منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - غابات جبل عمور و التاريخ ج2
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-05-16, 22:02   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
green man
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي غابات جبل عمور و التاريخ ج2

3.3. مرحلــة الثورة التحريريـــة

لقد شكلت الغابات و عبر العصور و كما سبق ذكره المأوي و المأكل و المشرب لإنسان المنطقة، و نخص ذكرا هنا غابات جبل عمور التي وفرت للمجاهدين إبان ثورة التحرير كل ما يحتاجونه من ضروريات الحياة، فكانت بحق قاعدة للحياة سواءًِ للمجاهدين المستقرين بالمنطقة أو العابرين منها إلى مختلف مناطق الوطن و عبر كل الاتجاهات و إلى كل الجبهات، وقد دارت أغلبية معارك جبل عمور في المناطق الغابية الجبلية و نخص ذكرا غابات القعدة التي نقشت اسمها بحروف من ذهب في تاريخ الجزائر التحرري كما نقشه إنسان ما قبل التاريخ في صخورها منذ عشرة آلاف سنة قد خلت.

و قد نكون مقصرين في حق دور التاريخ التحرري لغاباتنا، لكن قد لا يتسع المقام لذكر كل المعارك التي خاضها جيش التحرير في غابات جبل عمور، و قد نقصر على أهمها، و نذكر منها حسب تسلسلها الزمني مايلي:



1. معركة الشوابير: وقعت أحداثها في: 04 أكتوبر 1956 وتعد أم معارك جبل عمور و الوطن إذ تكبد فيها العدو الاستعماري 1375 قتيل،من بينهم 92 ضابطا، و سقط في ميدان الشرف 14 شهيدا.

2. معركة بوقرقور: و التي جرت في: 07 ديسمبر1956 ، إذ أستشهد فيها 44 شهيدا، و فقد فيها العدو 65 فردا.

3. ريشات شبيعين: و دامت فيها المواجهات ستة أيام من 17 إلى 22 فيفري 1957 حيث أبلى فيها المجاهدون بلاءً حسنا و ضحوا خلالها بـ 72 شهيدا، و لقي فيها العدو خسائر كبيرة في الأرواح و العتاد لم يصرح بها.

4. خنق عبد الرحمن: وقعت في 19 ماي 1957 حيث سجل 70 مجاهدا أسماؤهم في سجل الشهداء، بينما خسر العدو 450 جنديا من قواته.

5. شعبة الشب:جرت وقائعها في 29 جويلية 1957 حيث تكبد فيها الاستعمار خسائر كبيرة وصلت إلي 215 قتيل.

6. الصمة: و قد جرت في واقعتين إثنين، الأولى بتاريخ 22 فيفري 1958 بقيادة الوزير الأول الأسبق أحمد عبد الغني و أستشهد فيها 5 شهداء و تم القضاء على 115 من قوات العدو.

7. أما الواقعة الثانية فجرت في 19 نوفمبر 1958، سقط في ساحة شرفها 84 شهيدا، و خلف فيها الاستعمار ورائه 804 قتيلا من قواته و تعتبر بذلك ثاني اكبر معركة بالمنطقة بعد معركة الشوابير.

8. رقوبة الخيان: جرت بغابة آفلو على خلاف سابقاتها اللائي حدثن بغابة القعدة و كانت بتاريخ 17 ديسمبر 1958 ، سقط فيها 33 شهيدا ، أما العدو فقد خسر 317 قتيلا.

4. الغابة و النشاط الاقتصادي المحلي

خصوصيات غابات جبل عمور و ما تتميز به من أنها تكون وحدة طبيعية على الأطلس الصحراوي ، تتأثر بالمناخ المتوسطي و من جهة أخرى بالمناخ الصحراوي، و ما توفه من أسباب العيش بفضل بيئتها المحلية ، فقد كانت دائما و عبر التاريخ مكنا و مصدر رزق للإنسان الذي عمرها منذ أكثر من عشرة آلاف سنة، حيث تدل على ذلك المحطات الأثرية السابقة الذكر.



لقد اتخذ الإنسان في هذه المنطقة من كهوف الجبال سكنا، و أوراق و ثمار الشجر قوتا له و لحيواناته، و من حيواناتها طرائدا و متاعا، و استغل أرضها للزراعة، فكان يأخذ منها كل ما يحتاج و يزيد دون أن يقدم لها شيئا، إلى أن جاء الاستعمار إلي المنطقة مع منتصف القرن التاسع عشر، فزاد استغلاله لثرواتها، باستخراج أخشابها نحو المدن و القرى، و تحويل الفحم إلي مناطق بعيدة، و على سبيل الاستدلال فقد وصل إنتاج الخشب خلال موسم 57-58 بغلبة آفلو إلي 7500 م3 ، منها 4000 م3 كحطب ميت للسكان المحليين، أما عابة وارن فقد أنتجت 31000 م3 من الخشب و 4000 قنطار من الفحم، و استغلال حقول الحلفاء استغلالا مفرطا لتغذية مصانع الورق و الكرتون بأوروبا، التي بلغ معدل إنتاجها الأدنى 25000 طن/سنة خلال الأربعينيات و الخمسينيات.



و إلي يومنا هذا لا زالت غابات جبل عمور المصدر المعيشي الأساسي لسكان الريف، و خصوصا في توفير الحطب، الفحم ، الحلفاء، الأعشاب الطبية و الأعلاف و المراعي للمواشي............



و للأسف الشديد فقد أستنزف الإنسان كل هذه الثروات الطبيعية و زاد من تدهورها، غير مكترث بمدى الخطورة التي قد تلحق به من جراء ذالك، و اليوم و إن صحت بعض الضمائر فإن الواقع يفرض على كان المناطق الجبلية و القريبة منها االإعتماد في حياتهم على هذه الثروات، و هو ما يستدعي تضافر جهود كل المعنيين و المتدخلين من أجل وضع سياسة عاجلة تأخذ في الحسبان و تحسين ظروف معيشة هؤلاء السكان مع المحافظة على جميع الموارد الطبيعية و التاريخية و الثقافية.

5. العمليات الموجهــة لسكــان الغـابـات لحمـاية الموارد الطبيعية



في الحقيقة أن العمليات التي كان يجب أن توجه لسكان الغابات، أو بالأحرى لسكان المناطق الغابية لم تكن تعرف التنظيم الجيد و الإدارة الحسنة، حيث أنها كانت تصدر من مصادر مختلفة، وتتجه في اتجاهات عديدة وليس فيما بينها في كثير من الأحيان التنسيق اللازم .



العمليات الموجهة لفائدة سكان هذه المناطق والتي تكفلت بها الإدارة المحلية.

1. إعادة تشجير ما يقارب من 20 ألف هكتار وهذه العملية الكبيرة بقدر ما هي مساهمة في إعادة الغطاء النباتي فأنها أيضا قد وفرت مصدرا رئيسيا لتوفير الشغل لآلاف العائلات .

2. عمليات تحسين المراعي مع مختلف البرامج ( المديرية العامة للغابات، محافظة السهوب) 10.000هـك.

3. عمليات وضع المحميات الطبيعية مع مختلف البرامج ( المديرية العامة للغابات ، محافظة السهوب) 20.000 هك .

4. عمليات فك العزلة ( فتح ونهيئة مئات الكيلومترات ) 500 كلم

5. غرس الأشجار المثمرة : 434 هك ( المديرية العامة للغابات ) .

6. مجمل العمليات التي تضمنها برنامج المخطط الوطني للتنمية الفلاحية والريفية Pndar

7. ( الدعم الفلاحي ، الاستصلاح الفلاحي ، برنامج التنمية الريفية ) .

8. توسيع شبكة الغاز الطبيعي عبر كامل القرى والمدن: مع أن هذا الهاجس ظل يراود فكر المعنيين منذ سنوات الاستقلال الأولى باعتباره عاملا أساسيا في الحد من ظاهرة قطع الغابات إلا أنه لم تبدأ تظهر نتائجه إلا مع هذه السنة حيث مست عملية التزويد بالغاز الطبيعي أربع مراكز سكنية، زيادة على مدينة آفلو التي استفادت جزئيا وعلى مراحل منذ العشريتين السابقتين مع برنامج طموح، في الأفق سوف يمس قريبا مركزين اثنين









رد مع اقتباس