منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - طلب مساعدة
الموضوع: طلب مساعدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-01-01, 01:19   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
paloma.laila
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

تعتبر هذه النظرية بحق أول نظرية اجتماعية ذات منهج علمي واضح وفرضيات علمية محددة في
سبق أن تناوله الفيلسوف الاجتماعي الفرنسي "تارد" من خلال نظريته التقليد حيث يرى تارد أن
جميع أنماط السلوك تتكون بتأثير مثال يحتذى وفعل يندفع الناس إلى النسج على منواله والتقليد
عند تارد يتم وفق قوانين ثابتة وهذه القوانين الثلاثة هي:
1 ً -يقلد الناس بعضهم بعضا ً كلما كانت صلاتهم أكثر عمقا.
2 -ينتقل التقليد من الأعلى إلى الأسفل ومن الأدنى إلى الأعلى أي يقلد الصغير الكبير والفقير
الغني.
3 -قانون الاندماج أو قانون تداخل الموضات والعادات وتزاحمها وحلول بعضها محل البعض الآخر
فالقتل بالسكين كان عادة عرفها أكثر الشعوب وحين ظهرت موضة القتل بالمسدس زاحمتها
ً وصارت أكثر انتشارا منها.
ويعتقد "تارد" ً أن السلوك الإجرامي لا يشكل سمة أو مرضا ينتقل إلى الإنسان بالوراثة بل هو مهنة
ً يتعلمها الإنسان من خلال اختلاطه بالآخرين وتقليده لهم وذلك حين يختار لنفسه مثلا ً معينا يحذو
حذوه.
والسلوك الإجرامي بهذا المعنى يشكل مهنة قد لا تختلف عن أية مهنة أخرى إلا من حيث محتواها
الإجرامي فحسب.
ً أما نظرية الاختلاط التفاضلي أو الارتباط المتغاير فهي تشكل تطويرا ً منهجيا آخر لشرح كيفية انتقال
السلوك الإجرامي بطرق التعلم من الآخرين أو من خلال الاختلاط بالمجرمين وتعلم الأنماط الإجرامية
والبواعث والمبررات التي تشجع على ارتكاب الجريمة من خلال علاقات شخصية وثيقة وحميمة وقد
ظهرت أولى فرضيات هذه النظرية في كتاب مبادئ علم الإجرام للأستاذ الأمريكي "سذرلاند" منذ
عام 1939 والتدريب على السلوك الإجرامي في نظر "سذرلاند" يتطلب ما يلي:
1 -التدريب على فن ارتكاب الجريمة أي الطرق والوسائل التي يحتاجها الفرد لكي يمارس وينفذ
الجريمة وهذا ما يسميه سذرلاند "التفسير الميكانيكي".
2 -التدريب على فن التصرفات وتوجيه الدوافع والميول لارتكاب السلوك الإجرامي واستعداد الشخص
لتعلمها كما يتعلم فن ارتكابها. فإذا كان الأشخاص الذين يحيطون بالفرد يحترمون القوانين فإنهم
بذلك يوجهون الشخص إلى الطريق السوي وإذا كان المحيطون بالشخص لا يحترمون القوانين
المحيطة بهم فإنهم يوجهون ميول ودوافع الشخص إلى طرق تخالف القوانين وهذا ما يسميه
سذرلاند التفسير التاريخي أو التكويني.
ويمكن إيجاز الخطوات التي تؤدي إلى ارتكاب السلوك الإجرامي حسب نظرية سذرلاند فيما يلي:
1 ً -يعد السلوك الإجرامي سلوكا ً مكتسبا ً أو متعلما وهذا ينفي فكرة وراثة السلوك الإجرامي.
2 -يتعلم السلوك الإجرامي من خلال الاختلاط بأشخاص آخرين من خلال عملية اتصال ويتضمن الاتصال
بالآخرين المقولة أو المحادثة والإشارات والحركات.
3 -يتم تعلم الجزء الأساسي للسلوك الإجرامي داخل الجماعات الأولية ذات العلاقة الحميمة وهذا
يقلل من أثر وسائل الاتصال العامة مثل السينما والصحافة والتلفزيون وغيرها.
4 -عندما يتم تعلم السلوك الإجرامي نجد أن عملية التعلم تتضمن شقين هما:
أ- ً تعلم فن ارتكاب الجريمة الذي قد يكون بسيطا ً وقد يكون معقدا.
ب- تعلم الاتجاهات والدوافع والميول وتعلم تبرير التصرف العدواني والسلوك الجانح.
5 -عملية التعلم للدوافع والميول تعتمد على الأشخاص المحيطين بالفرد، فإذا كانوا معادين للأنظمة
ً كان التأثير سلبيا ً وإذا كانوا غير معادين للأنظمة كان التأثير إيجابيا.
6 -ينحرف الشخص حين تترجح له كفة الآراء التي تحبذ انتهاك القوانين على كفة الآراء التي تحبذ
الالتزام بها.
7 -الاختلاط التفاضلي يختلف حسب التكرار والاستمرار والأسبقية والعمق وتعني الأسبقية أن
المتقدمة حيث تبدو أهمية الأسبقية في حياة الشخص عندما يقف موقف الاختيار بين السلوك الاتصال في المراحل الأولى من حياة الطفل يكون تأثيره أقوى وأدوم من الاتصال في المراحل
السوي والسلوك المنحرف.
أما عمق العلاقة فيقصد به عمق العلاقة التي تحتلها الجماعة المؤيدة للإجرام أو المخالفة له عند
الشخص المتعلم لهذا السلوك المنحرف.
8 -تتضمن عملية تعلم السلوك الإجرامي عن طريق الاتصال بالنماذج الإجرامية كل الآليات التي
يتضمنها أي نوع ن أنواع التعلم. وهذا يعني أن تعلم السلوك الإجرامي لا يقف عند حد مجرد المحاكاة
أو التقليد وإنما يتضمن تكوين الاتجاهات والدوافع والأساليب وفن ارتكاب الجريمة.
أو الحاجات لأن القيم أو الحاجات تصلح لتفسير أصل السلوك لا صفته وكل سلوك سوي أو غير سوي 9 -السلوك الإجرامي يعبر عن الحاجات أو القيم ولكن السلوك الإجرامي لا يمكن أن يفسر بهذه القيم
يعبر عن حاجة أو قيمة عامة فالرجل الشريف الذي يعمل لإشباع حاجاته المادية يشبه في ذلك الرجل
ً الغير شريف الذي يسرق لكي يشبع حاجاته المادية أيضا (1988, Senna and Siegel.










رد مع اقتباس