منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز بانوراما فلسطين
الموضوع: موضوع مميز بانوراما فلسطين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-09-28, 19:33   رقم المشاركة : 5315
معلومات العضو
BAROUD
سَفِيرُ الأَقْصَى
 
الصورة الرمزية BAROUD
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ماهي مشكلتنا اليوم نحن العرب والمسلمون ..

مشكلتنا أن أغلب الناس في بلادنا تخلوا وإبتعدوا عملياً عن الإسلام بقيمه ومبادئه وأخلاقياته وتعاليمه ، وإن كانوا ينتسبون له بالإسم والعنوان .
عندما هاجر المسلمون للحبشة ، ذكرت بعض المصادر أن جعفر بن أبي طالب ، قال لملك الحبشة ، حينما سأله عن قصتهم مع الإسلام :
( إنا كنا قوما أهل جاهلية , نعبد الأصنام ، ونأكل الـميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونُسيء الـجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ..
فكنا على ذلك , حتى بعث الله إلينا رسولاً منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونـخلع ما كنا نعبد وآباؤنا من دونه من الـحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الـحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الـجوار ، والكـف عن الـمحـارم والدمـاء ، ونـهـانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف الـمحصنة ، وأمرنا أن نعبد الله , لانشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ..
فصدقناه وآمنا به وإتّبعناه ).
هكذا إذاً كانت الأمور في الجاهلية ، وقد جاء الإسلام ليغير الواقع الفاسد ، ويصلح الوضع السيء .
ويبدو أن غالبية الأمة اليوم قد عادت الى الوضع الفاسد ونزلت بنفسها الى مستوى الجاهلية ، فالقوي فينا يأكل الضعيف ، والفواحش منتشرة بمختلف الوجوه والحالات ، وقد تقطعت الأرحام ، فلم يحترم رحم النسب ولا رحم الإيمان ولا رحم الوطن الواحد ولا رحم اللغة الواحدة .
وأكلت الناس السحت والأموال الحرام ، وراح البشر يستأنسون بالغيبة والبهتان والكذب على خلق الله تعالى ..
وإنتهك البعض منا بالباطل دماء البعض الآخر ، بكل إستخفاف وبدون مبالاة ولا رحمة .
ولم يطبق المجتمع ما جاء به الإسلام من أحكام وإرشادات وتوجيهات شرعها الله تعالى رحمة وكمالاً لعباده .
والمشكلة الكبرى ان الحق والصلاح صارا عند الناس باطلاً و سفاهة ، بحيث ينتقصون إجتماعيا ممن يعمل بالحق و الصلاح ..
والمنكر صار معروفاً ومتعارفاً عند الناس بحيث يلام الإنسان المؤمن اذا لم يرتكبه .
وفوق ذلك كله تجثم على قلوبنا حكومات جائرة في الداخل ، ومضايقات وإغواءات من الخارج ، وتشويه وتنفير يقوم به بعض المحسوبين على الدين ، بسوء أفعالهم وأقوالهم ، علاوة على الحروب الإعلامية التي يمارسها أعداء الإسلام بمختلف الوسائل .
ولا ننسى الوضع الإقتصادي الصعب الذي قادنا اليه أعداؤنا ، بسبب مباشر منهم ، وبسبب غير مباشر عن طريق الحكام والرؤساء الذين زرعوهم في بلادنا ..
لقد خذل أغلب المسلمين دينهم ، ولم يحفظوا الأمانة ، ولم يلتزموا بتكاليفهم ومسؤولياتهم لحماية دينهم وبلادهم ، وأنفسهم وأهليهم ..
فكانت النتيجة ما وصلنا اليه ..
نعم يوجد صالحون ، ثلة من الأولين ، وقليل من الآخرين ، ولكنهم جبهة نوعية واحدة ، وإن لم يتعارفوا أو يتلاقوا فيما بينهم ، يؤدون ما عليهم في السر والعلن ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، بالأخلاق وبالتي هي أحسن ، طاعة لله وفي رضا الله تعالى ..
فالإسلام باقٍ بوعد الله تعالى ، وبهمة وعزيمة ونقاء هؤلاء المخلصين ، الذين إستحقوا بجهودهم وأخلاقهم وإخلاصهم وثباتهم أن يوفقهم الله تعالى لما يحبه ويرضاه .
الاسلام الأصيل باق في قلوب ما زالت نقية ، و ضمائر مازالت حية ..
صحيح انها قليلة العدد ، تعيش في غربة بين جاهلين بالإسلام لا يعرفون الا إسمه ، وأعداء للإسلام يتحدثون زوراً وبهتاناً بإسمه ..
ولكن مصيبتنا تهون حينما نتذكر قول خاتم الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام ) : ( بدأ الإسلام غريبا ثم يعود غريبا كما بدا ، فطوبى للغرباء
قيل : يا رسول الله ومن الغرباء
قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس ).
اللهم فإجعلنا ممن تصلحه وتصلح به ، وتهديه وتهدي به ، وتفضل علينا بقبولك ورضاك يارب العالمين .










رد مع اقتباس