منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ان دقت ساعة الرحيل ... فلا تحزن عليّ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-03-04, 13:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي ان دقت ساعة الرحيل ... فلا تحزن عليّ

السلام عليكم
اهلا احبتنا الكرام كيف حالكم ان شاء الله بخير
واهل المجتمع عساكم بخير جميعا

للأسف عُدنا الى المنتدى وفي ظرف صعب جدا ...

رحم الله الاخ الكريم عمر عبد الاوي واسكنه فسيح جنانه
موته أثر في الجميع ... وتعززت اواصر المحبة والاخوة هنا بهذا الصرح المبارك
فقد كنا يدا واحدة نقدم العزاء ونواسي بعضنا في محنتنا هنا فما بالكم بأهلك واحبابك خارج المنتدى
ووالدته الكريمة ... ربي يصبرها على فراقه ان شاء الله ... ربي يصبرهم

ارتأيت ان أكتب ما يختلج الآن بصدري وما عجزت الكلمات عن التعبير عنه سابقة اياها الدموع
عِشنا في هذا المُنتدى أيَّامًا وشهورًا ..
تنقَّلنا بين أقسامه ..وقرأنا العديدَ مِن موضوعاتِه ..
وتعرَّفنا على كثيرٍ مِن الأخوة مِن خلال كِتاباتِهِم ، وطيبِ أرواحِهِم ..
عِشنا بمشاعر رُبَّما كانت مُتناقِضةً أحيانًا ؛
ما بين حُزنٍ وفـرح ،
ما بين ضِيقٍ وألـم ؛
ما بين راحـةٍ وغضب ..
ورُبَّما فكَّرنا يومًا في ترك المُنتدى ..
عَمَّا قريبٍ .. سأرحـلُ عن الدُّنيا بأكملها ..
سأغادرها إلى حُفرةٍ ضيقة ،
حيثُ مَسكني الحقيقىّ الذي رُبَّما غفلتُ عنه .
سأرحـلُ إلى القبـر ؛
.. إلى بيت الوِحـدة ..
.. إلى بيت الظُّلْمـة ..
.. إلى بيت الوَحشـة ..
.. إلى بيت الـدود ..
لكن بعد رحيلي وبعد غيابي عن الدنيا هل سيذكرني أحد !؟
سؤال لم أعرف له جوابا ولا أعتقد أني سأخطر على بال أحد !
فأهلي سرعان ما سينسوني بعد دفني وربما ارتفعت أيديهم بالدعاء لي لأيام قلائل أو حتى لساعات
ثم ينسوني بعدها وكأني لم أكن بينهم !!

وأصحابي أين هم !!؟
أما أنتم فربما بعضكم لم يذكرني يوما حتى يذكرني بعد موتي
ربما جاء من علم بموتي ليقول : لا تنسوه من دعائكم
وربما طلب منكم رفع مواضيعي ليكتب لي أجرها بعد موتي
وربما رفع هو بعضا منها
وربما لم تعلموا بموتي أصلا !!!
فالهاتف مغلق والبريد الالكتروني ممتلئ وصفحتي متوقفه أو لا يرد عليها احد
لكن النسيان طبيعة البشر ولا يذكر إلا صاحب العلم والأثر أما غيره فيموت ويموت معه كل ما يذكر الآخرين به !
وربما كان هذا حالي وحال الكثيرين !
ربما لو غبت عن الموقع لم أجد من يتذكرني إلا واحد أو اثنين أو يسأل عن سبب غيابي
أو يحاول الإطمئنان علي فكيف إذا وضعت في قبري !؟ وفارقني كل شئ حتى أهلي ! ولم يبقى معي سوى عملي !
كيف إذا أسْكنت في مكان موحش وخاف الجميع الإقتراب منه ؟!!
هذا هو حال الدُّنيا وهذه هي نهايتها !!
وقفت مع نفسي هذه الوقفة واغرورقت عيناي بالدموع وأخذت أفكر وأتأمل :
ماذا أريد من الدُّنيا !؟؟ ولم الحزن ما دمت راحلا عنها ؟!
أريد حياة مثالية خالية من المنغصات والمكدرات !!؟
أريد أصدقاء صالحون ربما افتقدتهم في حياتي !!؟
أريد سعادة وفرحة تملأ الكون !!؟
هيهات ..... هيهات !!!
لقد طبعت الدُّنيا على كدر وما خلت يوما من الهموم طبعت على كدر وأنت تريدها صفوا من الأقذاء والأكدار فحال الدُّنيا وتقلبها ورخصها يجعلنا نصحح نظرتنا لها وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم إذ يقول :
( لو كانت الدُّنيا تعدِلُ عند اللهِ جَناحَ بَعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربةَ ماء )

فالدُّنيا عند الله تعالى لا تساوي شيئا إنها حقيرة ومهما طالت بنا الدُّنيا ومهما طال بنا المقام فيها فلا بد يوما من الرحيل عنها !
سنرحل عنها ونترك كل شئ
اهديكم هذه الكلمات المتواضعة : اتمنى ان لا تتشاءموا من الموضوع ...
فالموت حق علينا جميعا اليوم هنا وغدا من يدري لعلنا سنكون تحت التراب

اخي ...
لا تحـــــــزن ... بعد رحيلي
قـف على قبري
وأتلوا عليه الفاتحة
قـف هناك وحدثني
حاورني كما عودتني
وإخبرني بأخبارك
وكيف جرت بك الدنيا من بعدي
وكيف أصبحت الدنيا بعد غيابي
وكيف أصبحت لون الأيام بعد رحيلي
وكيف حال الأشعار من بعدي
وكيف باتت همساتي و خواطري

فأسأل الله تعالى أن يخرجنا من هذه الدُّنيا على خير وأن يحسن خاتمتنا وأن يجمعنا مع حبيبنا وأسوتنا محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى
ويقدر لي اللقاء بكم إنه ولي ذلك والقادر عليه. آمين








 


آخر تعديل * عبد الجليل * 2015-03-04 في 13:59.
رد مع اقتباس