نحن اليوم -أيها الإخوة الأحبة- في عصرٍ طغت فيه الماديات، وكثرت فيه المغريات، وشُغل فيه كثيرٌ من المسلمين عن تحقيق ما يجب عليهم في هذه الحياة، فوقع كثيرٌ من الناس -هدانا الله وإياهم- في غفلةٍ عما خُلق له، قال تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) [الأنبياء:1-3]، آيات تهز الغافلين هزاً، فالحساب قد اقترب والناس في غفلة!! وآيات الله تُتلى، ولكنهم معرضون؛ لا يأتمرون بأوامر الله -عز وجل-، ولا يقفون عند حدوده -جل وعلا-.
إنك لو نظرت الآن إلى واقع كثير من المسلمين يكاد قلبك أن ينخلع!! وكأن المسلم لا يعلم عن دين الله شيئاً ولا يعنيه أن يسمع قال الله، قال رسوله، فهو لا يعيش إلا لشهواته ونزواته الرخيصة، وكأنه نسي أنه سيُعرض يوماً على الله -جل وعلا- ليُسْأَل عن كل شيء، مصداقاً لقوله -سبحانه-: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه) [الزلزلة:7-8].
مقتبس