منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - يتصنعون المثالية ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-03-10, 11:09   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

يا إخوان ، كل امرئ بما كسب رهين ، و الله سبحانه و تعالى مطلع على السرائر و الخفيات
فالعبد عليه بمراعاة نفسه و بذله الجهد في إصلاحها ، و قد يكون بعض الناس مظهرا لغير ما يبطن
لكن الله تعالى لم يجعلنا رقباء على الناس ، قال تعالى : (( وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ )) الأنعام 107
و قال تعالى (( مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ )) الأنعام 52
و قال تعالى حكاية عن نوح : (( إنْ حسابُهم إلاّ على ربِّي لو تَشعرون )) الشعراء 113
فما فعله سيحاسب عنه هو ، و أنت ستحاسب عن عملك ، فنحن مأمورون بالعمل و هو (اتباع المأمور و اجتناب المنهي )
قال تعالى : (( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )) التوبة 105
و قال تعالى : (( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا )) الآية . الحشر 07
و لم يأمرنا تعالى بالشق عن قلوب الناس و تفتيشها ، و الرقابة عليها
قال صلى الله عليه و سلم لحبِّهِ أسامة بن زيد لما قتل المشرك الذي قال : لا إله إلا الله لما رأى بارقة السيف . ( أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ) قال إنما قالها تعوذا من السيف
قال : ( هلا شققت عن قلبه ، ما تصنع بلا إله إلا الله ) قال فما زال يرددها حتى تمنيت أني كنت أسلمت يومئذ ...
فالأمر خطير معشر الإخوان ، و من كان هذا حاله فطريقة علاجه ، بنصيحته بالرفق و اللين و الأخذ بيده ، أو هجره هجرا جميلا لعله يتوب إلى رشده
و الدّعاء له الهداية ، لا تعييره و احتقاره و السخرية منه ، بل أخذ الملتزمين جميعا بجريرة واحد اندس معهم ...
و لو أردنا أن نعامل بالمثل و نسحب هذه القاعدة الأثيمة لتشمل العموم في الطرفين ، لقلنا : كم سارق ليس له مظهر أهل الاستقامة (المثالية) فهل كل من لم يكن مظهره ينم عن الاستقامة و المثالية فهو سارق ، و إن وجد منهم زان فهم زناة ، و إن منهم كاذب فهم كذبة ... و هلم جرا
اللهم لا و ألف لا ، قال تعالى (( لا تزر وازرة وزر أخرى )) هذا هو الميزان الذي يزن به أهل العدل و الحق الأمور ...
فبينوا ميزانكم إن كنتم صادقين ؟!!
بقي أن أقول : إن الملتزمين ليسوا أنبياء و لا رسلا و لا ملائكة و لا معصومين ، فهم بشر تجري عليهم أحكام الآدميين الكونية ، من أنهم يُخطئون و يصيبون ، و يزلون و ينهضون ، و يذنبون و يستغفرون ...
لماذا يُحسب على الملتزم الزّلة و الزّلتان ، و تغتفر للفجار و الفساق و الزنادقة القناطير المقنطرة من الكبائر و الموبقات ، بحجة أنهم بشر
أفليس الأولون بشرا أيضا ؟!!
هذا سؤال نريد له جوابا ممن ينظر تلك النظرة الخفاشية لأهل الاستقامة و الالتزام









رد مع اقتباس