منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - يحث مراثي المماليك والمدن
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-04-30, 17:30   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
lynda lyly
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الوصف
يعد من افضل اغراض الشعرالعربي,وأقربها
إلى النفوس،ومن طبيعة الشاعر لا يقول الوصف الأ وهو واسع الخياللديه القدرة على والاستطاعة على تصوير المحسوس, إلى صوراً
حية,للسامع وكأنه يراهإمامه،ولابد من وجود
الحوافز,والمواقف التي تثير مشاعر الشاعر وتجعله يبدع فيالوصف...فلذالك عرف الوصف عند
الأندلسيين بكثرة الحوافز
الطبيعية والأحداثالمتتالية.

تعريفه:هو إظهار أو استحضار شئ , أومكان,أو
حيوان, أو إنسان, لا يقع تحت نظر القارئ عبر التصوير اللغوي إما بأسلوبنقلي يكون فيه التصوير معادلا للموضوع الموصوف, وإما بأسلوب
ملون بالعاطفةوالخيال,ما يجعل التعبير يتجاوز
الموضوع الموصوف,اذ يعاد خلقه وفقا لرؤية الذاتالمعاينة.
ويعد الوصف من الأغراض الأصيلة
في الشعر العربي، حيث طرقوا به كلميدان قرب من
حسهم أو إدراكهم أو قام في تصورهم.ولذا لم يكن عجيباً إن يقبل شعراء
الأندلس عليه أكثر من إقبالهم على أي غرض.
وقد اشتدت عنايتهم به، حتى
اتسعتدائرته لكل ما وقع تحت أعينهم، وخاصة وصف
المناظر الطبيعية، والمشاهدالكونية،كالرياض،
والثمار، والأزهار، والطيور، والبحار، والأنهار، وأفردوا للوصفالقصائد، أو حلوا صدورها به، وربطوا بين وصف الطبيعة وسائر
الفنونالشعرية.

وصف
الطبيعة في الشعر
الأندلسي ..احتوىالشعرالأندلسي على فنونا
شعرية لا تكاد تختلف عن الأنواع الموجودة في المشرق فقدكان هناك فخرا ومدحا ورئاء وغزل وقد تفرد
الأندلسيون بنظم
الموشح نحواً من ثلاثةقرون أنتقل بعدها إلى
الشرق وقد جددوا بكثير من الأغراض الشعرية المستمدة من الواقع
الأندلسي وجددوا حتى بطريقة بناء القصيدة فيما يتعلق بالوزن
والقافية كما يتضح ذلكفي شعر الموشحات.
ومن أهم الأغراض الشعرية التي
تميز بها
الأندلسيون:
أ‌. وصف الطبيعة.
ب‌. الغزل .
ج .الخمريات .
د.
رثاء
الدول.
هـ .
الورديات والزهريات

ولعل مايهمنا فيهذا المقام هو الحديث
عن شعر وصف الطبيعة:

لم يكن وصف الطبيعة فنا مقصوراومحصورا
في بيئة المغاربة و
الأندلسيون , بل وجد وبشكل كبير عند البغداديونوالمشاركة بشكل عام , حيث وجد عند ابن الرومي والبحتري
والصنوبري, وكانت هذهالأسماء لامعه ساطعة في
سماء وصف الطبيعة
.
ولكن كان لهذه الطبيعة الساحرة أثرهاالكبير في خصب عقول الأندلسيين ورفاهية حسهم , ورقة تصويرهم ,
وسعه خيالهم , ومماساعد على ازدهار شعر
الطبيعة في
الأندلس غير الطبيعة نفسها الحياة اللاهية التيعاشها الشعراء, نتيجة التحرر والانطلاق في مجمع الأندلس ,
لذا كان الشاعر يعتبرالطبيعة مسرحا لحياته
اللاهية , وفي أحضانها كان يستسلم للهوه وحبه وخمره , فعكفعلى تصوير لهوه وعبثه في مجال الطبيعة , وكان ممتزجا بها
متفاعلا معها
.
مظاهروصف الطبيعة في الأندلس :
لم يترك الشاعر
الأندلسي مظهر
من مظاهر الطبيعة أحسهبحواسه وتفاعل معه
بمشاعره إلا وصوره وأبدع التصوير ووصفه فأحسن الوصف فوصف الرياضبما فيه من خضرة وحمرة وصفرة وشذا وعبير , وهذا ابن خفاجه
استولت على لبه الحدائقالفيح , والمروج الخضر,
حيث كان يمرح ويلهوا مع أصدقاءه في جو بهيج,وشاركه الغصنهذا الإحساس والذي توج هذا الجمال ظهور الهلال بعد الغروب
كأنه طوق من ذهب يزين بردالغمامة , حين ذاك وصف
هذه اللوحة بقوله
..
واهتز عطف الغصن من طرب بنا *** وافتر عن ثغر الهلال المغرب .
فكأنه والحسن مقترن به *** طوق
على برد الغمامةمذهب.
مزج الطبيعة بفنون الشعر
المختلفة :
مزج
شعراء
الأندلس وصف الطبيعةبشرب الخمر ومجالس
اللهو والطرب والغزل والحب, شرب المعتمد بن عباد الخمر ليلا فيجو من النشوة والطرب والطبيعة الخلابة..
ولقد شربت الراح يسطع نورها
*** والليلقد مدً الظلام رداءا

حتى تبدى البدر في جوزاءه *** ملكا تناهى بهجةوبهاءا
مزج الغزل بالطبيعة أمر مألوف
وخير من فعل ذلك من الشعراء بن زيدون وعبرعن
مشاعره لولادة

بقافيه بعثها إليها وهو مختبيء
في الزهراء
:
إني ذكرت فيالزهراء مشتاقا ***
والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا

وللنسيم اعتلال في اصائله *** كأنه رق لي فاعتل اشفاقا
يوم كأيام لذات لنا انصرمت *** بتنا لها حين نامالدهر سراقا .
مزج المدح بالطبيعة :
فظاهره خلط المدح بوصف الطبيعة لمتكن منابتكارالأندلسيون بل سبقهم بها المشارقه حيث كانت أصولها
وقدحاول المشارقه القيامبهذا على حذر وتردد
وهو مسلم بنالوليد , ثم بدا هذا واضحا في شعر أبي تماموالبحتري , ولكن هذه المحاولات كانت جميعها على حذر وتخوف
كبيرين , ولكن وجدتعندشعراءالأندلسبقوة ,
مثل رائيه ابن عمار في مدح المعتمد بنعباد حيث يقول :
أدرالزجاجة
فالنسيم قد انبرى *** والنجم قد صرف العنان عن السرى

والصبح قد أهدى لناكافوره ***
لما استرد الليل منا العنبرا .
هكذا افتتح قصيدته بوصف الطبيعة حتىوصل إلى مدح ابن عباد حيث قال :
عــباد المخضر نائل كفّه ***
والجو قد لبسالرداء الاخضرا

أندى على الأكباد من قطر الندى *** وألذ في الأجفان من سنة
الكرى .
ويحفظ
لنا التاريخ الأدبي بين دفتيه أسماء شعراء لمعوا في هذا المجال : ابنعمار , وابن الشهيد , وابن زيدون , وابن خفاجه , وابن
الزقاق.
وصف
الطبيعةمزوجاً بــ ال
رثاء
وتعتبر هذه قفزه جريئة تحتاج
لعبقرية وابداع كي تؤدى بأكملوجه , وذلك لانهم
مزجوا ال
رثاء برصف الطبيعة, حيث البسوا الطبيعة حلل همومهم , وآلامهم الدفينة , وعلى رأس
من قاموا بهذه التجربة " ابن خفاجه " حين رثى الوزيرأبا عبد الله بن ربيعه حيث يقول في مطلعها :
في كل ناد منك روض ثناء وبكل
خد فيكجدول مــاءِ

ولكل شخص هزة الغصن الندي وتحت البكاء ورنهالمـكـَّـاءِ
جالتبطرفي للصبابه عبرة كالغيم
رق فجال دون سماءِ

وبسطت في الغبراء خدي ذلة
أستنزلالرحمى من الغبراءِ .
لاهزني أمل وقد حل الردى بأبي
محمد المحل النائي
.
غيرأن ابن خفاجة يقفز هذه المره
قفزة جريئة حين يمزج الغزل والخمر والطبيعة بال
رثاءوذلك في ميميته حيث بدأها بالغزل وذكر أيام لهوه ومجونه على
طريقه القدامى

فيقول :
ورب ليال بالغميم ارقتها *** لمرضى جفون بالفراتنيام
يطول عليالليل يا أم مالك ***
وكل الليالي الصب ليل تمام

ويستمر في ذلك حتى يصل إلىالرثاء ويخلص إليه تخلص حسن
تلذذ بدار القصف عني ساعة *** وابلغ نداماها اعزسلام
وقفت وقوف الثكل بين قبورهم
*** أعظمها من أعظم ورجام .
أهم شعراءالطبيعة
الأندلسية :
ابن رشيق، ابن خفاجه ، ابن
الشهيد، ابن الزقاق، وابن زيدونوالرصافي الرفاء
، وابن زمرك
.
وبعد أن جلنـا هذه الجولات مع شعر الطبيعة نحب أننضيف ، أن الشاعر الأندلسي برغم من حبه الجم للطبيعة إلا
انه لم يحاول في أحيانكثيرة أن ينفح فيها شيء
من روحه ويمزج بهـا أحاسيسه ومشاعره مزجاً تـاماً، بل اكتفىبتصويرها معتمداً على الحواس الخمس وأبرزهـا حاسة البصر،
ويبرزه معتمداً في ذلك علىخياله وصوره الخلابة
ولكن وجد هناك شعراء امتزجوا بالطبيعة وتجانسوا معها كابنخفاجه
.
ونخلص إلى أن شعراء الطبيعةالأندلسية فاقوا إخوانهم
المشارقه، بعزارةالمادة ودقة التصوير وابتكار
الفنون ، ونجاحهم في التعبير عن حبهم لبلادهم وتفضيلهاعلى جميع البلدان.










رد مع اقتباس