منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الرد على شبهات الموقع التخصصي لدراسة الفكر الوهابي و دعوتهم الصريحة للشرك
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-08-17, 16:29   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد محمد.
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الأولى : أن المشركون الأولون كان سبب شركهم هو عدم الإقرار بالربوبية .

الجواب : لقد بينا في موضوع سابق بالآيات المحكمات البينات الواضحات أن المشركون لا ينكرون إنفراد الله بالربوبية بالجملة فهم يقرون بأنه وحده المدبر الخالق و الرازق و طبعا هذا لا يعني أن إيمانهم بالربوبية كامل لأنه من عبد غير الله مع الله فلابد أن يكون مخلا بالربوبية في وجه من الوجوه و حتى المشركون المعاصرون مخلون بالربوبية لعبادتهم غير الله من الاولياء و الأضرحة ........ ولكن نقطة البحث هي هل بمجرد إقرار الشخص بالربوبية يدخل الإسلام أم أن هناك واجبا زائدا على هذا الإقرار يلزمه ؟
الجواب : طبعا الإقرار بالربوبية في الجملة لا يدخل صاحبه الإسلام إلا إذا أخلص العبادة لله و أفرده بها و لهذا لم يدخل المشركون الأوائل في الإسلام بهذا الإقرار و كان مناط كفرهم هو دعوة غير الله مع الله و ليس لإخلالهم ببغض معاني الربوبية .

قال الله تعالى : وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)
فهذه الآية تبين أن مجرد دعاء غير الله شرك بغض النظر عن ما يعتقده هذا المشرك .

و حقيقة العبادة هي التذلل و الخضوع فمتى وجد هذا المعنى في قلب العبد لغير الله فهو مشرك في العبادة و لو لم يعتقد أن ذلك الذي تذلل له و خضع له يملك النفع و الضر ، فالعبادة تأتي من تعظيم المعبود و التذلل له لا من إعتقاد أن هذا المعبود يخلق و يرزق و لهذا إحتج الله سبحانه على المشركين بأنه المعبود الحق ببيان كمال ربوبيته ، أي انه لا ينبغي لكم الخضوع و التذلل و الرجاء إلا لمن يخلق و يرزق و بيده ملكوت كل شيء و لا ينبغي لكم أن تخضعوا و تتذللوا لمخلوقات عاجزة أن تنفع نفسها.

و إستدلوا بقوله تعالى : أغير الله أبغي ربا و هو رب كل شيء .
و لا يعلم هؤلاء المخذولين أن الرب و الإله مثلهما كمثل الإسلام و الإيمان إذا إجتمعا إفترقا و إذا إفترقا إجتمعا و أن الرب قد يراد به المعبود و ذلك مثل حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه عندما سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ قوله تعالى : إتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله .... الآية قال : إنا لسنا نعبدهم ، ففهم رضي الله عنه أن المقصود بالأرباب هنا المعبودات و سنعرض بعض تفاسير هذه الآية .

قال الله تعالى : قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)

تفسير البغوي :

( قل أغير الله أبغي ربا ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : سيدا وإلها ( وهو رب كل شيء ) وذلك أن الكفار كانوا يقولون للنبي - صلى الله عليه وسلم - : ارجع إلى ديننا . قال ابن عباس : كان الوليد بن المغيرة يقول : اتبعوا سبيلي أحمل عنكم أوزاركم ، فقال الله تعالى : ( ولا تكسب كل نفس إلا عليها ) لا تجني كل نفس إلا ما كان من إثمه على الجاني ، ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) أي لا تحمل نفس حمل أخرى ، أي : لا يؤاخذ أحد بذنب غيره ، ( ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ).


تفسير إبن كثير : تعالى : ( قل ) يا محمد لهؤلاء المشركين بالله في إخلاص العبادة له والتوكل عليه : ( أغير الله أبغي ربا ) أي : أطلب ربا سواه ، وهو رب كل شيء ، يربني ويحفظني ويكلؤني ويدبر أمري ، أي : لا أتوكل إلا عليه ، ولا أنيب إلا إليه; لأنه رب كل شيء ومليكه ، وله الخلق والأمر .
هذه الآية فيها الأمر بإخلاص التوكل ، كما تضمنت الآية التي قبلها إخلاص العبادة له لا شريك له . وهذا المعنى يقرن بالآخر كثيرا في القرآن كما قال تعالى مرشدا لعباده أن يقولوا : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) [ الفاتحة : 5 ] ، وقوله ( فاعبده وتوكل عليه ) [ هود : 123 ] ، وقوله ( قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا ) [ الملك : 29 ] ، وقوله ( رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ) [ المزمل : 9 ] ، وأشباه ذلك من الآيات .

تفسير القرطبي : قوله تعالى قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون
قوله تعالى قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء أي مالكه . روي أن الكفار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ارجع يا محمد إلى ديننا ، واعبد آلهتنا ، واترك ما أنت عليه ، ونحن نتكفل لك بكل تباعة تتوقعها في دنياك وآخرتك ; فنزلت الآية . وهي استفهام يقتضي التقرير والتوبيخ . و غير نصب ب أبغي و ربا تمييز .

يتبع إن شاء الله ......










رد مع اقتباس