في حالة كهذه، یتوقع الخبراء أن ینخفض عدد سكان الأرض
بمقدار النصف في الأیام العشرة الأولى لعدم توفر الأدویة
والمعدات الطبیة واختفاء قوى الأمن المنظمة... المدن التي
یتركز فیها نصف عدد السكان الیوم ستغادرها الأكثریة
الساحقة من الناس لأنه لن یكون هناك طعام كاف للجمیع
ولن توجد مصادر كافیة للزراعة والحیاة.
الرؤساء والقادة سیفقدون على الفور سلطاتهم وسیكون
مفتاح البقاء هو العزلة عن الآخرین والعثور على مصادر
طبیعیة (كالمیاه والحیوانات كالأبقار والدجاج وغیرها)
تساعد من تبقى على الحیاة... كذلك سیتطلب الأمر القدرة
على توفیر ملجأ بسرعة؛ فغیاب التكنولوجیا سوف یعني
أیضاً غیاب الأدوات بكافة أنواعها (بما في ذلك السكین
والمعادن التي منها تصنع تلك الأدوات)... من سیتمكن من
البقاء على قید الحیاة سیكون الشخص القادر على الاستفادة
مما هو موجود في الطبیعة، كالمزارعین والجنود المدربین
على استخدام كل شيء في الحالات الطارئة كاصطیاد أي
نوع من الحیوانات واشعال النار اللازمة لطبخ لحمها...
كذلك فإن أشخاصاً كالنجارین ورعاة الغنم والأبقار ستتوفر
لهم القدرة على استغلال كل ما هو موجود للحیاة... وبما أن
تكنولوجیا المواصلات والإتصالات ستكون هي أیضاً قد
اختفت، ستشكل المعارف السابقة أفضلیة لمن یملكھا،
فلیس من الضروري إعادة اختراع العجلات أو الدولاب؛ بل
سیتمكن الأشخاص الذین تخصصوا في علم التاریخ من
معرفة الكیفیة التي اتبعها السابقون في بناء المنازل وربما
السفن وغیرها أما المتخصصون في دراسة الأعشاب
فسیكونون قادرین على تقدیم أدویة لعلاج المرضى مثلاً...
وهؤلاء سیتحولون إلى "الكهنة" في العهد الجدید الذین
سیتبعهم الآخرون لقدرتهم على "خلق" ما تتطلبه الحیاة
الجدیدة... إلا أن هؤلاء سیختفون مع نهایة الجیل الأول من
هذه الحقبة، ونقل المعارف إلى الأجیال القادمة ربما سیتم
عن طریق انشاء دیانة جدیدة تحفظ المعارف السابقة...
وهؤلاء الكهنة وأبناؤهم سیتحولون إلى سلالة القادة الجدد
الذین سیرغبون هم أیضاً في بناء رموز لسلطتهم... وربما،
مع مرور الزمن، سوف تتم إعادة التاریخ كما نعرفه.