منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع عن الصحة النفسية المدرسية للمقبلين على ماجستير ورقلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-29, 12:26   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الدرة الثمينة
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

التكيف المدرسي


ما هو التكيف: عملية التكيف (( مجموعة ردود الفعل التي يعدّل بها الفرد بناءه النفسي أو سلوكه ليستجيب لشروط محيطيه محدودة أو خبرة جديدة )) وعلينا أن ننتبه إلى هذا التعريف بأننا لا نقف عند حدود ما يحصل لدى الفرد من تغير ، بل نعني بالإضافة إلى ذلك ما يجريه الفرد في محيطه من تغيير لينجز عملية التكيف0 و لنبدأ بالحديث عن:
الدخول إلى المدرسة : يغلب في يوم الدخول إلى المدرسة الابتدائية أن يكون يوماً مشهوداً في حياة الطفل ، و أن يكون مشحوناً بالمفاجآت وفرص صعوبات التكيف . فالطفل الآن أمام مكان جديد وغير مألوف ، وقد جاء إليه من بيت ألِف الحياة فيه واطمأن إليه. وهو يترك الآن جو الأسرة ليدخل وسط مجتمع يبدو صاخباً ، ويضم عدداً كبيراً من الأفراد لا يكاد يعرف واحداً منهم . وهو يقدم إلى جو لا يعرف وسائل التصرف الأساسية فيه بينما كان في البيت يمارس عدداً من الأساليب الناجحة أو الكافية . إنه في الواقع يصادف عدداً غير قليل من الأطفال من عمر يقرب من عمره ، وفي ذلك عنصر تشويق له . ولكنه مع ذلك يواجه هذه البيئة الجديدة بأسئلة ضمنية كثيرة ، ومخاوف خفية متنوعة ، و تصورات مختلفة الأطر . فهو يقدم رجلاً ويؤخر أخرى . وهو يتماسك ، ولكن البكاء قد يغلبه في طلب النجدة. وهو يتأمل الآخرين ،ولكن حسه مرهف للمفاجآت . وهو يحب مشاركة الآخرين ألعابهم ، ولكنه غريب عنهم وهم لا يعرفونه .
إن موقف الأطفال من المدرسة في اليوم الأول متنوع الأشكال ،وردود الفعل لديهم متأثرة بعدد كبير من العوامل يكون من بينها : موقف الأهل ، وأقوال الأخوة و الأشخاص الآخرين ، والإعداد السابق لمثل هذا اليوم ، واعتياد حياة الجماعة في روضة الأطفال ، وأشكال معاملة الوالدين ، و الأساليب التي اعتادها الطفل من قبل في مواجهة المشكلات الطارئة ، ووجود أخوة أو رفاق في المدرسة ، ووجود ممثل حاذق عن إدارة المدرسة في استقبال القادم الجديد . ولما كان اليوم الأول في المدرسة الابتدائية منطوياً على احتمالات أخطار متعددة يمكن أن تهدد الصحة النفسية للطفل ، فأنه يلاقي عناية خاصة من المهتمين بنواحي الوقاية مما يتصل بحياة الأسرة وحياة المدرسة . هنا نجدهم يقدمون الكثير من النصائح و التوجيهات .فالطفل الذي لم تتح له فرصة الدخول إلى روضة الأطفال يجب أن يعد تدريجياً ليوم المدرسة الابتدائية ويجب أن يكون هذا الإعداد بريئاً من عناصر الإكراه ، وإلاّ تصور الطفل أن أهله يريدون الخلاص منه ومال عندئذ إلى المقاومة بدلاً من المسايرة . ويشتد هذا الميل لديه إذا كان تعلقه بأهله قوياً ، أو إذا جاء يوم المدرسة بعد وجود جو من المشاحنات في البيت أو بعد وصول مولود جديد . ثم أن الأسرة تحسن صنعاً إذا جعلت حديثها عن المدرسة مشوقاً و منطوياً على شرح ما فيها من أوجه النشاط و الدراسة و الأعمال ليكون الطفل متجهاً إلى مكان يظن أنه يعرف الكثير عنه. وقد يكون مما يسهل الأمر على الطفل أن يجد رفيق الحي معه يوم المدرسة الأول , أو يجد أخاه ، ليكون أي منهما عنصر طمأنينة في الجو الجديد .
التلميذ في المدرسة الابتدائية: يقضي التلميذ عدداً من السنوات في المدرسة الابتدائية يغلب في البلدان المختلفة أن يتراوح بين خمس و سبع من السنوات. ويكون التلميذ في هذه الفترة موضع عناية خاصة من المعلمين والإدارة ، ويعمل هؤلاء على توفير الفرص اللازمة لتربيته المنظمة في إطار منهاج موضوع ومرن ، ووفق أهداف عمل الراشدون على تهذيبها وفق مقتضيات حياة الطفل و شروط مجتمعه. و تستعمل المدرسة في كل ذلك وسائل مادية مختلفة ، و تنظيماً مختلف الأشكال لنواحي نشاط الطفل و هواياته و علاقاته الاجتماعية . ولكن الأمور لا تسير دائماً وفق ما خططته المدرسة وهدفت إليه، و تظهر أحياناً اضطرابات في التكيف بين عدد غير قليل من تلامذة المدرسة . تُسأل المدرسة أحياناً عن أشكال من هذه الاضطرابات . وقد يُسأل المجتمع الخارجي عن بعض الاضطرابات في عدد من الحالات . وهنا تُدفع المدرسة إلى تخطيط لمواجهة اضطراب التلميذ قد ينفع فيه جهدها وحده ، وقد تحتاج معه إلى جهد المرشد النفسي المدرسي ، وقد تضطر إلى مشاركة المعالج النفسي أو الطبيب النفسي في بعض الحالات القليلة. و حين تفعل المدرسة ذلك ترى أن ذلك التلميذ أمانة لديها ، وأنه جزء هام من مسؤولياتها، وأنها لا تستطيع أن تتخلى عنه إلا مضطرة لتسلمه لمن يستطيع متابعة رعايته.
بعض الصعوبات التي تواجه التلميذ في المدرسة الابتدائية: تثار في المدرسة الابتدائية عدة مسائل تتصل ببعض الصعوبات التي يظهر أن المدرسة تواجه الطفل بها . من هذه الصعوبات خوف التلميذ من المدرسة أو كرهه لها . وقد يبدو هذا الخوف أو الكره شديداً ،لا يبحث هذا الخوف عادة كما يبدو في ظاهره ، بل يبحث في عوامله العميقة . هنا نعود إلى موقف الطفل من البيت و من فيه ، و إلى ما يعانيه من صعوبات في الدراسة عامة أو في بعض المواد الدراسية الخاصة ، وإلى موقف المعلمين أو من أحدهم ، و إلى علاقاته مع رفاقه ،فكل هذه جهات يمكن أن تكون العامل وراء هذا الاتجاه الذي يأخذه من المدرسة . و المفضل هنا الرجوع إلى التلميذ لمعرفة ما يضايقه : أكانت المضايقة آتية من المعلم ،أم من الدراسة ، أم من التلاميذ الآخرين ، أم من غير ذلك . فإذا لم تحل المدرسة هذه الصعوبات كان من اللازم إحالته إلى المرشد النفسي إذ يحتمل أن تكون المدرسة أمام سلوك عصابي شديد لدى التلميذ .
ومن هذه الصعوبات خوف التلميذ من الامتحانات وما يصاب به من تعقيد داخلي بسبب هذا الخوف . و الموقف يجب أن يبحث هنا من جانب المدرسة ، وفي ضوء إمكانات التلميذ الدراسية و الأساليب التي اعتادها في مواقف محددة خارجية تكون من نوع الامتحان . وهنا لابد من أن نذكر مسؤولية نوع الامتحانات و طريقتها أحياناً في إحداث اضطرابات انفعالية من هذا النوع . فالامتحان المرتبط بأشكال قاسية من العقاب يمكن أن يكون مبعث قلق لدى التلميذ، وبخاصة حين يكون استعداد التلميذ الدراسي غير متين . وحين تكون حساسيته الانفعالية شديدة .
ومن الصعوبات كذلك الاضطرابات العاطفية التي يعانيها التلميذ بسبب من علاقاته من المعلمين . فكثيراً ما نرى طفلة تحب المعلمة حباً شديداً و تمر بأزمات عاطفية حين تكون المعلمة غير عادلة في توزيع محبتها بين التلميذة وتلميذة أخرى معينة .
ومن هذه الصعوبات أيضاً الحياة الاجتماعية للطفل في المدرسة . فهو الآن مع عدد كبير من الأطفال بينهم العدواني وبينهم المسالم ، بينهم المتفوق وبينهم المقصر ، وقد يعاني تلميذنا من صعوبات مصدرها قبوله بين أفراد الفئة أو في تكتل فئة أخرى ضده . وكثيراً ما عانى التلميذ صعوبات مختلفة بتأثير من موقف رفاق المدرسة و أساليب تكيفهم غير الناجح.
و لا ننسى في النهاية أن نذكر تلك الصعوبات التي تنبعث من مشكلة التوافق بين التلميذ ونظام المدرسة . فالنظام الشديد الذي لا يستطيع التكيف معه تلميذٌ ربي وحيداً في البيت ، أو تلميذاً ربي على أساليب من الحرية في العمل لا تتناسب مع قيود المدرسة ، كثيراً ما يواجه التلميذ ببعض الصعوبات في البدء ، ثم تتعقد الأمور مع صرامة المدرسة في العقاب وتصلبها في المواقف من شروط النظام و قواعده .
بالإضافة لذلك هناك مشاكل أخرى يوجهها الطفل في عمر المدرسة وما قبلها ،تؤذيه في صحته النفسية منها مشكلات تتصل بالنمو العام للطفل ومن بينها : التبول اللاإرادي أو السلس الليلي و اضطرابات الكلام . ومنها ما يتعلق بالنمو العقلي كالتفوق العقلي و الضعف العقلي ، وهناك مشكلات تتصل بالحياة العاطفية و النمو الانفعالي ، ومن بينها ثورات الغضب ومشكلات الجنس و الخوف من المدرسة . ومنها ما يتعلق بالنمو الاجتماعي كالنزوع العدواني و الصداقة و الأصدقاء. إن وجود هذه المشكلات بين التلاميذ يستدعي أن تقوم المدرسة بواجبها من أجل مساعدة التلاميذ في التغلب على مشكلاتهم و التخلص منها علماً بأن نسبة وقوع هذه المشكلات ليست نسبة بسيطة . وتمارس المدرسة مسؤولياتها معتمدة على المعلم ، متعاونة مع الأسرة ، لاجئة إلى جهات متخصصة في علاج هذه المشكلات أولها المرشد النفسي الذي يأتي إليه التلميذ ليحدثه عن صعوبة يعانيها و يتولى هنا عملية الإرشاد ، وعليه أن يكون شديد الاتصال بالتلاميذ وهذه الفرصة تتيح له التعرف على التخلف حين وجوده ، والكشف عن الطفل المشكل و الانتباه إلى الكثير من أشكال الاضطراب النفسي التي تؤذي التلميذ داخل الصف وعليه أن يلاحظهم أثناء لعبهم وفي أشكال نشاطهم المختلفة الواقعة خارج الصف وهذه المهمة توفر له فرصة أخرى تضاف إلى فرصة التوجيه الجمعي من أجل معرفة ما يواجه التلميذ من مشكلات ويكمل المرشد مهمته عن طريق الاتصال بالأهل بواسطة مجلس الأولياء و الصداقات المباشرة و الاجتماعات العابرة وهكذا يشعر بأن فرصه في الكشف عن اضطرابات التلميذ أكثر بكثير من فرص غيره . وإن وضع المرشد في المدرسة يؤهله لأن يستعمل الملاحظة في الكشف عن الاضطرابات التي يمكن أن يعانيها التلميذ وكلما كان الكشف مبكراً كانت مواجهة المشكلة أكثر سهولة وإذا كانت المشكلة لا يستطيع المرشد النفسي حلها ،توجه إلى المعالج النفسي ،ثم الطبيب النفسي و المستشفى الخاص بمشكلات الأطفال النفسية إن وجدت .
وهكذا نلاحظ أننا أمام بيئة اجتماعية في المدرسة لها عدد من الأجواء ، وأن عملية تكيف التلميذ مع كل ما تفرضه هذه الأجواء ليست عملية سهلة . ولكن المدرسة الابتدائية مع ذلك تعمل باستمرار لتعديل محتويات هذه الأجواء وتوجيهها بحيث تؤدي المدرسة مهمتها الأساسية في تربية الطفل و في تكوّن أساليب التكيف المثمرة عنده لينتقل سوياً و قوياً إلى الحلقة الثانية للتعليم الأساسي والمرحلة الثانوية .(( الصحة النفسية ، دراسة في سيكولوجية التكيف / الرفاعي – نعيم / )) 0
يقضي الطالب مدة ست سنوات تقريباً في هذه المرحلة ، يكون العمل الدراسي فيها جدياً يستوجب الدقة والانتباه وحسن التعامل مع الزملاء و المدرسين ، والمقدرة على مواجهة الصعوبات المدرسية ، وصعوبة حفظ وتلقي المعلومات ، وخوض الامتحانات و ما يصاحبها من الخوف و القلق من الرسوب ،ونقص العلامات المؤهلة لدراسة أفضل في المستقبل بالإضافة إلى رهبة الاختبارات و توقع الطالب العقاب من المدرسة ومن والديه عند تقصيره في الدراسة . و تكون عواطف الطفل نامية في هذه الفترة و يكسب الأصدقاء و يستطيع التعامل معهم وكذلك تكون له علاقة عاطفية مع بعض المدرسين و يبدو نمو العاطفة بصورة أوضح لدى الطالبات في السنوات الثلاث الأولى حيث تتوفر الرغبة لهن بالالتقاء واللعب والمزاح ، ففي هذه السن ترغب الفتيات بالصداقات الحميمية . وقد لا تجد إحدى الفتيات التقبل والاستجابة من صديقة أو مدرسة تحبها ، أو لا ترى أنها تعاملها بنفس الود و العاطفة بل تعامل غيرها بصورة أفضل وهذا يؤدي إلى ظهور الغيرة والحقد والكره والاضطرابات العاطفية . وقد تظن الفتاة أن أمها و زميلاتها يُعامِلن أختها الأكبر منها معاملة مفضّلة ، فإذا عجزت عن فهم الحقيقة فإنها قد تغار من أختها وقد ينتج عن ذلك بعض الاضطرابات مثل : الانطواء ، وحالات الحزن ، والكآبة . ولدى الذكور تتشكل في هذا السن عصابات اللعب ، وقد يُترك أحد الأطفال دون إشراكه في العصابة بسبب ضعف بنيته و عجزه عن مجاراة المجموعة باللعب و الركض و المنافسة ، فإذا تكرر له ذلك فإنه يحزن ويذوي أو يرتكس هجومياً بالاعتداء و الثورة و التشويش على زملائه أثناء قيامهم باللعب . ويصبح سريع التهيج ،لا يستطيع التحكم بسلوكه أثناء الغضب وقد ينعكس ذلك على سلوكه في المنزل بقيامه بالصراخ في وجه الأم و اللجوء للبكاء والعويل لأتفه الأسباب ، أو ينتقم من أخوته بشكل تعسفي .
ومن المشكلات التي يواجهها التلاميذ في هذه المرحلة والتي تؤدي إلى سوء تكيفهم :
نقص الرعاية الصحية و خاصة حين ظهور بعض الاضطرابات الجسمية المرضية أو اضطرابات الهرمونات التي تسبق البلوغ ، وفي أثناء فترة البلوغ أيضاً ،فظهور السُمنة المفرطة مثلاً وظهور حب الشباب في الوجه عند البنات يؤدي إلى اضطرابات نفسية مرافقة ، لذلك يجب أن تعالج مثل هذه الظواهر قبل اشتداد وطأتها على نفسية الفتاة .
وإن الدجدجة (( القصر مع السمنة )) عند التلميذ قد تكون سبباً لسخرية زملائه ومعاملته معاملة سيئة و الاعتداء عليه ،وهذا يؤدي به إلى ارتكاسات مختلفة دفاعية وهجومية ، يتوجب الانتباه إليها من قبل الموجهين و المرشدين .
وفي هذه المرحلة يحدث البلوغ و يسبقه بعض الاضطرابات لدى البنات ، فعند حدوث الحيض لأول مرة عند البنت غالباً ما تكون غير متوقعة له ، وليس لديها معلومات كافية عن مواجهته ، وتتوهم حدوث نزف شديد وخطير ،وقد تصاب بآلام قبل الطمث وبعده لذا يتوجب شرح ما سيحدث لهل من قبل الأم و المرشدة سلفاً . و قد يترافق ظهور الطمث أو يتبعه علامات عقبولية في الشفة تكدر البنت وتؤدي بها إلى الخجل و الانطواء و تزداد الحالة سوءاً إذا أضيف لها اللوم و التوبيخ من قبل الوالدة أو المدرسات للتقصير في اتخاذ الحيطة و الحذر .
ومن المشاكل أيضاً ظهور البلوغ الجنسي المبكر لدى الجنسيين ، وما يصاحبه من الخجل و الرغبة في الانعزال عن الزميلات في المدرسة لدى البنات والرغبة في الاستعراض والتبجح عند الذكور .
وكذلك التأخر الجنسي وما يصاحبه من نقد و سخرية من الآخرين لسبب ضعف البنية الجسدية و نقص لاضطرابات جنسية تؤهل لشذوذات أخرى مثل السيكوباتية و الجنوح و العقد النفسية المؤدية للرهبنة و الإعراض عن الزواج . ولذا يتوجب إعطاء البرامج العلمية الجنسية حسب سن الأولاد بحيث يتفهمون كل ما يلزمهم قبل البلوغ . ومن مشاكل هذه الفترة والتي كان الطلاب يعانون منها في السابق أكثر من الآن ووجود اتجاهات مغايرة للدين و الشك و الضلال ومفهوم معاكسة الدين للحضارة و المدنية والتقدم و القصور في أداء الواجبات الدينية وما يصاحبها ذلك عادة من الإحساس بالذنب ومن تأنيب الضمير و التأنيب الشديد الخاطئ من المتدينين ومن رجال الدين غير المثقفين الثقافة المؤهلة للوعظ و الإرشاد . وكذلك الاتجاهات المغايرة للعادات السائدة الصالحة أو الفاسدة . وما يرتبط بهذه العادات من أخلاق وقيم معتبرة و مقدسة في المجتمع و الرغبة في الانفلات من رقابة الأنا العليا الضاغطة في المجتمع . و الرغبة في الحرية و التحرر . كل ذلك يؤدي إلى صراعات في نفسية المراهق ،ويتوجب على المراقبين والمرشدين التربويين معالجتها بصورة جماعية أو فردية حسب ظهورها . بالمحاضرات الإرشادية وبكل مناسبة حتى لا يؤدي إلى نتائج سيئة على المراهق والتي تبدو أحياناً برفض المراهق للقيم والنقد الشديد للوالدين وللمجتمع و قيمه وعدم التلاؤم مع من هم أكبر سناً و اتهامهم بالرجعية و التخلف و اعتداده بالرأي و الغرور وما ينتج عن ذلك من منازعات مع الوالدين و الأهل وحدوث الشقاق بين أفراد العائلة نتيجة لتحزب الأخوة ضد الوالدين أو تكتل بعض الأخوة مع الوالدين تجاه المراهق الثائر ،و إن وجود المشاكل العائلية لها الأثر الكبير في تكيف الأولاد و المراهقين فالخلافات بين الزوجين و الانفصال أو الحرد المتكرر للوالدة ، الطلاق ، زواج الوالد بأكثر من زوجة واحدة وإهمال الأولاد كل ذلك قد يعكس مشكلات تؤدي لصعوبات في التكيف في المدرسة و البيت إذا لم تتوفر المعرفة في تدارك الأمور . وعلى كلٍ فإن المدرسة ملزمة بتهيئة و تعليم الطالب و تهذيبه و تربيته ليصبح مواطناً صالحاً ، ويكون ذلك بتهيئة المناخ النفسي المشبع بالحب و الرعاية و التفاهم مع المدرسين ، الذي يؤدي بالبعد عن الاضطرابات الانفعالية و السلوكية و عن التناقضات عند الطالب وتسهّل حل المشاكل التي تعترضه وتجعله لا يستغرق في أوهام و أحلام غير واقعية . وتبعد عنه الاتجاهات المخالفة التي تظهر بشكل مخالفة قواعد الانضباط المدرسي والشك بهذه القواعد وإبداء عكسها على مذهب ((خالف تعرف )) و بالطبع تُصل هذه الأمور بتهيئة المدرسة الجيدة و المدرسين الأكفاء الذين تتوفر لهم الكفاية المادية لأنه إذا فقدت أو نقصت راحة المدرس وكان متعباً مادياً فإنه لا يقوم بعملية الاستماع و الإرشاد والتوجيه و التعليم لطلابه كما ينبغي . و يتوجب على المربين معاملة الطالب في هذه المرحلة معاملة ودّية ملؤها الحب و التقدير و الاحترام و الاعتراف بذاته وصفاته و الاستماع له بجدية وصدق . و حل مشاكله و احترام أفكاره و نقدها إذا كانت غير صحيحة ، بأسلوب مقنع و ودي ، ليساعده في النهاية للوصول إلى نتيجة مفيدة تصحح له كل خطأ وتنقذه من كل اضطراب و تحفزه إلى التقدم و تؤدي به إلى النجاح في دراسته وحياته. (( الاضطرابات النفسية عند الأطفال و المراهقين / د.صفر الحلبي - موفق هاشم/))