منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من مواقف علماء الجزائر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-21, 11:45   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي التضحية رغم الفاقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ الصادق بوذراع رحمه الله (1892 - 1965م) أحد رجال العلم والاصلاح في مدينة تبسة المجاهدة، كان أحد أعمدة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بتبسة، وهو الرئيس الثاني لجمعية تهذيب البنين والبنات الشهيرة بتبسة التي أسسها الشيخ عبد العزيز حواس رحمه الله سنة 1929م، كما كان رفيق الشيخ العربي التبسي رحمه الله ، وموضع ثقته وحافظ أسراره، وقد تعرض للإعتقال والسجن من قبل السلطات الإستدمارية الفرنسية بسبب أعماله ومواقفه المؤيدة للجهاد والمجاهدين الجزائريين، ولم يطلق سراحه إلا أياما قبيل استقلال الجزائر( يوم 20 مارس 1962م) .
مما يروى عن مواقفه ومآثره الكثيرة، أنه كان - رحمه الله - عندما تصله مجلات وجرائد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (كالمنقذ والشهاب والبصائر وغيرها) ليتكفل بتوزيعها وبيعها في مدينة تبسة وضواحيها، ونظرا لعدم قدرة المواطنين المالية في ذلك العهد على شراء الجرائد والمجلات رغم سعرها الزهيد، لما كانوا يعانونه من الفقر وصعوبة الحصول على لقمة العيش فلا يبيع منها إلا أعدادا قليلة جدا لا تتعدى أصابع اليدين، فكان الشيخ الصادق بوذراع رحمه الله يستدعي معلمي مدارس جمعية العلماء والمنخرطين فيها واحدا بعد الآخر، ويسلمهم ثمن شراء مجلات الشهاب والبصائر من ماله الخاص ولم يكن الرجل يملك إلا محلا يبيع فيه القمح والقهوة كائن في قلب تبسة القديمة.، ويطلب منهم أن يذهبوا لمحلات وأكشاك بيع الجرائد - وأن يتعمدوا أن يشاهدهم الفرنسيين وأذنابهم ومخبريهم - ويقتنوها علانية حتى يكيدهم، ويظهر لهم - الفرنسيين وأذنابهم- الإقبال على شراء جرائد الجمعية وارتفاع مبيعاتها، في الوقت الذي كان الفرنسيون يعلمون قلة ذات يد الجزائريين وعدم مقدرتهم المالية، ويهدف أيضا من هذا الموقف أيضا تشجيع الحركة الإصلاحية وشحذ همم رجال تبسة للالتفاف حولها وشد أزرها.

معلومة مستفادة من كتاب " مدينة تبسة واعلامها" للدكتور أحمد عيساوي، بتصرف.









رد مع اقتباس