منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لكل من يبحث عن مرجع سأساعده
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-12, 12:40   رقم المشاركة : 1090
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yakin مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
بودي لو تبحث معي عن مرجع أو أي وثيقة لها صلة بالمناهج المتعلقة باللعب في رياض الطفال في الجزائر و لك جزيل الشكر
و كذا فصل نظري يتطرق لخصائص نمو الطفل في مرحلة ما قبل التمدرس

أولا: خصائص نمو طفل الروضة :
تعد مرحلة الطفولة المبكرة أو مرحلة ما قبل المدرسة؛والتي تمتد من 3-6 سنوات ذات أهمية
تربوية بالغة في حياة الطفل؛ حيث يبدأ الأطفال في اكتساب التوافق الصحيح مع البيئة الخارجية التي
يعيشون فيها، كما يتعرفون علي النظم والتقاليد الاجتماعية وتكوين العادات الانفعالية نحو الآخرين، كما
يزداد وعيهم بالبيئة، وفي هذه المرحلة يزداد النمو بصورة سريعة ولكنة لا يكون بنفس معدلاته في المرحلة
السابقة في مظاهر النمو عدا النمو اللغوي، وتتميز هذة المرحلة بو ضوح الفروق الفردية في مختلف جوانب
السلوك.
ويلتحق أطفال هذه المرحلة بدور الحضانة ورياض الأطفال مما يؤدي الي اتساع دائرة الطفل
الاجتماعي وتخفيف حدة انفعالاته وزيادة محصوله اللغوي وتنمية قدراته الجسميه والحركية؛
وفيما يلي عرضًا لأهم خصائص النمو في مرحلة الروضة:
1 - أن النمو عملية مستمرة متصلة الحلقات، إذ لا يتوقف نمو الفرد في أية مرحلة عمرية، يؤدي اكتمال أية حلقة منها إلىنمو الحلقة التالية لها.
2- أنه عملية تحدث للكائن الحي ككل، فلا تحدث في جانب دون الآخر أو لعضو دون عضو آخر.
3- أنه يسير من العام الي الخاص، ومن الكلي الي الجزئي، ومن أعلي الي أسفل.
4- أنه لا يسير بدرجة واحدة في كل مراحل الحياة؛ فالنمو الجسمي يكون أسرع في مرحلة يبطئ فيهاالنمو العقلي، وفي مرحلة أخري قد نري العكس.
5- أنه يتأثر بعوامل فردية ذاتية وعوامل بيئية مكتسبة.
6- أن هناك فروقًا بين الأفراد في النمو.
7- أن لكل مرحلة من مراحل العمر خصائص نمو، ومتطلبات ينبغي أن تراعي للنمو أيضًا.
النمو الجسمي والفسيولوجي:
يصل متوسط طول الطفل في سن الثالثة حوالي 90 سم، ويستمر في الزيادة في الخامسة 107 سم،
وفي السادسة حوالي 110 سم، أما وزن الطفل فيبلغ متوسط 14 كجم في الثالثة، ويصل في الخامسة ال ي
18 كجم، وفي السادسة الي 19 كجم، ويلاحظ في هذه المرحلة وجود فروق بين الجنسين في النمو الجسمي؛
فنجد أن البنين أكثر طو ً لا والبنات أكثر وزنًا، وعلي الرغم من أن الأولاد يكونون أثقل وزنًا بدرجة طفيفة
عن البنات، إلا أن هناك فروقًا ملحوظة من حيث تركيب الجسم، إذ ي كون الأولاد أكثر حظًا من النسيج
العضلي علي حين تكون البنات أكثر حظًا من الأنسجة الشحمية.
كما ينمو الرأس في هذه المرحلة نموًا بطيئًا، بينما تنمو الأطراف نموًا سريعًا، وينمو الجزع نموا
متوسطًا، وحين يصل الطفل الي تمام عامه السادس تكون نسب جسمه أشبه بنسب جسم الراشد.
وفي هذه المرحلة يكتمل نمو الأسنان اللبنية، بحيث يكون الطفل أكثر انتظامًا ويزداد ضغط الدم
ازديادًا ثابتًا، وتصبح نبضات القلب أكثر انتظامًا وعمقًا، ويزداد ضغط ازديادًا ثابتًا وتصبح نبضات القلب
12 ساعة. - أكثر بطئًا، وأقل تغيرًا، ويقل عدد ساعات النوم ويتراوح ما بين 10
إن الزيادة في نضج الجهاز العصبي وقرب النسب الجسمية من تلك التي يكون عليها الكبير، وكذلك
الزيادة في قوة العضلات والقدرة علي إحداث التآزر بينها، كل ذلك يوفر الأساس اللازم لزيادة النمو في
المهارات الحركية بشكل واضح ولو أن التعلم في هذه المرحلة يلعب بعد ذلك دورًا كبيرًا.
فبمجرد تعلم الطفل المشي، يبدأ المهارات الجديدة في الظهور، وأولها الجري والقفز ففي سن الثالثة
يستطيع الطفل أن يجري بسلاسة أكبر فيسرع ويبطئ ويستدير ويقف فجأة دون أية صعوبة، كذلك يمكنه أن
يصعد الدرج بتبديل قدميه دون مساعدة، كما يستطيع أن يقفز برجلية الإثنتين لمسافة قدم واحدة.
وتنمو في سن الثالثة أيضًا بعض المهارات الحركية التي تجعل من الطفل كائنًا اجتماعيًا بدرجة
أكبر؛ فهو يستطيع الآن أن يغسل يديه ويجففهما، ويطعم نفسه بالملعقة دون إراقة كبيرة لما يتناوله؛ كذلك
يستطيع أن يذهب الي الم رحاض وأن يستجيب للتعليمات الخاصة بذلك؛ والي جانب تلك المهارات الحركية
ذات الصبغة الاجتماعية، يستطيع طفل الثالثة أن يبني برجًا من تسع مكعبات، وأن يرسم دائرة بعد أن كان
يرسم فقط خطًا مستقيمًا وأن يبني جسرًا من ثلاثة مكعبات.
وبوصول الطفل الي سن الرابعة يصبح ف ي إمكانه أن يقفز من علي الدرج، أو المائدة او السلم، أو
الكرسي أو غيره ا. لقد بدأ يتخيل ماذا يمكن أن يكون شبيهًا بالطيران، ولعله يدرك أن القفز هو أقرب شئ
اليه، ولذلك فهو يمارس الجري للجري ذاته، فإنه يمارسه الآن كوسيله للعب في السباق أو لعبة "المساك ة"
مث ً لا.
وبالرغم من أن سرعة الطفل في هذه السن محدودة بسبب قصر رجليه، وعدم اتقانه للتوازن بعد،
إلا أن ذلك لا يعوق الأطفال عن قضاء وقت طويل في عملية الجري والي جانب ذلك، فإن تقدما كبيرًا في
المهارات الحركية يتضح أيضًا فيما يتعلق برمي الكرة فبعد أن كان الطفل في سن الث انية أو الثالثة يقذف
الكرة بكل جسمة، أصبح الآن في مقدوره أن يدفع بذراع مستقلة الي الوراء ليدفع بالكرة الي الأمام دفعة
قوية.
وفي سن الخامسة يستطيع الطفل في المتوسط أن يحقق قدرًا كبيرًا من التوازن ولذا فإن لعب الكرة
مع طفل في سن الخامسة يصبح أكثر متعة بكثير من لعبها مع طفل في سن الرابعة، ولا يستطيع الطفل قبل
سن السادسة أن يحقق تآزرًا كافيًا بين العين واليد، والتوقيت والسيطرة علي الحركات الدقيقة، لكي يصل
بذلك الي اظهار مهارة حقيقية في هذه اللعبة، علي أن بوادر السيطرة علي العضلات الدقيقة تبدأ في
الظهور عند سن الخامسة؛ حيث يستطيع الطفل أن يرسم خطوطًا مستقيمة في كل الاتجاهات كما يحتاج فقط
الي عشرين ثانية لكي يلقي باثنتي عشرة حبة في زجاجة.
وعلي وجة العموم، فإن طفل هذه المرحلة إذ تنمو لديه العضلات الكبيرة بدرجة أكبر بكثير من
العضلات الصغيرة؛ فإن المهارات الحركية لدي ه هي تلك التي تستخدم فيها هذه العضلاتوليست تلك التي
تحتاج الي استخدام العضلات الدقيقة، ومن هذه المهارات الي جانب ما ذكرن ا: السباحة والتزلق والرقص
وغيرها. ويبدي الأطفال في هذه المرحلة غرامًا شديدًا باستخدام أجسامهم في القيام بهذه المهارا ت. كما أنهم
يتعلمونها بسهولة كبيرة هندما تتاح لهم الفرصة، ذلك أنه تؤكد لديهم الشعور بالكفاءة والذاتية.
علي أن واحدة من تلك المهارات قد يكون لها دلالة خاصة بالنسبة لطفل هذه المرحلة، تلك هي
مهارة ركوب الدراجة ذات الثلاث عجلات، وترجع أهمية هذه الآلة بالذات الي أنها توفر قدرًا كب يرًا من
امكانية الاسراع والاستداره والعودة الي الوراء، ثم استخدام البوق كما أنها تساعد الطفل علي التمثل بالكبار
وبالأكبر سنًا من الأطفال وسرعان ما يربط الطفل في هذه المرحلة بين دراجته والدراجه العادية، وكذلك
السيارة وبالإضافة الي ذلك فإن الدراجة ثلاثية الع جلات تجمع بين متعة الحركة، والاستثارة الناجمة عن
المخاطرة والاستقلا ل. ذلك أن هذه الآله هي أول شئ من مجموعة الأشياء التي ترمز الي المزيد من
الاستقلال عن الأسرة والمزيد من التوحد مع الأنداد.
العوامل التي تؤثر في النمو الحركي لطفل الروضة:
يتأثر النمو الحركي للطفل في هذه المرحلة بعدة عوامل نذكر منها:
1- الحالة الصحية للطفل حيث يوجد ارتباط وثيق بين حالة الطفل الجسمية ونموه الحركي؛ فالحركة
الدائمة والنشاط سمه طفل هذه المرحلة، ولا يكل الطفل أو يهدأ إلا في حالة نومة أو مرضة.
2- مستوي ذكاء الطفل؛ حيث توجد علاقة طردية بين الذكاء والنمو الحركي وخاصة في السنوات
الأولي من حياة الطفل، ويلاحظ أن الأطفال الذين يتأخرون في النمو الحركي كالمشي والوقوف
يتأخرون أيضًا في عطائهم الذهني، وعلي اليئة دور هام في تنمية الذكاء من خلال الأنشطة
الحركية للطفل وتشجيعه علي الأداء الصحيح للمهارات المختلفة حتي وإن كانت بسيطة أو سهلة.
3- يتأثر النمو الحركي للطفل بعمليات التعليم والتدريب وتشجيع الوالدين للطفل علي اكتساب مهارات
حركية جديدة الأمر الذي يسهم في اكتساب المهارات، وتنمية الأداء الدقيق المتزن، مع مراعاة أن
يكون أسلوب التدريب والتعليم، نوعية المها رات الحركية، والأدوات المستخدمة مناسبًا لمستوي
النضج الحركي للطفل.
النمو العقلى المعرفي
بدخول الطفل هذه المرحلة، ينتقل نقلة أساسية من حيث النمو المعرفى . ذلك أنه بعد أن كان " يفكر
بجسمه " يصبح الآن " يفكر بعقله ". وهي نقلة لاتميز فقط هذه المرحلة عما قبله ا ، بل تميز النمو المعرفي
عند الطفل في المراحل التالية أيض ًا. بعبارة أخرى يكتسب الطفل بانتقاله إلى هذه المرحلة خاصية المعرفة
كإنسان ، وهي استخدامه للرمز، لغوية كانت أم غير لغوي ة. غير أن الحدود التى يمكن ان يصل إليها فى
هذا الاتجاه تجعل الفرق لازال شاسعًا ب ينه وين الراشد الكبير، بالرغم من أنه قد لا يبدو كذلك فى نظر
الكبار المحطين ب ه. والواقع أننا لكي نوضح معالم النمو المعرفي لهذه المرحلة، لابد أولا من أن نبين الفرق
بينها وبين المرحلة السابقة.
لقد تركنا طفل المهد وقد كون مفاهيم ثابتة عن الناس والأشياء والأشيا ء واستطاع أن يحل بعض
المشكلات البسيطة التى تواجه ، واستطاع ان يقوم بعملية تصنيف للأشياء التى حوله، أى أن يدرك اوجه
الشبه والاختلاف بين هذه الأشياء بعضها وبعض، واستطاع أن يحتفظ ببعض الأثار لما يقع على حواسه
من مثيرات، واستطاع أن يدرك العلاقة بين الأسباب والمسببات.
إلا أن الحصيلة المعرفية لطفل المهد لا تعدو فى الواقع عن كونها مجموعة من الاستراتيجيات
لردود الأفعال نحو الأشياء والأشخاص، أو بتعبير بياجيه، فإن " ذكاء " الطفل فى هذه المرحلة يتلخص فيما
يكونه من " أنساق " للأفعال وتطوير لهذه الأنساق . ويحدث ذلك كله دون استخدام للألفاظ أو الرموز .
فمعرفة طفل الستة أشهر بالشخشخة مثلاً تتلخص فى الأفعال التى يقوم بها نحوها : عضها وهزها ورميها
... الخ. وقد يستمع الطفل عندما يهز الشخشخة فتحدث صوتًا فيستمر فى تكرار هذا النشاط لكي يطيل من
احداث هذا التأثير السا ر. ويكتسب الطف ل بذلك نسقًا حركيًا نحو الشخشخة وهو أن يقوم بهزها كلما وقعت
في متناول يده.
ولكن لنفض أهذه اللعبة قد وقعت من طفلنا هذا ( ذي الستة أشهر ) على مرأى منه ولكن بعيدة عن
متناول يد ه. ليس أمامه فى تلك السن إلا أن يبكي لكي يحصل عليها ولكن بيتقدم السن ( من سنة إلي سن ة
ونصف مث ً لا ) ، يصبح بإمكانه أن يقوم بمحاولات عشوائية للحصول عليها. وقد تصدر منه بالصدفة حركة
، مثل جذب الملاءة مث ً لا، فيجد أن اللعبة تقتر ب. إنه على أبواب تعلم نسق جدي د: جذب الملاءة للحصول
على اللعبة الموجودة على طرفها الأخ ر. وقد يستخدم الطفل هذا الفعل فى مواقف أخر ى. وهكذا تتكون
حصيلة الطفل المعرفية فى تلك المرحلة ( مرحلة المهد ) من مجموع هذه الأنساق الحركية التى يكتسبها
عن طريق الموائمة ) أي الميل إلي التغير كاستجابة للبيئة )، ثم " الاستعاب " ( أي ادماج عناصر من
العالم الخارجي ضمن نشاط الطفل الذاتي ).
بعبارة أخري، فإن معرفة الطفل في تلك المرحلة، تنحصر
فيما هو موجود ( حاضر ) وآني ( مباشر ) من أشياء وأفعال : إنه يفكر بجسمه أي عن طريق نشاطه
الحركي وليس عن طريق نشاطه العقلي.
إلا أنه في قرب نهاية تلك المرحلة ( الحسية الحركية )، أي فيما بين السنة والنصف، والسنت ين من
عمر الطفل تقريبًا، وهو ما يسميه بياجية بالطور السادس من المرحلة الحسية الحركية، يصل الطفل إلي
فهم تام لدوام الأشياء، أي يكتمل لدية مفهوم دوام الشيء، ومعني ذلك أن صورة ذهنية عن الشيء تكون
موجودة لديه في حالة غياب الشيء نفسه، وعندئذ، عندئذ فقط، يكون في استطاعة الطفل أن يفكر بعقله
وليس بجسمه.
ونضرب لذلك مثا ً لا : طفل عمرة سنتان بيده كوب عصير أو ما أشبه ذل ك. يريد أن يفتح الباب
وبيده الكوب، لا يستطيع يضع الكوب علي الأرض لكي يفرغ يديه الاثنين ليستخدمهما في فتح البا ب. وفي
أثناء تركيز نظره علي الباب، كون في نف س الوقت صورة ذهنية عن فتح الباب، وعن كوب العصير الذي
يعترض الطريق ( ولا تنسي أن ذلك لا يمكن أن يحدث قبل أن يكتمل مفهوم دوام الشي ء). وعند هذه
النقطة، وليس قبل ذلك، يستطيع الطفل أن يحل مشكلاته عن طريق تكوينات " عقلية " صورًا ذهنية كانت
أو رموزًا، كبدائل للأش ياء ذاتها بعبارة أخري فإنه لا يكون عندئذ في حاجة إلي الوجود الطبيعي للأشياء
لكي يستطيع أن يدركها، أو يتعامل معها، أو يحل المشكلات المتعلقة به ا. تلك هي الخاصية الرمزية التي
يتميز بها تفكير الطفل في هذه المرحلة والتي تجعلنا نقرر أن الطفل هنا يفكر بعقله بد ً لا من جسمه
خصائص النمو المعرفي لطفل الروضة :
قبل أن نتحدث عن الخصائص المميزة للنمو المعرفي لطفل ما قبل المدرسة، لابد من أن نتذكر أو ً لا
أن طفلنا هذا ( وقد أصبح الآن يملك ناصية القدرة علي استخدام الوحدات المعرفية من صورة ذهنية
ورموز ومفاهيم وقواعد )، صار عليه الآن ليس فقط أن يدرك وأن يتذكر،بل أيضل يفكر، ( يخلص إلي
نتائج من مقدمات معينة )، وأن يحكم ويقرر، وذلك بناء علي ما تفرضه عليه ظروف البيئة سواء أكانت
مادية أم اجتماعية
علي أن طفلنا هذا لم يكن موجودًا في هذا العالم من قبل، ومعني ذلك أن خبرته به خبرة جديدة
وقاصرة. إنه لم يتمثل بعد القوانين والقواعد التي تحكم الأوضاع في عالمه المحيط به فإلي أي شيء يحتكم
إذن، إذا ما أراد أن يستنتج أو يفكر أو يقيم؟ ما هو إطاره المرجعي عندما يدرك الظواهر من حوله، وتكون
مفاهيمه من تلك الظواهر، ويتذكر ما مر به من خبرات، ويتصور أو يتخيل صفات، أو أوضاع لما يحيط
به من كائنات؟ ليس في الواقع من لإطار مرجعي سوي خبرته الذاتية، الذي فسر ظواهر الكون علي
شاكلته، فالأشياء بالنسبة لطفلنا هذا هي ما يبدو له منها، وليس ما يكون عليه قوامها في ذات ه: فهي صغيرة
أذا بدت له صغيرة؛ وهي هي نفسها كبيرة عل ية إذا بدت له كبيرة، وهكذا وقيمة الشيء حوله يمكن أن
يتكلم، أن ينام، وأن يأكل وأن يشر ب... تماما كما يفعل هو، ولو كان هذا الشيء دمية أو حتي حجزًا
وهكذا، من وجهة نظرة يكون إدراكه للأشياء وتصوره إياها وتقييمه إياها.
وفيما نتناول أهم خصائص نمو الطفل المعرفي:
animistic thinking التفكير الاروحى
لعل اسقاط الطفل نفسى على الكون المحيط به , وتفسير كل شىء على شاكلته يظهر ان اشر ما
يظهر فى اسباغة الحياه على الاشياء الجامدة فالطفل قد يتخيل فى الاشياء الحية ذاتها . فالطيور تتكلم
والقطط تبكى , ويمكنك ان تحكى له قصه كاملة على لسان الحيوان . وإذن فهو يسبغ حياته على جميع
الكائنات من حولة . وسوف يتضح ذلك بشكل حسن عندما نتناول موضوع اللعب الرمزى او اللعب
الايهامى عند طفلنا هذا .
على ان بياجيه يرجع هذه الظاهرة الى ان اطفال هذة المرحلة يعتمدون فى تفكيرهم على الحدس او
وليس على النطق . بمعنى انهم يعتمدون على حواسهم وتخيلهم وبداهتهم . اكثر مما (intuition) البداهة
يعتمدون على المنطق . وسنعالج هذه النقطة بالتصيل اكبر عندما نكون قد فرغنا من الخصائص المميزة
للنمو المعرفى عند الطفل فى هذة المرحلة .
: egocentrism التمركز حول الذات
لا ي قصد بياجية بذلك ان الاطفال فى هذه المرحلة يكونون انانيين . بل يقصد فقط انهم يدركون
العالم من منظورهم الخاص . والواقع ان هذا المفهوم يمكن تعميمة مع ذلك على سلوك الطفل الاجتماعى .
وليس فقط على سلوكة المعرفى . ولكن حتى فى هذا الجال الاجتماعى لا يتضمن هذا المفه وم معنى
الانانية.
وسوف نوضح ذلك عند الكلام عن مظاهر النمو الاخرى . اما الذى يهمنا الان فهو معناه بالنسبة
للنمو المعرفى . انه يعنى ان الطفل لا يستطيع ان ياخذ وجهة النظرالاخر فى ادراكة للاشياء . مثلا اذا
سالت طفلا فى سن الثالثة , وهو يقف امامك عن يده اليمنى ويدة اليسرى ., فانة يعطيل الجواب الصحيح .
ولكن اذا سالته بعد ذلك ( وهو لا يزال مواجها لك ) عن يدك اليمنى ويدك اليسرى , فانة يشير الى اليد
المقابلة ليده فى كل حاله مخطئا فى تحديد اليمنى واليسرى بالنسبة لك بالطبع , ذلك انةه يستطيع ان "
يتصور" انه يقف امامك . لا يستطيع ان يخرج عن منظورة هو الخاص .
ويظهر هذا التمركز حول الذات ايضا فى رسوم الاطفال . فرسوم الاطفال فى هذه المرحلة تتسم
بالتسطيح والشفافية والمبالغة . فهو يرسم المنزل مثلا فى شكل مستطيل مقسما الى اقسام ( غرف) وكل ما
بداخلة ظاهر كما لو كان هذا المنزل مبنيا نت مادة شفافة . ذلك ان الطفل لا يجد ما يمنعة من ان يظهر ما
يريد ان يعبر عنه . فهو لا يتقيد بالاوضاع الموضوعية بل بما يريد هو . فذاته هى المرجع وليس
الموضوع الخارجى .
conservation problem مشكلة الاحتفاظ
ان اهم انجاز بالنسبة للطفل من الناحية المعرفية – فى راى بياجية – هو تكوين مفاهيم ثابتة
مستقرة فى مواجهة التغيير المستمر الذى يحدث فى البيئة . ولقد نجح الطفل فى المرحلة السابقة فى تكوين
المفهومى مستقر ثابت بالنسبة لبقاء الاشياء حتى عند غيابها عن حواسة ( مفهوم بقاء الشى ء) ولكن ما ان
يحل الطفل مشكلتة " بقاء الشىء " ( فى نهاية المرحلة السابقة ) حتى يواجه مشكلة اخرى فى هذه المرحلة
, وهى مشكلة بقاء " صفات " الاشياء مثل الكم والعدد والوزن والحجم . والمقصود بذلك بالطبع هو قدرة
الطفل على " الاحتفاظ " بهذه الصفات ثابتة " فى ذهن ة" بالرغم من التغير الظاهر ى لها . وطفلنا فى هذه
المرحلة لايستطيع ان يقوم بذلك الاحتفاظ .
(Intuitive Thinking ) " التفكير " الحدسى
ويخلص بياجية من جميع تلك الظواهر الى ان الطفل فى هذه المرحلة لا تكون قد نمت لدية بعد
الابنية المعرفية , التى تمكنة من ان ياخذ فى الاعتبار , " ذهنيا " جميع الع لاقات المتضمنة فى الموقف (
الارتفاع والسعة المعكوسة معا فى التجارب التى ذكرناها مثلا ) . انه اذا فعل ذلك فانه يكون قد " تحرر
ولكنه لا يفعل لان البناء المعرفى للطفل يكون فى هذه المرحلة قائما على (Decenter) " من التركيز
اساس من المظهر السطحى (الارتفاع وحدة او السعة وحده ا) . فالطفل فى هذة المرحلة يعتمد فى تفكيرة
بشكل اكبر على حواسة , وتخيله اكثر من اى شىء اخر . وهذا النوع من التفكير هو ما يسميه بياجيه
بالتفكير" الحدسى " . والتفكير الحدسى هوذلك الذى " يخمن " فيه الطفل الى سن السدسة او السابعة يصبح
فى امكانه ان يكون تفكيرا منطقيا وليس حدسيا . ذلك ان تكون مثل هذه الانساق من العلاقات هو عملية او
عملية معرفية , لا قبل لطفنا هذا بها , وانما هى الخاصية المميزة لطفل المرحلة التالية .
النمو الانفعالى :
ان اهم ما تتميز به هذه المرحلة من الناحية الانفعالية والاجت ماعية , هو العنف , وشدة التاثر ,
وعدم الاستقرار ., فنوبات الغضب الى حد التشنج والعدوان , والخوف الى حد الذعر , والغيرة اللى حد
التحطيم , والحزن الى حد الاكتئاب , والفرح الى حد الابتهاج والنشوة , ثم التذبذب السريع بي ن هذه
الحالات: من كائن يعيش فى دقائق حياة لا نهاية لها من الالم , ثم فجاءة تكون هذه الالام فقد غسلت وحلت
محلها سعادة لا نهاية لها . كل هذه مظاهر عادية نلاحظها جميعا بوضوح على طفل هذه المرحلة . ولكن
الشىء الواضح بالنسبة للمخالطين للطفل . هى الاسباب التى تكمن وراء ذلك كله . على ان ذلك الغموض
يرون تماما اذا ما امعنا النظر 1- فى طبيعة الطفل فى هذه المرحلة . 2- فى موقف القائمين على امره
من هذه الطبيعة .
أصبح الطفل قادرًا علي الفهم والاستيعاب بدرجة أكبر، فإن معايير سلوكه تصبح أكثر مي ً لا إلي
تجاوز التحريمات البسيطة مثل " لا تضرب أخاك الأصغر "، ويصبح ال طفل أشد وعيًا بالتطبيقات الأعم
للمعايير والقيم الخلقية، مدركًا مث ً لا أن " معظم الكائنات الحية تستحق منا أن نعاملها برفق "." ومع ذلك
فيجب ألا ننسي حقيقة هامة جدًا، وهي أن مجرد معرفة الطفل بهذه المعايير لا يعني بالضرورة أنه
يتصرف بمقتضاها ذلك أن التزام الطفل بالمعاييرالخلقية، إنما يعتمد علي عوامل أخري أهمها 1- قوة
التوحد مع قدوة لها نفس المعايير وملتزمة بها 2- مقدار احتمال إثارة الشعور بالذنب عند مخالفة هذة
المعايير، وهذا هو ما أشرنا اليه بشكل عابر في فقرة سابقة.
ولقد أثبتت الدراسات بالفعل أن تبني الطفل لقيم ومعايير الوالدين يعتمد علي مقدار الفء، والحب
اللذين يحاطبه الطفل فى علاقتة بوالدية مفى هذه الحقيقة نسطيع ان نرى الشرطين اللذين سبقت الاشارة
اليهما لنمو الضمير فنحن اولا نعرف ان نمو الضمير يتضمن عملية توحد بقوة مع الوالد يكون اسرع
بالطبع فى تبنى المعايير ال سلوكية لذلك الوالد واحتمال فقدان العطف والحب اللذين يمتع بهمما مع والدي ة,
ولذلك فهو يحافظ على معاييرة السلوكية حتى يقلل من حده ذلك القلق . وهكذا تتضح اهمية شعور الطفل
بالقلق من فقدان الحب " كعامل اخر من العوامل التى يتضمنها نمو الضمير فى ان هذا الشعور بالق لق من
فقدان الحب يتوقف على ما اذا كان هناك حب اصلا . بعبارة اخرى فان الطفل الذى لا يشعر بحب والديه
لا يكون لديه ما يخشى على فقدانة . وبالتالى فانه يصعب ان نتصور فى هذه الحاله كيف يمكن ان يتمثل
الطفل معايير وقيم المجتمع .
من الواضح اذن أن نمو الضمير عند ال طفل يعتمد علىت معايير الأداء أنفسهم، كما يعتمد على
طيبعة العلاقة بين الطفل وابوي، على أنه يجب أن نضيف هنا أن الظروف الأتيةيمكن أن تساعد على نمو
سوي للضمير عند الطفل، وهي:
1- أن يكون لدى الوالدين نفسيهما ضميرًا أو معايير خلقية ناضجة ومعقولة ليست متشددة أكثر من
اللازم أو جامدة وقاسية.
2- أن يكون تبني الطفل للمعايير الوالدية قائما على أساس عملية توحد ايجابية: حبا وليس خوفا.
هل معنى هذا أنه يمكن أن يكون هناك نمو غير سوي للضمير؟ نعم يمكن ان يحدث اذا لم تتحقق
للطفل الظروف التي سبق أن ذكرناه ا. فاذا تعرض الطفل لعقاب قاس عسيؤ على اخطائه ، وتزمت شديد
في مراعاة الواجب، واذا كان توحد الطفل مع الوالدين أساسه الخوف والرهبة، وليس الحب والرعاية، فان
الاحتمال الأكبر أن ينشأ لدى الطفل ضمير لا شعوري،يرزح معه الطفل تحت عبء شديد من مشاعر
الذنب والقلق، بحيث يخشى الطفل من الاقدام على ا لأعمال والتصرفات المسموح بها، وقد يؤدي ذلك الى
تعطيلعملية النمو بدلا من السير بها في طريق بناء.
السلوك الخلقي:
على أنه (حتى) لو سار نمو الضمير بشكل عام في الطريق السوي، فليس معنى ذلك أن تنوقع من
الطفل أن يقوم من نلقاء نفسه بتتطبيق تمثله من القيم والمعايير الخلقية على المواقف الاجتماعية، التي يتوقع
منه أن يسلك نحوها سلوكا مرغوبًا فيه، وأن يكون مطيعا للأوامر والنواهي، وأن يقاوم اغراء الكذب أو
الغش أو السرقة، وأن يراعي حقوق الأخرين ... الخ، مثل هذا الطفل قد لا تتوقع منه ان يقوم من تلقاء
نفسه بعد ذلك عمليا بمسا عدة الأخرين عندما يكونون في حاجة الى المساعدة، أو أن يكون كريما أو عطوفا
أو غيريا، دون ما تدريب على هذه المواقف، ام بشكل مباشر واما عن طريق رؤية نماذج له ا. باختصار
نريد أن نؤكد على نمو السلوك الخلقي، كعادة يعتمد الى جاني عملية التوحد على عمليتين أخريين في
التنشئة الاجتماعية وهما القدوة والتدعيم.
ان شاء الطفل في ذلك كشأن من يتعلم قاعدة حسابية، وا نظرية هندسية أو معادلة كيميائية، او غير
ذلك من المبادئ العامة، قم يطلب منه أن يحل بعد ذلك مسائل تندرج تحت هذه المبادئ فمثل هذا الشخص
لن تنمو لديه القدرة على حل هذه المسائل، ما لم يتدرب أو ً لا على حل نماذج مماثلة لها، وينجح في هذا
التدريب.
وقد أثبتت الدراسات بالفعل أهمية الق دوة في مواقف عديدة، فقد أوضحت احدى هذه الدراسات أن
الأطفال الأكثر (اولائك الذين تقاسموا مع أصدقائهم كثيرا من الحلوى التي كسبوها في احدى المباريا ت)،
هم اولئك الذين كانوا يرون في أبائهم من صفات الكرم والتعاطف والرعاية والحب، أكثر مما يرى أوئك
الأطفال الذين رفضوا ان يتقاسموا ما كسبوه مع غيرهم، ومعنى ذلك أن مشاهدة الطفل لما يقوم به والده من
سلوك خلقي، هو أكبر مشجع له على أن يقتدي به في هذا المجال.
وفي دراسات أخرى على القدوة أثرها في نمو السلوك الخلقي اتضحت عدة حقائق جديرة بالاهتمام،
فقد اتضح أولا أن مجرد الكلام الذي يصدر عن القدوة كأن يقول مثلا (ما احسن أن يجود المر ء) أو (أن
الجود يجعل الأجرين سعداء) لا يكون له من التأثير ما للسلوك التي تقوم به القدوة فع ً لا.
فعندما يقوم الكبير بأداء السلوك الخيري أمام الأطفال، وخاصة عندما يعقب على ذلك بعبارات تعبر
عن ضرورة (كأن يقول مث ً لا انا مسرور جدا لأني اعطيت الحلوى لهؤلاء الأطفا ل) عندئذ يكون الأطفال
أميل الى تقليده.
باختصار يتوقف نمو الضمير والسلوك الخلقي علىى مبادئ أساسية هي:
1- توحد ايجابي عن حب وليس عن رهبة.
2- قدوة تمارس السلوك الخلقي في الحياة الواقعية حيث يكون الطفل مشاهدًا مشاركًا في هذه
الممارسات.
3- اعطاء الطفل الفرصة للقيام هو ذاته بتقليد هذه الممارسات وتدعيمه ايجابيًا على ذلك.
4- تجنب اسلوب العقاب أو التزمت أو التش دد والعنف كوسيلة يسعى الوالدان عن طريقها الى تحقيق
هذهذ الأهداف، فسوف يبعدهما ذلك عن أهدافهما بد ً لا من أن يقربهما منها.
5- مطابقة القول للفعل وإلا وقع الطفل نفسه في تناقض يصعب عليه والتخلص منه فيما بعد
https://arsh.forumegypt.net/t44-topic









رد مع اقتباس