المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إشراقة جزائرية
ظهرت في بداية الألفية الثانية كتبٌ ودورات فيما يعرف بالتنمية البشرية وتطوير الذات، حيث انتشرت بكثافة شديدة لم تعهد لها مثيل ، الكثير من الشباب انغمسوا مع هاته الكتب والدورات وأدمونها, لكن من دون وعي مسبق ولا انتقاء حسن, فلم يحصلوا فائدة تذكر ولا راحة تشكر... وهذه أراء البعض عن كتب ودورات التنمية البشرية بعد تجارب سلبية حدثت لهم: - التنمية البشرية هي مجرد خداع , بيع كلام لا معني له و الربح من الاشخاص ذوي الجيوب السمينة و العقول الفقيرة. - تجدهم يؤلهون كلاما لا معنى له, لبعض رواده, و بعضه مسروق و لا يوجد به فائدة , مجرد نصائح لا معني لها , مجرد كلمات رنانة , و اعادة صياغة لمقولات و تجد الكتاب فارغا تقريبا , الصفحة بها أقل من 50 كلمة , مكتوبة بخط و الزخارف تملأ الصفحة... - إذهب إلى معرض الكتب، إذهب إلى مصفوفة كتب التنمية البشرية (التي يظهر فيها رجال متأنقون) إفتح الكتاب .. لن تجد شيئا! أتفق مع هؤلاء في جزئية "الكذب" وبأن دورة للتنمية البشريعة ستجعلك سوبرمان فهذا كذب صريح, في النهاية النصب والمال أخذ طريقه لهذا الأمر وأفسده...لكن لماذا البعض استفاد كثيرا وتغيرت حاله إلى الأفضل بينما بقي البعض راكدا في سباته وفشله ...؟؟ فكم رأينا من أناس يتحولون من الخجل الى الثقة بالنفس, ومن التبعية الى القيادة, ومن الفشل الى النجاح.... ربما لأنهم بشر ميزهم الله بــ #العقل!! لماذا لا أتغير؟ الأستاذ أحمد الشقيري يعزو الفضل في تغيره الى كتب قرأها, مثل كتاب "العادات السبع لستيفن كوفي"...جربت قراءة الكتاب, إلا أنه لم يغير مني شيئا, فأخذت في البحث والتساؤل إلى أن وجدت أنني لم أقرأ الكتاب, قراءة متأنية ولم أسعى لتطبيق مافيه ....فالتطبيق أهم شيء في الأمر... "دورات وكتب التنمية البشرية مجرد تجارة بأحلام الناس وطموحاتهم "...هذا مايتردد دوما على ألسنة الشباب ...لكن هذا الأمر ليس صحيحا مئة بالمئة, فكتب ودورات التنمية البشرية حتى لو لم تقدم لك شيئا يذكر, فمقولة واحدة في بطون تلك الكتب, حتى لوكانت مكررة, يمكنها أن تنقلك نقلة نوعية, إن أنت تشبثت بها وتشربت معناها ... كتب التنمية البشرية تدعوك الى تغيير ذاتك وسلوكاتك الخاطئة.. "نفوسنا هي الميدان الأول ,,, إذا قدرنا عليها كنا على غيرها أقدر" لكننا كعرب للأسف, نبحث عن شيء سحري, ينقلنا من أودية الفشل إلى قمم النجاح, في غمضة عين, وليس لنا استعداد لتغيير أنفسنا أو عاداتنا الخاطئة, ومجاهدة أنفسنا على هذا الأمر, فالجهاد الأكبر هو جهاد النفس ...والله تعالى قال في محكم تنزيله "إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم".... لذا فدورات التنمية البشرية ليست وصفة سحرية, لتحقيق المستحيل, وإنما هي منهج للارتقاء والتطوير المستمر في إدارة الذات أولا,ً ثم إدارة العلاقات مع الآخرين، هذا الأمر لا يتطلب بذل الجهد المخلص والمستمر فحسب، بل يتطلب الكثير من الصبر والكثير من " لا يا نفسي "، فكلنا يعلم بأن التغيير والتطوير لا يحدث في غمضة عين، لذا كان لزاماً على الفرد بذل الجهد الحقيقي مع الإلتزام والصبر لمدة قد تطول لحصد ثمارالنجاح... شخصيا أقرأ للثقات والذين أثروا في الناس على مدى الأزمان كأمثال ستيفن كوفي, كما أنني أقرأ لأولئك الذين تشربوا مبادئ الإسلام,وعاشوا نفس ظروف المواطن العربي, من أمثال كريم الشاذلي وغيره الكثير ....وقد استفدت الكثير من كتب كريم الشاذلي فكتبه تحتوي على طاقة إيجابية عالية.. وفلسفة إسلامية ممتعة وصحيحة, لجعل ممارسة الحياة أفضل وأكثر غنى, إضافة لمجموعة من القيم والأفكار الإنسانية الإسلامية.... خطوات عملية تعينك : المتابعة المتأنية: فمتابعة هذا النوع من الدورات لا يجب أن يكون من أجل تحصيل الشهادة بل أن يستفيد الإنسان من المحتوى أكبر استفادة ...لذا نحتاج إلى التأني وينصح بالآتي: - ضع دائماً ورقة وقلم كي تستطيع تسجيل ما هو مهم. - سجل التمارين التي يجب أن تقوم بتطبيقها. - إملأ الإستمارات المطلوبة. - شارك بالنقاشات المتنوعة.- لا تقرأ أكثر من فكرة أو فصل مرّة واحدة، تأكد بأنك فهمت المقصود وتشربته كاملاً قبل الانتقال إلى النقاط التالية. - طبق، ثمّ طبق ثم طبّق، لن يفيدك أبداً مهما قرأت دون تطبيق، فلا بد من تحويل المعلومات إلى معرفة عمليّة تستطيع تطبيقها في الحياة العملية. حين تتبع هذه التعليمات فستستطيع أن تحقق أفضل فائدة من هذه الكتب والدورات...
|