة عامة وكذلك الاصلاحات في ظل الشراكة بصفة خاصة.
2- الاهتمام المتزايد وخاصة في الاونة الاخيرة من قبل السلطات الاقتصادية بالقطاع السياحي ، نظرا لاهميته في تنمية الاقتصاد الوطني ومساهمته في ميزان المدفوعات.
3- اهمية القطاع السياحي في تنويع صادراته من غير المحروقات وكذلك تعريف الجزائر وما تكتزنه من ثروات مختلفة وعادات وتقاليد تزخر بها وكذلك البحث عن سوق لها في الدول الاخرى كما هو معمول به لدى بعض الدول المغاربية.
4- ميل الباحث الى معرفة العالم الخارجي من ثقافة واثار ، وعادات وتقاليد.
VII المنهج المتبع وادوات الدراسة المستخدمة.
بالنظر الـى طبيعة الموضوع محل الدراسة ومن أجل الاجابة على الاشكالية المطروحة وإثبات صحة الفرضيات المتبناة، أخترنا المنهج الوصفي التحليلي فيما يخص بالمفاهيم العامة التي شكلت مدخلا للدراسة والمنهج الاحصائي التحليلي ، فيما يتعلق بباقي أجزاء البحث وذلك بالاعتماد على:
- أدوات إحصائيـــة كالنسب المؤية ومعدلات النمو .
- القوانين والتشريعات المتعلقة بمجال الاستثمار في القطاع السياحي ، والصيانة والنقل والشراكة .
- القوانين والتشريعات المتعلقة بالمجال الاقتصادي خاصة الاستثمار والصيانة والنقل والشراكة.
- الزيارات الميدانية المتكررة للهيئات الرسمية المعنية( الوزارة ، المدرسة العليا للسياحة ).
VIII الصعوبات التي تلقاها الباحث:
بالاضافة الى الظروف الخاصة فقد واجهتنا صعوبات كبيرة في سبيل إعدادهذا البحث نوردها قصد لفت انظار المسؤولين من أجل ايجاد صيغة جديدة لتسيير هذا القطاع وكذلك المساهمة في تسهيل مهام الباحثين ومن اهم هذه المشاكل نجد.



-هـ-
- ندرة المصادر المختصة بالسياحة وخاصة القطاع السياحي بالجزائر.
تضارب الاحصاءات احيان باختلاف مصادرها مما دفعنا للدقة والاحتراز في انتقاد ماهو قريب من الصحة .
- تداخل بعض الوزارات مع وزارة السياحة مثل وزارة الاوقاف والشؤون الدينية ووزارة الاعلام والثقافة ، وزارة الداخلية مما صعب لنا من تحديد المعطيات الخاصة بالقطاع السياحي.
IX - خطة البحث وطرق تقسيمه:
لمعالجة هذا الموضوع قمنا بتقسيمه الى اربعة (04) فصول وهي كما يلي:
الفصل الاول : جاء بعنوان مفهوم الاقتصاد السياحي وهو يعتبر كمدخل نظري لهذه الدراسة على اساس موضوع رسالتنا يركز على اهمية السياحة والتي تتطلب تحديد وتعريف مفاهيم السياحة ودورها في الاقتصاد ، حيث نتطرق في المبحث الاول الى نشأة السياحة وتطورها ، وهذا التطور كان يتزامن مع السياسات المتبعة عبر العصور وحسب مختلف المناطق والشعوب ، اما المبحث الثاني والذي كان يبين دور السياحة كنشاط اقتصادي في التنمية والذي من خلاله نبين ان السياحة هي عنصر حساس وفعال في التنمية الاقتصادية ان عرفت الامم والشعوب كيف تستغله وخاصة دول العالم الثالث الذي يعتبر قطاع فعال في التنمية الاقتصادية وذلك بعائداته وتدفقه المالي من العملة الصعبة.
اما المبحث الثالث فقد ركزنا فيه على جانب معالجة البطالة عن طريق السياحة أي بينا فيه دور السياحة في امتصاص قدر كبير من اليد العاملة بانواعها وذلك باقل تكلفة مقارنة مع القطاعات الاخرى.
الفصل الثاني: والذي تحت عنوان الخصائص المميزة لظهور السوق السياحي والذي تناولت فيه أهمية السوق السياحي في تسويق المنتجات السياحية والذي كان يحتوي على اربعة (04) مباحث ، المبحث الاول تم فيه تعريف السوق والمفاهيم الاساسية للسوق السياحي وما يتطلبه من طلب على المنتجات وواقع هذا الطلب على المنتج وكذلك الغاية وكيفية تحقيق هذا الطلب.
اما المبحث الثاني: فكان يعالج الطلب السياحي وكيف يتم تصنيفه وواقع هذا الطلب بالنسبة للاسواق الجزائرية وماهي العوامل التي تشكل هذا الطلب ،اما المبحث الثالث فكان يعالج ايضا العرض السياحي وخاصة بالنسبة للاســواق الجزائرية.
اما المبحث الرابع : بعد ان رأينا الطلب والعرض فانه من البيهي ان يكون ســعر لهما والتي تتمثل في تشكل الاسعار في الاســواق السياحية وماهي انواع هذه الاسعار وكيفية تقبلها من المستهلك.


- و -
اما الفصل الثالث : آثار الاصلاحات على تطور السياحة والافاق المستقبلية ، والذي عالجنا فيه السياسة السياحية مابين ( 1980- 1990 ) والتي كانت عنوان المبحث الاول ومن خلالها عرفنا ماهي الاسباب الحقيقية أدت الى نشوء هذه السياسة والى ماتهدف اليه من تنمية سياحية واتمام البرامج المسجلة في المخططات التنموية السابقة ، وكذلك احصاء وحماية الطاقات الكامنة للسياحة الوطنية وكذلك تم اظهار المخططات الوطنية من سنة 1980 الى سنة 1990 ، ومن خلال هذه الدراسة للمخططات عرفنا ماهي الاسباب التي جعلت هذه المخططات لم تحقق الاهداف المسطرة ، وكذلك تم معرفة واحصاء عدد السواح الوافدين الى الجزائر خلال هذه الفترة وهذا ماتم التطرق اليه من خلال دراستنا لهذا الفصل ، وكذلك مجال الشراكة مع الدول الاجنبية وعقود الاستثمارات وكذلك تم التطرق الى كيفية بيع الفنادق السياحية وماهي الفنادق السياحية الموجودة في سياسة الوزارة القابلة للبيع.
وفي الفصل الرابع : الذي يتناول الاستثمارات السياحية فهو يحتوي على مبحثين الاول هو عبارة عن نظرة عامة عن الاستثمارات السياحية بشكل عام ، والذي يتم فيه كيفية اتخاذ القرارات الاستثمارية وكذلك معرفة التدفقات النقدية ، وما هي الشروط الاساسية في عملية الاستثمارات وطبيعة الاستثمارات المنجزة في الميدان السياحي ، وكيفية تأثير رؤوس الاموال المستثمرة الاجنبية على تنمية الاقتصاد السياحي من ناحية نقل التكنولوجية المتطورة والتي يستفيد نها الاطار الجزائري من خلال الاتفاقيات الموجودة في قوانين الاستثمارات السياحية .
وماهي الشروط التي يجب توفرها في المتعامل الاجنبي لنقل رأسماله الى الجزائر ، وكذلك تحديد نوع المشروع في الجزائر .
على الصعيد الاقتصادي وعلى الصعيد المالي ، وكذلك تطرقنا الى مزايا قانون الاستثمارات المتعلق بالعقار ودخول رؤوس الاموال الاجنبية وكذلك تطرقنا الى ترقية الاستثمارات السياحية في الجزائر
اما المبحث الثاني : السياحة في برنامج الحكومة والآفاق المستقبلية :
يعالج السياسة الجديدة التي ولتها الدولة الجزائرية الى هذا القطاع وما هي الاجراءات المتخذة لمواجهة العولمة حتى تكون سياحة تساهم في التنمية الاقتصادية وتواجه التحديات الاقتصادية للعالم الخارجي ، وقد تطرقنا في هذا المبحث الى العولمة والسياحة الدولية وكذلك أهمية هذا القطاع في التنمية المستديمة.


-ي -



الفصل الأول: مفهوم الاقتصاد السياحي
تمهيد:
إن مفهوم السياحة هو مفهوم شاسع وذلك الى كل مختص وهو يعالج ويقدم المفاهيم الاساسية والمتعارف عليها لدى المختصين في السياحة ، وهذا المفهوم يختلف من عالم الى آخـر.

المبحث الأول: نشأة السياحة وتطورها

يـــرجع الأستاذ "شمولر جوستاف " وهو خبير سياحي ، أن منشأ السياحة يعود إلى نشأة الانسان نفســه وان حاجات الانسان الغريزية كالطعام والأمن هي التي دفعته الى السفر والترحال ، فعندما كانت منطقته لاتوفر له حاجياته من الطعام والأمن بدأ يبحث عن مناطق توفر له ذلك ، إضافة إلى رغبة الإنسان في التغيير المؤقت لمكان إقامته وهو مانسميه اليوم " السياحة " كذلك ساهمت الديانات في نشأة وتطور السياحة ومن أهمها الديانة الاسلامية والتي تشمل الزيارة إلى الأماكن المقدسة ومن أهمها الحج الذي يلعب دورا فعالا في تنمية وتطوير السياحة مع تقديمها وتعريفها للغيــر(1) .
ثم جاء الفلاسفة الذين جابوا مناطق غير معروفة لطلب العلم والمعرفة والتي بواسطتهم أصبحت عدة مناطق وشعوب معروفة لدى الأمم ، وتم عن طريق الترحال اكتشاف قارات بأكمـلها.
بعدما كانت السياحة تتميز بتحركات الأفــراد من أجل البحث عن الأمن والغذاء لهم ولحيواناتهم بدأت تتبلور فكرة التطور والمتمثلة في ربط العلاقات الإنسانية والتي بدورها أدت إلى خلق عادات للزيارات وكذلك الاستشفاء الصحي ، ومع تطور الزمن أصبح الأفــراد ينتقلون من مكان لآخـر قصد التنزه أول إنجاز كان في فرنسا لممرين يمثلان " الدورة الصغرى " التي تشمل باريس والجنوب الغربي " بالدورة الكبرى" التي تشمل باريس والوسط ثم الجنوب الشرقي ومنه ظهرت العبارة التالية " قم بالدورة الكبرى" وهذا من بريطانيا العظمى سنة 1807 بحيث كل شاب إنجليزي خلال نضجه مطالب بالسفر حول القارة (2).
واستمر تطور السياحة حتى حدثت الطفوى الكبرى" من القرن العشرين(20 ) حيث ساهمت الثورة الصناعية في إنعاش السياحة بسبب عدة عــوامل.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
1- مروان السكر : مختارات من الاقتصاد السياحي - الاردن مجدلاوي للنشر والتوزيع سنة 1999 ص 13.
2-GERARD GUIBILATO Economie Touristique Edition, d’E LTAS page 22.


المطلب الأول: تعريف السياحة

تعني كلمة السياحة في معناها الأول السفر والإقامة المؤقتة خارج مكان السكن الأصلي ، في الماضي سافر الناس لأهداف مختلفة منها التعرف على العالم ودراسة اللغات الأجنبية (1).

- أما السياحة بالمفهوم الحديث هي ظاهـــرة طبيعية من ظواهـر العصر الحديث والأساس منها الحصول على الاستجمام وتغيير الجو والمحيط الذي يعيش فيه الإنسان والوعي الثقافي المنبثق لتذوق جمال المشاهد الطبيعية ونشوة " الاستمتاع بجمال الطبيعة" وهذا التعريف يعود للألماني " جوبيير فولر " بتاريخ 1905.
كما عرفت السياحة من قبل العالم الاقتصادي النمساوي " شـوليرن شــراتنهوس" عام1910 بأنها " الاصطلاح الذي يطلق على أي عمليات خصوصا العمليات الاقتصادية التي تتعلق بوجود وإقامة وانتشار الأجانب داخل وخارج منطقة معينة أو أية بلدة ترتبط بهم ارتباطا مباشــرا (2).

- أما الباحث الإنجليزي "نورفال " فقد سلط السياحة على الاجانب فقرر ان السائح هو الشخص الذي يدخل بلدا اجنبيا لاي غرض عدا اتخاذ هذ البلد محل اقامة دائمة او عدا العمل من هذا البلد عملا منتظما مستمرا والذي ينفق في هذا البلد الذي يقيم فيه مالا كسبه في مكان آخر. (3)
- ظلت هذه التعارف السابقة الذكر مجرد محاولات للاهتداء الى تعريف يجمع مقومات السياحة وعناصرها وخصائصها من ضوء تطورها في الأعـوام السابقة للحــرب العالميـــة الثانــية .

إلا أن هناك تعريفا شاملا يمكن إتخاذه أداة للانطلاق والتحليل وهو التعريف الذي اطلقه الاستاذ "هـونزيــكير " السويسري رئيس الجمعية الدولية لخبراء السياحة العالميين .
في بحث نشر له بالمانيا عام 1959م والذي استقر معظم الباحثين في علم السياحة على انه تعريف علمي غطى سمات السياحة الرئيسية والقواعد التي تقوم عليها السياحة وهو " مجموع العلاقات والظواهر التي تترتب مع سفر وعلى اقامة مؤقتة لشخص اجنبي في مكان ما طالما ان هذه الاقامة المؤقتة دائمة وطالما لم ترتبط هذه الإقامة بنشاط يغل ربحا لهذا الأجنبي. (4).



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
1 - مروان محسن السكر العدوان - مرجع سبق ذكره سنة 1999 ص 13.
2 - محمود كامل - السياحة الحديثة علما وتطبيقا سنة 1975 ص 16.
3 - محمدي موسى الحريري القاهرة مصر - جغرافية السياحة " الاسكندرية" سنة 1991ص 18
4 - محمود كامل مرجع سبق ذكره ص 16.
ومن الصعب إعطاء تعريف واحد وشامل لكلمة السياحة حيث أنه بالقدر الذي يوجد فيه مؤلفون مختصون في هذا المجال بقدر مايوجد هناك تعاريف مختلفة لكلمة السياحة .
وكانت كلمة السياحة تعني من بدايتها الحركة والسفر وقطع المسافات والعودة بمكان السكن الاصلي والسائح هو ذلك الشخص الذي يقيم برغبته خارج مكان سكنه الاصلي دون ان يهدف الى مكتسبات اقتصادية وعليه ان يصرف أمـوالا وفرها في مكان آخــر.
وفي اجتماع عقدته هيئة الامم المتحدة في روما سنة 1963 وتحت عنوان السياحة الدولية جاء تعريف السائح الدولي على أنه " كل شخص يكون موجودا بشكل مؤقت في دولة أجنبية ويعيش خارج مكان سكنه الأصلي خلال أربع وعشــرين (24 ) ســاعة أو أكثـــر ويستدل من هذا التعريف على أن السياح هــم :
-1- الشخص الذاهب للترفيه أو العلاج اأو لاسباب أخــــرى.
-2- الشخص الذاهب لاجتماعات دوليــة أو لحضورمباريات رياضـية دولية او المشاركة بها.
-3- الشخص الذاهب للدراسة أو التخصص في مجال معين.
ومن هذا التعريف يستدل أيضاعلى أن الشخص لايعتبر سائحا في الحالات التاليــة:
1 - الشخص الذاهب للعمل بدولة اجنبية ويعمل بها بعقد او بغير عقــد.
2 - الشخص الذي يستوطن في المكان الذي ارتحل اليه وكان سائحا منه .
إن الهيئات الدولية قامت هي ايضا بتعريف السياحة كمفهوم وظاهرة من خلال تعريف السائح وهو الشخص المعني الرئيسي من السياحة وهذا لأسباب إحصائية شاملــة والصعوبات في تنوع التعاريف العديدة للاصطلاحات الهامة فعرفت لجنة خبراء الإحصائيات التابعة لهيئة الامم المتحدة عام 1937 السائح هو " أي شخص يزور بلدا ما غيــر تلك التي يقيم عادة فيها لفترة لاتقل عن اربعة وعشــرين (24) ساعة وينقسم السياح إلى :
1 - الأشخاص الذين يسافرون من أجل المتـعة لاسباب عائلية ، للاسباب الصحية ... الخ
2 - الأشخاص الذيـن يسافـرون لحضــور الاجتماعات الدولية لتمثيل بلادهم سواء علميا أو
إداريا أو ديبلوماسيا أو رياضــيا .
3 - أرباب الأعمال الذين يسافرون لاسباب تتعلق بأعمالهم.
4 - الأشخاص الذيــن يسافــرون فـي رحلات بحـريــة ولو كان مـدة إقـــامتهم اقل من أربعة وعشـرين (24) ساعة .(1)


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- GERARED GUIBILATO - OPCITE PAGE 14 .
في هذا الصدد يــرى مؤسس الأبحاث السياحي " KRAPTE HUNSIKER " أنها مجموعة من العلاقات والأعمال التي تكونت بسبب التنقل واقامة الافراد خارج مقر سكناهم اليومي حيث ان هذا التنقل لايدخل في إطار النشاط الإنـسانـي المربح .. الخ .
رغم صحة هذه التعاريف فإنها غير كاملة وغير شاملة للظاهرة السياحية كما نراها في عصرنا الحالي ، لأن هذه التعاريف لاتشمل سوى جوانب معينة في الظاهرة كالسفر ، والتنقل ، والاقامة خارج السكن اليومي المعتاد واشباع حاجات معينة داخل البيئة.
وحتى يمكن الوصول الى تعريف عام وشامل للظاهرة سنورد تعاريف علمية اخرى يعرفها قاموس ( (Petit Robertعلى أنها مجموع الأنشطة المتعلقة بتنقل السياح واقامتهم خارج سكناهم اليــومية وهي وفق هذا التعريف ، تتمثل في الاعمال والأدوات التي تتعلق باقامات السواح وتنقلهم ونشاطاتهم الترفيهية فالسياحة إذ تشمل على عدة عناصر :
- وسائل النقل المختلفة ، هياكل الإقامة ، المطاعم والملاهي ، والمقاهي ،والحدائق وغيرها والوقت الحر فهي بذلك تكون صناعة تختلف عن الصناعات الأخرى نظرا لتداخل عدة قطاعات ونشاطات في تكوينها .
- أما المجلس الإقتصادي والإجتماعي الفرنسي فقد عرفها في قراره الصادر سنة1972 بأنها " فن تلبية وإشباع الرغبات الشديدة والتنوع التي تدفع الانسان إلى التنقل خارج مجاله اليومي .. إ لخ " (1) .
هذا التعريف يضيف شــيئا جديدا إلى التعاريف السابقة وهو إعتبار السياحة فن يعني ذلك أنها قطاع مميز عن قطاعات النشاطات الاقتصادية الأخــرى بسبب طبيعتها ووظيفــتها وأسلوب وأدوات تطويرها وإختـلافـها عن الخــدمات الأخرى التي تقدمها الدولة للمواطن .








ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
-1 Note et Etudes Documentaire N° 50 : 4591 4592 Année 1980 .page10


المطلب الثاني: أنواع السياحــة

ينبغي تحليل القطاع السياحي بإعتباره عنصرا من عناصر التنمية خاصة في بعض المناطق ، وفي هذا الإطار يكتسي طابعا متعدد الأشكال وتتميز السياحة الحالية بكثرة انواعها وأشكالها ويمكن تقسيمها إلى عدة أنواع:
1 - حسب جنسيات السياح : تنقسم السياحة الى نوعين رئيســيـيـن هما:
أ) - سياحة خارجية ( دولية) وتكون من قبل مواطنين اجانب داخل حدود دولة اخــرى وفي جميع الحالات يتم إختيار الحدود الدولية وصرف عملة أجنبية صعبة خلال فترة السياحة.والسياحة الخارجية تنقسم إلى نوعين سالبة وموجبــــة:
- فالسالبة تحصل عندما يذهب مواطنون البلاد للسياحة في الخارج وينفقون عملة صعبة وفروها داخل البلاد .
- والموجبة تحصل عندما يحضر مواطنون أجانب إلى دولة معينة وينفقون عملة صعبة تساعد في زيادة الدخل الوطني.
ب) - سياحة داخلية : تتم من قبل مواطني دولة معينة داخل حدود دولتهم وتنفق فيها عملة محلية
2- وتقسم السياحة حسب هدفها إلى عدة ّأقسام هـــي:
أ) - السياحة العلاجية:
تكمن في هذا النوع من السياحة الحاجة إلى العلاج الجسمي والنفسي وأمراض أخـــرى عند المواطنين وتمارس بهدف الشفاء التام أو التخفيف من الآلام والأوجاع وهي تنقسم إلى عدة انــواع حسب الوسائل الطبيعية المستخدمة في العلاج وهي :
1- السياحة العلاجية المناخية :
ويتم العلاج عن طريق المناخ وذلك مثل بعض الأمراض التي تعالج في الجبال والبعض الآحر في البحار وغيــرها.
2 - السياحة العلاجية المعدنية:
تشمل السياحة المعدنية شكل السياحة الصحية الاكثــر إنتشارا لكن التقاليد المنتشرة في هذا الميدان تجعلها تتجاوز هذا الإطار تماما حيث أنها تعتبر كاحدى وسائل التسلية والراحة وتملك الجزائر إمكانيات هامة من الحمامات المعدنية لاتزال غير مستغلة ، وفي إطار حصيلة الحمامات المعدنية التي أنجزت عبر كل التراب الوطني سنة 1986م (1) ، تم إحصاء 202 منبع للمياه المعدنية يمكن أن يسمح إستغـلالهـا بتوسيع المنـتجات السياحـية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ1 الدورة السادسة عشر للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الجزائر نوفمبر2000 ص 9.

ب- السياحـــة الترفيهية:

تكمن فيها الحاجة للراحة الضرورية لاستعادة القوى النفسية والفيزيائية للفرد علما بأن كل إنسان يبحث عن التنوع في حياته ويهرب ويتحرر من روتين (العمل اليومي) وتمثل الراحة الفعالة أحيانا بتغيير مكان السكن وهدف هذا النوع من السياحة هو المحافظة على صحة الفرد.

ج- السياحـة الرياضية:

وتقسم الى نوعين سالبة وموجبة ، والسياحة الرياضية الموجبة تتمثل بالسفر والإقامة للمشاركة الفعلية في المباريات الرياضية ويضم هذا النوع جميع أنواع الرياضات المعروفة وتمثل السياحة الرياضية السالبة بالسفر والاقامة من أجل مشاهدة المباريات والإحتفالات الرياضية (1) .
والسياحة الرياضية بشكل عام تشكل وسيلة لتطوير التبادل السياحي بالنسبة للشباب ، ويستحسن أن تشجع الجزائر تنظيم هذه التظاهرات عبرالوطن.

د- السياحة الثــقــافــيــة :

وتهدف هذه السياحة إلى زيادة المعرفة لدى الشخص من خلال تشجيع حاجاته الثقافية للتعرف على المناطق والدول غير المعروفة له وهي مرتبطة بالتعرف على التاريخ والمواقع الاثرية والشعوب وعاداتها وهذا النوع من السياحة مشهور ومعروف في مصر واليونان وايطاليا ، وهي سياحة نخبوية حتى من البلدان المتقدمة لانها تكاد تنعدم في الجزائر إذا لاتجد اقبالا لحد الان من طرف السكان المحليين وتبقى حكرا على السواح الاجانب ومهما يكن ينبغي أن يشكل تعميم السياحة الثقافية هدفا لتقويم التراث الثقافي ( علم الاثريات والمتاحف والمسارح ) من زاوية تجارية محضة وفي نفس الوقت وسيلة لتشجيع الشباب على الاهتمام بالثقافة بكل أشكالها .
هـ- السياحة الرسمية: تنقسم إلى نوعيــن :
1- السياحة الرسمية :
وتكون عندما يسافر أعضاء الوفود أو اشخاص معينين من أجل المشاركة في محادثات رسمية أو من أجل المشاركة في إحتفالات دولية معينة .
2- السياحة الرسمية الاقتصادية : وتكون عندما يسافر الشخص من أجل مشاهدة المعارض التجارية والصناعية .
سيسمح تطوير شبكات الاتصال وتحرير الاقتصاد بزيادة الزيارات الشخصية أو في اطار التظاهرات المختلفة ، كالمؤتمرات والأسواق والمعارض .. الخ .

1- مروان السكر -مرجع سبق ذكره ص 17 .
كما ينبغي أن تركز جهود الترقية من خلال توفير عرض خاص ( فيما يخص امكانيات الإستقبال وتقنيات الاتصال وتهيئة المساحات .. الخ ) على تنمية هذه السوق في مجال الاجتماعات المهنية التي تعرف إنتشارا واسعا وذات النتائج المعروفة على الصعيد الاقتصادي.
و- السياحة الدينية :
وتعتبر من أقدم أنواع السياحة وتتـــمثل في زيارة المواقع الدينية ومن أشهر المواقع الدينية في العالم التي شهدت زيارات دينية منقطعة النظير كمكة المكرمة والمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية وكذلك دولة الفاتيكان في روما بالنسبة للمؤمنين بالعقيدة المسيحية.
السياحة ذات الطابع الديني التي لايمكن إعتبارها شكلا من أشكال السياحة في الجزائر وحسب العرف تتم على شكل طقوس حول الاضرحة المصلية المعروفة نوعا ما ، وقد أدى تطور المجتمع إلى تراجع هذه التظاهرات التي تشكل تــراثا ثقافيا كفيلا بتطوير المنتجات السياحية من ناحية أخرى ، يمكن إعادة الاعتبار للمواقع الدينية التي أعتادت على زيارتها مختلف الطوائف الدينية قصد تشجيع النشاط السياحي.

ي - السياحة حسب الشكل التنظيمي وهي:
1- السياحة الجماعية :
وتكون عندما يسافر السياح مع بعضهم جماعيا وضمن برنامج يشمل الاماكن المنوي زيارتها ومكان المنام والطعام وغيرها ، وهي تنظم عن طريق وكالات السياحة والسفر وتنقسم الى قسمين :
أ) - تنظم المجموعة الواحدة برنامج الرحلة لوحدها من حيث مدة الاقامة في المناطق السياحية والاقليمية المنوي زيارتها وتحدد طرق المبيت والطعام المنوي استحدامها في الاماكن السياحية أي انه يكون غير مخطط لها مسبقا حسب برنامج .
ب) - سياحة جماعية منظمة : يكون برمامج الرحلة معد مسبقا من قبل شركات السياحة او وكالات السياحة والسفر ومحدودة ظروف المنام والطعام وعدد الليالي التي يقضيها السياح والامكنة المنوي زيارتها .
2- سياحـــــة فرديـــة :
وهي سياحة من افراد لوحدهم للاقامة خارج مكان سكنهم الاصلي تنقسم الى نوعين:
أ) - سياحة فردية غيـر منظمـة.
ب) - ســياحة فــردية منظــمة.



المطلب الثـالـث : تطور السياحة :
بعدما كانت السياحة في القرون الوسطى تتميز بتحركات الأفراد والزيارات لغرض محدد كالصحة والعمل والحج الى غيرها ، أصبح الافراد ينتقلون من مكان لآخــر قصد التنزه وأول إنجاز كان في فرنسا لممرين هما "الدورة الصغرى" وتشمل باريس والجنوب الغربي و "الدورة الكبرى" التي تشمل باريس والوسط ثم الجنوب الشــرقي .
ظهرت العبارة " قم بالدورة الكبــرى" وهذا من بريطانيا سنة 1807 بحيث كل شاب إنجليزي خلال نضجه مطالب بالسفر حول القارة وكلمة سياحة أشتقت من الكلمة الانجليزية دورة <THE TOUR - وفي سنة 1807 ظهرت كلمة سائح والتي تعني الشخص الذي قام بالدورة ومن هذا النتائج اصبحت هذه الكلمة تشـرح نظرية وتطبيق السفر من أجل المتعة أما في اليونان فظهرت السياحة العلاجية (1) .
وأستمر تطور السياحة حتى حدثت الطفوة الكبرى في القرن العشرين(20) حيث ساهمت الثورة الصناعية في إنعاش السياحة بسبب عدة عوامل :
أولا : تـــطور وسائل النقل :
ثانيـا: تطور وسائل الاتصال والاشهار والاعلان .
ثالثـا : إرتفاع مستوى دخل الافراد وتقليص وقت العمل وظهور العطل السنوية .
إن تطور السياحة كان مع تقدم الفكر الانساني شيئا فشيئا وهذا بتنمية وسائل النقل والاتصال ، فهذه الوسائل تجعل السفر أكثر راحة كما تسمح بربط المناطق المعزولة وهناك نمطين لتطور السياحة هما
-1- السياحة العصرية أو الاجتماعية :
ظهرت في القرن التاسع عشر (19) مع التقدم الحضاري والصناعي حيث أنشأ معهدين الاول في أوروبا الغربية والثاني في أمريكا الشمالية وهذا نتيجة تقدم الهياكل الحضارية سنة 1940
-2- السياحة الكتلية :
لقد أصبحت ظاهرة مهمة في رفع المداخيل من العملة الصعبة وهذا خلال القرن العشرين (20) لكن السياحة الاجتماعية لم تنمو بإتــباع قوانـيــن إجـتماعــية تعترف بقانون العمل الى غاية 1850 وقت العمل كان يصل ال 14 ساعة في اليوم مع تطور الخدمات السياحية والفكر الانساني تقلص فارق ساعات العمل وأخذ مصطلح السياحة معناه الحقيقي سنة 1936م أين تم إنشاء المكتب الدولي للسياحة الاجتماعية (B .I .T . S ).



- GERARED GUIBILATO - OPCITE PAGE 22 . 1

-3- السياحة في الاقتصاد الحديـث :
من خلال تقديم الخدمات تقوم السياحة بدورها في عملية تصريف الثروات السياحية وتلبية حاجات ورغبات السياح المحليين والاجانب من الراحة والعلاج والزيارات والرفاهية وغيــرها.وعادة تحت كلمة الخدمات السياحية يفهم :
- مجموعة من الأعمال التي تؤمن للـــسياح الراحة والتسهيلات عند شراء واستهلاك الخدمات والبضائع .
لقد مرت السياحة بعدة مراحل ومن أهمها :
المرحلة الاولى : التنقل والترحال من اجل محيط افضل وذلك قصد الرعي والبحث عن الرزق والامن وهذا ماميز حياة البداوة أي اساس حياة الانسان البدائي حيث جاب الصحراء القاحلة والهضاب والوديان وعبر الأنهار وصولا الى السهول الخصبة ، فارتبط بالطبيعة وعرف الزراعة حتى وصل إلى الاستقرار والثبات فكانت بمثابة مرحلة للاستكشاف ومعرفة جديدة للسفر .
المرحلة الثانية : التجارة والتي لازمت التطور الطبيعي للجماعات الانسانية واصبحت في إستقرارها تنتج فائضا عن حاجاتها الضرورية وتسعى لتصريفه بكافة الطرق الممكنة فلم يلتصق بمكان معين بل تنقل وغير وكان الحج الى الاماكن المقدسة الدور الاوفر في التنقلات والتعارف والخبرات الجديدة التي أكتسبها الافــراد والجماعات في أسفارهم على حد ســواء
المرحلة الثالثة : الرغبة في معرفة المجهول وما هو جديد من الثقافة والمعارف ورغبة الانسان في التحرر من قيود بيئته سعيا وراء اكتشاف والتعارف أن المرحلة الثالثة هي اكثر ما ميز ظاهرة السياحة في الماضي وذلك من خـــلال عدة اشكال نذكر منها.
الســفر من أجل المغامرة والاطلاع او الاستكشاف والمصلحة امثال البحاراكريستوف كولومبس " فاسكو ديغاما " ومشاهيــر الــعرب والمسلمين مــن بــيــنهــم "إبـــن خلــدون " إبن بطوطة" إبن جبير . كما نجد أيضا إبن البندقية "ماركو بولو" .
السفر الذي قام به العلماء والمثقفون الرحالة لدراسة الاراء والنظم وحياة الشعوب الاخرى ودراسة الآثار والثروات ، وللمتعة ايضا ، أمثال المؤرخ الاغريقي "هيرودوت" المسافر المعروف بسيره وكتاباتـه والاديب الصيني "يوانغ شــانغ"
- السفر الذي الذي قام به علماء بريطانيا خلال العصور الوسطى الى الجامعات المختلفة في رحلات طويلة الى اوروبا من اجل تلقي المعرفة.
وعندما حل القرن السابع عشر(17 ) ظهر السفر بغرض المشاهدة وبدأت طائفة من الناس يغدون الى العواصم الكبـــرى لمشاهدة القصور الملكية وارتياد المراكز الثقافية الهامة وقد تزايد عدد هؤلاء تدريجيا مما حدا بفرنسا إلى إصدار دليل سياحي عام 1672 يساعد على القادمين اليها للتعرف على آثارها ووصف الطرق إلى باريس ويتحدث هذا الدليل على الرحلة الصغيرة التي تشمل الجزء الجنوبي الغربي من فرنسا والرحلة الكبيرة وتشمل بصفة خاصة الجزء الجنوبي الشرقي من فرنسا .
وفي العصور القديمة باتت ظاهرة السياحة والسفر متعة محببة في منطقتي اليونان وما عرفه سكانها من سفر إلى الجزر اليوناية وبالتحديد الى اولمبيا لمشاهدة الاولمبية او المشاركة فيها لمدة تربو على ألف عام (1000 سنة ) بدءا من776 ق م وارتياد الحمامات العلاجية للاستشفاء.
الرومان وما عرفته من موجات المسافرين بهدف المتعة حيث ازدهرت الطرق الرومانية بها.
وعلى الطرق الرومانية انتشرت محطات الراحة التي كانت تتوقف بها العربات لتغيير الجياد وكانت تلك المحطات تنتشر على مسافات متفاربة واتجه هؤلاء المسافرون الى اليونان يستشرقون عظمتها ويتمثلون حكمتها وذهب غيرهم الى مناطق المياه المعدنية ووفد الكثيرين منهم الى مصر ليشاهدو عجائبها القديمة واهرامها العظيمة ومن اثار تلك الفترة الحمامات والمسارح الرومانية الشهيرة (1) .
مماسبق نجزم بان الانسان سائح بطبيعته ونظرته ، ونظرا الى سعيه الدائم للسفر والترحال واستجابة لمختلف دوافعه ورغباته.
المطلب الرابع : فـوائد وعيوب السياحة:
أولا: فــوائدها:
تحقق السياحة فوائد كثيرة للمجتمع إذا وضعت في إطار إستراتيجية التنمية الوطنية ووفرت لها الشروط اللازمة لتنميتها من هذه الفوائد مايلي:
1- تساهم في توفير العملة الصعبة للدولة لان التجارب القائمة تشير الى ارتفاع النسبة التي تشارك بها في تكوين إيـرادات الـدول مــن العملة الصعبة
2- تساهم في انشاء مناصب عمل جديدة فهي بذلك تعتبر قطاعا مساعدا على محاربة البطالة. فمثلا : أن انشاء مركب سياحي او فنــدق يــؤدي الى خلــق مناصب عمـل جديـدة فمثـلا انشاء فندق لاس بالماس(LASPALMAS ) باسبانيا ادى الى خلق 2500 منصب شغل جديدة (2) .
3- تساهم في زيادة الدخل الوطني ، وفي تحسين ميزان المدفوعات وذلك ليس فقط بمقدار ماينفقه السواح والمسافرون اثناء رحلاتهم ،بل عن طريق مايطلق عليه في علم الاقتصاد "بالمضاعف الاقتصادي "لان الاستثمارات السياحية تؤدي الى سلسلة اخـــرى من الاستثمارات التي تؤدي بدورها الى زيادة الدخول وهكذا.
1 - نبيل الروبي / نظرية السياحة مجموعة الدراسات السياحية : مصر مؤسسة الثقافة الجامعية سنة1986 ص: 6.
2 - عادل طاهر السياحة ماضيها حاضرها ومستقبلها : مصر منشورات الاتحاد العربي للسياحة سنة 1974 ص :10
4- على المستوى الدولي فانها تحقق الفوائد التاليـة :
- تساعد على تحقيق التقارب والتفاهم بين الشعوب (LETOURISME PASPORT DE PAIX )
في العالم مما يؤدي الى تكوين راي عام دولي للسلام والامن الدوليين كما تساهم في التقارب الحضاري والثقافي والرياضي بين شعوب العالم .
5 - تحقيق عملية التكامل الثقافي والاجتماعي والحضاري داخل المجتمع الواحد ، لانها عن طريق الخدمات التي تؤدي تلعب دورا هاما في التنشئة الاجتماعية والثقافية والسياسية للسكان خاصة الشباب منهم .
فللسياحة آثارا إيجابية وفوائد تعود على المجتمع إذا ما اهتمينا بها ووفرنا لها كل المستلزمات التي تقوم عليها ويمكن إدراج هذه الاثار فيما يلي:
- إحداث مناصب شغل عديدة وبالتالي تقليص من حدة البطالة .
- المساهمة في زيادة الدخل الوطني وتحسين وضعية ميــزان المدفوعات وذلك بما ينفقه السواح أثناء إقامتهم وكذلك تضاعف الاستثمارات التي تؤدي بدورها الى زيادة نسبة المداخيل.
- إسترجاع طاقات العمل لقوتها نتيجة لما توفره لها السياحة من راحة واستجمام .
- تدعيم العلاقات مع الشعوب عن التعارف والاطلاع على الثقافات والحضارات .
- الحفاظ على الاثار التاريخية وترقيتها .
- ترقية الصناعات التقليدية والتراث الثقافي (1) .
عن طريق التبادلات والرحلات كما حدث بالجزائر شــهر اوت سنة 2001 الملتقى العالمي للشباب والذي أدى بدوره إلى عدة مزايا وخاصة منها السياحة والتقارب الثقافي وكذلك الرحلات بين مختلف ومناطق البلاد.
ثـانيا : العيوب :
في تحديدنا لعيوب السياحة سنعتمد على تقسيم ( أحمد ادريس ) في دراسته للسياحة التونسية ، حيث حدد الاثار السلبية للسياحة في ثلاثة أنواع 2)
1- تؤدي الحركة السياحية وخاصة منها الخارجية الى إتصال مجتمع إستهلاكي مع مجتمع نصف استهلاكي أو تحت استهلاكي ( الدول النامية ) الى نشأة عادات إستهلاكية في الدول المتخلفة خاصة ، بحيث تكون هذه العادات غير مرتبطة بمستوى المعيشة في البلد المستقبل للسواح الأجانب ، كما أن إرتفاع الأسعار يؤدي الى إحداث التضخم مثل تونس ، المغرب ، الجزائـــر.


1 - GAZETTE OFFICIELLE DU TOURISME N° 369 du 21 -1-1975
2- NOTES ET ETUDES DOCUMENTAIRES LE TOURISMES DANS LE DEVELOPPEMENT ECONOMIQUE DE LA PAGNE / P 12

2- إن عدم التوازن في الأجور والحظوظ بين موظفي القطاع السياحي ، والقطاعات الاقتصادية الأخــرى وكذلك الامتيازات فهذا القطاع يؤدي إلى هروب الإطارات من القطاعات الأخرى إلى القطاع السياحي الذي يتوفر فيه العامل على حظوظ اكثــر من العامل في القطاعات الاقتصادية الأخرى ( التجربة التونسية تثبت ذلك ) كما أن تركيز الخدمات والمرافق السياحية في المدن الكبرى يؤدي إلى خلق النزوح الريفي كما هو الحال في إسبانيا .(1)

3- كثرة الإعتماد على الاقتصاد السياحي ( السياحة الخارجية ) قد يخلق مشاكل غير متوقعة للاقتصاد الوطني الذي يعتمد كثيرا على الايــرادات السياحية بسبب الازمات الاقتصادية والسياحية والنزاعات الدولية التي قد توقف الحركة السياحية نحو البلد ( حرب لبنان مثال على ذلك ) او حرب الخليج والتي تأثر بها العالم الاسلامي والعربي كله سنة1991 وما نتج عنه من تاثيرات سلبية على قطاع السياحة ثم تأتي سنة 2001 أي في 11 سبتمبر 2001 وما وقع في الولايات المتحدة الامريكية ثم رد فعلها وإعلانها الحرب على دولة افغانستان فتأثرت بها السياحة الدولية وخاصة منها العربية والاسلامية ، وهذا يؤدي الى التأثير سلبا على اقتصاديات العالم الاسلامي والعربي وحتى العالم الغربي والتأثير الأكبر هو بالنسبة للدول التي تعتمد على السياحة في اقتصادياتها.(2)
ونذكر البناءات الفوضوية بحيث يمكن إنشاء هياكل سياحية في مناطق غير متجانسة عمرانيا .
- إتلاف الطبيعة والاراضي الفلاحية أي إنشاء هياكل سياحية في مناطق زراعية .
- التدهور المحتمل للمواقع السياحية نتيجة إهمالها وعدم صيانتها تؤدي الحركة السياحية خاصة منها الى إتصال المجتمع الاستهلاكي مع المجتمع نصف الاستهلاكي أو تحت المجتمع الاستهلاكي ( الدول الفقيرة ) مما ينتج عنه نشوء عادات إستهلاكية في الدول النامية غير مناسبة مع مستوى معيشتها .
- تقسيم طبقي إجتماعي : تفرق السياحة بين ذوي المداخيل المرتفعة والمداخيل المنخفضة وهنا يظهر نوعان من السياحة الرفيعة خـــاصة بالنوع الأول وسياحة دنيا خاصة بالنوع الثاني من افات إجتماعية منها السرقة والأمراض المعدية . (3)






1ـ بوعقلين بديعة السياسات السياحية في المجتمع الجزائري وانعكاساتها على العرض والطلب رسالة ماجستير غير منشورة سنة 1996 ص : 34
2- Note et Etudes Documentaire OPCITE/ PAGE 16 3- بوعقين بديعة :مرجع سبق ذكره ص :35

المبحث الثاني: السياحة كنشاط إقتصادي في التنمية

لقد أصبحت المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية تنظر إلى السياحة كقطاع إقتصادي له دوره في التنمية الاقتصادية إلى جانب قطاعات النشاط الاقتصادي الاخرى لذلك فإن أغلبية الدول الصناعية والسائرة في طريق النمو تعتبرها ( صناعة) قطاع انتاجي له اهميته التجارية والاقتصادية والسياسية فهو بذلك لم يعد حاجة اجتماعية أو مجالا للترفيه والراحة فقط بل أصبحت تشكل موردا أساسيا تعتمد عليه الدول في تنمية إقتصادياتها (1) .
وإذا كانت السياحة ( صناعة ) فماهي طبيعة ونوعية هذه الصناعة وما هي أهميتها الاقتصادية ؟ إذا كانت تعبر عن نشاط إقتصادي.
وفقا للتعاريف التي قدمت حول الظاهرة السياحية ( مجموع الانشطة الاقتصادية ،الصناعية والتجارية ) المنتجة للخدمات والسلع الاستهلاكية المطلوبة من طرف السواح الاجانب والمحليين (2) ووفقا للاستعلامات المختلفة لها في الحياة الاجتماعية والثقافية ، فهي كقطاع اقتصادي منتج للسلع والخدمات تتركب من ثلاثة عناصر أساسية هي :
1- الـتـنقـل من مكان لاخر أو السفر خارج مقر الاقامة المعتاد.
2- إقامة لمدة 24 ساعة على الاقل خارج مقر الاقامة الجديدة.
3- إنفاق النقود في الاماكن المقصودة.
وبناءا على العناصر الثلاثة السابقة الذكر يمكن تحديد طبيعة هذه ( الصناعة ) غير أنه لايمكن الوصول الى تحديد هذه الصناعة دون دراسة المنتج الذي نقدمه للمستهلك.
المطلب الأول : صناعة السياحة وقضايا التنمية الوطنية

تعتبر المقومات والموارد السياحية ( التاريخية ـ الدينية ـ الطبيعية ) إحدى الركائز الاساسية للعرض السياحي في أي دولة ، ويعتبر التمييز المطلق او النسبي بين الدول في مدى توافر هذه الموارد والمقومات شــرط الظرورة أو أحد المحددات الرئيسية للطلب السياحي في كثير من الاحيان وبصفة خاصة بالنسبة لبعض أنواع السياحة كالتاريخية أو الدينية مثلا ، وتأتي الخدمات السياحية كشرط كفاية لتحقيق الجذب السياحي المطلوب .
ولايعني توافر شرطي الضرورة والكفاية كمحددات أساسية للطلب السياحي بدولة ما انها أصبحت مركزا للجذب السياحي حيث ان الكثير من المتغيرات الداخلية والدولية (توافر خطوط الإتصال والمواصلات الدولية بين الدول المعنية ، الإستقرار السياسي أو السلام الاجتماعي في الدولة وغيرها ) . من العوامل التي قد تؤثر تأثيرا ملموسا على طلب جمهور السائحين لخدمات الدولة السياحية .
EMANUEL DE KADI TOURISME PAS PORT DEVELOPPEMENT . UNISCO.1976-1
2- VECTON MEHOU LOKO - LE TOURISME DANS LES PAYES EN DEVELOPPEMENT PARIS 1979 P /14

والسياحة كصناعة تنطوي بصفة عامة على عدد من المكونات أو العناصر أهمها :
أ) - المقومات والموارد الأساسية.
ب) - التجهيزات السياحيـة .
ج) - الخدمات السياحيــة.
د) - خدمات المواصلات والاتصالات السلكية واللاسلكية المحلية والدولية .
هـ) - الدعاية والترويج السياحي.
و) - الطلب السياحي.
وهنا تجدر الاشارةالى ان الخدمات السياحية تنقسم إلى نوعين رئيسيين :
الأول : هو الخدمات الأساسية كالفنادق وأماكن الإقامة الاخـــرى ( القوى السياحية ، بيوت الشباب ، المعسكرات وغيرها) .
الثاني: أما النوع الثاني من الخدمات السياحية فيطلق عليها لخدمات التكمـيلية المتمثلة في خدمات المواصلات والإتصالات ،وكالات السياحة أو السفر، محلات لبيع الهدايا السياحية أو التحف التذكارية المطاعم ،دور السينما والمسارح الحدائق العامة ، مكاتب الإعـلام والإرشاد السياحي وغيــرها.
والسياحة كنشاط إقتصاد ينطوي على عدد من الخصائص منها :
1 - تشعــب وتعـدد مكونــات النشاط السياحي وارتباطها بالكثير مـن الانشطــة الاقتصاديــة الاخرى ( صناعة خدماتية ).
2 - إن مدى ملائمة المناخ السياحي بمفهومه الشامل ( الاستقرار السياسي، درجة التقدم الاقتصادي، عدم وجود إتجاهات عدائية إتجاه الاجانب .. الخ) . من العوامل المؤثرة على الطلب المنتج السياحي محليا ودوليــا .
3 - إرتباط صناعة السياحة ـ كنشاط إنتاجي ـ يقدم خدمات ذات طبيعة خاصة بقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الكثير من الدول النامية والمتقدمة على حد سواء.
4 - عدم سيادة المنافسة الصافية ــ أو احتكار القلة ــ في الكثير من الحالات خاصة بالنسبة لبعض المقومات والموارد السياحية النادرة وصعوبة قيام بعض الدول بإنتاج سلع سياحية بديلة
5- تباين وتعدد أنواع السياحة وأغراضها مما يترتب عليه تنوع واختلاف الانشطة وطبيعة الخدمات السياحية المرتبطة بها.
إن توافر الخصائص السابقة وغيرها من القوى والمتغيرات البيئية الداخلية والخارجية التي تمارس تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على الطلب السياحي يضيف الكثير من الصعوبات التي تواجه القادمين على التخطيط السياحي في دولة ما . فالكثير من العوامل البيئية المؤثرة على الطلب السياحــي لايمكن عليها أو التنبؤ بها.
المطلب الثاني: دور السياحة في قضايا التنمية

رغم تباين الآثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لصناعة السياحة في الجزائر تباين أنواعها وأنشطتها المختلفة إلا أن الدلائل العلمية وتجارب الدول تشير إلى التزايد الملحوظ في الدور الذي تلعبه السياحة بصفة عامة في قضايا التنمية بمفهومها الشامل وقد ترجم الاهتمام الشديد بقطاع السياحة في الكثير من دول العالم في شكل تشجيع الاستثمارات الاجنبية واعطاء المزيد من الحريات للقطاعين العام والخاص بمزاولة العديد من الانشطة وانشاء المشروعات السياحية وأن الملتقيات والندوات التي انعقدت بالجزائر لاكبر دليل على الاهمية التي ولتها الجزائـر في الاونة الاخيرة لقطاع السياحة .
هذا بالاضافة إلى التسهيلات المتنوعة كالاعفاءات الضريبية او التخفيض منها وخاصة الصناعات التقليدية وكذلك المساعدات الجمركية والتسهيلات التي يتلاقها أصحاب السياحة العمومية والخواص والاجانب وكذلك مساهمة الدولة في تكاليف انشاء الخدمات اللازمة للمشروعات السياحية كتمهيد الطرق في الأماكن السياحية الوعرة المسالك وكذلك إنشاء الشبكات الخاصة بالكهرباء والمياه والاتصالات وغيرها.
ويمكن تلخيص الاثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للسياحة وفقا للمحاور الاتيــة:
أولا: تدفق رؤوس الأموال الأجنبيــة:
من الممكن أن يساهم القطاع السياحي بدرجة ملموسة في توفير جزء من النقد الاجنبي لتنفيذ خطط التنمية الشاملة فكما هو الحال في معظم الدول الناميـة.
فإذا كان من المسلم به أن الجزائر تمتلك من الموارد والمقومات السياحية التاريحية والطبيعية والتي أيضا تتوفرعلى ساحل طوله 1200 كلم ،فان الاستغلال الجيد لمثل هذه المزايا سياحيا من الممكن ان يحقق تدفقا نقديا للنقد الاجنبي.
ويمكن تلخيص بعض انواع التدفقات من النقد الاجنبي الناتج عن السياحة في الاتي:
1- مساهمة رؤوس الاموال الاجنبية في الاستثمارات الخاصة بقطاع السياحة ( بناء الفنادق القرى السياحية ..الخ ) .
2- المدفوعات السياحية التي تحصل عليها الدولة مقابل منح تأشيرات الدخول الى البلاد.
3- فـروق تحويل العملة.
4- الانفاق اليومي للسائحين مقابل الخدمات السياحية ( الاساسية والتكميلية ) بالاضافة الى الانفاق على طلب السلع الانتاجية والخدمات لقطاعات إقتصادية أخــرى.
5- الايــرادات الاخــرى للفنادق من السائحين .
ومنه يجب الاخذ بعين الاعتبار الاثار السلبية الناجمة عن تحولات الارباح ودخول العاملين الاجانب الى الجزائر والمرتبطة بمثل هذه المشروعات في نفس الوقت من الممكن تطبيق بعض السياسات التي تحدمن معدل أو مقدار التحولات إلى الخارج بالاضافة إلى هذا فإن إسهام الشركات
الأجنبية في مقدار ما تحققه من تدفق لرؤوس الأموال الأجنبية يتوقف على عدد من العوامل الأخرى منها على سبيل المثال حصة الشركات الاجنبية في رأس مال المشروع السياحي ، حجم الأموال المقترضة من داخل الدولة ، حجم الأرباح التي أعيد إستثمارها بالمقارنة بالتي تم تحويلها للخارج وغيــرها.
ولقياس مدى فعالية المشروع السياحي الأجنبي في مدى إسهامه في توفير تدفق النقد الأجنبي للدولة يمكن إستخدام بعض المعايير والاساليب منها :
- تحليل الإتجاهات ( تصاعد ـ هبوط ) التدفق السنوي الداخل مقارنة بالتدفقات الحارجة.
- حصة المساهمة للشركات الاجنبية في المشروع والقروض التي تم الحصول عيها من الدولة الأم أو من البنوك حارج الدولة المضيفة ( الجزائر) مقارنا التدفقات المالية الخارجة ( أرباح + دخول العاملين الأجانب ).
- نسبة حجم الأموال أي حصة الشركات الأجنبية في المشروعات إلى الدخل الوطني مقارنة بنظيرتها الوطنية.
- الضرائب السنوية التي تدفعها الشركات الأجنبية مقارنة بنظيرتها من المشروعات الوطنية وخاصة القطاع العام ) في نفس القطاع .
يجب أيضا مراعات الاثار السلبــية لمثل هذه الشركات وضرورة وجود او وضع مجموعة من الضوابط التي تقلل من هذه الاثار.
ثانيا: نقل التقنـــيات التكنولوجية
تعتبر عملية التكنولوجيا ـ خاصة عن طريق الشركات الاجنبية ـ من احد الموضوعات المثيرة للجدل ويدور هذا الجدل حول عدد المحاور الرئيسية مثل :
1- مدى ملائمة المستوى التكنولوجي الذي تجلبه الشركات الاجنبية مع التغيرات البيئية داخل الدولة مثل مدى توافر المهارات اللازمة لتشغيل الاجهزة او المعدات والانظمة المختلفة للانتاج ، طرق تقديم وتسويق المنتوج ومدى تلاؤمها مع المعتقدات والقيم الثقافية والروحية ، الخدمات المرفقية ) .
2- تكلفة التكنولوجية الآثار المــرتقبة على العمالة وميزان المدفوعات .. الخ .
3- الآثار السلبية على المشروعات الوطنية.
ويمكن القول بصفة مبدئية إن السماح للشركات الدولية بالدخول في مشروعات الاستثمار السياحي يمكن ان يحقق درجة التقدم التكنولوجي بالجزائر لأن إذا نظرنا إلى اليد العاملة المستخدمة في قطاع السياحة وبالأخص الفنادق هي يد عاملة غير مكونة في أغلبها تكوينا عاليا في تقنيات السياحة. ويمكن أن تستفيد الجزائر من خلال الشركات الاجنبية المستثمرة من العديد من الطرق منها:
1- نقل فنون وطرق تسيير الإدارة الحديثة بالفنادق وغيرها من المنشآت السياحية
2 - إدخال تجهيزات ( الآت ، معدات ...) جديدة يمكن إستخدامها أما في تسهيل تقديم الخدمات السياحية بأنواعها المختلفة أو إنتاج سلع صناعية للاغراض السياحية بالاضافة إلى الخدمات المرفقية المختلفة.
3 - تطوير وتحسين طرق العمل الحالية في الانشطة السياحية بالاضافة إلى برامج التدريب للقوى العاملـة .
4 - القيام ببحوث التنمية والتحديث في المجالات المختلفة للنشاط السياحي .
وهناك عدد آخر من المزايا الناجمة عن وجود مثل هذه الشركات الاجنبية في طرق بيع الخدمات السياحية ،او في تطبيق نظم الادارة الحديثة ، يضاف الى هذا ان وجود الشركات الاجنبية يمكن ان يدفع الشركات الوطنية على تحديث وتطوير انظمتها الحالية حتى تستطيع الاستمرار في سوق الخدمة.
كما ذكرنا سلفا أن وجود الشركات الاجنبية في مجال صناعة السياحة بالجزائر يمكن ان يؤدي الى تحسين وتطوير انظمة وفـنون الادارة ، وتبرز أهمية العقود الإدارية بصفة خاصة من هذا الشأن كاسلوب لنقل التقنيات التكنولوجية في مجال إدارة الفنادق مثلا أو الانشطة السياحية الاخرى إلى الجزائر ، ومن أمثلة العقود الشراكة الادارية ماهو مطبق بالنسبة لسلسلة فنادق هيلتون في جميع أنحاء العالم وتجدر الاشارة إلى أن إهتمام الدولة بصناعة السياحة يزيد من أهمية الحاجة إلى وجود طبقة إدارية وخبرات ومهارات من طبيعة خاصة قد لاتتوفر في المنظمات الصناعية او الخدمات الاخرى بالقطاعين العام والخاص ، وهذا بالضرورة يدفع القائمين على صناعة السياحة الى توفير الخبرات والمهارات الادارية والفنية الاخرى اللازمة للادارة مثل هذه الصناعة بأنشطتها المختلفة عن طريق التوسع في إنشاء كليات ومعاهد علمية وتدريبية ومراكز للبحوث والبعاث للخارج ..الخ لتوفير إحتياجات القطاع السياحي من القوى العاملة ( الادارية والفنية ) المدربة.
ثـالثا: العمالة
إن التوسع في إنشاء المشــروعات السيـاحية وكذلك المشـروعات الاخرى المرتبطة بها
( مرفقية ، خدمات تكميلية وأساسية ، وصناعات في خدمة السياحة ) سواء كان عن طريق مساهمة رأس المال الاجنبي أو الوطني أو الاثنين معا يساعد في خلق العديد من فرص العمل الجديدة ،وفي هذا الخصوص فانه لايمكن تجاهل الاثارالمباشرة ( المرتبات المدفوعة مثلا) وغير المباشرة ( مثل الاثر على المضاعف والاثار السياسية الأخرى ) الناجمة عن زيادة فرص العمل وانخفاض البطالة في المجتمع الجزائري الذي يتزايد فيه حجم السكان ، كما يترتب على زيادة فرص العمل أيضا إرتفاع مستوى الرفاهية الاقتصادية وغير ذلك من الآثار أو المنافع الأخرى.
إن إنخفاض معدل البطالة يمكن أن يؤدي إلى تحقيق درجة عالية من السلام الاجتماعي ويزيد ثقة الجماهير في القيادة (1) .
المطلب الثالث: المساهمة في تنمية وتحقيق التوازن الاقتصادي والإجتماعي بين المناطق
في حالة قيام الدولة بتوزيع أوجه إنشاء المشروعات السياحية الجديدة سواء كانت وطنية خاصة او عمومية او اجنبية في المناطق المختلفة من الوطن فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى تنمية وتطوير هذه الاقاليم أي انه يؤدي مثلا إلى خلق فرص عمل جديدة ، تحسين مستوى المعيشة إستغلال الموارد الطبيعية المتوافرة في هذه المناطق ، تنمية وخلق مجتمعات حضارية جديدة إعادة توزيع الدخول بين المناطق الحضرية والريفية .. الخ .
هذا بالإضافة الى العديد من الأثار والمنافع غير المباشرة في هذا الخصوص قد يستلزم الأمر تشجيع الاستثمارات في المناطق الريفية أو النائية ، أي قيام الدولة مثلا بمنح إمتيازات خاصة للمستثمرين أو إعطائهم مساعدات مالية وفنية.
ولا شك أن تحقق درجة معينة من التنمية الاقتصادية للاقاليم من الدول قد يساهم مساهمة بناءة في تحقيق التوازن الاقتصادي بين مناطق الوطن وحل الكثير من المشكلات الاجتماعية فيها .
إن خلق وتنمية علاقات بين القطاعات الاقتصادية والخدمية وبين قطاع السياحة من الممكن ان يؤدي التوسع إلى إنشاء المشروعات السياحية أو تطوير المشروعات الحالية إلى تحقيق درجة معينة من التكامل بين القطاعات الاقتصادية الأخرى وقطاع السياحة أو على مستوى قطاع السياحة في حد ذاته فالتوسع مثلا في إنشاء المشروعات السياحية قد يتبعه توسع أو ظهور مشروعات جديدة تمارس انشطة إقتصادية وخدمتية أخرى لمقابلة الزيادة في الحركة السياحية نشاطا وطنيا ،بمعنى اخر أي زيادة عدد الفنادق مع افتراض زيادة عد السائحين - من الممكن أن يتبعه زيادة في الطلب على الاسرة وملحقاتها، الخدمات والأدوات الصحية ..الخ.
وهذا من شأنه إما أن يؤدي إلى دخول موردين جدد، أو إنشاء مشروعات جديدة لتزويد الفنادق بمثل هذه المستلزمات او توسع انشطة وحجم الاعمال الخاصة بالموردين الحاليين.
ورغم صعوبة القياس الدقيق لدرجة التكامل ونوع وعدد العلاقات الاقتصادية بين المشروعات السياحية والانشطة الاقتصادية الداخلية والخدمية الاخرى ،فانه لايمكن تجاهل الآاثار الاقتصادية والاجتماعية المتوقعة لتطور النشاط السياحي وتنميته في خلق أنواع متعددة من العلاات الداخلية بين القطاعات الاقتصادية الأخرى ، وينتج عن هذه العلاقات من منافع مباشرة وغير مباشرة منها.


1 احمد ماهر - عبد السلام ابو قحف المنشآت السياحية والفندقية مصر: المكتب العربي الحديث - الاسكندرية سنة: 1999 ص: 22
1 - تشجيع إستثمار رؤوس الأموال الوطنية وتنويع إستخداماتها في مشروعات جديدة.
2 - خلق فرص عمل جديدة.
3 - إستغلال الموارد الطبيعية وخلق إستخدامات جديدة لها.
4 - إرتفاع حصيلة الدولة من الايرادات من الضرائب وغيرها .. الخ .
5 - تشجيع وتنمية ( التطوير أوالتوزيع) للقطاعات الخدمتية الاخرى المساعدة للقطاع السياحي.
6 - عند ارتفاع حصسلة الدولة من الايرادات يترتب عنها زيادة مقدرة الحكومة على لق فرص جديدة لليد العاملة عن طريق إنشاء مشروعات إقتصادية جديدة.
إن نجاح قطاع السياحة من تحقيق التكامل بينه وبين القطاعات الاقتصادية والخدمية الاخرى، يتوقف على مدى قدرة الاخيرة في تلبية الاحتيـاجات المختلفة للاول من حيث الكمية والجودة والتوقيت .. الخ .
في حالة دخول الشركات الاجنبية في مجال العمل أي الاستثمار في القطاع السياحي يجب أن يراعي الايؤدي وجود هذه الشركات إلى إختفاء المشروعات السياحية الوطنية الصغيرة ( عدم قيام الشركات الاجنبية بشـراء مشروعات وطنية أو إدماج مشروعات معها) . وذك حتى لاتؤثر على العمالة ،وتشجيع استثمارات رأس المال الوطني أي إختفاء الملكية الوطنية .
إن تطوير وتحديث القطاع السياحي ، وما يمكن أن يحققه من نتائج ايجابية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية قد يساهم مساهمة بناءة في حل الكثير من المشكلات ، وان الامن والسلام الاجتماعي في الدولة يمكن ان يؤدي الى تنمية الحركة السياحية وزيادة تدفق الموارد المالية للدولة مما يزيد قدرتها على الانفاق في مجالات الاستثمار والخدمات الاجتماعية المختلفة بالاضافة إلى تنمية وخلق علاقات تجارية وسياسية بين الدولة ودول العالم الاخرى.
- يمكن القول أن درجة الاستقرار السياسي أو الامن الوطني والعلاقات السياسية للدولة بالدول الاخرى العربية والاجنبية من بين المتغيرات التي يمكن أن تؤثر تاثيرا على الحركة السياحية ومن ثم على الايرادات المتولدة من السياحة.
رغم أهمية الدور الذي تلعبه السياحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في معظم دول العالم الاان هذا الدور مازال محدودا في الجزائر رغم توافر العديد من المقومات والموارد السياحية الطبيعية والتاريخية بها إذا ماقورنت بالكثير من الدول النامية والمتقدمة في نفس الوقت ، وهذا بالتالي يمكن أن يثير العديد من التساؤولات حول جدوى السياسات والخطط السياحية المعمول بها في الجزائر.
ورغم ضآلة الايــرادات السياحية بالنسبة لاجمالي الناتج الوطني لايمكن تجاهل مساهمة هذه الايــرادات في تحسين ميزان المدفوعات رغم توفر العديد من المقومات والموارد السياحية المتميزة - قد يثير الكثير من التساؤلات بعضها قد يرتبط بجدوى وفعالية سياسات ، وبرامج وإستراتيجيات تنمية .

الحركة السياحية في الجزائر ، والبعض الآخر ربما يرجع الى معوقات تنفيذ السياسات والبرامج والاستراتيجيات الخاصة بهذه التنمية ، بمعنى اخر ماهي أسباب تقلص أو ضآلة الدور الذي تلعبه السياحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية أو كيف تصبح هذه الصناعة مصدرا رئيسيا للدخل الوطني؟.

المبحث الثالث : السياحة وإمتصاص قدر من البطالة وآثرها في ميزان المدفوعات

تعتبر السياحة كقطاع له أهمية بالغة على المستوى العالمي حيث تعتبر الموردالاول للمداخيل في العالم بحيث تجاوزت مداخيلها مداخيل صادرات البترول ومشتقاته والالآت الالكترونية وكثير من السلع الاخرى " كما عرفت نمو اكـثر سرعـة مـن سائــر القطاعات الاقتصادية ، فخلال سنة 1983 -1993 ارتفعت الايرادات السياحية بنسبة 13% سنويا ، بينما أرتفعت الخدمات التجارية بنسبة 10 % وصادرات السلع بنسبة 7 % " (1) .
اثر القطاع الواضح على العمالة من خلال إمتصاص قدر من البطالة قد يحدث في قطاعات أخرى فقطاع السياحة يقبل النمو السريع بحيث يظهر من ذلك عمل مباشر من طرف المنشآت السياحية وخدماتها وعمل غير مباشر له علاقة تأثــيــرية ومتأثرة من قطاعات أخرى كالبناء والنقل وعمل محفز لقطاعات غير سياحية ولكنها تنتج سلع وخدمات تستهلك من طرف المنشآت والسياح على السواء كالصناعات الحرفية والانشطة التقليدية وتعليم وتغذية .. الخ . وذلك على مستوى العمل الدائم طوال العام او العمل الموسمي الذي تحدده طبيعة البلد.
التشغيل في قطاع السياحــة لايحـتاج إلى إستثمارات كبيــرة بالمقارنة مــع القطاعــات الأخــرى ( وخصوصا قطاع الصناعة ) كماان عمائد وركائز الإستثمار هنا يكون بصفة عامة أكبر وأسرع من مثيله بالقطاعات الاخرى (2) .
فقطاع السياحة يساهم في عملية التوازن الاقتصادي والاجتماعي عدة مناطق وذلك بإيجاد المزيد من الاستثمارات السياحية ، وخاصة المناطق ذات الجاذبية السياحية ، وتستفيد هذه المناطق المتميزة بنية اقتصادية متخلفة من إنتقال عامل الطلب السياحي إليها من مناطق السياح ذات القوة الشـرائية العالية على مستوى السياحة الداخلية والخارجيـة.




1- بديعة بوعقلين مرجع سبق ذكــــره ص/42.
2- نبيل الروبي مــرجع ســبق ذكــره ص /33..

المطلب الأول : دور السياحة في خلق مناصب الشغل

مما لاشك فيه أن الإستثمارات السياحية تؤدي الى تحقيق العديد من الفوائد للاقتصاد الوطني خاصة في مجال خلق مناصب شغل عمل جديدة بتكاليف ٌقل من التكاليف التي تتطلبها عملية انشاء هذه المناصب من قطاعات أخرى كقطاع الصناعة .
بإعتبار السياحة قطاع متعدد ومتشعب النشاطات والفروع ، ولها علاقات عـديدة مع القطاعات
الإقتصادية والإجتماعية والثقافية الأخرى ،فهي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في خلق العديد من مناصب العمل بالمنطقة التي تنشأ فيها المرافق أو المركبات السياحية ( الفنادق مثلا ) أو المرافق المكملة لها لأنه بمجرد انشاء فندق سياحي يسع لــ200 سرير ومطعم وحانة ومقهى بــ300 مكان او مقصد يتم بدورها خلق 60 منصب عمل دائم داخل هذه المرافق بهدف القيام بتقديم الخدمات الفندقية والمطعمية والقيام بالصيانة والتسيير والحراسة والإدارة من جهة ومن جهة أخرى فإن عملية إنجاز مشــروع فندق مثلا بجميع مراحله تتطلب العديد من الموظفين والباحثين المختصين والخبراء والعمال البسطاء وذلك من الدراسة الاولية إلى عملية الانجاز إلى عملية التهيئة وعملية التاثيث والتجهيز الداخلي للفندق ، وهذا مايـؤدي إلى إتاحة فرص عمل غير مباشرة عن طريق استعمال منتجات القطاعات الاخرى لقطاعي النقل أو الصناعة.
إن السياحة نشاط يعتمد على اليد العاملة بالدرجة الاولى لان إقامة سياحة يتطلب إنشاء فنادق ومرافق عامة وتوفير وسائل نقل وهذا يحتاج إلى يد عاملة معتبرة وتشغيل نسبة كبيرة من الافـراد وخاصة الشباب منهم مما يساهم في تخفيض نسبة البطالة في البلد السياحي على سبيل المثال كالفنادق من الدرجة الممتازة تتطلب عمالة بنسبة عاملين إثنين مقابل كل غرفة فأي غرفة فندقية تنشأ في بلد ما توفر منصب عمل اكثر كذلك سيارة أو حافلة تستعمل في عملية النقل تتطلب على الاقل شخصين، إضافة الى المناصب التي تلحقها وكالات السفر ، المطاعم ،فالمطاعم هي الاكثر إحتياجا إلى اليد المؤهلة من طباخين ، غسالي الأواني ومقدمي الطلبات.
ولا شك أن إزدياد حجم الحركة السياحية يساهم قي تحسين دخول المواطنين خاصة التجار الحرفين واصحاب الفنادق أو المطاعم لان السائح اثناء اقامته يستهلك عدة مواد مثلا الخضر الفواكه، المشروبات، التبغ الخمور ، العطور ، الجرائد والمجلات والكتب والتحف التذكارية ، والحلي التقليدية مما يعود بالارباح للتجار والمنتجين مما يساهم في تحسين مستوى معيشتهم وزيادة تشغيل اليد العاملة المؤهلة مثل التي تقوم بعملية تكوين في المراكز المهنية.
إن إهتمام أي بلد بالسياحة يدفعه إلى العمل على النهوض وتطوير المناطق السياحية وذلك لكسب ود السائحين - وذلك لان السياحة توفرفرص تبادل المعارف والاذواق والفنون فيما يكفل الاستفادة من مظاهر التقدم وتحقيق الرقي الفني والحضاري في إمكانيات الاقتصاد الوطني.
تلعب الحرف والهوايات دورا هاما في السياحة حيث تجلب مداخيل معتبرة عن طريق بيع التحف والهدايا التذكارية التي يصنعها الحرفيون ، أما الهوايات مثل المسرح الغناء و الرقص الشعبي فهي وسيلة فعالة لجلب السواح الى البلد وكذلك خلق مناصب شغل جديدة.
مما سبق يمكن إستنتاج ثلاث مجموعات من العمل السـياحي :
العمل المباشر: وهو مجمل مناصب العمل المحدثة من طرف الوحدات السياحية نفسها مثل الإيــواء ، المطاعم ، النقل السياحي ، والتنظيم السياحي .. الخ .
العمل غير المباشر: وهو مجمل مناصب العمل الناتجة من النشاطات والقطاعات التي لها علاقة مع القطاع السياحي مثل البناء ، التاثيث .. الخ .
ومن جهة اخرى فان القطاع السياحي يحتوي على مجموعتين من العمل مصنفة حسب المدة :
- العمل الدائم : تكون مدته طوال السنة.
- العمل الموسمي: ويحتوي على :
- عمل يخص موسما واحد من (4 الى 6 اشهر ) أما في فصل الشتاء أو في فصل الصيف حسب المنطقة .
- عمل يخص فترة قصيرة ( من 15 يوما الى 30 يوما ).
وحسب مسؤولي وزارة السياحة والصناعات التقليدية فإن عدد مناصب الشغل المحدثة في الجزائرتحسب عن طريق طاقة الإيــواء كما يلي:

- عدد المناصب المحدثة = عدد الاســرة x 0.5.

المطلب الثاني : تأثـيــر السياحة على ميزان المدفوعات

على الرغم من صعوبة قياس اثر المنافع على ميزان المدفوعات بصورة مباشرة فان السياحة يمكن ان تساهم كصناعة تصديرية في تحسين ميزان المدفوعات الخاص بالدولة وبتحقيق هذه النتيجة لتدفق رؤوس الاموال الأجنبية المستثمرة في مشروعات سياحية ، والايــرادات السياحية التي تقوم الدولة بتحصيلها من جمهور السائحين وخلق استخدمات جديدة للموارد الطبيعية والمنافع الممكن تحقيقها نتيجة خلق علاقات اقتصادية بين قطاع السياحة والقطاعات الاخـــرىالداخلية وغيرها من الآثار، ويجب أن يراعي في هذا الشأن الآثار السلبية لهذه المشروعات على ميزان المدفوعات (1) .
إن أحد أهداف التنمية السياحية هو جلب العملة الصعبة خاصة بالنسبة للدول النامية وذلك لشــراء التجهيزات وغيرها الضرورية للتنمية الاقتصادية الشاملة ولذا يعتبرالقطاع السياحي كقطاع مصدربالنسبة للدول المستقبلة للسواح، بينما تعتبر النفقات السياحية المدفوعة من طرف المواطنين في

1-احمد ماهر ، عبد السلام ابو قحف - مرجع سبق ذكره ص:25
الخارج كواردات ( خروج العملة الصعبة )، فهذه الايــرادات والنفقات تدمج في ميزان المدفوعات كعنصر من عناصره تحت عنوان " السياحة أو " الســـفر" في المجموع الجزئي لميزان السلع والخدمات .
إن أثر السياحة الدولية في ميزان المدفوعات وهنا يمكن تعريف ميزان المدفوعات بأنه سجل منتظم تقيد فيه كافة المعاملات الاقتصادية التي تجري بين الاشخاص المقيمين على اقليم الدولة والاشخاص المقيمين على أقــاليم دولة أخــــرى خـــــلال فـتــرة معينة ( عادة سنة ) (1).
ويتكون ميزان المدفوعات من جانبين جانب دائن تدرج به كافة العمليات التي تحصل فيها على متحصلات ( حقوق ) من العالم الخارجي وجانب مدين به كافة العمليات التي تدفع فيها الدولة مدفوعات ( ديون ) إلى العالم الخارجي كما يمكن وضع للسياحة ميزانا خاصا بها يسمى
الميزان السياحي ، يمثل رصيد هذا الميزان مدى تأثــيـر السياحة من ميزان المدفوعات الجاري بحيث يمكن أن يكون هذا الرصيد :
- موجبا : ويكون في البلدان التي لها فائض في الميزان السياحي ، مثل اسبانيا ، ايطاليا واغلب الدول الناميـة .
- سالبا : ويكون في البلدان التي لها عجز في المجال السياحي ، مثل المانيا والولايات المتحدة الامريكيــة.
- معدوما : يكون الميزان متوازنا ، أي الايــرادات تساوي النفقات فإذا كان هذا الرصيد موجبا فانه أما يزيد في فائض ميزان المدفوعات او ينقص من عجز هذا الميزان حسب الوضعيــــة .
أما إذا كان هذا الرصيد سالبا فإنه ، إما ينقص من فائض ميزان المدفوعات أو يزيد في عجز هذا الميـــزان .
إن خدمات ( إيــرادات ، نفقات ) السياحة تدرج في حساب التجارة غير المتطورة ( حركة الخدمات ) تحت عنوان " السياحة او السفــــر " بإعتبارها عنصرا مـن عناصره والتي بدورها ( أي التجارة غير المتطورة ) عنصر من عناصر ميزان العمليات الجارية ويعد إنفاق غير المقيمين ( السائحين الاجانب ) في الداخل إيرادات تقــيد من الجانب الدائن وهذا الإنفاق بدوره يمثل صادرات ( غير متطورة ) للخدمات والانشطة السياحية ، أما إنفاق المواطنين في خارج البلد يعد نفقات ( مدفوعات).
تقيد إلى جانب المدين وهذا الإنفاق يمثل واردات ( غير متطورة ) للخدمة والأنشطة السياحية .

1-محمد ابراهيم غزلان : موجز في العلاقات الاقتصادية الدولية وتاريخ الفكرالاقتصادي الاسكندرية مصر دار الجامعات المصرية سنة1975 ص :25




وفي كثير من الدول التي تولي أهميية كبيرة للقطاع السياحي ، تعد ميزان فرعي خاص يمثل الميزان
وقد يأخذ الميزان السياحي شكل اوق اوسع ، بحيث يشمل عناصر أخرى ترتبط مباشرة بالنشاط السياحي ، كعائدات الاستثمارات السياحية ( الفوائد والارباح والضرائب والرسوم المختلفة) ونقل المسافرين البري والبحري والجوي .. الخ .
وثمة ملاحظة مهمة هي إنتــعاش حركة السياحة والقطاع السياحي سيؤدي حتما لانعاش حساب الخدمات العامة كالتامين والنقل والنفقات وحوالات المغتربين وزيادة المنح والهبات والقروض لتطوير الإستثمارات الســـياحية وعناصر أخـــرى .
وهناك عوامل أخرى عند تحسين ميــزان المدفوعات منها 1)
أولا: زيادة القيمة المضافة والناتج الوطني لان المنافع المذكورة سلفا ( خلق فرص عمل جديدة ، تحسين مستوى المعــيشـــة، إستغلال الموارد الطبيعية المتوفرة ..الخ ) بافتراض ( ثبات عوامل أخرى كثيرة ) يمكن ان تؤدي الى زيادة ملموسة للقيمة المضافة والناتج الوطني للدولة ، فالاجور المدفوعة للعاملين بالمنشآت والمشروعات السياحية والارباح والدخول الى تحقيق لاصحاب المشروعات والتدفقات المالية الاخرى ، وإنشاء المشروعات والمرافق الجديدة الخاصة بانتاج المستلزمات السلعية والخدمية المختلفة للفنادق ، كما أن النجاح في تحقيق درجة عالية من التكامل الرأسمالي والأفقي على مستوى القطاع السياحي أو بينه وبين القطاعات الاخرى ..الخ .
ويمكن أن يؤدي إلى زيادة القيمة المضافة والناتج الوطني للدولة.
ثانيا : الأثر المضاعف : رغم ندرة الدراسات والبحوث التطبيقية لقياس الاثار المباشرة وغير المباشرة لقطاع السياحة على المضاعف ، فمن الممكن تصور بعض الاثار الناتجة عن النشاط السياحي وعلاقاتها بالمضاعف.
شكل رقم01 يوضح بعض الاثار الاقتصادية لقطاع السياحة وعلاقتها بالمضاعف.
تشجيع الإســتـثمــارات الجــديـدة:








المصدر: تنظيم وادارة المنشآت السياحية والفندقية : المكتب العربي الحديث الاسكندرية سنة 1999.ص: 27

1-إقتصاديات السياحة (2) مجموعة الدراسات: مصر مؤسسة الثقافة الجامعية سنة 1985 ص: 93
يمكن القول بصفة عامة أن درجة الاستقرار السياسي أو الامن الوطني والعلاقات السياسية للدولة بالدول الاخـرى العربية والاجنبية من بيـن المتغيرات التي يمكن أن تؤثر تأثيرا مباشرا على الحركة السياحية ومن ثم على الايرادات المتولدة من السياحة.
وبالتالي يمكن القول أنه رغم اهمية الدور الذي تلعبه السياحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في معظم دول العالم إلا أن هذا الدور مازال محدودا في الجزائر رغم توافر العديد من المقومات والموارد السياحية الطبيعية والتاريخــية وهذا إذا قورنت بالكثير من الدول النامية والمتقدمة في نفس الوقت وهذا بالتالي يمكن أن يثير العديد من التساؤولات حول جدوى السياسات والخطط السياحية المعمول بها في الجزائر.
المطلب الثالث: الشغل والتكوين في الجزائر
إذا كانت السياحة في الجزائر على غرار البلدان الأخرى بحوض البحر الابيض المتوسط على فرص تنمية عديدة إلا أنه مايزال بعيدا عن توفير الانعكاسات المضاعفة والمحتملة التي يكتنزها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي لاسيما على مستوى الشغل.
تعد السياحة حاليا في مرحلة تنازلية وتبقى في وضعية متوازنة بالرغم من انخفاض التدفق المادي والمالي المسجل في السنين الاخيرة الماضية في القطاع إلا أن البحث عن تطور النشاط السياحي سيبرر لامحالة مباشرة عند بداية حركات الزوار في إتجاه بلدنا وعلى أساس الاجراءات التشجيعية التي تعطى لها.
من أجل التكفل بصفة أحسن بقضية الشغل في السياحة بالجزائر يستلزم التطرق لديناميكية النشاطات في العالم من أجل التقييم الانجع للمزايا والتقدم المنجز وإظهار القدرات والامكانيات في مناصب الشغل السياحي والفندقي لتثمينــة في بلادنا ويمكن ان ندرس حالة التشغيــل السياحي في العالم والتشغيل السياحي في الجزائر حتى يمكننا من تقييم التشغيل في بلادنا .
1- التشغيل السياحي في العالم:
إن الاهداف الكبرى للتنمية السياحية هي انشاء مناصب شغل تطبق في جميع الحالات وجميع البلدان ، والتي يجب التفرقة في التحليل من بلد إلى آخر .
أ ) - الأنواع المختلفة للتشغيل السياحي :
يجب اعتبار حالتين أساسيتين في هذا المجال الخاص بإنعكاسات اقتصادية واجتماعية للسياحة .
- الحالات الكمية : كم منصب انجز عن طريق السياحة ؟.
- الحالات النوعية : ماهي صفات مناصب الشغل ( المدة ،النوع، والموقع الجغرافي )؟
المناصب المستحدثة في السياحة تنقسم إلى ثلاثة أصــناف :
مناصب عمل مباشــرة : أي المناصب السياحية المنشأة في القطاع السياحي والخاصة بهياكل الإستقبال المطاعم ،السفر التنظيم السياحي، والتكوين السياحي للقطاع السياحي.

- مناصب عمل غير مباشرة : هي المناصب المحدثة بصفة غير مباشرة للقطاع السياحي والتي تساهم بالمصادفة أولا كممول خدمات للسياحة ( تأثيث ، عمارة ، ..الخ .).
- مناصب عمل منتجة من الفعل السياحي : وهي المناصب المنشأة والتي اصبحت ضرورية وناتجة عن النشاط السياحي ،المصالح العمومية المختلفة تموين، نشاط، تربية، صحة.
ب) قياس منصب الشغل: (1)
يعتبر قطاع الإيواء وخاصة الفندقة من أهم الاداة المنشئة لمناصب الشغل المباشرة ، تقدر المنظمة العالمية للسياحة أن مايقارب 75 % من مجموع مناصب الشغل تخص هذا القطاع أي قطاع الإيواء.إن إستحداث مناصب الشغل المنجزة عن السياحة ، تتغير بصفة ملحة حسب البلدان المعنية
- لاتوجد مقاييس عالمية في هذا المجال وكثيرا من الدراسات قد أعطيت نتائج مختلفة ومضادة حسب عدة عوامل اساسية نسبيا منها:
- نوع الإيــواء.
- صنف الايواء ( الايواء الرفيع ، الذي يستلزم أكثر يــد عاملة) .
- كيفية الإستغلال .
- شــهرة مكان الإيــواء.
- في اليونان : معدل مناصب الشغل لكل سرير يصل إلى 0.3 منصب لكل سرير بالفنادق
و 0.5 للمخميــات.
- في تونس : المقياس الوطني يبلغ 0.4 منصب لكل ســرير أي منصب واحد (01) مباشر لصالح 2.5 ســرير سياحي فندقــي.
- في الجزائر: المقاييس المستهدفة لا تبتعد عن المقاييس الدولية المقبولة وفي هذا الميدان والتي قيمت كما يلي:
- المؤسسات غير المصنفة وذات نجمة واحدة : 0.2 منصب دائم لكل سـرير.
- المؤسسات ذات نجمتين :0.3 مناصب دائمة لكل سـريـر.
- المؤسسات ذات ثلاث (3) نجوم: 0.4 منصب دائم لكل ســرير.
- المؤسسات ذات اربعة (4) نجوم : 0.5 منصب دائم لكل سرير.
- المؤسسات الفندقية ذات الدرجة الرفيعة : 0.7 منصب دائم لكل سرير.
لقد حسب المعامل المضاعف لمناصب العمل من بعض الدول إستنادا الى مناصب الشغل المحدثة بصفة مباشرة ، بالرغم ان النتائج الملحوظة بهذه المعدلات تبتعد الواحدة عن الاخرى الاان سجل في جل الحالات أن المعامل يتراوح مابين 1.2 و 1.5 منصب غير مباشر .


1- التقرير العام للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي الدورة 16 نوفمبر 2000 ص: 25
- مصــــر : 1.42
- المغـرب : 1.2
- تونــــس : 0.1
الاتحاد الاوروبي : سجل 09 ملايين شخص يشتغلون في السياحة أي 06 % من مجموع الشغل.
- فرنسا : سجل 1.5 مليون شغل يتبع بصفة مباشرة او غير مباشرة للسياحة أي 08% من مجموع السكان العامليــن .
- اسبانيا : النشاط السياحي يوظف 680.000 شخص إضافة الى 340.000 منصب فصلي .
تتمثل القطاعات الاقتصادية المميزة غالبا من انشاء مناصب شغل غير مباشرة ناتجة عن السياحة في تلك التي أنشئت عن طريق الاستثمار السياحي نظرا لانعكاس هذا النشاط على الفلاحة وقطاع الصناعات التقليدية وكذلك النشاط الفني.
ج - الجوانب النوعية:
يخص هذا الجانب المدة لاسيما الموسم ونوعية التشغيل .
إن قطاع السياحة يتطلب في نفس الوقت مؤطرين مؤهلين جدا وفي كثير من الحالات ذو مستوى عالي في ميدان التسيير ، ويد عاملة منفــذة ذات تكوين ســريع .
زيادة عن مناصب الشغل الدائمة والتي قد أنشأت طيلة السنة ، كذلك ينشأ القطاع كثيرا من مناصب الشغل الموسمية لان النشاط السياحي يتطلب مختلف أنواع المستخدمين حسب التدفق الموسمي.
د - التشغيل السياحي في الجزائر: (1)
1) التشغيل المباشر الدائم:
إن وضعية السياحة دون أن نصل إلى مستوى دينـــاميكية التشغيل المسجلة على المستوى العالمي تعد غير مستهان بها ، بحيث تستطيع أن تدرس حسب الاصناف التقليدية المستعملة أي من خلال توزيعها إلى تشغيل مباشر منجز دائم وموسمي.
تبلغ السعة الفندقية 64947 ســرير ،33382 ســرير تابع للقطاع العام 31265 ســرير تابع للقطاع الخاص .
توزع مناصب الشغل الفندقية الى يومنا هذا كما يلي:
القطاع العمومي: 12000 منصب شغل دائم أي المناصب المتعلقة بإستغلال الوحدات الفندقية والتابعة للمؤسسات العمومية الاقتصادية الفندقية والسياحية ( مؤسسات التسيير السياحي ، مؤسسات التسيير الفندقي والتابعة للجماعات المحلية ).

1-التقرير العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الدورة السادسة عشرة نوفمبر 2000 ص: 31

القطاع الخاص : 15000 منصب شغل مباشر يخص بالأغلبية مؤسسات ذات حجم صغير والتي يطغى عليها طابع الاستغلال العائلي والمصنفة في درجات ادنى.
إن قطاع الاطعام يشكل الأساس للوسط الفندقي والذي يشتغل فيه 45000 شخص.
أما مناصب الشغل في المقاهي تقدربــ800.000 منصب شغل وهكذا أن مناصب الشغل الفندقي المباشرة تمثل الى يومنا هذا 1.52000 عامل في قطاع الايواء ، الاطعام ، المشروبات .
قطاع الأسفار: ان هذا القطاع يمثل حاليا من 290 وكالة سياحية وأسفار والتي يشتغل فيها
1874 شخص أي بمعدل 03 الى 04 اشخاص لكل واحد إذا أستثنينا بعض الوكالات الضخمة والتي تشغل مابين 30 و40 شخص حسب القطاع التنظيمي ، هذا التشغيل يتوزع الى مايلي:
- القطاع العمومي : النادي السياحي الجزائري 476 وكالة.
- الديوان الوطني للتنشيط السياحي 402 وكالة - القطاع الخاص 998 وكالة.
2) التشغيل الفندقي الموسمي : (1)
يتمثل نوع العمل في تشغيل عمال موسمييون او فصليون لاجل تلبية احتياجيات الوحدات الفندقية أثناء فصل الصيف. إن تقييم هذه المناصب يتراوح مابين 20% او 30 % من مناصب الشغل الدائمة والتي تمس مختلف وظائف الاطعام التنشيط وحراسة المنشآت الفندقية أي مايعادل تقريبا 15000 منصب عمل ولمدة محددة تمتد من شهر جويلية إلى شهر سبتمبر .
3 ) التشغيل الناتج : يخص هذا النشاطات والوظائف المتعلقة بالتسيير ، حراسة وأمن المحطات السياحية الشواطئ ومناطق الاستجمام وكذلك امن المصطافين.
تخص عذه النشاطات دور ومهام مصالح الحماية المدنية ، الدرك الوطني والجماعت المحلية الساحلية واللازمة لتنشيط وناطير تدفق المصطافون والتي قدرهم سنة 1996 .
بـ 55 مليون سنة 1997 بـ 93 مليون وسنة 1998 بـ12 مليون مصطاف لثلاثة عشـرة ولاية ساحلية. فضلا عن ذلك يجب اضافة في هذا الشأن النشاطات الخدمية المختلفة المتعلقة ببيع المشروبات والاطعمة من طرف التجارالخواص أوالشباب سواء أكانوا قارين في مكان أو متجولين.
إن مجموع مناصب الشغل الموسمية تحقق ســنويا اكثر من 25.000 منصب شغل لكل الاصناف إن إحداث مناصب الشغل في القطاع السياحي يجب أن يكون محل مشاورات بين مختلف القطاعات خاصة لترقية تشغــيل الشباب الممكن تحقيقه حول تعاونيات إنجاز التجهيزات
المرافقة للنشاط السياحي كصيانة المؤسسات الفندقية إنشاء وصيانة الفضاءات الخضراء أو تسيير الشواطئ. - فبالنظر لقدرات الإستقبال المستغلة وتلك التي سوف تنشأ قـــريبا أن القطاع بإستطاعته إحداث عدد كبير من المناصب الدائمة والمناصب الموسمية والمنجزة من بداية النشاط السياحي ونهايته.

1-التقرير العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الدورة السادسة عشرة نوفمبر 2000 ص: 34
- لذا لايجب الإستهانة بمناصب الشغل التي يحققها العديد من المشاريع القائمة حاليا والتي في إنتظار قطع الاراضي التي سوف تمنح له بتكفل من وكالة التنمية السياحية التي نشأت حديــثا.
- بشكل تلقائي فإن لكل سياسة تنموية للشغل ، يتعين الإهتمام بالتنظيم والتكوين في مجال الحرف السياسية والفندقية لانها حتمية أساسية لكل سياسة منسجمة ، تهدف إلى تحسين فعالية النشاطات السياحية وتحديث أجهزة التسيير.
إن النتائج المسجلة الى يومنا هذا في هذا المجال لم تـأت دائما بالثمار المرجوة ولم تستجب في كثير من الأحيان بمستوى الجهود المعتبرة التي قامت بها الدولة.
- تتميز وضعية قطاع التكوين المهني الفندقي والسياحي بالخصائص التالية:
- غياب العلاقة المباشرة بين جهاز التكوين القائم والمستعملين والتي تجعله صعب.
- الصعوبات المتعلقة بشـروط تسيير النشاطات السياحية والتي تنعكس على مستوى جهاز التكوين والتي تتمحور حاليا على ثلاثة مستويات ( عمالا أكفاء ،إطارات متوسطة وإطارات سامية ) التي تعطل في آخر المطاف الافاق والتنمية .
- لذا يجب على كل سياسة ترقوية للتشغيل وتنظيم جهاز التكوين الأخذ بعين الإعتبار ضرورة إيجاد العلاقة بين مراكــز التكوين ومجموع المستعملين للمنتوج في السوق ( مستثمرين ـ متعاملين ـ مسيري المؤسسات الفندقية ـ وكلاء الأسفار ).
هذه العلاقة تبقى مترتبة في إجراءات القانون المصادق عليه مؤخرا من طرف الحكومة والمؤسسات التشريعية والتي تتعلق باعتماد مسييري الوحدات الفندقية وكذا توظيــف مستخدمين مؤهلين .
الخاتمـــة:
بعد تطرقنا الى مفهوم السياحة على رأي الفلاسفة والمختصين والتي تبين أن مفهوم السياحة هو التقارب وربط العلاقات الانسانية ، وكذلك العادات والتقاليد ، ومن خلال هذه المفاهيم الأساسية تم تعريف السياحة وذلك حسب المفهوم الحديث ، والتي تتعلق بالقواعد السياحية والعلاقات التي تترتب على إقامة مؤقتة لشخص أجنبي، ومن خلال هذه المفاهيم والتعاريف السياحية نصل الى أن هناك اذن عدة أنواع للسياحة ، فهي تختلف من شخص الى آخر ومن موقع الى موقع آخر، فكل قطاع قابل للنمووالتطور، فإن قطاع السياحة أيضا هو قابل للنمو والتطور وذلك حسب الازمنة، وهذا التطور لايخلو أيضا من العيوب والمزايا ، فهو يساهم في زيادة الدخل الوطني وذلك إذا كان قدوم السواح الى الجزائر ،أما إذا كان العكس أي خروج المقيمين الى خارج الوطن فهذا يؤدي خروج العملة الصعبة وبالتالي يعود بالخسارة على ميزان المدفوعات. ومن خلال دراستنا لهذا الفصل تجد أن السياحة لاتتمثل في خروج ودخول الاشخاص فقط ،بل هناك صناعة سياحية يمكن أن تصدر الى البلدان الخارجية وهذه الصناعة السياحية تدخل في إطار التنمية الوطنية.


الفصل الثاني: الخصائص المميزة لظهور السوق السياحي وأنواع الأسواق السياحية
تمهيد:
إن السوق السياحي له خصائصه المميزة فهو أيضا يخضع الى عملية العرض والطلب وخصائص كل منهما فهو مرتبط بالخدمات السياحية المقدمةوكذلك نوعية هذه الخدمة أو السلعة المقدمة للسواح.

المبحث الأول: السوق السياحي

عندما أصبحت السياحة شكل من أشكال التطور للعلاقات الاقتصادية بين الدول في العالم وذلك في النصف الثاني من القرن العشرين (20) وبداية القرن الواحد والعشرين (21) ظهرت أهمية دراسة السوق السياحي كشكل مستقل من العلاقات الاقتصادية.
من كل المعطيات العلمية لواقع ردود معنى السوق السياحي وأجزائه وأنواعه لدرجة كبيرة يعتمد التوجه الصحيح لاستخدام مجموعة من الأنظمة التي تؤدي إلى تطوير السياحة وكل هذه الأشياء تجد لها في السياسة السياحية .
إن النظريات الاقتصادية وفي الواقع العملي مفهوم كلمة السوق غالبا ما تحتوي معنى يكشف أجزاء معينة من واقعه ومحتواه .
مفهوم كلمة السوق تحدد الظروف العامة لتصريف البضائع والخدمات ويتم الحديث هنا عن السوق ( الضيق ) أو السوق ( الواسع ) أو السوق ( الصغير ) أو السوق ( الكبير ) والتي تشير إلى أهم عنصر من عناصر السوق وهو تسويق البضائع والخدمات.
يمكن الحديث عن السوق بعبارة شاملة على انه كل الظروف التي تتم حلال عملية تصريف البضائع والخدمات وعند ذلك تستخدم العبارات عن السوق بأنه جيد أو متوسط والتي من خلالها يتحدد بالضبط العوامل التي لها دور أساسي في هذه العملية.
في المراجع الاقتصادية، بعض الاقتصاديين يعــرفوا السوق على انه مقابلة بين البائع والمشتري وآخرون يعرفونه على أنه العرض والطلب على السلع والخدمات في السوق آو انه عبارة عن بيع وشراء الخدمات السياحية ( 1) وغيرها من التعارف التي تعتمد أساسا على بيع وشــراء الخدمات والظروف التي ظهرت في السوق أثناء هذه العملية هناك اقتصاديين حاولوا تعريف السوق السياحي من نوعية العلاقات التي تنشأ أثناء عملية البيع وقالوا إن السوق السياحي هو عرض مقابل النقود وطلب مع دفع النقــود.
المطلب الأول : مفهوم السوق السياحي
وهو عبارة عن مجموعة الأبحاث والتحاليل ، وعملية التنبؤ بالطلب المستقبلي وكذا إعداد دراسة وإعطاء اقتراحات خاصة بالبرامج التسويقية فالسوق ومهما كانت طبيعتها تمثل عادة بمجموعة من الأفراد والذين :
1-مروان السكر مرجع سبق ذكره ص 108.
1- يحتاجون ويريدون خدمة معينة .
2- لديهم القدرة ( القوة الشرائية ) لشراء الخدمات الفندقية والسياحية.
3- لهم الرغبة لإنفاق ما لديهم للحصول على الخدمة .
4- لديهم الصلاحية لشــراء الخدمة.
وهذا المنتج قد يكون سلعة أو خــدمـة ، والنشاط السياحي يمثل منتجا يتمثل عادة في خدمة معينة تقدم إلى الذين يترددون على المراكز السياحية .
فبدون وجود الحاجة للخدمة المطلوبة فإن السوق لا حاجة لظهورها ، وإلا فإن الحاجة ستتبعها عرض الخدمات والسلع وهذا العرض سيقابله الطلب النابع من حاجة العميل سواء كان ذلك سلعة أو خدمة ، وقد تظهر الحاجة لكنها لا تحقق ظاهرة السوق بسبب ضعف آو عدم كفاية القدرة الشرائية عند العميل لطــلب المنتج واقتنائه إذ يفرض وكشرط أساسي من وجود القوة الشرائية والكفاية حتى يحقق الشيء المطلوب وبالتالي تظهر السوق.
وبتوافر الشرطين الأول والثاني وبوجود الحاجة للشيء وتوافر القدرة الشرائية والاقتصادية فان الأمر يتطلب الرغبة في الاستمتاع والترفيه، وبالتالي شراء المنتجات ، وإذا ما انعدمت الرغبة فان توفر المال الكافي عند العميل لا يعني شيئا .
وأخيرا فإن الصلاحية في إستخدام المال أو المصدر تبقى المحور الأساسي الذي تستند عليه الفقرات الثلاثة الأولي إذ بدون صلاحية لاستخدام المال وبدون عقبات أو تساؤلات هي المسألة المعول عليها في إقامة السوق والنتيجة هي أن السوق السياحي هو شكل عام لجزء من السوق البضاعة ويثمل ظهور البضائع والخدمات في السوق وعملية البيع والشراء التي تتم وإحدى خصائص السوق السياحي هو انه من خلاله يتم عرض وبيع خدمات وليس بضائع في الجزء الأكبر وهذا يميزه عن السوق لبضائعي ، وما يميز الخدمات والبضائع السياحية هي أنها بضائع وخدمات معروضة ومقدمة من شركات ومنتجات سياحية متخصصة والتي تصرف فقط من خلال السوق السياحي مثل التأمينات.
إن تشكيل كلمة السوق السياحي يعتمد على عدة معطيات أساسية هي1)
أولا: كجزء من السوق البضائعي فالسوق السياحي يعتمد على مفهوم القوانين الاقتصادية للإنتاج البضائعي والتسويق البضائعي ، والتي تكون على شكل منتجات أو صناعات تقليدية مثلا .
ثانيا : يمثل جو تصريف البضائع والخدمات والتي تلبي حاجة المجتمع من السياحة وعلى هذا الأساس يأخذ شكل مستقل.
ثالثا: مجموعة من العلاقات الاقتصادية والآلية مرتبطة بمكان وزمان الظروف الملائمة لهذا التصريف.
1-ريان درويش : الاستثمارات السياحية في الاردن والافاق المستقبلية : رسالة ماجستير علوم اقتصادية -جامعة الجزائر سنة1996 /ص:31


العملية الأساسية للسوق السياحي هي بيع وشــراء الخدمات والبضائع السياحية التي تلـبي الحاجات الخاصة للأفراد وعلى هذا الأساس شكل السوق للاستخدام الفردي وهذه الخاصية تحدد شكل واحدة من العلاقات السوقية بين الشركات للخدمات والبضائع والخدمات المعروضة

والسوق السياحي ظهر متأخرا مقارنة مع الأسواق البضائعية الاخرى ، ووقت السوق السياحي كان عندما أصبحت السياحة ظاهرة شعبية وأصبح لطلب السواح تأثيرا ملحوظا على إنتاج البضائع والخدمات السياحية .
وأهـم مـيزة للسوق السياحي والتي يميزه عن السوق البضائعي هي عدم تحرك البضاعة على العكس لكي تتم عملية البيع والشــراء ، يتحرك المستهلك السائح لمكان البضاعة ويستهلكها في مكانها وهذه المدة تنبع من طبيعة العرض السياحي والتي نتحدث عنها عند الحديث عن الطلب والعرض السياحي.

فالسوق السياحي تطلب وتعرض أساسا الخدمات والبضائع لها أقل مشاركة والجزء الاكبر من الخدمات المطلوبة تكون خدمات المواصلات والخدمات الفندقية وتتم عملية بيع وشــراء خدمات مساعدة تربط العرض السياحي بالطلب السياحي موقع مميز في السوق السياحي ويمكن أن تعرض في المعارض ومحلات التحف وتشارك مباشرة في عملية البيع والشراء وتعطي طابع مميز لكل الخدمــات السياحية المعروضة والتي تساعد في عملية التسويق.
فالسوق السياحي هو دراسة الطلب الحاضر بالتنبؤ بالمستقبل ، بالإضافة إلى إعداد برامج التسويق هدفها ترقية وتنمية المنتج السياحي مستقبلا ويتم قياس الطلب بعدد الزوار الذي يقضون ولو ليلة واحدة في البلد المستقبل. ( 1).

فعناصر السوق هي كل لا يتجزأ يمثل مركب العملية التسويقية أي تمثل السوق في المنطقة المراد جذب السياح إليها لذا وجب توفر الدارس لها على أكـبر قدر من المعلومات المساعدة على اختيار المنطقة ويخص كل منطقة بدراسة خاصة.






1-AHMED TESSA . Economie Touristique et Aménagement du Teritoire .O.P.U 1993 P :45


المطلب الثاني: أنـواع الأسواق السياحية

إن أنـواع الأسواق السياحية متداخلة فيما بيـنها وتوجد بينها علاقة مرتبطة ومعرفة أنواع الأسواق السياحية وتحديدها خطوة مهمة لدراستها بشكل مفصل ومعرفتها وأهم أنواع السوق السياحي هـي:
1- سـوق سياحي داخلي.
عندما تلبي السياحة حاجة المستهلكين المحليين الموطنين من السياحة ضمن حدود بلدهم الإقليمية .
2- ســـوق سياحي خارجي.
التي تدخل من خلال عملياتها تقوم الشركات السياحية بتلبية الحاجة من السياحة لمواطنين أجانب.
3- سوق سياحي ملحوظ الطلب.
عندما لا يكون البائعين في حالة من تقديم الخدمات لمواطنيهم ويكون الطلب اكبر على الخدمات .
4- سوق سياحي ملحوظ العرض .
عندما توفر الدولة إمكانية تقديم الخدمات ليس فقط لموطنيها بل للسواح الأجانب أيضا.
لكي تتحقق رحلة سياحية واحدة من الضروري أن تتم عملية بيع وشــراء لعدة أنواع من البضائع والخدمات وذلك حسب السوق السياحي يقسم إلى:
1 - سوق خدمات المواصلات.
2 - سوق الخدمات الفندقية.
3 - سـوق التحف السياحية.
4 - السوق المتعلقة بالعلاج وممارسة الريــاضة.
• فسوق خدمات المواصلات ممكن أن يقسم إلى سوق المواصلات البحرية والبرية والجوية وغيرها،
• وسوق خدمات الفندقية يقسم إلى سوق خدمات مرافق الطعام والمنام
• وسوق خدمات الإضافية المتعلق بالمنام وغيرها.
• وسوق التحف السياحية والمتعلق بالآثار والصناعة التقليدية لكل منطقة.
• وسوق العلاج والرياضة فيمكن إن يكون على شكل حمامات معدنية استشفائية أو رياضية مثل دورات عالمية .
بالاعتماد على العوامل التي تحدد وقت تسويق البضائع والخدمات السياحية ممكن أن ينظر إليه انه على مدار السنة أو فصلي على سبيل المثال : سوق خدمات المواصلات سنوي وكذلك سوق الخدمات الفندقية وفصلي ، وسوق خدمات المخيمات السياحية وسوق الرحلات الجماعية المدروسة بسعر موحد وغيرها.


وعند النظر للمساحة الجغرافية للــسوق السياحي ممكن أن يقــســم إلى :
1. ســـوق سياحي صغير للعرض والطلب لموقع سياحي معين.
2. ســوق سياحي لناحية أو ولايــة.
3. ســوق سياحي وطني للعرض والطلب السياحي على مستوى دولي أو عالمي، السوق السياحي يمكن أن ينظر إليه من منطلق آخر غير المساحة أو الحدود الجغرافية وذلك بالنظر إلى أنواع الثروات السياحية بالموقع المعني ، وبالنظر للبنية السياحية التحتية المستخدمة لاستغلاله ويمكن تقسيم عــدة أنواع من الأسواق السياحية المستقلة(1) .
1 - ســــوق سياحي بحــري.
2 - سوق سياحي جـــبـــــلي.
3 - سوق سياحي عـــــلاجي.
4 - ســـوق سياحي نهــــري.
5 - سوق سياحي ترفيهي وغيرها.
ومن أهـــم هـــذه الأســـواق نجد:
السوق السياحي للاستجمام:
تهتم بالمقاييس الخاصة بالمحيط الجغرافي والتي تبين مختلف أسس التقسيم الذي يمكن أن تكون مستعملة في السوق للاستجمام ، فالسوق السياحي مرتبط بالمقاييس الجغرافية التي تحتوي في الأساس على تقييم المناطق والثروات التي تحتوي عليه كالتطور الثقافي الذي يمكن من تحديد مختلف أنواع التعاملات بين المناطق التي هي الأخرى تختص في تقريب الأسواق وكذلك تكاليف النقل المرفقة ولكي يصبح قطاع السوق فعال يجب توفير الشروط الظرورية وهي:
- المقاييس الديمغرافية ـ الإجتماعية:
- اللغـــة.
- العوامل البسيكولوجية.
- المقاييس الديمغرافية ـ الإجتماعية:
معظم المؤسسات تقسم أسواقــها إلى أجزاء مختلفة التي تتعدد فيها مقاييس إجتماعية كالسن الجنس، العائلة وعدد الأفراد في العائلة ، العائد الأسرى درجة العمل الاجتماعي ، هذه المقاييس هي الأكثر استعمالا، كما أن الفئات المختلفة للأفراد تكون معرفة بالسن أو العائد الذي يؤدي إلى ظهور الحاجات من المادة السياحية كما أن بعض المنتجون للرحلات يهتمون بالطلب الخاص بزبون السن الثالث أو الناقل من الخطوط الجوية يتبنى إستراتيجية تسوقيه على أساس الشخصيات ، أما الرحـلات البعيدة

1- مروان السكر مرجع سبق ذكره ص 112.
فتهتم بجانب العمل الإجتماعي الذي هو أكثر إستعمالا فالسوق السياحي (1) الخاص بسلوكات الافراد يعرفها " لاندسن وهال" L¬INDSY aand HALL" بأنها مجموعة المعايير التي تسمح بالتعرف على الشخص كما أن هناك صعوبة لإستعمال الشخصية كأساس للتقسيم لأن الشخصية شيء ذاتي داخلي مرتبط بالعوامل البسيكولوجية للأفراد .
وأن هذا التقسيم الغاية منه أنه كيف يمكن تتبع المؤسسات السياحية الإستراتيجية الملائمة في جذب السواح إلى الفنادق الخاصة بها وكذلك إلى أماكن الترفيه والراحة والتسلية ، وهذا التقسيم يفيد أيضا في دراسة نفسية السواح ورغباتهم وأن تعرف هذه المؤسسات نوع زبائنها حتى تكون مستعدة من الناحية الاجتماعية لهؤلاء ألسواح والذي يتم بدوره دراسة عرض المؤسسات وطلب ألسواح.(2)
- الوضعية الجغرافية للسوق:
لايهتم المستهلك بالموضع أكثر من بحثه عن إمكانية وسهولة الوصول إليها وتتلخص في الوسائل المتاحة للوصول من وسائل نقل وإتصال.
طبيعة المنطقة:
تتضمن إلى جانب تضاريس كل من المناخ والفئة المكونة للسكان ( المستوى الحضاري والثقافي للسكان ) .
- التحليل البيولوجي ( النوعي):
هي مجموعة المتغيرات التي تؤثر على سلوك المستهلك من حيث السن الجنس الفئة الاجتماعية المستوى التعليمي والقدرة الشرائية (3) ومعرفة زمن تقرير السفر والكيفية المتبعة لتحقيق الغاية.
- المـنافسـة:
تكون حسب نوعية المنتج السياحي المعروض قد يكون بتضارب العروض من حيث الكمية والنوعية وكذا طرق التحكم في هذه السوق بوضع سياسة تسويقية منظبطة مع تحديد أهدافها النهائية.

المطلب الثالث: تجزئة السوق السياحي

تقسم السوق السياحي إلى مجموعات جزئية متمايزة حيث يمكن للمؤسسة اختيار كل مجموعة كهدف تصل إليه وفق مزيج تسويقي.
- تقسيـم السوق إلي أجزاء ذات طبيعة متجانسة من فئات جزئية لمستهلكين لهم خصائص مشتركة قادرة على تـفسيـر سلوكيات المجموعات الجزئية المتجانسة.


- Ahmed Tessa . OPCIT / P /36. 1
2- Gerard & Michel OPCIT P/86-87.
- Ahmed Tessa. OPCIT / P /44. 3

- أهـــداف التجزئة:
- التمييز بين المجموعات المكونة للسوق المستهدف من قبل المؤسسة السياحية .
- إعـــداد مزيج تسويقي موحد يساعد آلي احتكار كل السوق حسب إستراتيجية تسويقية خاصة بالمؤسسة السياحية.
- أتباع استراتيجية موجهة لجزء واحد ومحاولة تلبية الرغبات المفصلة ،إن تجزئة السوق السياحي (1) (تنقسم آلي مرحلتين ، الأولى يتم فيها تحديد سلوكيات المستهلكين الخاصة بالجوانب الاجتماعية الاقتصادية والجغرافية..الخ .

المرحلة الثانية هي تحليل هذه المطالب :
- مرحلة تجزئة السـوق :
- المقايـيس الجغرافيـة:
تتميز منطقة بتراث خاصة بها يدعو إلى تجزئة جغرافية بتقسيمها إلى مجموعات جهوية لتحقيق مردودية إنتاجية وتخفيض التكاليف .
- المقاييس الإجتماعية و الديمغرافية :
معايير سهـلة القياس تظم كل من المستوى الثقافي ،المستوى المعيشي والتي تساهم في تحديد رغبات وحاجيات المستهـلكين.
- مقاييس متعلقة بسلوك الأفــراد :
يبين سلوك السائح الناجمة عن طبيعة العيش والتفرقة بين المنتجات السياحية من حيث التكلفة والنوعية والسرعة.

- دراسة سلوك السائح:

هي معرفة سلوك السائح تجاه المنتج المعروض من حيث الجمال وإمكانية توفيره للراحة والإمكانيات الخاصة بالنقل والترفيه.(2)
- دراسة نمط العيش:

ترتيب الرحلات حسب البرنامج يخدم مصلحة المستهلك ومحاولة جعل المنتوج السياحي المعروض
يتماشى مع عطل المستهلك المناسبات، القدرة الشـرائية.. الخ.

1 - مروان السكر ج(3) مرجع سبق ذكره ص: 26 .
2 - ريان درويش مرجع سبق ذكره.ص: 25



- إستراتيجية السوق السياحي: تعد في إختيار السوق المؤهلة والمعروفة قصد تحديد مكان فيها وإختيار المنتج التسويقي المناسب بتوفر القدرة لتحديد المتطلبات وحاجات القطاعات الأخرى هما الدعامتين اللتين تقوم عليهما الإستراتيجية التسويقية في النشاط السياحي وحتى يتم العمل بهذه الإستراتيجية لابد من إتباع السياسات الشاملة.
1. على الفندق أن يحدد فيما إذا كانت حاجات العملاء متعددة أم لا ، بعبارة أخرى إذا كانت السوق متجانــسة أم غير متجانسة، فإذا كانت حاجات العملاء واحدة وغير متعددة فليست هناك حاجة لتقسيم السوق ، إذ يفترض أن تكون السوق غير متجانسة حتى يتمكن تقسيمها إلى فئات سوقية متعددة .
2. مجموع السوق يفترض تقسيمه بطريقــة يمكن من خلالها المقارنة بين التقسيمات المختلفة ، وتؤخذ عادة مؤشرات معينة كأن تكون طبيعة المبيعات ، الكلف ، الأرباح المحققة.
3. مجموع السوق يجب أن تــقسم بطريقة تمكن من مقارنة تقديرات المبيعات المحتملة الكلف والأرباح لكل تقسيم سوقي ، أي أن كل مجموعة يجب أن تتصف بصفات قابلة للقياس.
4. يفترض في كل تقسيم أن يكون من اكبر ما يمكن أن تحقق الأرباح من خلالــه .
5. قدرة الفندق من الوصول إلى التقسيم السوقي الذي أختاره من خلال مزيج تسويقي معين.

المبحث الثاني: واقع ومحتوى الطلب السياحي
- الطلب هو شكل ظهور القادرين على الشراء في السوق ولكي يستطيع المجتمع أن يستخدم هذه الخدمة آو شـــراء تلك البضاعة وجب عليه أن يدفع ثمنها لذلك يصبح الطلب على الخدمات والبضائع ممكن في حالتين :
1- إذا كان الفرد يملك واسعة مادية محددة لشــراء البضاعة ودفع ثمن الخـــدمة.
2- إذا كانت البضاعة أو الخدمة موجودة فعليا في السوق ويرجع الطلب السياحي إلى الكميات المتنوعة من السلع والخدمات السياحية التي يرغب ويستطيع المستهلك ( السائح ) شرائها بسعر معين وبمكان معين وزمان معين ومنه نجد ردود أفعال المستهلك حول طبيعة وكمية الخدمات الممكن شــرائها، وكذا وضعيته النفسية حول الخدمة التي يرغب فيها لان البلد المشرف ( المزار) يجب أن يأخذ بعين الإعتبار العميل من حيث السن ، الجنس ، المستوى المعاشي لمختلف الطبقات .1)
المطلب الأول: خصائص الطلب السياحي

في مرحلة معينة من تطور الحاجات ظهرت الحاجة من السياحة ومعها ظهرت مباشرة إنتاج البضائع والخدمات لتلبية هذه الحاجة وهذا يعني أن شرح محتوى الطلب السياحي مرتبط مثل ارتباطه


Ahmed Tessa. OPCIT / P /36. -1
مع الحاجة من السياحة ، كذلك مع وجود إمكانية الإنتاج أي وجود العرض لتلبية هذا الطلب ، والحاجة من السياحة نوع مميز من الحاجات فهي تتطلب الإنقطاع المؤقت عن مكان العيش الأصلي والابتعاد عن صخب العيش في المدن والعودة نحو الطبيعة والبحث عن الراحة النفسية والجسدية في الإنتاج البضائعي ، الحاجة تسبق الطلب وبدون وجود حاجة معينة لايمكن أن يتحقق الطلب .
ويظهر من ضرورة أن يلبي حاجة إجتماعية معينة ، إن الطلب السياحي لا يتوقف فقط على مدى توافر الموارد وتنوع المقدرات والخدمات والتجهيزات ( أي العرض السياحي ) وغيرها من العوامل كأسعار خدمات السياحة الأساسية أو التكميلية ، وكذلك يتأثر الطلب السياحي بمستوى الرفاهية الاقتصادية في الدولة والدول الأخرى والتقدم التكنولوجي في وسائل المواصلات والاتصال والتقلبات الاقتصادية ( كالكساد والرواج ) بالإضافة إلى عوامل ثقافية وسياسية يصعب على الدولة التأثير أو التحكم فيها.
إن الطلب السياحي (1) يرتبط مباشرة بالأوضاع الاقتصادية والسياسية للبلد المستقبل وهو طلب غير متجانس فهو متمركز في الوقت والبعد ، كما أن الطلب السياحي له عوامل تؤثر فيه منها.
1. النمو الديمغرافي: يعتبر النمو الديمغرافي في البلدان المتقدمة عامل الإرتفاع الطلب السياحي ، بينما في الدول النامية لا يشكل نفس الإرتفاع لأن هناك عدة عوامل تتحكم فيه منها الثقافة والسياحة التي لها دور فعال ، وهي من الخصائص الهامة والتي نجدها لدى الجزائريين منعدمة أو لم يعط لها الإهتمام الخاص بها ، وكذلك نسبة المستوى المعاشي للسكان وأيضا الأمن الاجتماعي.
2. التنظيم والراحة: إن غرض السائح من سفر هو الراحة والتخلص من التعب واستعادة حيويته ونشاطه الفكري والجسدي ، لهذا فهو يختار أماكن توفر له الراحة النفسية والجسدية فيتوجه إلى أماكن أو البلدان التي توفر له هذه الشروط الملائمة وما أكثرها في الجزائر من حمامات و شواطئ أو غابات أو صحاري وهناك أيضا مكونات وخصائص للطلب السياحي.

مكونات الطلب السياحي وخصائصه:

يتكون الطلب السياحي من مجموعة عناصر بتوفيرها يتم توفـر الطلب السياحي والمتمثلة في توفر الوقت ، الرغبة في السفر والتنقل بوجود وفرة في المال وكذلك توفر مختلف وسائل النقل والإيواء فالترويج بعامة والإعلان بخاصة غالبا ما يستخدم لأثار الطــلب علـى نحو مباشـر


1- اسعد حماد ابو رمان سنة 2000 ص : 53.