منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - (¯`·.¸(¯`·.¸المرأة المسلمة ومسؤوليتاتها في الواقع المعاصر(متجدد إن شاء الله ¸.·´¯)¸.·´¯)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-27, 10:39   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
اشراقة منارة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية اشراقة منارة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لماذا الحديث عن المرأة ومسؤولياتها

أولا :لأن الله سبحانه وتعالى خلقها في ضوء طبيعة الرجل ,ومن هنا خصها بأحكام تناسب تلك الطبيعة الخاصة ,مثل :ما يتعلق بأحكام الحيض والنفاس ,والطهارة منها,والرضاع ,وفي بعض أحكام الصلاة ,والصيام ,والحج ,ونحو ذلك ,فكان لزاما على الباحثين والباحثات أن يخصوها بالحديث فيما يناسبها .
ثانيا :أن عليها واجبا وأمانة عظيمة حملها الله إياها ,فهي مكلفة في الأحكام الشرعية العامة :من عقيدة ,وطهارة ,وصلاة ,وصيام ,وغيرها ,ولها أحكام تخصها بحكم كونها مربية وأما وزوجة ,ففي كل حالة يجب عليها أن تقوم بها خير قيام ,فلزم الحديث عنها إجما لا وتفصيلا ,ومناقشة ذلك مناقشة واضحة تتعرف المرأة المسلمة خلالها على تلك المسؤوليات .
ثالثا: تلك الهجمة الشرسةالتي تعرضت لها المرأة المسلمة في الأزمنة المتأخرة من أعداء الإسلام شرقا وغربا ,وتلقفها الأقلام وينعقون بصدى تلك الأصوات ,لخروج المرأة من بيتها ,ومخالطتها الرجل ,وتخليها عن مسؤولياتها ,ورعاية أطفالها ,تلك الأصوات تصيح بالمرأة المسلمة :(أن حطمي وضعك الذي عشت فيه ,واهتكي الأستار المضروبة حولك ,واخرجي إلينا لتري الضياء الذي حجبت عنه دهورا ,تحرري من هيمنة الرجل ,تفلتي من قيودك الفضيلة ,ابرزي بخاعك الحجاب ,افرضي وجودك وصوتك بخروجك من البيت ,متعي نفسك بأخذ حظك من كل مغريات الحياة ,لايحكمك سرى ذوقك المتحرر ,تاجري بأنوثتك الساحرة على غلاف الصحف ومسابقات الجمال وعروض الأزياء والتمثيل ) .
أفقرافتاة العرب والحسن مغنم وطهراوهذا العصر عصر تمتع
لقد كان عهد الفضيلة وانقضى وأبدع هذا العهد أمرافأبدعي
°
هذه الهجمة الشرسة تتطلب جهودا متضافرة لتصل المرأة المسلمة إلى وعي كامل بما يراد لها ,فتتبصر وتصبر طريقها بعين مبصرة .
رابعا:وهو تابع للأمر الثالث ,تبع تلك الهجمة الشرسة كثرة الهرج والمرج حول قضية المرأة -بما فيها المسلمات اليقينية في الشريعة الإسلامية -من كل ناعق يريد أن يظهر نفسه ,ويصبح له رأي ينسب له ,حتى أصبح كثير من القضايا لها مؤيدون ومعارضون ولم يعد الأمر مقصور على أهل التخصص ,فتطالعنا الصحف اليومية والمجلات وبمقالات خطتها أيدي المختصين ,وغير المختصين ؛لأنهم يدعون أن الشرع ليس حكرا على أحد .1)
لم يقبلوا أن يتحدثوا في مجالات الطب والهندسة وغيرها ؛لأنهم غير مختصين ،ولكنهم قبلوا أن يخوضوا في شرع الله عن جهل وعدم علم ، سبحانك هذا بهتان عظيم
هذا يعظم الأمر على أهل الإختصاص أن يجدوا ويجتهدوافي بيان الحق وتوضيحه بقدر ما أعطاهم الله سبحانه من قوة البيان والحجة والعلم .
خامسا: أن المرأة المسلمة اتخذت في الأزمنة المتأخرة مطية لكل ناعق وناعقة من أهل الكفر والنفاق ،وبابا يلجوا منه إلى هدم كيان هذا الدين ،فهم يعلمون أن المرأة إذا خرجت من بيتها ،وتركت أطفالها لمربية وخادمة ،وولجت ميادين الرجال ،وخالطتهم ،لبست بدلهم ،وأسفرت عن وجهها وبعض جسدها ،وتلوثت بدخان المصانع ،وزينت ظاهرها للزبائن ،والمراجعين ،فزاحمت الرجل في ميدان عمله ،وأهملت ميدانها الحقيقي ،فقد خطت أولى خطوات الانحراف ،وابتعدت عن منهج الحق،فأفسدو بذلك المرأة ،وأهملو الطفل وتربيته ،ولم يراعوا حق الرجل ،ومن ثم يعود الأمر إلى فساد المجتمع بأسره .
لست هنا في مقام التفسير والبيان ،ولكن هذا يحتّم على أهل العلم الإيضاح والتأكيد ،فتأخير البيان عن وقت الحاجة لايجوز.
سادسا :ما يرى منذ زمن ليس باليسير من تساهل المرأة في نواح عدة سواء في سلوكها ،أو عملها ،أو مخالطتها للرجل ،أو الخلوة بهم أو التحدث معهم بكل انطلاق ،أو التساهل في أمر زينتها ولباسها وحجابها وخروجها عن حدود الشرع ،وكذا في عملها في منزلها وكثرة خروجها منه ،وتأثرها بالموضات والصيحات الوافدة من الشرق أو الغرب ،أقول :ما يرى من هذا التساهل يدعو وبحرص ومتابعة للقيام بالواجب تجاه المرأة المسلمة ،قبل أن تقع كما وقعت إختها في بلدان كثيرة ومجتمعات مسلمة ،فأصبحت لاتفرق بينها وبين المرأة الكافرة شكلا ومضمونا.

سابعا :المرأة المسلمة اليوم تنازع ها تيارات متعددة يمكن إجمالها بما يلي :
-التيار الإجتماعي القديم :ذو الصبغة المعينة والداعي للتمسك بكل قديم ،فهو محدود بالأعرافوالتقاليد دون النظر إلى ما يقره الشرع أو لايقره .
التيار الرافض :وهو تيار يرفض كل قديم ،ويدعو المرأة إلى التحلل من ستور الماضي ،ومن تعاليم الشرع ،وينادي بتقليد المرأة الكافرة في كل شيئ صغيرا كان أو كبيرا ،شكلا أو مضمونا .
- التيار الوسيط :وهو الذي ينادي به العقلاء من الأمة ،وأهل الشرع منها ،ويقولل :(أيتها المرأة تعقلي فأنت مسلمة ،تعلمين مصلحتك في أن تأخذي أمر ربك ،وأنه أعلم بما ينفعك من نفسك ،وقد أنزل الله لك توجيهات خذيها ففيها النجاة،وكل ما يسوقونك إليه سواء كانت أعرافا قديمة أو مكائد حديثة ،ينبغي أن تزنيهابهذا الميزان ؛فتقبلين أو ترفضين ).(3)
وقد تشرذم كثير من النساء في مجتمعات المسلمين بحسب قوة التيار في مجتمعها الذي تعيش فيه .
فتشبعت النساء نتيجة تزاحم هذه الأصوات ،فأصبحت المرأة المسلمة على مفترق طرق ،كل ينادي بمصلحتها ،ويطالب بحقوقها ،وبكي ويتباكى عليها ،فالتبس على كثير منهن الحق بالباطل ،وكثر التذبذب .
فهناك المتأثرة بالصيحات الكافرة والفاسقة فاجترفها تيار الفساد ،منخدعة بما سطرته أقلام هذه الفئة ،فتعددت حدود الشرع ،فخلعت حجابها واختلطت بالرجال ،واقتحمت ميادين الفن والتمثيل والغناء والرقص .
وهناك من تقدم رجلا وتؤخر أخرى،فهي مظطربة تتبع الموضة تارة ،وتارة ترجع إلى فطرتها وتعاليم خالقها .
وهناك المرأة الواعية الفاهمة التي وعت تعاليم ربها وعملت بها إيمانا وقناعة فحملت هذا الدين بقوة ،فتمسكت به ،ورفضت الفاسد من الوافد ،ودعت إلى دين ربها بكل شموخ وإعزاز ،وحافظت على شخصيتها وحجابها وعفافها ،قائمة بوضيفتها الحقيقية في هذه الحياة ،مربية لأطفالها منفذة حقوق زوجها .
كل هذا يدعون لجلاء الغبش الذي ران على هذا العصر في قضية المرأة المسلمة ؛ليتضح الطريق وتبدو معالمه بينة لكل من يريد أو تريد أن يبصر الحقيقة ،وأن يصل إلى النجاة .
ثامنا :حاجة المجتمع المسلم ،بل وحاجة الأمة بأكملها -إلى المرأة القدوة الواعية التي تعرف مسؤوليتها ،وتستشعر الأمانة التي حملت إياها ،وتبصر طريقها ،وتتعرف على حقوقها وحقوق غيرها .
حاجتنا إلى المرأة المسلمة المؤمنة التي تعمق إيمانها بربها عز وجل ،فتؤمن به ربا وخلقا ومعبودا ،وتؤمن بملائكته وكتبه ورسله ،وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ،فتقيم تصوراتهافي هذا الوجود وفق هذا الإيمان ،تصورها للكون والحياة والإنسان .
وحاجتنا للمرأة الواعية التي تعي شريعة ربها ،وتستشعر أوامره فتعمل بها ،ونواهيه فتجتنبها ،وتتعلم ما لها وما عليها ،فتقوم بذلك خير قيام .
حاجتنا الى المراة الواعية المتبصرة بشؤون ووظيفتها الحقيقية ،بشؤون بيتها ومملكتها ،فترعى حق هذه المملكة الصغيرة التي تخرج الرجال ،وتنشئ الأطفال على حب الله تعالى ،ورسوله صلى الله عليه وسلم ،وخدمة دينه .
وحاجتنا إلى المرأة التي مظهرها ينبئ عن مخبرها ،فلم تتأثر بشرق أو غرب ،ولا بتيار أو موضة ،ولم تتبع كل صيحة ،فهي قدوة في مظهرها كما هي قدوة في مخبرها ،جسدها محفوظ ،وقلبها مليءبالإيمان ،وعفتها ظاهرة ،وملبسها وقلبها نظيف :ظاهره وباطنه ،آمنت وعلمت عملت.
حاجتنا إلى المرأة الداعية القدوة التي تدعو إلى الله بعملها قبل قولها ،تحب الخير للناس كما تحبه لنفسها ،تنصح هذه وتوجه هذه ،وتنكلر على تلك ،تربي ،وتنشئ،وتصحح خطأ،وتعالج مشكلة ،تتبلرع بمالها ،وتؤدي جهدها حسب طاقتها ،تعيش للدعوة قائمة نائمة في بيتها وفي عملها وفي أي مكان كانت .
وحاجتنا إلى المرأة التي تعي كيد أعدائها ،فتحذر أن تقع في شراكهم فتنقاد لهم وتستجيب لنداءاتهم ،وتتبع مللهم ،تحذر وتحذر من تلك الدعايات المضللة التي اتخذت المرأة مطية لها كما سبق بيانه .
هذه الحاجة تلح على أهل العلم والإختصاص ليبدو جهودهم بألسنتهم وأقلامهم ،ليبصرو المرأة المسلمة ويبصرو وليها ويذكروه بالأمانة الملقات على عاتقه .
تاسعا :أن للمرأة دور كبير في التأثير على الرجل،فإن كانت أما فلها سمة الأمر والنهي ،وعليه طاعتها وتنفيذ أواملرها بالمعروف .
وإن كانت زوجة فلها حثه وترغيبه في الطاعة وتحذيره من المعاصي ،ولاينكر دور المرأة مع زوجها إلا جاهل مكابر،وهكذا هي أخت وبنت وقريبة .
ولهذا يجب على المرأة أن تعي هذا الدور العظيم لتقوم به خير قيام .
عاشرا :إن المرأة أعلم من الرجل فيما يخص النساء ومجتمعاتهن والظواهر التي تسري بينهن ،كما تعرف المؤثرات الداخلية والخارجية ،وأقدر منه على سلوك هذا السبيل .
وبعد فلكل ما ذكر من معطيات قد أظهر الحاجة للحديث عن المرأة ،ولتبيين واجباتها ،وحقوقها ،ومسؤوليتها ،وحدود ذلك كله ؛لأجل قيامها بدورها خير قيام ،ولأداء مسؤولياتها أعظم أداء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
°:ينظر ثقافة المسلم (ص17)
(1):هذه مقولة كثير ترديدها في هذا الوقت ليلج كل من يرالحديث عن الشرع ولو كان غير مختص فيسوغ لنفسه الحديث كما يحلو له محرما ومحللا بدليل أو بغيره ,وبحجة هذا رأيي وهذا رأيك ،وهذا فهمي وهذا فهمك من دون ضوابط أو قواعد .










رد مع اقتباس