تطبيقات على بحر الوافر من الشعر العمودي
تطبيق رقم 01 - جزى الله الأغرَّ - لـ " عنترة بن شداد "
جَزى اللَهُ الأَغَرَّ جَزاءَ صِدقٍ ** إِذا ما أوقِدَت نارُ الحُروبِ
يَقيني بِالجَبينِ وَمَنكِبَيهِ ** وَأَنصُرُهُ بِمُطَّرَدِ الكُعوبِ
وَأُدفِئُهُ إِذا هَبَّت شَمال ** بَليلاً حَرجَفاً بَعدَ الجَنوبِ
أَراهُ أَهلَ ذَلِكَ حينَ يَسعى ** رُعاءُ الحَيِّ في طَلَبِ الحَلوبِ
فَيُخفِقُ تارَةً وَيُفيدُ أُخرى ** وَيَفجَعُ ذا الضَغائِنِ بِالأَريبِ
إِذا سَمِنَ الأَغَرُّ دَنا لِقاءٌ ** يُغِصُّ الشَيخَ بِاللَبَنِ الحَليبِ
شَديدُ مَجالِزِ الكَتِفَينِ نَهدٌ ** بِهِ أَثَرُ الأَسِنَّةِ كَالعُلوبِ
وَأُكرِهُهُ عَلى الأَبطالِ حَتّى ** يُرى كَالأُرجُوانِيِّ المَجوبِ
أَلَستَ بِصاحِبي يَومَ اِلتَقَين ** بِسَيفَ وَصاحِبي يَومَ الكَثيبِ
.
التطبيق رقم 02 - صحا من سُكرته فؤادي - لـ " عنترة بن شداد "
صَحا مِن بَعدِ سَكرَتِهِ فُؤادي ** وَعاوَدَ مُقلَتي طيبُ الرُقادِ
وَأَصبَحَ مَن يُعانِدُني ذَليلاً ** كَثيرَ الهَمِّ لا يَفديهِ فادي
يَرى في نَومِهِ فَتَكاتِ سَيفي ** فَيَشكو ما يَراهُ إِلى الوِسادِ
أَلا يا عَبلَ قَد عايَنتِ فِعلي ** وَبانَ لَكِ الضَلالُ مِنَ الرَشادِ
وَإِن أَبصَرتِ مِثلي فَاِهجُريني ** وَلا يَلحَقكِ عارٌ مِن سَوادي
وَإِلّا فَاِذكُري طَعني وَضَربي ** إِذا ما لَجَّ قَومُكِ في بِعادي
طَرَقتُ دِيارَ كِندَةَ وَهيَ تَدوي ** دَوِيَّ الرَعدِ مِن رَكضِ الجِيادِ
وَبَدَّدتُ الفَوارِسَ في رُباه ** بِطَعنٍ مِثلِ أَفواهِ المَزادِ
وَخَثعَمُ قَد صَبَحناها صَباحاً ** بُكوراً قَبلَ ما نادى المُنادي
غَدَوا لَمّا رَأَوا مِن حَدِّ سَيفي ** نَذيرَ المَوتِ في الأَرواحِ حادي
وَعُدنا بِالنِهابِ وَبِالسَبايَا ** وَبِالأَسرى تُكَبَّلُ بِالصِفادِ
.
التطبيق رقم 03 - إذا لعب الغرام بكل حُرٍّ - لـ " عنترة بن شداد "
إِذا لَعِبَ الغَرامُ بِكُلِّ حُرٍّ ** حَمِدتُ تَجَلُّدي وَشكَرتُ صَبري
وَفَضَّلتُ البِعادَ عَلى التَداني ** وَأَخفَيتُ الهَوى وَكَتَمتُ سِرّي
وَلا أُبقي لِعُذّالي مَجالاً ** وَلا أُشفي العَدُوَّ بِهَتكِ سِتري
عَرَكتُ نَوائِبَ الأَيّامِ حَتّى ** عَرَفتُ خَيالَها مِن حَيثُ يَسري
وَذَلَّ الدَهرُ لَمّا أَن رَآني ** أُلاقِي كُلَّ نائِبَةٍ بِصَدري
وَما عابَ الزَمانُ عَلَيَّ لَوني ** وَلا حَطَّ السَوادُ رَفيعُ قَدري
إِذا ذُكِرَ الفَخارُ بِأَرضِ قَومٍ ** فَضَربُ السَيفِ في الهَيجاءِ فَخري
سَمَوتُ إِلى العُلا وَعَلوتُ حَتّى ** رَأَيتُ النَجمَ تَحتي وَهوَ يَجري
وَقوماً آخَرينَ سَعَوا وَعادو ** حَيارى ما رَأوا أَثَراً لِأَثري
التطبيق رقم 04 - تحمل في الهوى ما لا يُطاقُ - لِمبارك بن حمد العقيلي ..
تحمل في الهوى ما لا يطاق ** شجي قد فت مهجته الفراق
وأجج في الجوانح نار وجدٍ ** أليمٍ للحشى منه احتراق
فجسمي والنحول له ائتلاف ** وقلبي والعزاء له افتراق
شجوني من شئوني ليس تخفى ** ووجدي والضنى والاشتياق
إذا ناحت مطوقة سحيراً ** فدمعي في الخدود له سباق
أتبكي إلفها سحراً حمام ** ولا ابكي إذاً حبي نفاق
فدعني والكئابة يا عذولي ** فلومك والهوى عندي شقاق
.
التطبيق رقم 05 - وَقَائِلَةٍ - للشاعر إيليا أبو ماضي
وقائلة: هجرت الشعر حتى *** تغنّى بالسخافات المغنّي
أتى زمن الربيع وأنت لاه *** وقد ولّى ولم تهتف بلحن
ونفسك كالصّدى في قاع بئر *** ومثل الفجر ملتحفا بدَجْنِ
فما لك ليس يستهويك حسن *** وأنت المرءُ تعشقُ كلّ حُسْنِ؟
أتسكت والشباب عليك ضافٍ *** وحولك للهوى جنّات عدن؟
ركود الماء يورثه فسادا! *** فقلت لها : استكيني واطمئني
فما حَطَمَتْ يَدُ الأيّام روحي *** وإن حطمت أباريقي ودنّي
ولم أعقد على خوفٍ لساني *** ولا ضنّاً على الدّنيا بفنّي
ولكنِّي امرؤٌ للناس ضِحكي *** ولي وحدي تباريحي وحزني
إذا أشكو إلى خِدْنٍ همومي *** وفي وُسْعِي السُّكوت ظلمت خدني
وتأبى كبريائي أن يراني *** فتًى مُغْرَوْرَقاً بالدمع جفني
فأستر عبرتي عنه لئلا *** يضيق بها وإن هي أحرقتني
ويبكي صاحبي فأخال أني *** أنا الجاني وإن لم يتّهمني
فأمسح أدمعا في مقلتيه *** وإن حَكَتِ اللهيبَ ، وإن كوتني
لأني كلما رفّهت عنه *** طربت كأنني رفّهت عنّي
كذلك كان شأني بين قومي *** وهذا بين كلّ الناس شأني
أقول لكلّ نوّاح رويدا *** فإنّ الحزن لا يغني ، ويضني
وجدت الدمع بالأحرار يزري *** فليت الدمع لم يخلق بجفن!
سبيل العز أن تبني وتعلي *** فلا تقنع بأنّ سواك يبني
ولا تكُ عالة في عُنْقِ جدٍّ *** رميم العظم أو عبئا على ابن
فمن يغرس لكي يجني سواه *** يعش ، ويموت من يحيا ليجني!
ألائمتي اتركيني في سكوني *** ولومي من يضجّ بغير طحن
إذا صار السماع بلا قياس *** فلا عجبٌ إذا سكت المغني
أنا ولئن سكتّ وقال غيري *** وجعجع صاحِبُ الصوت الأرنّ
إذا أنا لم أجد حقلا مَرِيعاً *** خلقت الحقل في روحي وذهني
فكادت تملأ الأثمار كفّي *** ويعيق بالشّذى الفوّاح ردني
خذوا ما تطيقون من كل قصيدة ولا داعي لتحمل قصيدة كاملة - الطويلة طبعاً -
تحياتي ..