منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الحلقة السابعة من: ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر الجزائري
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-09-19, 22:22   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
أبو إدريس
كبار الشخصيات
 
الأوسمة
وسام الشرف 
إحصائية العضو










B11 سلامات وجوابات

[align=center]أيها الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسأل الله تعالى أن يبارك لنا جميعًا في هذا الشهر الفضيل
وكيما يقولوا : ((صحّ صيامكم وصحّ فطوركم))
انقطعتُ عن عالم الإنترنت والعالم الخارجي لمدة تزيد على الشهرين
لأسباب قاهرة جدًا!!!
قدّر الله وما شاء فعل . الله غالب .
وإن شاء الله أتابع معكم قريبًا تتمة الحلقات التي بدأتها في رد الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر.
وأشكر الأخ الفاضل السيد ظافر على مشاركته القيّمة وأرجو أن يتابع معنا باقي الحلقات ويدلي بما عنده.
وأشكر الأخ الطيب طه الهلالي على مشاركاته وعلى سؤاله الدائم عني ، وأخبره بأنني الآن في خير والحمد الله ، والدعوة إلى الله لابدّ لأصحابها من التعرض للبلاء والمحن ، وأسأل الله أن يتقبلني.
وفيما يخص أسئلتك الكريمة فأنا سعيد بها وصدري يسعها .
1ـ يمكنك الاستعانة بنسخة مجموع الفتاوى الإلكترونية إذا كانت نسختك المطبوعة لا توافق نسختي.
2ـ أين وجدتني يا أخ طه أطالبكم بتأويل كلام ابن عربي؟!
أنا لم أطالب بذلك أبدًا! وإنما بيّنتُ أنّ مذهب مُحِبّي الشيخ ابن عربي والذين لا يعدّونه مجنونًا كما تعدّه أنت ، هو محاولة تأويل كلامه وحمله على وجه مقبول شرعًا ، تمامًا مثل ما فعل الإمام ابن القيّم مع الشيخ أبي إسماعيل الهروي في مدارج السالكين.
وما ذكرتُه إنما هو عرضٌ لحقائق تاريخيّة ومذاهب مشهورة يتّبعها كثير من العلماء (أعني مذهب تأويل الكلام الغامض والتماس الأعذار لقائليه)
وهذا لا يعني أبدًا أنني أنتهج هذا المذهب أو أطالب الآخرين بانتهاجه!
الغرض من كلامي شيئان :أ ـ توضيح حقيقة موقف الأمير من فكر ابن عربي ومذهبه.
ب ـ إلزام المعترضين على الأمير بالاعتراض على ابن القيّم ، فلا يجوز عند العقلاء والمتّقين أن ينكروا تأويل الأمير لكلام ابن عربي ، ويرضوا بتأويل ابن القيّم لكلام الهروي ، فكلاهما (ابن عربي والهروي) يتكلّمان في وحدة الوجود وفلسفتها!
3ـ وأنا يا أخي لا ألصق الأمير بابن عربي ، وإنما أعالج حقيقة تاريخيّة وهي أنّ الأمير كان يحب الشيخ ابن عربي ، ولا يرى في كلامه أي دعوى للحلول والاتحاد ويتبرّأ من هذا المذهب ويتأوّل كلام ابن عربي على نحو يراه مقبولاً ، والزعم بأنّ الأمير لا علاقة له بابن عربي غير صحيح ، والدفاع عن الأمير لا يعني تزوير التاريخ والعبث بحقائقه ، إنّني إذا قلت لك إنه في ذلك الزمان لا تكاد تجد أحدًا لا يحب ابن عربي أو يعظّمه ، لم أكن مبالغًا.
وصحيح أنّ الأمير لم يوص بدفنه بقرب ابن عربي ، ولكن هذا لا يعني أنه لم يكن يحبه ويحترمه ، كيف وهو الذي درّس كتاب الفتوحات لابن عربي وصحح نسخته على النسخة الأصلية؟
الذي أريد أن أوضحه للجميع أنّ الأمير كان يحسن الظن بابن عربي ويحمل كلامه على الوجه المقبول شرعًا برأيه ، ولم يكن يعتقد ما يُفهم من ظاهر كلام وعبارات ابن عربي التي توحي بوحدة الوجود وقدم العالم! وإن شاء الله سيأتي مزيد لتوضيح هذه المسألة عند بحثي في كتاب المواقف.
4ـ وأُعيد لك ما ذكرته في حلقاتي السابقة :إن الإمام ابن تيمية ليس هو الذي كشف ضلال ابن عربي ، بل ولم يكفّره أبدًا ، وإنما استغفر له ، وانتقد بعض عباراته ووصف بعضها بأنه كفر وضلال.
ولكن الذين كشفوا ضلال ابن عربي وفضحوه وأقاموا النكير عليه وكفّروه قبل ابن تيمية بعشرات السنين هم علماء الحنفية والشافعيّة والمالكية الأشاعرة وأوّلهم الإمام العز ابن عبد السلام ، إلى زمن الإمام البقاعي تلميذ ابن حجر العسقلاني ، الذي ألّف كتابه المشهور (تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي) وفيه نقل فتاوى أولئك العلماء في تكفير ابن عربي أمثال السبكي وابن حجر وابن الجزري وأبي حيان الأندلسي وعشرات آخرين.
وأمّا سبب العداوة لابن تيميّة والسب والطعن فيه : فهو بالدرجة الأولى معتقده المتعارض مع مذهب الأشاعرة في مسائل الصفات والعلو والحد .. وأمثالها من المسائل .
لا مسائل التصوف! فإنّ ابن تيمية ذو نزعة صوفية أصلاً وهو من أكثر الناس تأويلاً لكلام الصوفية ويحاول دائمًا التماس الأعذار لهم
(ومرّ معنا آنفًا كيف التمس العذر للبسطامي والحلاج وغيرهما)
لكنّه إذا وقف على كلام واضح وصريح في أقوالهم ظاهرُه معارض للشريعة فإنه كان ينكره ولا يقبل به.
على كل حال الكلام في هذا الموضوع يحتاج لبسط وتوضيح ليس هذا مكانه.
أتمنى أن أكون قد أجبتك على أسئلتك على نحو واضح.
بارك الله فيك وأحسن إليك.
وأشكر الإخوة (سوليتير) و (فرحات حسين) على المشاركة .
والسلام عليكم.[/align]










رد مع اقتباس