1- إشكالية البحث:
إن التربية البدنية والرياضية تقوم ببناء وتسوية السلوك القاعدي للطفل فتصبح بذلك أساس لصحة الأجسام وسلامة العقول وقوة النفوس، كما تعتبر إحدى الأنشطة الإنسانية لأنها تساهم في بناء شخصية سليمة وفعالة في المجتمع.
ولا شك أن الدور الذي يلعبه أو يقوم به الأستاذ في العملية التعليمية التعلمية من الأدوار المهمة جدا. كما أن دوره في التأثير على دافعية الطلاب من الأمور المعروفة، فهو على سبيل المثال يحرص على إيجاد الطرق والأساليب والوسائل والاستراتيجيات التي توجه انتباه الطالب وطاقته نحو تنمية دافعيته وتطوير مهاراته الحركية وكذلك نحو التحصيل الجامعي، ويركز المختصون في علم النفس التربوي على دافعية الطالب للتعلم المرتبطة بتأثير الآخرين ومنهم المعلمون بطبيعة الحال، فللمعلمين تأثير لا ينكر سواء من حيث شكل العلاقة بينهم وبين المتعلم، أو من حيث دورهم في تعزيز وتنمية الدافعية لدى المتعلم.
وأوضحت بعض الدراسات السابقة أن لطرق التدريس والأساليب التدريسية المختلفة التي ينتهجها المعلمين تأثير كبير على دافعية الطلاب سواء من حيث درجة التعلم أو التحصيل الدراسي وحتى من حيث الطموح الأكاديمي.
وهذا ما دفعنا إلى البحث عن مدى تأثير طرق التدريس على درجة الدافعية لدى طلبة التربية البدنية والرياضية، ومن هنا يمكننا أن نطرح التساؤل التالي:
هل لطرق التدريس تأثير على درجة الدافعية لدى طلبة التربية البدنية والرياضية؟
ومن خلال السؤال الرئيسي يمكن طرح التساؤلات الفرعية التالية:
- ما هو الفرق بين الطريقة والأسلوب والوسيلة في التدريس؟
- ما هي الطريق المثالية للتدريس التي تساعد على تنمية وتحسين درجة الدافعية لدى طلبة التربية البدنية والرياضية؟
- ما هو المعيار الذي يتيح لنا الاختيار المناسب لطريقة التدريس؟
- هل هناك اختلاف في استخدام طريقة التدريس بين أساتذة النظام ل.م.د.والكلاسيكي في حصة التربية البدنية والرياضية؟
2- فرضيات البحث:
2-1- الفرضية العامة:
هناك تأثير ايجابي لطرق التدريس على درجة الدافعية لدى طلبة التربية البدنية والرياضية.
2-2- الفرضيات الإجرائية:
2-2-1- يوجد إختلاف في استخدام طريقة التدريس بالأساليب المباشرة بين أساتذة السنة الثانية تربية بدنية ورياضية في النظامين ل.م.د والكلاسيكي لصالح النظام الكلاسيكي.
2-2-2- يوجد اختلاف في استخدام طريقة التدريس بالأساليب غير المباشرة بين أساتذة السنة الثانية تربية بدنية ورياضية في النظامين ل.م.د والكلاسيكي لصالح النظام ل.م.د.
2-2-3- هناك فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الدافعية بين طلبة السنة الثانية تربية بدنية ورياضية في النظامين ل.م.د. والكلاسيكي لصالح النظام الكلاسيكي.
3- أهداف البحث:
3-1- معرفة ما إذا كان يوجد اختلاف في استخدام طريقة التدريس بالأساليب المباشرة بين أساتذة السنة الثانية تربية بدنية ورياضية في النظامين ل.م.د والكلاسيكي.
3-2- معرفة ما إذا كان يوجد اختلاف في استخدام طريقة التدريس بالأساليب غير المباشرة بين أساتذة السنة الثانية تربية بدنية ورياضية في النظامين ل.م.د والكلاسيكي.
3-3- معرفة ما إذا كان هناك فروق في درجة الدافعية بين طلبة السنة الثانية تربية بدنية ورياضية في النظامين ل.م.د والكلاسيكي.
4- أهمية البحث:
بناءا على الأهمية القصوى والبالغة لطرق وأساليب التدريس التي يجب أن ينتهجها أستاذ مادة التربية البدنية والرياضية ودوره الكبير في استثارة وتنمية دافعية الطلبة والتأثير عليهم في دراسة وممارسة هذه المادة ارتأينا تسليط الأضواء على مختلف هذه الطرق والأساليب ومدى تأثيرها على تنمية درجة الدافعية لدى الطلبة أثناء حصة التربية البدنية والرياضية، وهذا بمعهد التربية البدنية والرياضية بجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف وذلك من خلال دراسة مقارنة بين نظام ل.م.د والنظام الكلاسيكي.
كما تكمن أهمية دراسة هذا الموضوع في التعرف على مختلف طرق وأساليب التدريس بالنسبة لنا نحن الطلبة كأساتذة المستقبل.
5- مصطلحات البحث:
- التربية البدنية والرياضية: "هي نظام عميق الاندماج بالنظام التربوي الشامل، تخضع لنفس الغايات التي تسعى التربية إلى بلوغها الرامية إلى الرفع من شأن المواطن".( أحمد بوسكرة: 2005، 8)
- التدريس: "هو كافة الظروف والإمكانات التي يوفرها المعلم (المدرس) في موقف تدريسي معين للمتعلمين (الطلبة)".(نوال إبراهيم شلتوت، ميرفت علي خفاجة: 2007، 65)
- التعليم: "هو عبارة عن مجموعة من أفعال الاتصال والقرارات المصنوعة بشكل مقصود أو منظم ليتم استغلالها وتوظيفها بكيفية مقصودة من طرف شخص أو مجموعة من الأشخاص، يدخلون وسيطا في إطار موقف تربوي". (العجيلي سركز، ناجي خليل: 1996، 35)
- التعلم: "هو عبارة عن تعديل في السلوك وانه ذاتي، أي يصدر عن الفرد نفسه نتيجة لنشاطه وخبراته السابقة، كما أنه عبارة عن تغيرات سلوكية يمكن قياسها". (العجيلي سركز، ناجي خليل: 1996، 36)
- أسلوب التدريس: "هو الكيفية التي يتناول بها المعلم طريقة التدريس أثناء قيامه بعملية التدريس، أو هو الأسلوب الذي يتبعه المعلم في تنفيذ طريقة التدريس بصورة تميزه عن غيره من المعلمين الذين يستخدمون نفس الطريقة، ومن ثم يرتبط بصورة أساسية بالخصائص الشخصية للمعلم".(نوال إبراهيم شلتوت، محسن محمد حمص: 2008، 7)
- طريقة التدريس: "هي إجراء منظم في استخدام المادة العلمية والمصادر التعليمية وتطبيق ذلك بشكل يؤدي إلى تعلم الطلاب بأيسر السبل". (نوال إبراهيم شلتوت، ميرفت علي خفاجة: 2007، 67)
- وسيلة التدريس: "هي الوسيط الذي يمكن استخدامه لتوصيل الأفكار أو المهارات للمتعلمين فتكون إما على شكل صورة أو رسومات أو أصوات أو قد تكون تصفيق باليدين أو تعبيرات في الوجه أو تكون شريط سينمائي...الخ". (نوال إبراهيم شلتوت، ميرفت علي خفاجة: 2007، 67)
- الدافعية: "هي مجموعة الظروف الداخلية والخارجية التي تحرك الفرد من أجل تحقيق حاجاته، وإعادة الاتزان عندما يختل وللدافع ثلاث وظائف أساسية في السلوك، هي:تحريكه وتنشيطه، وتوجيهه والمحافظة على استدامته إلى حين إشباع الحاجة". (ثائر احمد غباري: 2008، 16)
- أسلوب التدريس المباشرة: "يعرف أسلوب التدريس المباشر بأنه ذلك النوع من أساليب التدريس الذي يتكون من آراء وأفكار المعلم الذاتية (الخاصة) وهو يقوم توجيه عمل التلميذ ونقد سلوكه، ويعد هذا الأسلوب من الأساليب التي تبرز استخدام المعلم للسلطة داخل الفصل الدراسي". (نوال إبراهيم شلتوت، محسن محمد حمص: 2008، 10)
- أسلوب التدريس غير المباشر: "يعرف التدريس غير المباشر بأنه الأسلوب الذي يتمثل في امتصاص آراء وأفكار التلاميذ مع تشجيع واضح من قبل المعلم لإشراكهم في العملية التعليمية وكذلك في قبول مشاعرهم". (نوال إبراهيم شلتوت، محسن محمد حمص: 2008، 12)
6- الدراسات السابقة:
عند محاولتنا البحث عن الدراسات السابقة والمشابهة أو التي لها صلة بموضوع بحثنا لم نجد كتب أو مذكرات تطرقت إلى صميم هذا الموضوع بل وجدنا بعض المذكرات التي تناولت احد متغيراته وتمثلت في:
6-1- قام الطلبة: مطاي احمد، أمحامدي عبد القادر، مجاهد احمد: (2009)، بدراسة مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس تحت عنوان: "دور أساليب التدريس في تحسين دافعية التلاميذ داخل درس التربية البدنية والرياضية, دراسة مقارنة بين أسلوبي الأمر والتدريب",حيث تمحورت إشكالية هذا الموضوع كالأتي: ما هو من بين أسلوبي التدريس (الأمر, التدريبي) الأكثر فعالية في تحسين دافعية التلاميذ داخل درس التربية البدنية والرياضية؟
كما اقترحوا الفرضية التالية: التدريس بالأسلوب التدريبي له فعالية أكثر من التدريس بأسلوب الأمر في تحسين دافعية التلاميذ داخل درس التربية البدنية والرياضية كما اتبعوا المنهج الوصفي المناسب لطبيعة هذا الموضوع.
وتم اختيار العينة بطريقة عشوائية وتمثلت في (20) أستاذ و(70) طالب سنة رابعة متوسط كما استعملوا في هذا البحث الملاحظة والاستبيان وبعد مناقشة النتائج تم التوصل إلى إثبات الفرضية المطروحة.
6-2- قام الطلبة: حمزاوي رابح، ضاية محمد، كرساوي حميد: (2009)، بدراسة مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس نظام lmd تحت عنوان: "دراسة تأثير الأساليب التدريسية على تعليم المهارات الحركية أثناء حصة التربية البدنية والرياضية لتلاميذ المرحلة الثانوية (15-18سنة) دراسة ميدانية لبعض ولاية الشلف" حيث تمحورت إشكالية هذا الموضوع حول الإشكال التالي: إلى أي مدى يمكن أن تؤثر الأساليب التدريسية على تعليم المهارات الحركية أثناء حصة التربية البدنية والرياضية؟
كما اقترحوا الفرضية التالية: للأساليب التدريسية تأثير كبير على تعلم المهارات الحركية أثناء حصة التربية المدنية والرياضية على تلاميذ المرحلة الثانوية (15-18 سنة) حيث انتهجوا المنهج الوصفي لأنه أكثر ملائمة لحل المشكل.
وتم اختيار العينة بطريقة عشوائية وتمثلت في (12) أستاذ و(160) تلميذ كما استعملوا في هذا البحث طريقة التحليل البيليو غرافي والاستبيان وطريقة التحليل الإحصائي وبعد مناقشة النتائج تم التوصل إلى إثبات الفرضية المطروحة.
6-3- قام الطلبة: راشدي وهيبة، قياس باية، بوجاجة نور الدين: (2009)، بدراسة مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في تقنيات النشاط البدني والرياضي نظام lmd تحت عنوان: "تأثير الأنشطة البدنية الممارسة في حصة التربية البدنية والرياضية على تحديد طبيعة الدافعية لدى التلاميذ"، حيث تمحورت إشكالية هذا الموضوع حل الإشكال التالي: هل للنشاط البدني (جماعي أو فردي) الممارس في حصة التربية البدنية والرياضية دور في تحديد طبيعة دافعية الممارسة لدى التلاميذ؟
كما افترضوا الفرضية التالية: هناك فروق في طبيعة الدافعية باختلاف النشاط البدني (فردي جماعي) الممارس في حصة التربية البدنية والرياضية.
حيث انتهجوا المنهج الوصفي الفارقي لأنه يناسب الموضوع وتم اختيار العينة بصفة عشوائية عنقودية وتمثلت في (480) تلميذ منهم (206) ذكور و(274) إناث كما استعملوا في هذا البحث الملاحظة والاستبيان وبعد مناقشة النتائج ثم التوصل إلى إثبات الفرضية المطروحة.