منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لكل من يبحث عن مرجع سأساعده
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-24, 19:36   رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MIRANDAMIRY مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ، اختي بارك الله فيك على المجهودات و ربي يجعلهالك في ميزان حسناتك و ميزان من فقدتي أسكنه الله فسيح جنانه
أود أن اطلب منك أختي بعض المراجع فيما يخص مستويات البحث العلمي أو منهجية البحث العلمي فلدي صديقة تدرس سنة ثانية علوم إجتماعية و هي بصدد إنجاز بحث في مقياس المنهجية فيما ذكرت سابقا فأرجو منك مساعدتي إن امكننك ذلك و بارك الله فيك أخيتي

البحث العلمي


إن البحث العلمى أصبح سمة واضحة للتقدم و التطور و الازدهار على مستوى أى مؤسسة أو دولة من دول العالم المختلفة و هذه حقيقة أصبحت ملموسة فبقدر ما يزداد عدد الباحثين المؤهلين و الناجحين و بقدر ما يعنى بمراكز البحوث ويقدم لها من إسناد مادى و معنوى بقدر ما ينعكس ذلك على تقدم و تطور المجتمع و الدولة و نمو إمكاناتهم فى جميع المجالات التى يشملها البحث و التطوير( عامر إبراهيم, 1999: 11).


مقدمة
فى البداية نقوم بتعريف مكونات مصطلح البحث العلمى و هى:
البحث: لغة الحفر و التنقيب و من قول الله تعالى ( فبعث الله غراباً يبحث فى الأرض) و يأتى بمعنى الاجتهاد و بذل الجهد فى موضوع ما و جمع المسائل التى تتصل به و منه سميت سورة برءاه بالبحوث لأنها بحثت عن المنافقين و كشفت ما يدور فى قلوبهم.
أما فى الاصطلاح: فهناك تعريفات كثيرة تدور معظمها حول كونه وسيلة للاستعلام و الاستقصاء المنظم الذى يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات جديدة أو تطوير أو تصحيح أو تحقيق معلومات موجودة بالفعل ومن بين هذه التعريفات: أنه وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل لمشكلة محددة و ذلك عن طريق التقصى الشامل و الدقيق لجميع الشواهد و الأدلة التى يمكن التحقق منها و التى تتصل بهذه المشكلة المحددة.( سعد الدين صالح, 1998: 11).

و يذكر عامر إبراهيم (1999: 31) أن البحث هو مجموعة من القواعد العامة المستخدمة من أجل الوصول ألي الحقيقة فى العلم بواسطة طائفة من القواعد العامة التى تهيمن على العقل و تحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة.

كما يذكر أن بحث فى معجم المصطلحات التربوية تعنى: تقص دقيق ناقد و منظم و موجه يوضح ظاهرة أو حل مشكلة و تختلف أساليبه و تقنياته وفقاً لطبيعة المشكلة و الظروف المحيطة بها( 1998:303)
العلمى : نسبة إلى العلم و هو المعرفة المنظمة التى تتصف بالصحة و الصدق و الثبات
و الفرق بين العلم و المعرفة أن المعرفة هى مجموعة من المفاهيم و الآراء و التصورات الفكرية التى تتكون لدى الفرد كنتيجة لخبراته فى فهم الظواهر و الأشياء المفيدة أما العلم فهو أسلوب تحقيق هذه المعرفة و تمحيص الحق من الباطل.
و العلم هو ذلك الفرع من الدراسة الذى يتعلق بجسر مترابط من الحقائق الثابتة المصنفة و التى تحكمها قوانين عامة و تحتوى على طرق و مناهج موثوق بها لاكتشاف الحقائق الجديدة فى نطاق الدراسة (سعد الدين صالح, 1998:14).
مفهوم البحث العلمى
هناك العديد من التعاريف للبحث العلمى نذكر منها:
- أنه وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل لمشكلة محددة و ذلك عن طريق التقصى الشامل و الدقيق لجميع الشواهد و الأدلة التى يمكن التحقق منها و التى تتصل بمشكلة محددة.
- هو البحث المستمر عن المعلومات و السعى وراء المعرفة باتباع أساليب علمية مقننة( فاطمة صابر و مرفت خفاجه, 2002: 25).
- هو تلك المحاولات الناشطة التى يبذلها الباحث فى استقصاء و استنتاج المعرفة العلمية بالاستعانة بالوسائل المنظمة فى الوصول إلى أهداف البحث.
و يلاحظ أن هذه التعريفات تدور كلها حول مفهوم واحد و بناءً عليه نستطيع أن نضع التعريف التالى للبحث العلمى: أنه عبارة عن الطرق المقننة و المنظمة التى يسلكها الباحث فى معالجة أية مشكلة من مشكلات المعرفة كشفاً و اختراعاً أو تدليلاً و برهاناً متفقاً مع الأسلوب و الطريقة التى تناسبها (سعد الدين صالح.1998: 14).
أهداف البحث العلمى :
بناءً على ما تقدم يمكن تحديد أهداف البحث العلمى فى سعد الدين صالح, 1998:15) و( منصور نعمان و غسان النمرى, 1998:17-18).
1- الفهم: حيث يوصف العلم بانه يهدف إلى جمع البيانات و الاحصاءات و تصنيف المعلومات و تحديد الظواهر بل وايجاد تفسير أو فهم محدد لها و كيفية تلازم الأحداث المدروسة و من خلال ذلك يتم التوصل إلى إطلاق التعميمات مما ي}دى إلى صياغة نظرية علمية.
2- التنبؤ : و هو الصياغات الناتجة فى ضوء الفهم الجديد المنبثق فى الأصل من التعميمات المستحدثة و بذلك فإن التنبؤ تصور انطباق القانون أو القاعدة فى مواقف أخرى غير تلك التى نشا عنها أساساً.
3- التحكم: و هو يعد نتيجة من نتائج العلاقة الناجمة بين الفهم و التنبؤ فهو يعنى سيطرة أكبر على الظواهر من خلال المعرفة الدقيقة للأحداث و الظواهر
أهمية البحث العلمى :
1- أنه يساعد على رقى الأمم و تقدمها فى وقت قياسى لأن الباحث فى هذه الحالة وفق الطريقة العلمية التى تمكنه من اختصار الوقت و الوصول إلى النتائج من أقصر طريق.
2- أن البحث العلمى وسيلة للابتكار و الابداع كما أنه وسيلة لكشف الأخطاء الشائعة الناتجة عن الأبحاث المبتسرة و غير المنهجية .
3- البحث العلمى يعد وسيلة من وسائل التعليم الذاتى فمن خلاله يتعرف الطالب على أسلوب البحث و طريقته و يتعلم كيف يصل إلى المعلومات بنفسه أن و يطبقها فى الحياة العملية (سعد الدين صالح,1998: 23) و ( حسن شحاته, 2000: 58).

مستويات البحث العلمى :
يتم تقسيم مستويات البحث العلمى على النحو التالى منصور نعمان و غسان النمرى, 1998: 24-26)
1- بحث الدراسات الأولية
و هى البحوث التى يعد انجازها جزءً لا يتجزأ فى استكمال بعض المواد التحضيرية مثل البحوث أثناء فترة الجامعة و يطلق عليها البحوث الصفية.
2- بحث الدبلوم
و هو نوع من البحوث التخصصية بعد دراسة نظرية لمدة سنة أو سنتين بعد الحصول على الشهادة الجامعية و فيها يكون البحث أقل من الماجستير.
3- بحث الماجستير
وهى درجة أعلى من الدبلوم و يطلق عليها رسالة و فيها يخوض الطالب سنة تمهيدية أو سنتين تهيئه من خلال الحلقة الدراسية و فيها يكتسب مهارات كثيرة فى كيفية اعداد البحث العلمى.
4- بحث الدكتوراه
و نطلق عليه اطروحة تمييزاً لها عن الماجستير و فيها يكون التشدد أكبر حيث يجب على الباحث تقديم بحثاً أصيلاً يضيف جديد إلى حقل من حقول المعرفة الانسانية.

https://alyaseer.net/vb/showthread.ph...&mode=threaded






البحث العلمى من الالف الى الياء الجزء الأول
اضغط هنا لمشاهدة الملف كامل

البحث العلمي

إن البحث العلمى أصبح سمة واضحة للتقدم و التطور و الازدهار على مستوى أى مؤسسة أو دولة من دول العالم المختلفة و هذه حقيقة أصبحت ملموسة فبقدر ما يزداد عدد الباحثين المؤهلين و الناجحين و بقدر ما يعنى بمراكز البحوث ويقدم لها من إسناد مادى و معنوى بقدر ما ينعكس ذلك على تقدم و تطور المجتمع و الدولة و نمو إمكاناتهم فى جميع المجالات التى يشملها البحث و التطوير( عامر إبراهيم, 1999: 11).


مقدمة
فى البداية نقوم بتعريف مكونات مصطلح البحث العلمى و هى:
البحث: لغة الحفر و التنقيب و من قول الله تعالى ( فبعث الله غراباً يبحث فى الأرض) و يأتى بمعنى الاجتهاد و بذل الجهد فى موضوع ما و جمع المسائل التى تتصل به و منه سميت سورة برءاه بالبحوث لأنها بحثت عن المنافقين و كشفت ما يدور فى قلوبهم.
أما فى الاصطلاح: فهناك تعريفات كثيرة تدور معظمها حول كونه وسيلة للاستعلام و الاستقصاء المنظم الذى يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات جديدة أو تطوير أو تصحيح أو تحقيق معلومات موجودة بالفعل ومن بين هذه التعريفات: أنه وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل لمشكلة محددة و ذلك عن طريق التقصى الشامل و الدقيق لجميع الشواهد و الأدلة التى يمكن التحقق منها و التى تتصل بهذه المشكلة المحددة.( سعد الدين صالح, 1998: 11).

و يذكر عامر إبراهيم (1999: 31) أن البحث هو مجموعة من القواعد العامة المستخدمة من أجل الوصول ألي الحقيقة فى العلم بواسطة طائفة من القواعد العامة التى تهيمن على العقل و تحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة.



كما يذكر أن بحث فى معجم المصطلحات التربوية تعنى: تقص دقيق ناقد و منظم و موجه يوضح ظاهرة أو حل مشكلة و تختلف أساليبه و تقنياته وفقاً لطبيعة المشكلة و الظروف المحيطة بها( 1998:303)
العلمى : نسبة إلى العلم و هو المعرفة المنظمة التى تتصف بالصحة و الصدق و الثبات
و الفرق بين العلم و المعرفة أن المعرفة هى مجموعة من المفاهيم و الآراء و التصورات الفكرية التى تتكون لدى الفرد كنتيجة لخبراته فى فهم الظواهر و الأشياء المفيدة أما العلم فهو أسلوب تحقيق هذه المعرفة و تمحيص الحق من الباطل.
و العلم هو ذلك الفرع من الدراسة الذى يتعلق بجسر مترابط من الحقائق الثابتة المصنفة و التى تحكمها قوانين عامة و تحتوى على طرق و مناهج موثوق بها لاكتشاف الحقائق الجديدة فى نطاق الدراسة (سعد الدين صالح, 1998:14).



مفهوم البحث العلمى
هناك العديد من التعاريف للبحث العلمى نذكر منها:
- أنه وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل لمشكلة محددة و ذلك عن طريق التقصى الشامل و الدقيق لجميع الشواهد و الأدلة التى يمكن التحقق منها و التى تتصل بمشكلة محددة.
- هو البحث المستمر عن المعلومات و السعى وراء المعرفة باتباع أساليب علمية مقننة( فاطمة صابر و مرفت خفاجه, 2002: 25).
- هو تلك المحاولات الناشطة التى يبذلها الباحث فى استقصاء و استنتاج المعرفة العلمية بالاستعانة بالوسائل المنظمة فى الوصول إلى أهداف البحث.
و يلاحظ أن هذه التعريفات تدور كلها حول مفهوم واحد و بناءً عليه نستطيع أن نضع التعريف التالى للبحث العلمى: أنه عبارة عن الطرق المقننة و المنظمة التى يسلكها الباحث فى معالجة أية مشكلة من مشكلات المعرفة كشفاً و اختراعاً أو تدليلاً و برهاناً متفقاً مع الأسلوب و الطريقة التى تناسبها (سعد الدين صالح.1998: 14).



أهداف البحث العلمى :
بناءً على ما تقدم يمكن تحديد أهداف البحث العلمى فى سعد الدين صالح, 1998:15) و( منصور نعمان و غسان النمرى, 1998:17-18).
1- الفهم: حيث يوصف العلم بانه يهدف إلى جمع البيانات و الاحصاءات و تصنيف المعلومات و تحديد الظواهر بل وايجاد تفسير أو فهم محدد لها و كيفية تلازم الأحداث المدروسة و من خلال ذلك يتم التوصل إلى إطلاق التعميمات مما ي}دى إلى صياغة نظرية علمية.
2- التنبؤ : و هو الصياغات الناتجة فى ضوء الفهم الجديد المنبثق فى الأصل من التعميمات المستحدثة و بذلك فإن التنبؤ تصور انطباق القانون أو القاعدة فى مواقف أخرى غير تلك التى نشا عنها أساساً.
3- التحكم: و هو يعد نتيجة من نتائج العلاقة الناجمة بين الفهم و التنبؤ فهو يعنى سيطرة أكبر على الظواهر من خلال المعرفة الدقيقة للأحداث و الظواهر
أهمية البحث العلمى :
1- أنه يساعد على رقى الأمم و تقدمها فى وقت قياسى لأن الباحث فى هذه الحالة وفق الطريقة العلمية التى تمكنه من اختصار الوقت و الوصول إلى النتائج من أقصر طريق.
2- أن البحث العلمى وسيلة للابتكار و الابداع كما أنه وسيلة لكشف الأخطاء الشائعة الناتجة عن الأبحاث المبتسرة و غير المنهجية .
3- البحث العلمى يعد وسيلة من وسائل التعليم الذاتى فمن خلاله يتعرف الطالب على أسلوب البحث و طريقته و يتعلم كيف يصل إلى المعلومات بنفسه أن و يطبقها فى الحياة العملية (سعد الدين صالح,1998: 23) و ( حسن شحاته, 2000: 58).



مستويات البحث العلمى :
يتم تقسيم مستويات البحث العلمى على النحو التالى منصور نعمان و غسان النمرى, 1998: 24-26)
1- بحث الدراسات الأولية
و هى البحوث التى يعد انجازها جزءً لا يتجزأ فى استكمال بعض المواد التحضيرية مثل البحوث أثناء فترة الجامعة و يطلق عليها البحوث الصفية.
2- بحث الدبلوم
و هو نوع من البحوث التخصصية بعد دراسة نظرية لمدة سنة أو سنتين بعد الحصول على الشهادة الجامعية و فيها يكون البحث أقل من الماجستير.
3- بحث الماجستير
وهى درجة أعلى من الدبلوم و يطلق عليها رسالة و فيها يخوض الطالب سنة تمهيدية أو سنتين تهيئه من خلال الحلقة الدراسية و فيها يكتسب مهارات كثيرة فى كيفية اعداد البحث العلمى.
4- بحث الدكتوراه
و نطلق عليه اطروحة تمييزاً لها عن الماجستير و فيها يكون التشدد أكبر حيث يجب على الباحث تقديم بحثاً أصيلاً يضيف جديد إلى حقل من حقول المعرفة الانسانية.



البحث العلمى من الالف الى الياء الجزء الأول
اضغط هنا لمشاهدة الملف كامل
https://www.forum.ok-eg.com/show.php?main=1&id=24941





البحث العلمي

إن البحث العلمى أصبح سمة واضحة للتقدم و التطور و الازدهار على مستوى أى مؤسسة أو دولة من دول العالم المختلفة و هذه حقيقة أصبحت ملموسة فبقدر ما يزداد عدد الباحثين المؤهلين و الناجحين و بقدر ما يعنى بمراكز البحوث ويقدم لها من إسناد مادى و معنوى بقدر ما ينعكس ذلك على تقدم و تطور المجتمع و الدولة و نمو إمكاناتهم فى جميع المجالات التى يشملها البحث و التطوير( عامر إبراهيم, 1999: 11).


مقدمة
فى البداية نقوم بتعريف مكونات مصطلح البحث العلمى و هى:
البحث: لغة الحفر و التنقيب و من قول الله تعالى ( فبعث الله غراباً يبحث فى الأرض) و يأتى بمعنى الاجتهاد و بذل الجهد فى موضوع ما و جمع المسائل التى تتصل به و منه سميت سورة برءاه بالبحوث لأنها بحثت عن المنافقين و كشفت ما يدور فى قلوبهم.
أما فى الاصطلاح: فهناك تعريفات كثيرة تدور معظمها حول كونه وسيلة للاستعلام و الاستقصاء المنظم الذى يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات جديدة أو تطوير أو تصحيح أو تحقيق معلومات موجودة بالفعل ومن بين هذه التعريفات: أنه وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل لمشكلة محددة و ذلك عن طريق التقصى الشامل و الدقيق لجميع الشواهد و الأدلة التى يمكن التحقق منها و التى تتصل بهذه المشكلة المحددة.( سعد الدين صالح, 1998: 11).

و يذكر عامر إبراهيم (1999: 31) أن البحث هو مجموعة من القواعد العامة المستخدمة من أجل الوصول ألي الحقيقة فى العلم بواسطة طائفة من القواعد العامة التى تهيمن على العقل و تحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة.



كما يذكر أن بحث فى معجم المصطلحات التربوية تعنى: تقص دقيق ناقد و منظم و موجه يوضح ظاهرة أو حل مشكلة و تختلف أساليبه و تقنياته وفقاً لطبيعة المشكلة و الظروف المحيطة بها( 1998:303)
العلمى : نسبة إلى العلم و هو المعرفة المنظمة التى تتصف بالصحة و الصدق و الثبات
و الفرق بين العلم و المعرفة أن المعرفة هى مجموعة من المفاهيم و الآراء و التصورات الفكرية التى تتكون لدى الفرد كنتيجة لخبراته فى فهم الظواهر و الأشياء المفيدة أما العلم فهو أسلوب تحقيق هذه المعرفة و تمحيص الحق من الباطل.
و العلم هو ذلك الفرع من الدراسة الذى يتعلق بجسر مترابط من الحقائق الثابتة المصنفة و التى تحكمها قوانين عامة و تحتوى على طرق و مناهج موثوق بها لاكتشاف الحقائق الجديدة فى نطاق الدراسة (سعد الدين صالح, 1998:14).



مفهوم البحث العلمى
هناك العديد من التعاريف للبحث العلمى نذكر منها:
- أنه وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل لمشكلة محددة و ذلك عن طريق التقصى الشامل و الدقيق لجميع الشواهد و الأدلة التى يمكن التحقق منها و التى تتصل بمشكلة محددة.
- هو البحث المستمر عن المعلومات و السعى وراء المعرفة باتباع أساليب علمية مقننة( فاطمة صابر و مرفت خفاجه, 2002: 25).
- هو تلك المحاولات الناشطة التى يبذلها الباحث فى استقصاء و استنتاج المعرفة العلمية بالاستعانة بالوسائل المنظمة فى الوصول إلى أهداف البحث.
و يلاحظ أن هذه التعريفات تدور كلها حول مفهوم واحد و بناءً عليه نستطيع أن نضع التعريف التالى للبحث العلمى: أنه عبارة عن الطرق المقننة و المنظمة التى يسلكها الباحث فى معالجة أية مشكلة من مشكلات المعرفة كشفاً و اختراعاً أو تدليلاً و برهاناً متفقاً مع الأسلوب و الطريقة التى تناسبها (سعد الدين صالح.1998: 14).



أهداف البحث العلمى :
بناءً على ما تقدم يمكن تحديد أهداف البحث العلمى فى سعد الدين صالح, 1998:15) و( منصور نعمان و غسان النمرى, 1998:17-18).
1- الفهم: حيث يوصف العلم بانه يهدف إلى جمع البيانات و الاحصاءات و تصنيف المعلومات و تحديد الظواهر بل وايجاد تفسير أو فهم محدد لها و كيفية تلازم الأحداث المدروسة و من خلال ذلك يتم التوصل إلى إطلاق التعميمات مما ي}دى إلى صياغة نظرية علمية.
2- التنبؤ : و هو الصياغات الناتجة فى ضوء الفهم الجديد المنبثق فى الأصل من التعميمات المستحدثة و بذلك فإن التنبؤ تصور انطباق القانون أو القاعدة فى مواقف أخرى غير تلك التى نشا عنها أساساً.
3- التحكم: و هو يعد نتيجة من نتائج العلاقة الناجمة بين الفهم و التنبؤ فهو يعنى سيطرة أكبر على الظواهر من خلال المعرفة الدقيقة للأحداث و الظواهر
أهمية البحث العلمى :
1- أنه يساعد على رقى الأمم و تقدمها فى وقت قياسى لأن الباحث فى هذه الحالة وفق الطريقة العلمية التى تمكنه من اختصار الوقت و الوصول إلى النتائج من أقصر طريق.
2- أن البحث العلمى وسيلة للابتكار و الابداع كما أنه وسيلة لكشف الأخطاء الشائعة الناتجة عن الأبحاث المبتسرة و غير المنهجية .
3- البحث العلمى يعد وسيلة من وسائل التعليم الذاتى فمن خلاله يتعرف الطالب على أسلوب البحث و طريقته و يتعلم كيف يصل إلى المعلومات بنفسه أن و يطبقها فى الحياة العملية (سعد الدين صالح,1998: 23) و ( حسن شحاته, 2000: 58).



مستويات البحث العلمى :
يتم تقسيم مستويات البحث العلمى على النحو التالى منصور نعمان و غسان النمرى, 1998: 24-26)
1- بحث الدراسات الأولية
و هى البحوث التى يعد انجازها جزءً لا يتجزأ فى استكمال بعض المواد التحضيرية مثل البحوث أثناء فترة الجامعة و يطلق عليها البحوث الصفية.
2- بحث الدبلوم
و هو نوع من البحوث التخصصية بعد دراسة نظرية لمدة سنة أو سنتين بعد الحصول على الشهادة الجامعية و فيها يكون البحث أقل من الماجستير.
3- بحث الماجستير
وهى درجة أعلى من الدبلوم و يطلق عليها رسالة و فيها يخوض الطالب سنة تمهيدية أو سنتين تهيئه من خلال الحلقة الدراسية و فيها يكتسب مهارات كثيرة فى كيفية اعداد البحث العلمى.
4- بحث الدكتوراه
و نطلق عليه اطروحة تمييزاً لها عن الماجستير و فيها يكون التشدد أكبر حيث يجب على الباحث تقديم بحثاً أصيلاً يضيف جديد إلى حقل من حقول المعرفة الانسانية.



















تم تحرير الموضوع بواسطة رشاد الفقيه
26/03/2010 - 03:51 مساءً

رد مع اقتباس | إبلاغ عن الموضوع


#1 رد : البحث العلمى من الالف الى الياء

رشاد الفقيه
المشرف العام



الهوية الشخصية
رقم العضوية : 1
المشاركات : 9855
الزيارات : 1490
الانضمام : 7/5/2007
النوع : ذكـــــر
الحالة :








البحث العلمى من الالف الى الياء الجزء الثانى


البحث التربوى
مقدمة
يمثل تطوير التعليم وتحديثه في وقتنا الحاضر مطلباً ملحاً وضرورة قصوى لأي مجتمع ، لما يمثله التعليم من ثقل حيوي ووسيلة فعالة يعتمد عليها المجتمع في نموه واستقراره ، وللبحث العلمي بصفة عامة والتربوي منه بصفة خاصة دور لا ينكر في التقدم والحضارة ، ذلك أن تحقيق التقدم والرخاء في أي مجتمع مرهون باستخدام الموارد البشرية والمادية المتاحة أفضل استخدام ، وعدم ترك أي طاقة معطلة ، وتزيد أهمية البحث التربوي في التعليم لكون النظام التعليمي إلى درجة كبيرة هو المصدر للطريقة العلمية الحديثة فالبحث التربوي، هو فرع من فروع علم التربية، له بنية تميزه عن بنية أي فرع آخر من فروع العلم ذاته.



مفهوم البحث التربوي :
باستقراء تعريفات البحث التربوي، يلاحظ أنها نوعان، الأول منهما، يصف مهمة البحث التربوي، والثاني منهما، يشير إلى خطوات الأسلوب العلمي في دراسة الظاهرة التربوية, وفيما يلي عرض لبعض التعريفات للبحث التربوي وفق هذا التقسيم:
أ - التعريفا
وفكرتها تتأسس على ضوء تحديد موقف الباحث من الظاهرة التربوية. ومن هذه التعريفات:
- "وتستخدم عبارة البحث التربوي؛ لتشير إلى النشاط الذي يوجه نحو تنمية علم السلوك في المواقف التعليمية"
- وهو أيضاً "يكون موجهاً في العادة نحو تطوير العملية التعليمية في المجالات التربوية والنفسية ونحو حل المشكلات التي يواجهها الممارسون في عملهم".
- ويشير تعريف آخر إلى أن البحث التربوي هو".. واحد من ميادين البحث العلمي المختلفة، وهو يسعى بحكم تسميته إلى التعرف على المشكلات التربوية وإيجاد الحلول المناسبة لها".
- ويشير تعريف آخر إلى أن البحث التربوي "دراسة تطبيقية يقوم بها الباحثون العاملون في مجال العمل المدرسي؛ للتحقق من اكتسابهم لواحدةٍ من الكفايات الأساسية الضرورية؛ لإجادة تأديةِ عملهم" .
ب ـ التعريفات المعيارية:
وتتأسس فكرتها على الإشارة إلى خطوات الأسلوب العلمي في دراسة الظاهرة التربوية، ومن هذه التعريفات:
- أن البحث التربوي هو الذي "يستند إلى الطريقة العلمية وموازينها والمبادئ التي تحكم عمل الباحث في دراسة الظواهر التربوية" .
- وهو أيضاً "... سعي منظم نحو فهم ظواهر تربوية معينة يتجاوز الاهتمام بها الاهتمام الشخصي ويشمل استقصاءً دقيقاً نافذاً شاملاً للظاهرة بعد تحديد ما يراد بحثه منها في صورة مشكلة أو تساؤلات يرجى من البحث الإجابة عنها.
- كما يذكر معجم المصطلحات التربوية أن البحث التربوى" دراسة فى الأنظمة و العمليات التربوية باستخدام مجموعة من طرق البحث المألوفة فى العلوم الانسانية و العلوم الاجتماعية و التحاليل الفلسفية و الدراسات التجريبية.(1998: 162).



أهداف البحث التربوي :
يسعى البحث التربوي من دراسة أي موضوع تربوي تحقيق عدد من الأهداف، ومنها: و (مساعد النوح,2004 :20) و (محمود منسى, 2000: 31)
1- الكشف عن المعرفة الجديدة، ومن خلال ذلك يمكن تقديم الحلول والبدائل التي تساعد في تعميق الفهم للأبعاد المختلفة للعملية التعليمية.
2- دراسة واقع النظم التربوية؛ لمعرفة خصائصها، ومشكلاتها البارزة، والعمل على تقديم الحلول المناسبة؛ بقصد زيادة كفاءتها الداخلية والخارجية.
3- المساعدة في تحديد فاعلية الطرق والأساليب المستخدمة في حجرة الدراسة، والعمل على تطويرها.
4- التدريب على أخلاقيات البحث التربوي في أثناء إعداد الأعمال الكتابية، من مثل البحوث، أوراق العمل ونحوها.
5- مساعدة التربويين على معرفة الطبيعة الإنسانية، الأمر الذي يسهل التعامل الاجتماعي معها بصورة أفضل.



أنماط البحث التربوي :
تتعدد أنماط البحث التربوي، وتتوزع إلى فئات وفق معايير معينة. إذ تتمثل في بحوث تربوية وفق الهدف، وبحوث تربوية وفق المنهج، وبحوث تربوية وفق غرض الباحث، وبحوث تربوية وفق الزمن، وبحوث تربوية وفق عدد المداخل، وبحوث تربوية وفق عدد القائمين بها. وفيما يلي عرض لأنماط البحوث التربوية تبعاً لمعاييرها.(سعد الدين صالح, 1998: 31) و (حسن شحاته , 2000: 82) و ( مساعد النوح, 2004: 22-25) و ( محمد مرسى, 1987: 23)
* التقسيم الأول
بحوث تربوية وفق الهدف:
وتقوم هذه المجموعة على هدف مؤداه, وهو درجةٌ مناسبةُ النتائج للتطبيق في ميدان التربية، ودرجة إمكانية تعميمها. وتتمثل أنواع هذه المجموعة في التالي:
أ - بحوث أساسية أو نظرية. والهدف منها إما لتأكيد نظريات موجودة فعلاً ، أو لوضع نظريات جديدة، وهي تسهم في نمو المعرفة العلمية بصرف النظر عن تطبيقاتها العملية.
ب - بحوث تطبيقية. والهدف منها تطبيق نظريات معينة، وتقويم مدى نجاحها في حل المشكلات التربوية.
* التقسيم الثانى
بحوث تربوية وفق المنهج:
والهدف من إجراء بحوث هذه المجموعة، هو اختلاف البحوث في منهج البحث المراد استخدامه، ومنها:
أ ـ بحوث تاريخية:
وتُجرى بهدف دراسة الأحداث الماضية؛ للوصول إلى استنتاجات تتعلق بمعرفة أسبابها وآثارها. كما تفيد البحوث التاريخية في دراسة اتجاهاتِ أحداثٍ ماضيةٍ؛ للوصول إلى شرح مناسب لأحداث حاضرة، والتنبؤ بأحداث المستقبل.
ب ـ بحوث وصفية:
وتُجرى بهدف الإجابة عن أسئلة أو اختبار فروض تتعلق بالحالة الراهنة لموضوع الدراسة باستخدام أدوات، من مثل: الاستفتاءات المسحية أو المقابلات الشخصية أو الملاحظة.
جـ ـ بحوث تجريبية:
وتُجرى هذه البحوث بهدف معرفة أثر متغير مستقل واحد على الأقل على واحد أو أكثر من المتغيرات التابعة.
د ـ بحوث ارتباطية:
وتستهدف معرفة علاقة أو ارتباط بين متغيرين أو أكثر، ودرجة هذه العلاقة. ويعبر عن درجة العلاقة بين المتغيرات بمعامل الارتباط.
* التقسيم الثالث
ويتعلق هذا التقسيم بالبحوث التربوية وفق اتجاه البحث ويتضمن بحوث أكاديمية، وبحوث مهنية، وهي كما يلي:
1 ـ بحوث أكاديمية:
وتُجرى من أجل نيل درجة علمية، من مثل: درجة الماجستير ودرجة الدكتوراه. أو كمتطلب في أثناء مرحلة الدراسة. وتسمى هذه المجموعة بالبحوث التدريبية.
2 ـ بحوث مهنية:
ويعدها أعضاء هيئة التدريس في موضوعات مختلفة تتعلق باهتماماتهم البحثية من أجل الترقية لرتب أخرى، أو المشاركة في لقاء علمي، أو بناء على تكليف رسمي.
* التقسيم الرابع
ويتعلق بالبحوث التربوية حسب عامل الزمن، وهي:
1 - بحوث الماضي:
ومهمتها، نقد توجهات البحث للسابقين بغرض توجيه الباحثين وجهة معينة. أي إنه يتم في هذا النوع من البحوث دراسة بحوث السابقين وتحليلها. فهي تسمى البحث في البحث.
2 ـ بحوث الحاضر:
ومهمتها، دراسة الواقع التربوي بأية منهجية مناسبة، من مثل: الدراسات المسحية.
3 ـ بحوث المستقبل :
ومهمتها، معرفة التغييرات التي يمكن أن تحدث في الواقع التربوي؛ بهدف تحسين صورة التربية مستقبلاً.
وتتم هذه البحوث بشكل رئيس عن طريق ما يسمى بالبحوث التجريبية.
* التقسيم الخامس
بحوث تربوية حسب مدخل البحث:
أ ـ بحوث ذات مدخل واحد، وهي المعنية بدراسة مشكلة تربوية من بُعد واحد من الأبعاد.
ب ـ بحوث ذات مداخل متعددة، وهي المسؤولة عن دراسة مشكلة تربوية من أبعاد مختلفة، من مثل: تاريخي، اجتماعي، اقتصادي، ثقافي، وعلاقتها بغيرها.
* التقسيم السادس
بحوث تربوية حسب عدد القائمين بها:
أ ـ بحوث فردية، وهي التي يقوم بها فرد واحد.
ب ـ بحوث اجتماعية، وهي التي يقوم بها أفراد متعددين.



ميادين البحث التربوي :
ترتبط التربية بعلاقات وثيقة بعدد من العلوم، أدى هذا إلى تعدد ميادينها. ومن التخصصات الفرعية لها التي تأثرت بهذا التعدد، هو البحث التربوي، فلم يعد له ميداناً أو مجالاً معيناً. وفيما يلي عرض لميادين البحث التربوي، وهي مساعد النوح, 2004: 26)
و (محمود منسى, 2000: 37-38)
· الأهداف التربوية( صياغتها و تحليلها إلى أهداف سلوكية – تصنيفها)
· المقررات الدراسية (اعدادها من حيث المحتوى)
· طرائق و أساليب التدريس
· الكتب المدرسية
· الوسائل التعليمية و تكنولوجيا التعلي
· الادارة التربوية
· التربية الصحية و الاجتماعية و القومية و السكانية
· الامتحانات المدرسية و انظمتها
· التقويم التربوى( تقويم المعلم – تقويم المدرسة..)
· البيئة المدرسية( المادية – النفس اجتماعية)
· اعداد المعلم
· محو الامية و تعليم الكبار
· التوجيه و الارشاد التربوى
· استراتيجيات و نظم التعليم
· اقتصاديات التعليم
· التربية المقارنة
· الصحة النفسية للتلميذ و المعلم
· أساليب التعلم
· التأهيل التربوى للمعلم و التدريب التربوى فى أثناء الخدمة
· خصائص نمو التلاميذ و الفروق الفردية بينهم



معايير و خصائص البحث العلمي الجيد:
إن اختيار موضوع البحث يتطلب من الباحث أن يتأمل جيداً و أن يكون متأنياً عند الاختيار و أن يخضع هذا الموضوع لعدة معايير و مواصفات فإن طابقها فيكون قد وفق فى اختيار موضوع البحث و هذه المعايير تتمثل فى وجيه قاسم, 1428: 3-4) و فاطمة صابر و مرفت خفاجه, 2002: 26-27) و عامر إبراهيم, 1999: 36-41)
1- أن يكون موضوع البحث جديداً
إن حداثة موضوع البحث دائماً يصبح مصدر قلق للباحثين لكن الأمر ليس بالصعب العسير فعلى الباحث بقدر المستطاع و أن يختار موضوعاً لم يتطرق له أحد من قبل.
2- أن يكون موضوع البحث ممكناً
يجب على الباحث أن يتأكد من أنه يستطيع أن يقوم ببحثه لانه قد يكون هناك مجموعة من الأسباب قد تعوق إجراء هذا البحث منها ما يتعلق بظروف البحث أو بظروف الباحث.
3-أن يكون موضوع البحث مثمراً
على الباحث أن يكون متأكداً من أنه سوف يحصل على نتائج تفيده كباحث أو تفيد المجال الذى سيقوم بالبحث فيه أو تفيد الناس.
4-أن يكون موضوع البحث محدداً
إن تحديد موضوع البحث تحديداً واضحاً أمر لا خلاف عليه حيث على الباحث أن يضع عنواناً جامعاً لكل ما يحتوى عليه و ممانعاً لدخول غير ذلك .
5- وضوح فكرة البحث في ذهن الباحث.
6- دقة صياغة العنوان:
يمثل العنوان نقطة البداية ونقطة النهاية للعمل والمجال المسموح للباحث بالعمل فيه. ولذلك يجب أن يكون مصاغ جيداً وبدقة. ويعني ذلك في جملة ما يعني:
· الوضوح.
· شمول أبعاد الموضوع.
· الاختصار غير المخل.
· السلامة اللغوية.
· يوضح البعد الجغرافي والبعد الزمني لمجال البحث.
· يحدد الفئة المستهدفة.
7- تحديد حدود البحث ومجاله ويشمل ذلك:
· تعيين الحدود الجغرافية للبحث.
· تعيين الحدود الزمانية للبحث.
· تعيين الفئة المستهدفة.
تعيين حدود موضوع البحث ( أي عناصر الموضوع التي سيطال البحث، أي الابتعاد عن عمومية الموضوع إلى التخصيص).
8- قدرة الباحث وكفاءته.
9- توفر الوقت الكافي للبحث.
10- توفر الوسائل والبرامج والأجهزة المعينة.
11- استخدام أدوات بحث صادقة وشاملة وثابتة.
12- استخدام الإحصائيات الصحيحة الدقيقة.
13- الأمانة العلمية ؛ وتعني في جملة ما تعني:
· إتباع منهجية صحيحة في البحث.
· الصدق والدقة في جمع المعلومات.
· جمع المعلومات من الفئات المستهدفة وليس من غيرها.
· توثيق المعلومات( الإشارة لمصدر المعلومات).
· عدم تغيير سنة تأليف المرجع.
· عدم تغيير اسم مؤلف المرجع.
· عدم إهمال التوثيق.
· الدقة والصدق في كتابة النتائج.
14- الاستناد لخلفية علمية سابقة كافية تتعلق بموضوع البحث.



أخلاقيات الباحث التربوي:
يتميز الباحث بعدد من الصفات و الخصائص الأساسية و التى يجب أن يتحلى بها و هى( سعد الدين صالح, 1998: 48-51) و (عامر إبراهيم, 1999: 42-45) و ( محمود منسى, 2000: 34)
1- أن يكون الباحث محباً للعلم و حب الاستطلاع و واسع الاطلاع و عميق التفكير.
2- أن يعتز الباحث بارائه و يحترم أراء الاخرين.
3- أن يتمتع الباحث بالدقة فى جمع الأدلة و الملاحظات و عدم التسرع فى الوصول إلى قرارات ما لم تدعمها الأدلة الدقيقة الكافية.
4- أن يكون الباحث ميالاً إلى التأمل و التحليل متمتعاً بملكة التخيل حتى يستطيع أن يتصور كيفية سير العمل و ينطلق من خلال تصوراته الخيالية إلى واقع فيجسده فى عمل علمى منظم.
5- الاعتداد باراء الاخرين و احترام هذه الاراء و عدم فرض رأيه الشخصى و عليه أن يعزز أراء غيره و يورد أدلتهم.
6- تقبل النقد الموجه إلى ارائه من الاخرين.
7- الامانة فى نقل اراء الغير و أدلتهم فلا يحذف منها شيئاً أو يحجبها لكونها لا تتفق و رأيه.
8- أن يتميز بنزعة الخلق و الابتكار يتمتع بقدر من الذكاء.
9- أن تكون لديه العزيمة صبوراً و دءوبا على استعداد لمواجهة الصعاب و التغلب عليها والصمود بإصرار و شجاعة فى وجه الفشل.
10- أن يكون مؤمناً بدور العلم و البحث العلمى فى حل المشكلات فى المجالات المختلفة و أن يكون مؤمناً بأنه عن طريق البحث العلمى يمكن تحقيق سعادة و رفاهية البشرية.
11- الذكاء والموهبة؛ وذلك للاستفادة منها في اختيار المشكلة وتحديدها وعمل بقية عناصر البحث وفق الأسس العلمية المقررة.
12- التواضع العلمي؛ وذلك لتفادي الزهو بقدراته، كما يجب عليه أن يسلم بنسبية ما يتوصل إليه من نتائج، وأن عليه العدول عن رأيه إذا ما توافرت آراء قيمة مختلفة.
13- الموضوعية، بمعنى أن يكون هدف الباحث من إعداد البحث الحقيقة، وليس جني مصالح شخصية.
14- احترام المبحوث، بمعنى أن لا يوجه الباحث الأسئلة التي تحط من قدر المبحوث، وتقلل من احترامه لنفسه
15- المصارحة، بمعنى أن يوضح الباحث أهداف بحثه الحقيقية للمبحوث، وبالتالي تأتي المشاركة على النحو المطلوب من جانب المبحوث.
16- المشاركة التطوعية، بمعنى للمبحوث حرية الاختيار في المشاركة، والانسحاب منها وقتما يشاء دون ممارسة ضغوط عليه من قبل الباحث.
17- السرية، بمعنى عدم إظهار استجابات المبحوثين، واقتصار استخدامها على أغراض البحث العلمي حتى ولو على الباحث نفسه، لضمان الحياد في حالات معينة.
18- المساواة، بمعنى إشعار المبحوثين بأنهم سواء؛ لأنه قد تم اختيارهم ممثلين لعينة الدراسة بصورة عشوائية، وبالتالي يتساوى أفراد المجموعة الضابطة مع أفراد المجموعة التجريبية في حالة استخدام المنهج التجريبي إلا إذا أراد الباحث أن يتعرف على أثر وجود المتغير المستقل من غيابه.
19- حماية المشاركين من أي ضرر، بمعنى أن الباحث مسؤول عن توفير الحماية للمبحوثين المشاركين في البحث من أي خطر مادي أو معنوي أو اجتماعي، وإذا كان يترتب على مشاركتهم حدوث ضرر معين فالباحث عليه إخبارهم باحتمالية حدوث ضرر ما منذ البداية؛ لعدم المفاجأة به.
20- إعداد تقريرٍ وافٍ، بمعنى أن الباحث بعد ما يفرغ من إعداد بحثه مسئول عن كتابة تقرير عن نتائج البحث، وتزويد المبحوثين المشاركين به الراغبين في الإطلاع على نتائج البحث.
21- التوافق، بمعنى أن تتوافق نتائج البحث مع اللوائح المنظمة للبحث العلمي.

كما قسمها أحمد عبد المنعم حسين (1996: 36-37) إلى مجموعة من الخصائص و المهارات اللازمة له و هى كما يلى:
1- المهارات البحثية التى يجب أن يمتلكها الباحث التربوى وهى:
الأمانة العلمية و دقة الملاحظة و العمل البحثى الجماعى و اختيار و تحديد المشكلة التى يقوم بدراستها و تحديد نوعية المعلومات المطلوبة و التحليل الكيفى و اختيار أساليب البحث العلمى المناسب لمنهج البحث و أهدافه و بناء أدوات مناسبة و استخدام مصادر المعلومات الألية( الانترنت) و طرح الأسئلة بطريقة تفيده فى عمل بحثه و دمج المعلومات التى حصل عليها مسبقاً فى تسلسل منطقى مترابط و جمع البيانات المرتبطة بالبحث و التحليل الكمى و استخدام الكمبيوتر و البحث المكتبى.
2- المهارات المعرفية التى يجب أن يمتلكها الباحث التربوى:
و هى القراءة الانتقائية و القدرة على الاستنتاج و الوعى بأنواع مناهج البحث العلمى و المرونة الفكرية و عقلية انتقائية و الحدس و عقلية استقلالية و دائم الاطلاع على ما هو جديد و عقلية نقدية غير تبريرية و ذو ثقافة مهنية و القدرة على التنبؤ فى مجال تخصصه بطريقة عملية دقيقة و اجادة لغة اجنبية واحدة على الاقل و عقلية ابداعية.
3- الخصائص النفسية و الاجتماعية التى يجب أن يمتلكها الباحث التربوى:
الالتزام و الجدية و المثابرة و الاستماع الجيد و الثقة بالنفس و يقدر قيمة الوقت و احترام الرأى الاخر و التقويم الذاتى و النزوع إلى الكمال و الحيادية و عدم التعصب لفكرة أو رأى و الواقعية و الشعور بالمسئولية الاجتماعية و التفاعل الاجتماعى الجيد و شخصية محبوبة و الموضوعية و الطموح و اقناع الاخرين بما يريد.
4-الخصائص التربوية المجتمعية التى يجب أن يمتلكها الباحث التربوى:
الحساسية المجتمعية لقضايا و مشكلات المجتمع و الانفتاح على الفكر التربوى العالمى و على وعى بفلسفة التعليم الجامعى و اهدافه و الوعى بدور التربية فى تنمية المجتمع و تطويره و الوعى بفلسفة التعليم عن بعد و أهدافهو تشخيص مشكلات و قضايا النظام التربوى







التوقيع













تم تحرير هذا الرد بواسطة رشاد الفقيه
في : 2011-04-29 12:03:14

26/03/2010 - 03:57 مساءً

رد مع اقتباس


#2 رد : البحث العلمى من الالف الى الياء

رشاد الفقيه
المشرف العام



الهوية الشخصية
رقم العضوية : 1
المشاركات : 9855
الزيارات : 1490
الانضمام : 7/5/2007
النوع : ذكـــــر
الحالة :









البحث العلمى من الالف الى الياء الجزء الثالث
اضغط هنا لمشاهدة الملف كامل


المشكلات التى تواجه البحث العلمى فى الوطن العربى
مـقدمـة:
يحتاج البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي إلى استراتيجية علمية واضحة المعالم، وقابلة للتطبيق وقبل ذلك إدارة سياسية داعمة، تؤمن بأهمية البحث العلمي في تقدم وتطور الدول والمجتمعات، كما يحتاج إلى إدارات جامعية مؤهلة أكاديمياً وقيادياً و يقوم به علماء مبدعون في ميادينهم، مدركون أوضاع أوطانهم وحاجاتها، قادرون على تقصي كل ما هو حديث وطرح الأسئلة، وتلقي الأجوبة. والبحث العلمي باختصار هو الطريق إلى مواكبة العصر في جميع الميادين تتولاه مراكز ومجالس للبحوث العلمية الاقتصادية والصناعية والزراعية والصحية والسياسية والاجتماعية وتكون الجامعة هي النبع الذي يرفد جميع هذه المراكز والمجالس. ومما لاشك فيه أن من أهم مقومات البحث العلمي والتطوير توفر
حرية أكاديمية مسؤولة عن مقاربة مشكلات المجتمع، كما يحتاج البحث العلمي الرصين للدعم المادي والمعنوي الكافي، وكذلك المتطلبات الضرورية من التقنيات الحديثة، والمختبرات والمراكز العلمية الملائمة، والخدمات الإدارية المساندة، فبهذه الشروط تمكنت البحوث العلمية في جامعات الغرب من إدخال تغييرات جذرية على برامجها التعليمية، ونظمها الإدارية والاقتصادية والاجتماعية.
والناظر لوضع البحث العلمي في العالم العربي يلاحظ أن هناك الكثير من العقبات والصعوبات التي تعترض البحث العلمي وتحد من أدائه لدوره المتوقع منه، مما
أدى إلى تأخر عملية التنمية والتطور في هذا الجزء من العالم.
وسنناقش هذه العقبات والصعوبات التي تعترض البحث العلمي في العالم العربي لتشخيص المشكلة لعل أن يتم وضع الحلول المناسبة لهامن خلال استعراض النقاط التالية:



1-العقبات
والصعوبات التي تعترض البحث العلمي في العالم
العربي.
2-أهم الصعوبات التى
تواجه البحث العلمى، بالدول العربية خاصة فى مجال العلوم الاجتماعية:
ا-صعوبات تتعلق بالجوانب المنهجية. ب-صعوبات فى التطبيق العملى.
*تصنيف المشاكل التى
تواجه استخدام مناهج البحث العلمى فى الدول النامية.
3-معوقات
البحث العلمي العربي:
ا-المعوقات العلمية. ب-المعوقات
العملية.
4-المشكلات
الواقعية والمتوقعة للبحث التربوى.
5- مشكلات البحث العلمي في العلوم الاجتماعية.
6-أزمةالبحث العلمى فى المجالات التربوية والاجتماعية والنفسية.
7-الصعوبات التي تواجه الباحث العربي في مجال البحث العلمي.
العقبات والصعوبات
التي تعترض البحث العلمي في العالم العربي:
هناك العديد من العقبات والصعوبات تواجه البحث العلمي في
الوطن العربي وبالإمكان إجمالها في النقاط التالية:
1)التقليل من قيمة البحث العلمي:
لا تزال بعض الدول العربية أو بعض الإدارات فيها لا تعي قيمة البحث العلمي، وبالتالي لا تعمل جاهده على تمكين البحث العلمي وتيسير أموره، فهي ترى أنه ترف فكري أوعلمي وليس هناك داعي لإضاعة المال والوقت على البحوث العلمية، وهذه الإشكالية تنعكس على نقاط أخرى كثيرة في إجراءات البحث
العلمي.
2) نقص التمويل: حتى في الأحوال التي نجد فيها اهتمام البحث العلمي نجد أن هناك نقص في تمويل البحوث العلمية، وعدم تخصيص الميزانيات الكافية لإجراء البحوث بالطرق المناسبة، وكنسبة
عامة فإن ما يخصص للبحوث لا يتجاوز في العادة أكثر من 2% من ميزانية المنشأة. هذا الوضع دفع ببعض الباحثين إلى تمويل البحوث من جهات غير أكاديمية، مما يكون له انعكاس سلبي على جودة البحوث ومصداقيتها.
3)الفساد الإداري: يلاحظ تفشي ظاهرة الفساد الإداري في كثير من القطاعات الرسمية التي لديها ميزانيات للبحوث، حيث يضطر الباحث إلى إشراك بعض منتسبي تلك القطاعات إلى فريق البحث رغم عدم حاجته إليهم وذلك لضمان
أن يحصل على تمويل البحث. وقد يأخذ الفساد أشكال أخرى تتمثل في اقتطاع جزء من ميزانية البحث لرشوة بعض المسئولين. ومن ألوان الفساد الشائع قيام بعض الجهات الحكومية ومؤسسات التمويل بالطلب من الباحثين تقديم مقترحات بحثية. يقوم الباحث بعد ذلك بتقديم تصور أو مقترح للبحث ويعد له ميزانية متقنة، إلا أنه وبعد طول انتظار يفاجأ الباحث بأن أفكاره قد تم إعطائها لمجموعة بحثية أخرى للإفادة منها، ويعد ذلك نوع من الفساد المتمثل بالمحسوبية وعدم النزاهة العلمية.



4) سرية الأرقام: إحاطة الأرقام
والإحصاءات الرسمية بسرية غير مبررة، وعدم تزويد الباحث بها تحت دعاوي أنها
معلومات أمنية، في الوقت الذي يمكن الحصول على تلك المعلومات من جهات أجنبية
كالبنك الدولي ومنظمات دولية أخرى.
5)صعوبة الحصول على معلومات: تعذر الوصول إلى بعض أوعية المعلومات خاصة في
الإدارات الحكومية التي تضع عراقيل أمام الباحثين أو في الدول التي تمارس حجب بعض
مواقع الإنترنت.
6) الصعوبات الميدانية: وجود صعوبات ميدانية تواجه عملية جمع البيانات، وعدم تسهيل
مهمة الباحث والريبة فيه وبأهدافه، وإفتراض أن لديه أجندة خفية. فحراس المعلومات Gate Keeper قد يعيقون دخول الباحث إلى بعض الأماكن التي يتطلبها البحث كالسجون والإصلاحيات أو المستشفيات.
7 -نقص المصادر العلمية: يعاني بعض الباحثين من نقص المصادر العلمية كالكتب والمراجع
والمقالات العلمية، وعدم قدرة البعض على الإفادة من أوعية المعلومات المتاحة خاصة
الأوعية الإلكترونية، إما لعدم إلمامهم بطرق الإفادة من التقنية الإلكترونية، أو
لعدم توفرها أصلاً.
8-عدم جدية البحوث: عدم ملامسة البحوث "للقضايا الجدية" إيثاراً
للسلامة، الأمر الذي يتطلب سن قوانين وأنظمة لحماية الباحثين من تعسف السلطات
الأمنية.
9) هدف البحث:
معظم البحوث التي يقوم بها أساتذة الجامعات تتم بهدف الترقية العلمية دون أن تكون
بالضرورة بحوث جادة، كم أنها لا تلامس الواقع المعيشي والحاجة العلمية الحقيقية
المرأةالباحثة:
تعاني المرأة الباحثة من صعوبات جمه خصوصاً عند القيام ببعض البحوث التي تتطلب جمع بيانات ميدانية، مما يعيق تطور المرأة في المجال العلمي.
عدم تساوي فرص الجنسين: معظم الباحثات لا يحصلن على فرص متساوية لما يحصل عليه
الرجال من حيث الوصول إلى مصادر التمويل أو المشاركة في المؤتمرات العلمية التي
تتطلب إعداد بحوث أو أوراق عمل، بل قد لا يوجه إليهن دعوات للمشاركة من قبل الجهات
المنظمة لتلك المؤتمرات.
11)بحوث للرفوف: معظم البحوث وخصوصاً الأكاديمية لا يتم الإفادة منها بالشكل
المطلوب ويتم وضعها على الرفوف، ما يعني أن الجهد الذي بذل في البحث والدراسة يذهب هباءً.
إحباطات الباحث: عدم جدية بعض الباحثين، إما لخلل في ذواتهم أو للاحباطات التي يواجهونا، وبالتالي لا يتم الاهتمام بشكل كبير في إجراء البحث وتطبيقه، وقد
يتم إسناده لباحثين من الباطن مما قد يخل بالبحث وقيمته العلمية. هذه بعض الصعوبات والعقبات التي تواجه البحث العلمي في العالم العربي، وهي تحتاج إلى وقفة جادة من قبل المسئولين من أجل تطوير إجراءات البحث العلمي وتوفير الدعم اللازم له، ليرتقي إلى مصاف البحث العلمي في الدول المتقدمة.
ويذكر عبد الله زلطة أن أهم الصعوبات والمشكلات التى تواجه البحث العلمى، بالدول العربية خاصة فى مجال العلوم الاجتماعية يمكن حصرها فى ما يلى:
1. الفهم القاصر لوظيفة البحث العلمى وأهميته، إذ لا يزال الكثيرون ينظرون إلى البحث على أنه نوع من "الترف" وليس ضرورى لتقدم المجتمع.
2. سيطرة النزعة الفردية على المجال البحثى،
وعدم اهتمام معظم مؤسسات التعليم العالى
بفكرة البحث الجماعى الذى يشارك فيه فريق متكامل من الباحثين، سواء على مستوى
أعضاء هيئة التدريس، أو على مستوى الطلاب فى المراحل التعليمية المختلفة.
3. الاستخفاف بأهمية البحث العلمى، والسخرية من
جهود المشتغلين فى هذا المجال وعدم
إعطائهم المكانة اللائقة التى يستحوقنها من تقدير وتكريم.
4. هناك العديد من القيود التى توضع أمام الباحثين
، سواء بمنعهم من الإطلاع فى المكتبات الجامعية إلا برسوم عالية لا يقدرون عليها،
أو بعدم إتاحة ما يرغبون الإطلاع عليه من مراجع ودوريات بسهولة ويسر دون عناء، مما
يثبط همة الكثيرين منهم، إضافة إلى إهدار الوقت والجهد فى البحث عن المعلومات
والبيانات اللازمة.
5. سيطرة المعتقدات والعادات البالية على شرائح
عديدة من أفراد المجتمع الذين يخشون التعاون مع الباحثين، خاصة فى مجال البحوث
الميدانية، إم لقناعة هؤلاء المبحوثين الذين يمثلون الرأى العام، بعدم أهمية
آرائهم التى يمكن أن يحويها أى بحث علمى، أو لخوفهم من التعرض للمسائلة والعقاب
إذا هم تعاونوا مع الباحث دون موافقة
رؤسائهم فى العمل.
6. صعوبة قياس الرأى العام فى الدول النامية بصفة
عامة، والدول العربية بصفة خاصة، وذلك لصعوبة توافر مقومات هذا الرأى العام
بمفهومه العلمى.
7. تفتقر معظم الدول النامية، وفى مقدمتها الدول
العربية، لمراكز بحوث الرأى العام، إذ لا تتم الموافقة على إنشاء مثل هذه المراكز
المتخصصة بسهولة ويسر، كما هو الحال فى الدول المتقدمة التى تشجع إنشاءها، ويسترشد
صناع القرار بنتائج وتوصيات بحوثها.
8. لا يوجد تعاون كاف بين الأكاديميين والممارسين،
وغياب لغة التفاهم المشترك بين الجانبين... إذ نادراً ما تنفق إحدى الوزارات أو
المؤسسات أو الشركات على بحوث تطبيقية، أو تستعين أو تسترشد بنتائجها
وتوصياتها...فالباحثون الأكاديميون فى واد ومؤسسات المجتمع فى واد آخر، لا يربط
بينهما إلا خيط رفيع لا يرى بالعين المجردة!!
9. بطء الباحثين، خاصة فى المجالات الاجتماعية
والإعلامية، فى الوصول إلى نتائج ذات دلالات تفيد المخططين والممارسين الذين
يحتاجون إلى نتائج سريعة تفيدهم فى اتخاذ القرارات ورسم السياسات وممارسة العمل
اليومى بما يحويه من مشكلات وقضايا.
10.اتجاه بعض الباحثين فى المجالات الاجتماعي
والإعلامية، إلى استخدام الاساليب النمطية فى معالجة بعض المشكلات البحثية والتصدى
لها كما هى، دون التعمق فى تحليلها والوصول إلى جذورها، وقصر المعالجة على الجوانب
السطحية، مما يؤدى إلى الوصول لنتائج لا يعتد بها.
11. عدم استغلال طاقات الشباب الطموح ممن لديهم أفكار مستحدثة، فى معالجة مشكلات بحثية يشهدها
القرن الجديد، والخشية من اقتحام المشكلات الواقعية بفكر بحثى حر قوى جزئ، لتشخيص
الأسباب الحقيقية لهذه المشكلات وتحديد العلاج المناسب لها.
يعتقد بعض المسؤلين وصناع القرار فى الوطن
العربى بأن البحوث في المجالات الاجتماعية والاعلامية تأتي في مرتبة متدنية ,ولاتحتل تلك الأهمية والمكانة التي تحتلها البحوث في مجال العلوم الطبيعية ,رغم أن التقدم في المجالات الاجتماعية والاعلامية والثقافية والانسانية والحضارية , لا يقل أهمية عن
التقدم المادي , خاصة في المجتمع العربي
صاحب الحضارة العريقة التي تمتد جذورها الي آلاف السنين.
صعوبات تتعلق بالجوانب المنهجية:
وهناك صعوبات ومشكلات تتعلق بالجوانب
المنهجية المستخدمة في البحوث الاجتماعية
بصفة عامة ,وبحوث الإعلام والرأي العام بصفة خاصة ,وقد حددها بعض أساتذة مناهج البحث والخبراء فيما يلي :
أـ قصور مجال الإعلام والاتصال الجماهيرى في بلورة نظريات خاصة به حتى نهاية القرن العشرين
,مع تشابك علوم متعددة في نطاقه , مما يجعله يعتمد علي التطورات النظرية في هذه
العلوم .
ب ـصعوبة قياس تأثير الإعلام في الظاهرة التي يقوم الباحث الإعلامي بدراستها
,نظرا لتداخل عدة عوامل ومتغيرات في إحداث هذه الظاهرة وفي التأثير في فاعلية الإعلام.
ج ـ لما كان الإعلام يستهدف إحداث آثار تراكمية
طويلة المدى فإن القياس الفوري أو العاجل لآثاره يواجه صعوبات شديدة ويعطى بيانات خاطئة ومضللة , لذا فإن علي الباحث أن ينتظر فترة طويلة حتى يمكنه قياس النتائج المترتبة علي البرامج الإعلامية , فضلا عن تيقظه ومتابعته المستمرة لها.
د ـ صعوبة إجراء بعض التجارب سواء العملية أو البيئية في مجال الإعلام ـ بعكس الحال في العلوم
الطبيعية ــ نظرا لتعدد المتغيرات المؤثرة في الظاهرة الإعلامية موضع الدراسة ,
والصعوبات التي تصل إلي حد الاستحالة في
بعض الحالات في ضبط هذه المتغيرات
والتحكم في أكبر عدد منها .
هـ ـعدم استخدام المناهج المختلفه في دراسة الظاهرات والمشكلات الإعلامية والاجتماعية ,والاقتصار على استخدام منهج واحد , مما يؤدى إلي احتمال عدم إمكانية التوصل إلي المعلومات الصحيحة ,وصعوبة التثبت من صحتها وصدقها ودلالتها .
وـ عدم توفير مقاييس دقيقة يمكن استخدامها في
بحوث الاعلام بصفة خاصة , والبحوث الاجتماعية بصفة عامة .
زـ الأخطاء التي يحتمل أن تنتج , إما من تحيز
الباحثين أو التفسير الخاطئ للمعلومات والبيانات والنتائج .
حــ أهمية دراسة الفرد باعتباره المستهلك النهائى
للمواد الإعلامية , وهو مزيد من الصعوبة للدراسة الإعلامية , نظرا لدرجة
التباين الشديد بين الأفراد والمجموعات، وبالتالى التباين الشديد فى احتياجاتهم
وآرائهم واتجاهاتهم ودرجات التأثير الاعلامى التى تحققت لديهم، مما يستلزم قدرا
أكبر من الدقة والحذر فى اختيار العينات الممثلة لكافة فئات المجتمع تمثيلا صحيحا
ومتكافئا، هذا إلى جانب التغيرات السريعة المتتابعة التى تحدث بالنسب للفرد
والجماعة الصغيرة مما يزيد من الصعوبات المنهجية فى عمليات القياس والاستدلال.
ط-النقص الواضح فى العديد من البيانات والإحصائيات وعدم كفايتها.
ى-الحاجة إلى أجراء معظم نوعيات بحوث الإعلام بطريقة مستمرة وإعادة تطبيقها كل فترة
زمنية، نظراً لعدم ثبات نتائج هذه البحوث لفترة طويلة وتأثرها بالمتغيرات العديدة
التى تحدث فى المجتمع أو فى وسائل الإعلام والاتصال وأنماطه وأساليبه، وهو ما يقتضى ضرورة ملاحقتها وتسجيلها باستمرار.



صعوبات فى التطبيق العملى:

وفىإطار هذه المشكلات المنهجية، يحرص خبراء وأساتذة مناهج البحث على الحصر الدقيق لبعض الصعوبات التى تواجه البحوث الاجتماعية والإعلامية فى التطبيق العملى، ويتمثل
أهمها فيما يلى.

مشكلات تتصل بالملتقى: وتتمثل فى:
1- الاختيار: حيثتعتمد البحوث الميدانية اعتمادا كبيراً على أسلوب العينات نظرا لاتساع رقعة
المساحة التى يشغلها الجمهور مع تقدم تكنولوجيا الاتصال ويحتاج اختيار العينة إلى إطار يتضمن كل مفردات مجتمع الدراسة، وهو ما لا يتوافر فى بعض المجتمعات التى لا تجرى إحصائيات سكانية دورية، تسمح بتوفير إطار يزود الباحثين ببيانات دقيقة عن خصائص أفراد المجتمع.
2- نقص الوعى لدى المتلقى، حيث يواجه الباحث صعوبات جمة فى الحصول على البيانات المطلوبة من المبحوثين فى القطاعات الريفية والشعبية واليدوية.
3- يؤثر اتجاهالمتلقى ومدى تعاونه مع الباحث على سلامة النتائج التى يتم الوصول إليها.
4- يجد الباحثون المهتمون بقضايا الرأى العامصعوبات جمة فى الحصول على إجابات صادقة وثابتة فى قياسات الرأي العام، التى تفترض
الإلمام بهذه القضايا والاهتمام بها اهتماما تفرضه المواطنة، كما يتطلب قدرا من
التفكير والقدرة على تحليل الذات. وترتبط هذه المتطلبات ارتباطا طرديا بالتعليم الجاد والواعي وهما مما تفتقر إليها نسب ملحوظة من القطاعات المبحوثة في المناطق الشعبية والريفية والبدوية.
5- صعوبات البحوث البعدية:إذ أن بحوث الأثر الاجتماعى هى أصعب أنواع بحوث الإعلام... ذلك أن المتلقى يعيش فى
بيئة اجتماعية يخضع فيها لمؤثرات من داخلها وخارجها، ومن ثم تتعدد العناصر أو
المتغيرات التى تؤخذ فى الاعتبار عند دراسة الأثر ويصعب عزلها، وحتى لو أمكن عزلها ودراستها تتبقى مهمة جمعها معا لتتفاعل، ودراسة آثار الاتصال بينها فى موقف حقيقى وطبيعى وليس تجريبيا معمليا مصطنعا.
6- مشكلات التحديد والقياس: فأكثرللمفاهيم التى تتعامل معها بحوث الإعلام لم تدخل بعد عصر القياس ولا تزال فى طور
الوصف الكيفى. كما لا تستخدم دائماً نفس المصطلحات للتعبير عن نفس المدركات والافكار بما يعرف بتوحيد المفاهيم، وقد كان ذلك – كما يؤكد الخبراء – من أهم أسباب صعوبة المقارنة بين نتائج البحوث.
7- عزلة الباحث العربى عن الحركة البحثية المتطورة فى المجتمعات الأخرى: كنتيجة للنقص فى تبادل البحوث على المستوى العالمى بل حتى على المستوى العربى، وضعف حركة الترجمة إلى العربية والنقص فى إعداد الباحث فى المجالات الاجتماعية والإعلام وعدم الاهتمام بتدريبه التدريب الكافى، وهو ما ينعكس بالسلب على الحركة البحثية والمؤسسة التعليمية والمجتمع بصفة عامة.
بينما يرى عاصم الأعرجى انه يمكن تصنيف المشاكل التى تواجه استخدام مناهج البحث العلمى فى الدول النامية كما يلى:
1-نقص كميات ونوعيات المعلومات المطلوبة.يمكن أن يؤدى النقص الكمى أو / والنوعى فى
المعلومات المطلوبة فى البحث الإدارة إلى ارتكاب الخطأ فى تشخيص المشكلة البحثية
وقد يؤدى ذلك بدوره إلى أخطاء فى الحلول المقترحة التى قد يأتى بها البحث المذكور.
2-النسب العالية من المعلومات المتقادمة فى الدول النامية يمكن أن تقود إلى تضليل الباحثين الإداريين وبالتالى الحيلولة بينهم وبين حل المشاكل
الإدارية,.....وبالطبع أن معالجة مثل هذه المشكلة يتطلب خلق وعى معلوماتى علمى لدى العاملين بنظم المعلومات إضافة إلى زيادة مستويات كفائتهم عن طريق برامج التدريب الخاصة بتكنولوجيا المعلومات المعاصرة.

النامية، هذا وقد أدت المناهج التقليدية الشائعة والمشتقة من بعض التقاليد والقيم المحلية الشائعة، إلى الكثير من حالات الفشل والاحباط فى حل المشاكل الإدارية المزمنةة فى الاقطار النامية.
نقص الثقة بمناهج البحث العلمى يمكن أن يدفع العاملين من ذوى العلاقة إلى الامتناع عن الاستجابة الفعالة لمستلزمات البحث العلمى ومن اعطاء المعلومات المطلوبة للباحثين... وبالتالى اعاقة أو حتى افشال العملية البحثية العلمية وبالطبع أن محدودية التجاوب مع عمليات البحث العلمى من
قبل ذوى العلاقة يمكن ان تؤدى إلى اخطاء فى التشخيص واخطاء فى العلاج.
أجهزة الاعلام العامة وبرامج التدريب والتثقيف يمكن ان تستخدم لتغير مفاهيم ليس فقط العاملين بل المواطنين كذلك من ذوى العلاقة بصدد دور أهمية منهجية البحث العلمى.. ومن ناحية أخرى فإن الدعم الرسمى من قبل القانون والقيادات الادارية يمكن أن يكون له أثر فعال فى الحد من دور المناهج
اللاعلمية وترسيخ موقع مناهج البحث العلمى فى الاجهزة الادارية للدول النامية
4-نقص الامكانات المادية والتكنولوجية فى الأجهزة الادارية للدول النامية يعتبر معوقا
اضافيا لعمليات البحث العلمى. فمحدودية الدعم المالى ومحدودية المعرفة يقودان عادة
إلى عمليات بحثية هزيلة وإلى نتائج بحثية هزيلة وادراكا لهذه الحالة قامت الأمم
المتحدة من خلال برنامج المساعدات المالية والفنية الخاص بها بمساعدة عدد من الدول
النامية فى مجال تحسين طرق حل مشاكلها المحلية.
وبالطبع أن الاعتماد على الذات يعتبر
الاسلوب المفضل لحل المشاكل ولكنه يحتاج إلى جهود مكثفة لتدريب موظفى الدولة
النامية على التقنيات الإدارية الحديثة كما يحتاج
ذلك إلى اقناع القيادات السياسية فى هذه الدول لتقديم الدعم المالى المطلوب
للبحوث التطبيقية.
5-التدخلات غير المبررة من قبل بعض القادة الاداريين ومن قبل افراد خارج الجهاز
المعنى يعتبر معوقا اضافيا لعمليات البحث العلمى الدول النامية وعادة ما تؤدى
التأثيرات والتدخلات من قبل بعض الأشخاص والتى تهدف فى حقيقتها إلى ترويج وحماية
مصالح خاصة فردية، إلى حرف المجهودات البحثية العلمية بعيدا عن الأهداف المطلوبة أعلاه.
ويمكن أن تحد الرقابة الدقيقة والمتابعة
المستمرة من مثل هذه المداخلات السلبية فى عمليات البحث العلمى. كذلك يمكن أن تؤدى عمليات النوعية من خلال المحاضرات والندوات والمؤتمرات والاجتماعات الحد من التدخلات غير المبررة فى عمليات البحث العلمى.
أما التأثيرات غير المبررة الخارجية فغالبا ما تأتى نتيجة عوامل اجتماعية بيئية,....وغالبا ما تقود مشروع البحث إلى الفشل. ويمكن الحد من التأثيرات السلبية للمداخلات البيئية عن طريق التوعية من
خلال وسائل الاعلام الجماهيرية المناسبة.... مع أن نتاجات مثل هذه الجهود تحتاج إلى فترات زمنية طويلة.... كذلك يمكن الحد من التأثيرات البيئية غير المبررة عن طريق اللجوء إلى الحماية القانونية. كذلك يمكن أن تمارس التأثيرات غير المبررة على عمليات البحث العلمى من قبل بعض القادة الاداريين مستغلين مراكزهم وصلاحياتهم الرسمية فى ابداء آراء وتوجيهات غير متخصصة....ومؤدية فى النتيجة إلى افشال المشاريع البحثية. وبالطبع يمكن الحد من مثل هذه التأثيرات عن طريق المحاضرات والندوات التى يمكن أن تنمى وعى القيادات الادارية المعنية وبالتالى تحت من مداخلاتهم غير المبررة. كما يمكن اللجوء إلى الحماية القانونية إلى حالات المداخلة غير المبررة من قبل بعض القيادات.
6-مقاومة نشاطات البحث العلمى تعتبر معوق اضافى فى الاجهزة الإدارية للدول النامية
وكثيرا ما تؤدى إلى الفشل، فالمقاومة التى قد تتجسم بصيغة رفض التعاون مع الباحثين
أو رفض تبنى وتنفيذ توصيات البحث يمكن ان تقود البحث العلمى إلى نتيجة الفشل. أما
أسباب مثل هذه المقاومات فقد تكون واحد وأكثر مما يلى:
- الاعتقاد بعدم وجود مشاكل حقيقة تستوجب تبنى
وتنفيذ نتائج البحث العلمى.
- محدودية الثقة بامكانية حل المشاكل عن طريق
البحث العلمى.
- محدودية الثقة بالباحثين انفسهم من حيث المقدرة
على إيجاد حلول منطقية للمشاكل.
- الاعتقاد بأن نتائج البحث العلمى يمكن أن تؤدى
إلى الانتفاس من بعض المكاسب الوظيفية المحققة.
- الاعتقاد من قبل البعض أنهم اجدر واصلح من
الباحثين فى حل المشاكل.
- الاعتقاد بأن منهجية البحث العلمى تصلح لحل
مشاكل نظرية وليست صالحة لحل مشاكل تطبيقية.
- الاعتقاد بأن تنفيذ توصيات البحث العلمى من
شأنها أن تزيد من المسؤوليات الوظيفية للعاملين.
- الأبالية تجاه احتياجات البحوث العلمية.
- التصرفات غير المناسبة من قبل بعض الباحثين
والتى قد تأخذ أحد الصيغ التالية:
o عدم تقديم الاحترام المطلوب للقادة الاداريين
ومحاولة فرض الآراء عليهم أو تقديم تلك الآراء بصيغة غير منسقة وتمس شخصياتهم.
o تكريس وقت غير كافى أو غير مناسب لأغراض اقناع
القادة بجدوى البحث العلمية وبالنتائج التى يأتى بها.
o عدم امتلاك الباحثين ابتداء للحماس والولاء
والمقدرة الفنية المطلوبة.
o اعتقاد بعض القادة الاداريين بأن حل المشاكل يقع
ضمن مقدورهم وضمن صلاحيتهم وليس الباحثين.
o عدم استعداد بعض العاملين لتغيير ما اعتادوا
عليه خلال سنين خدمتهم الطويلة استجابة لآراء الباحثين.
o ضعف تفهم طبيعة ومستلزمات البحث العلمى من قبل
العاملين بالجهاز الادارى المعنى. بجانب غموض التوصيات وضعف برمجة تنفيذها.
o وجود فاصل زمنى كبير بين وضع التوصيات من جهة
وبي موعد تنفيذها من جهة آخرى....مما يقلص من الحماس المطلوب لذلك التنفيذ.



معوقات البحث العلمي العربي:
ويمكن تلخيص تلك المعوقات
التي تقف في مسيرة البحث العلمي المصري والعربي على النحوالتالي: هناك معوقات علمية، ومعوقات عملية.
1)المعوقات العلمية:
وتتجلى في ضعف التعاون والتنسيق البحثي،
فكلٌ يدخل البحث العلمي بمفرده، فرداً، أو جماعة، أو مركزاً،..
أو جامعة، أو دولة.. ويمكن تلخيص أهم المعوقات للتعاون في إحدى مجالات البحث العلمي فيما يأتي:
-1 عدم وجود إستراتيجيات أو
سياسات لمعظم الدول العربية في مجال البحث العلمي.
-2 ضعف المخصصات المرصودة في موازنات
بعض الدول العربية.
-3 هروب العنصر البشري من بعض الدول
العربية واعتمادها على العناصر غير المدربة.
-4 ضعف قاعدة المعلومات في المراكز
والمختبرات والمؤسسات الإنتاجية لبعض الدول.
-5 عدم معرفة أهمية المراكز البحثية
في بعض الدول العربية.
2)المعوقات العملية:
وأهم ما فيها بالطبع ضعف الإنفاق
على البحث العلمي، فمن الحقائق المؤلمة
جداً أن ما ينفق على البحث العلمي في العالم العربي إنفاق ضعيف جداً، ولا يمكن مقارنته بما تنفقه الدول الكبرى .
وقد نتج عن ذلك ظاهرتان في غاية الخطورة
والتدمير:



أولاهما: ضعف مستوى
البحث العلمي، وقلته، وعدم
إسهامه في التنمية.
ثانيهما: هجرة العلماء من
العالم الثالث إلى الدول المتقدمة، وهذه
كارثة أطلق عليها العلماء
(نزيف المخ البشري)، أو (هجرة العلماء)..
ويضيف حمود البدر فى دراسته عن معوقات
البحث العلمى فى العلوم الاجتماعية و الانسانية انه إذا ما أردنا أن نتطرق الى
العوائق التي تعترض البحث العلمي في العالم العربي وفي المجالات الإنسانية
والاجتماعية تراها تعاني من:
1- قلة المؤهلين في أساسيات البحث العلمي ومتطلبات تطبيقه.
-2 قلة الموارد
المالية المخصصة للبحث العلمي، وذلك نابع من عدم
الاهتمام بالبحث والاستهانة بقيمه التنموية على حياة الفرد والمجتمع.
3- المشكلات البيروقراطية التي ينجم عنها غياب قوانين واضحة لأهمية البحث
العلمي والسعي لتنشيطه ووجود هيئة وطنية فعالة
تتابع ذلك.
-4 عدم وجود إمكانيات تساعد الباحثين مثل
المختبرات الحديثة، والموارد البشرية، والأجهزة المتقدمة التي تنشط الباحثين وتسند
طموحاتهم، كما يشمل ذلك عدم وجود بيانات متجددة عن النشاط البحثي ومن قاموا به،
وما الذي جرى تطبيقه من البحوث المنجزة.
5- عدم تسويق النشاط البحثي، وذلك بالترويج للبحوث الناجحة بين المستفيدين منها في
المجال التطبيقي في الصناعة، والتجارة، وتطوير المؤسسات والمنشآت الاجتماعية، مما
يرقى بحياة المجتمع ليلحق بالآخرين.
6- غياب الوعي لدى أفراد المجتمع بما يقود إليه البحث العلمي من فوائد وبخاصة من هم في مواقع تؤثر في
تنشيط البحث أو تثبيطه.
هذا وفى مقابل كل ما تقدم من معوقات البحث العلمى توجد توصيات لتجاوزها حيث يمكن ان يستخدم بعضها على أساس وقائى فى حين يمكن أن يستخدم البعض الآخر على أساس علاجى وكما يلى:
- جعل العاملين يشعرون بكونهم شركاء للباحثين بقدر
تعلق الأمر ببرنامج البحث العلمى.
- ضمان الدعم المالى والرسمى القانونى من قبل القادرة للمشروع البحثى.
- اختزال الزيادات فى الاعباء الوظيفية التى قد تنجم عن تنفيذ التوصيات البحثية.
- محاولة عدم المساس بالمصالح الوظيفية المشروعة والقائمة للعاملين قدر الامكان.
- توظيف ومشاركة أكبر عدد ممكن من العاملين فى
المشروع البحثى فى الجهاز الادارى المعنى.
- جعل التوصيات البحثية قريبة من قيم آراء القادة
والموظفين والمواطنين قدر الامكان ودون التفريط بالجوانب الفنية الادارية ذات
العلاقة.
- اعطاء توضيحات كافية للتوصيات البحثية كلما دعت الحاجة لذلك
- ادامة علاقات الصداقة والتعاون الوثيق بين اعضاء
الفريق، البحثى، بينهم وبين القادرة الادارين والعاملين فى الجهاز الادارى المعنى
وبين الجمهور الذين يتعاملون مع ذلك الجهاز الادارى.
- جعل التوصيات البحثية بصياغات مرنة لجعلها قادرة
على استيعاب التغيرات المتوقعة داخل وخارج الجهاز الادارى المعنى.
- تقديم محفزات مادية ومعنوية مناسبة للعاملين
لقاء تعاونهم واستجاباتهم المتميزة مع المجهودات البحثية الادارية.
- اتخاذ اجراءات قانونية رادعة ازاء الافراد الذين
يسببون اعاقة للعمليات البحثية الجارية بصدد جهاز ادارى معين.
- تقديم تعويضات مناسبة للعاملين الذين يلحقهم ضرر
معين لقاء تنفيذ التوصيات البحثية واشعارهم بذلك مقدما.
- صياغة التوصيات البحثية بأبسط واوضح صورة ممكنة
لتسهيل تبنيها والالتزام بها من قبل الجهاز الادارى المعنى.
المشكلات الواقعية والمتوقعة للبحث التربوى:
اوضح حسن شحاته فى كتابه البحوث العلمية
والتربوية بين النظرية والتطبيق المشكلات الواقعية والمتوقعة للبحث التربوى والتى
صنفها الى ثلاثة اقسام يمكن عرضها على النحو التالى:



القسم الأول: مشكلات المنهج العلمى:
يمكن عرض
مفردات هذا القسم كما يلى:
1- افتقارالمكتبات للمراجع والتقنيات
2- غياب الأمانة العلمية لدى البعض
3- قلة المحلات المتخصصة فى التربية
4-غياب الدقة والموضوعية فى التوثيق
5- ندرة قنوات البحث المقننة
6- محاكة البحوث لبعضها موضعا ومنهجا
7- ضعف القدرة على الضبط التجريبى
8- كثرة المعلومات غير الوظيفية
9- عدم قابلية نتائج البحث للتطبيق
10- سيطرة الأرقام والإحصاءات فى البحث
11- سرعة تغيرالظواهر الاجتماعية
12- قياس متغير مستقل على متغير تابع
والملاحظ على هذه المشكلات أنها مشكلات
واقعية تواجه البحث التربوى، وأنها مشكلات ملحة تحتاج إلى مواجهة للإقلال منها، وأن بعضها يمثل عيوبا شائعة فى البحث التربوى على المستوى القطرى والمستوى القومى على حد سواء تحتاج إلى وقفة ومراجعة؛ حتى يتحقق للبحث التربوى الجودة والانطلاق والتميز والارتباط بالواقع التربوى والتعليمي العربى، خاصة افتقار المكتبات للمراجع الحديثة والدوريات والتقنيات المتقدمة وشبكة المعلومات العالمية.



القسم الثانى: مشكلات محيطة بالواقع. يمكن عرض
مفردات هذا القسم كما يلى:
1- كثرة الأعباءالتدريسية
2- البيروقراطيةالإدارية وصعوبة الإجراءات
3- عدم إيمان الممارسين بأهمية البحث التربوى
4- الانفصال بين البحث التربوى وصناع القرار
5- عدم التنسيبين مؤسسات البحث التربوى
6- تقيد الحرية الأكاديمية للباحث
7- الانفصال بين البحث والواقع التعليمى
8- القصور فى تطوير برامج الابحاث التربوية
9- الاتفاق إلى لسفة تربوية واضحة
10- عدم وجود حوافز مادية أو معينة
11- عدم وجود أولويات للبحث التربوى
12- خضوع متخذ القرار التربوى للسيرة الذاتية.
والملاحظ على هذه المشكلات أنها تعكس بصدق
وأمانة مشكلات حقيقية، وليست متوهمة تحيط بواقع البحث التربوى، وتحد من انطلاقه وفعاليته وقدرته على تغيير الواقع وتطويره. وجلها مشكلات ترتبط بأحادية الرؤية، وتتعامل مع الواقع البحثى باعتباره جزرا منعزلة بعيدا عن المؤثرات الداخلية
والخارجية، ونحن نعيش فى قرية كونية مسامية الجدران. وقد نالت هذه المشكلات اهتماما عاليا لدى المشتغلات بالبحث التربوى وبدرجات متقاربة مؤشرا على أنها مشكلات ملحة تتصادم مع الجهود البحثية والوظيفية، والأفكار التربوية الحديثة التى تسعى إلى تشكيل المؤسسات التربوية بفكر مستقبلى إبداعى، من منظور رؤية عالمية حضارية متجددة.



القسم الثالث: مشكلات مرتبطة بحركة المجتمع
يمكن عرض مفردات هذا القسم كما يلى:
1- عدم الربط بين البحث التربوى والتنمية
2- قلة الخبرة باستخدام التقنيات المتقدمة
3- غياب خطط وسياسات البحث التربوى
- 4 -عدم اعداد كوادر البحث التربوى-

5- افتقار البحث للتكنولوجيا المتقدمة
6- انعزال البحث التربوى عن مناهج المستقبليات
7- غياب بحوث الفريق الممولة
8- ضعف التمويل المخصص للبحث التربوى
9- غياب النظرية النقدية عن البحث التربوى
10- غياب النماذج والأطر التربوية
11- غياب المدارس البحثية
12- فوضى المصطلحات التربوية.
والملاحظ على هذه المجموعة من المشكلات
أنها تمثل صخرة تنكسر عليها موجات تطوير التعليم، وأنها تضيق الشرايين التى تضخ
الأفكار الجديدة فى مسيرة التطوير، وتغمض عينيها عن التفكير المنظومى وتتمسك
بالنظرة التجزيئية، بل إنها تعزل حركة التربية عن المتغيرات العالمية فى عصر
تتساقط فيه المعلومات من الفضاء؛ لتقنع بفضاء البحث التربوى وخوائه فى مقابل البحث
التربوى بالفضاء وشبكات المعلومات العالمية، وتعتبر التكنولوجيا المتقدمة أداة بحث
وليست أساليب جديدة فى التفكير والبحث، وتحكمها رؤية ماضوية لا رؤى مستقبلية، يأتى
ذلك كله فى غياب النظرة النقية عن البحث التربوى والانعزال عن مناهج المستقبليات
وغياب الأطر والنماذج، والخطط والسياسات، وضعف التمويل عصب البحث التربوى.
- مشكلات البحث العلمي في العلوم الاجتماعية:
عندما نتحدث اليوم عن
المشكلات التي تعرقل
تطور البحث العلمي أو تقلل من فرص تقدمه، يجب أن نضع في اعتبارنا أن مشكلات الأمس
القريب ليست هي مشكلات اليوم بالنسبة للبحث العلمي
فبالأمس القريب كان تبادل المعلومات من بين المشكلات العويصة التي تحول دون تحقيق
تواصل علمي يتماشى مع الازدياد المضطرد للإصدارات العلمية المختلفة، واليوم أصبحت
هذه المشكلة في الوقت الراهن غير مطروحة بفضل تطور وسائل الاتصال عن بعد Télécommunication والمعلوماتية Informatique، والظهور المتتابع للوسائط
الاتصالية العديدة مثل الانترنيت.
ومن جهة أخرى، بدأت قضية تمويل البحوث، التي كانت من بين القضايا التي كانت تؤرق
الباحثين وتعرقل أعمالهم وتحد من مجهوداتهم العلمية، تجد بعض الحلول، بعد أن تعمقت
الروابط بين البحوث العلمية والتطورات الاقتصادية والتقنية، وأصبح الزمن الذي
يستغرق في المراكز البحثية يباع بأعلى الأثمان، لأنه يحقق مردودا يتجاوز مردود
السلع والخدمات الأخرى.
ولكن
تبقى هناك هذه الصعوبات العلمية تحتفظ بوقعها السلبي النسبي على الدراسات
الإنسانية، إلى جانب استمرار صعوبات أخرى لا زالت تؤثر باستمرار على البحوث
والدراسات العلمية في هذا المجال العلمي، خاصة تلك التي ترتبط بخصوصية الظواهر
والمواضيع التي تتناولها هذه العلوم، وبموقع الباحث منها.
ويمكن تلخيص طبيعة
هذه الظواهر فى النقاط التالية:
1-الظواهر الاجتماعية تتسم بنوع من التفرد والخصوصية:
بحيث يحد ذلك من تعميم
نتائج الأبحاث التي تجرى على قطاع بعينه، إضافة إلى تأثر ذلك (حدود تعميم النتائج)
بعملية التحقق من صحة التحقيقات، زد إلى ذلك تعذر اعتماد نفس المقاربات التي برهنت
على نجاعتها النظرية والمنهجية وكأداة للتفسير في بيئات بعينها.
2-تداخل الظواهرالإنسانية والاجتماعية :
وهذا التداخل يجعلمن الصعب تمييز تداخلاتها ودرجة تأثير الواحدة بالأخرى، ولعل ذلك التعقيد هو الذي
يبرر اللجوء المفرط للتجريد عند الرواد الأول لعلم الاجتماع.
3-أضف إلى ذلكأن المواضيع التي تتناولها قريبة من اهتمامات ومصالح وأيديولوجيات وعقيدة وتفكير
الإنسان مما يؤثر على ذاتية الباحث، ويحد من التزامه بالموضوعية والحياد،
خاصة عندما يتعارض ذلك مع كثير من اعتباراته الشخصية.
وتتحقق الموضوعية من خلال التناولالعلمي للواقع من دون إخفاء ولو لجزء منه، مع محاولة استعباد للمؤثرات الدوافع
الذاتية والخلفيات المذهبية والأيديولوجية، خاصة عند القيام بتفسير النتائج التي
تم التوصل إليها. وقد أكد رواد علم الاجتماع على أهمية الالتزام بالموضوعية،
خاصة منهم دوركايم الداعي إلى ضرورة التعامل مع الظاهرة الاجتماعية من
الخارج، على أنها أشياء، أي يتم التعامل على أنها مستقلة عن الباحث وعن شعور
الأفراد.



وصعوبة تطبيق بعض التقنيات مثل ملاحظة بعض الظواهر الإنسانية أو إجراء المقابلات
مع بعض المبحوثين أو في مواضيع معينة.
ويشير محمد أحمدالزعبي إذا كانت إشكالات وصعوبات البحث العلمي في مجال العلوم الاجتماعية، تواجه
كل الباحثين في كل البلدان، إلا أنها في البلدان النامية تكتسي طابعا حادا، يجد
تبريره وتفسيره في:
- العراقيل الثقافية المتعلقة بجهل المبحوثين عامة والريفيين والأميين منهم خاصة بمعاني المفاهيم والمقولات
والمصطلحات السوسيولوجية، المتعلقة بالبحث،
- معالجة الباحثين للظواهر الاجتماعية في البلدان النامية بنفس الطرق والأدوات والمناهج المستخدمة في البلدان المتطورة
والتي غالبا ما يكونون قد تلقوا تعليمهم وتأهيلهم فيها،
- وجود هوّة ثقافية بين الباحث (الذي
غالبا ما يكون من فئة الأفندية) والمبحوث ولاسيما في المناطق الريفية،
- بعض الأعراف والتقاليد المحافظة التي تواجه كلا من الباحث والمبحوث، والتي تحول دون حرية الباحث في اختيار موضوعى
البحث، وفي مقابلة المبحوثين، وفي توجيه الأسئلة، وفي إعلان نتائج البحث وذلك في
ظل بعض
- المحرمات المتمثلة خاصة بمثلث: الدين والجنس والفئة الحاكمة (السلطة).
إن طرحنا لهذه الصعوبات والإشكالات
المتعلقة بعملية البحث العلمي في البلدان النا مية، ومنها وطننا العربي، يجب ألا
يعني أننا نشكك بقيمة أو فائدة هذا البحث، وإنما أردنا فقط أن نشير إلى مدى التحدي
الذي يواجه الباحثين السوسيولوجيين في البلدان النامية، والذي ينبغي أن يخلق لديهم
استجابة خلاقة تتناسب ومقدار هذا التحدي.
حيث إن العلوم الاجتماعية والإنسانية على اختلاف أنواعها وتعدد فروعها
مثلها مثل العلوم الطبيعية ، فليست الطريقة العلمية أو المنهج العلمي في
البحث وقفا على العلوم الطبيعية والتطبيقية كما يظن البعض ، وإنما يمكن تطبيقها
في العلوم الاجتماعية والإنسانية المختلفة ، ولكن الاختلاف في دقة النتائج
يعود إلى طبيعة المشكلات التي تواجه البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية
والتي منها :
أولا:تعقد المشكلات الاجتماعية الإنسانية لأنها تتأثر
بالسلوك الإنساني المعقد .
ثانيا:صعوبة الظبط التجريبي وعزل المتغيرات المتداخلة للظاهرة الاجتماعية
والإنسانية.
ثالثا:تأثر الوضع التجريبي بالمراقبة والملاحظة التي يقوم
بها البحث مما يؤدي في أحيان كثيرة إلى
تغيير في السلوك لدى الأفراد والمجتمعات موضوع الدراسة والبحث ، وصعوبة الملاحظة
أحيانا .
رابعا تغير الظواهر الاجتماعية والإنسانية بشكل سريع نسبيا
، فالثبات نسبي ، وهذا يقلل من فرصة تكرار التجربة في ظروف مماثلة تماما .
خامسا: الطبيعة المجردة لبعض المفاهيم
الاجتماعية والإنسانية وعدم الإتفاق على تعريفات محددة لها ، وخضوع
بعض المشكلات الاجتماعية والإنسانية لمعايير
أخلاقية .
سادسا:صعوبة القياس بشكل دقيق للظواهر الاجتماعية والإنسانية
لعدم وجود أدوات قياس دقيقة لها أحيانا
أزمة البحث العلمى فى المجالات التربوية والاجتماعية والنفسية:
يجدر بنا الاشارة إلى ان أزمة النظرية فى
العلوم الانسانية تمثل المدخل المباشر والطبيعى الذى من خلاله يمكن إلقاء الضوء
على ما يعترى البحث فى الانسانيات من أزمات، وما يقابله من مشكلات تعوق تحقيقه
لأهداف وبعامة، يمكن التأكيد على أن أهم مصادر أزمة النظرية وتكوين النظرية ترتبط
بالتوجه النظرى والبعد عن ادراك الواقع التربوى أو الاجتماعى أو النفسى ادراكا
والمبالغة فى تجزأة ذلك الواقع والتحيز لواقع ما مفروض بجانب زيف الوعى بمجال
العلم وموضوعه ونظريته ومنهجه وهى جميعا نتاج لواقع انسانى مرتبط بالظروف
الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والتربوية.
وتتمثل ملامح هذه الأزمة فى النقاط التالية
1- الملامح الاساسية للأزمة فى محيط العلوم
الانسانية ما يرتبط بمعوقات تطبيق المنهج العلمى فى دراسة هذه العلوم:
حيث ما زالت تعانى هذه العلوم من الانفصام بين البحث والنظرية، مما ينعكس فى وجود نظريات تربوية
أو اجتماعية أو نفسية عامة متعددة ومتضاربة على عكس الحال فى العلوم الفيزيقية
والبيولوجية. ومما ينجم عنه أيضا عدم اسهام البحوث التربوية فى بلورة نظرية تربوية
صادقة، وتتسم بالعمومية.
2- تعانى العلوم الانسانية من انفصام بين البحث التجريبى من جهة والنظرية من جهة أخرى، على عكس الموقف فى العلوم الطبيعية الأخرى:
فهناك
بين التربويين أو علماء الاجتماع أو من يعملون فى مجال علم النفس من إقتصر عملهم
على مجرد جمع وقائع جزئية عن بعض مشكلات هذه الميادين ومظاهرها، دون أن يؤدى ذلك
إلى صياغة نظرية تتسم بالعمومية، وبعامة، فإن عدم الاسترشاد عند جمع الوقائع
بنظرية عامة، يجعل هذه البحوث عديمة القيمة، أو قليلة القيمة على أحسن تقدير
بالنسبة لتطور المعرفة العلمية فى مجالات العلوم الإنسانية. وهناك فريق آخر من
العلماء فى مجال العلوم الإنسانية قد يقومون بصياغة نظريات عامة إلا أن هذه
النظريات عامة، إلا أن هذه النظريات تتصف بالصيغة التأملية أو المكتبية دون أن تعتمد هذه النظريات على
وقائع تمت ملاحظتها والتأكد من صحتها، ودون اختبار لما تتضمنه هذه النظريات من
تعميمات واستنتاجات، ويمكن أن نطلق على الفريق الأول أصحاب الامبيريقية أو
التجريبية المتجزئة. وعلى الفريق الثانى أصحاب اتجاه النظريات المتضخمة ويتسم كل
من الاتجاهين السابقين بالعقم، إذ أن كل منهما يؤدى إلى عرقلة نمو العلوم
الإنسانية ويعوق الوصول إلى الفهم العلمى السليم للمشكلات الموجودة فى مجالات العلوم الإنسانية. تأسيسا على ما تقدم، يمكن تمييز اتجاهين أساسيين أمام الباحثين فى مجالات العلوم الإنسانية، وهما كما يلى:



- نمط من الأمبريقية التجزيئية الفجة تتوجه إلى
الواقع مباشرة لدراسة مقطع منه بعد عزله عن بنائه وعن سياقه التاريخى، بدعوى أن
التحرر من كل التصورات المسبقة، يمكن أن يساعد فى فهم أفضل، ودراسة أكثر حيادا
لهذا الواقع، ويعنى مثل هذه التوجه، أن عقل الباحث، عند شروعه فى الدراسة، خاوى من
كل فكر ومن كل خبرة ومن كل مصلحة، كما يعنى أن الواقع شئ بسيط جدا، سلس جدا، من
اليسير على الباحث اداراكه وفهمه بمجرد ملاحظته، بواحدة من تلك الأدوات الشائعة
الاستخدام فى البحوث الجارية، كما يعنى أن تجزئة الواقع ودراسته بالقطعة، تقضى إلى
فهم الكل، إذا ما جمعت أكوام بيانات الأجزاء المدروسة فوق بعضها، أو بجوار بعضها.
- نمط الامبيريقية الموجهة يعدد من الافكار،
المأخوذة من هذا الاطار النظرى أو ذلك، أو من نتائج هذا البحث أو تلك الدراسة،
وبغض النظر أحيانا، عن تعارض المنطلقات النظرية، للأفكار التى جمعت من هنا وهناك.
وفى
هذا المجال يهمنا أن تلقت النظر إلى ما يلى:
- أهمية "الكلية، فى مجالات العلوم التربوية
أو الاجتماعية أو النفسية موضوعا، ووجهة نظر، والابتعاد عن العلوم الجزيئة، التى
يعنى كل منها.
- تناول المشكلات والظواهر التربوية أو الاجتماعية
أو النفسية تناولا متكاملا دراسة وتشخيصا وتحليلا وتفسيرا، ويتطلب ذلك بصفة أساسية
الاهتمام بتاريخ المشكلات والظواهر وجذورها وفحص كافة تغيراتها بداية من تكوين
أفكار مبدئية عنها فيها يعرف بالفروض.
- ادراك متغيرات المشكلة بصورة متكاملة وبأنواعها
المختلفة باعتبارها الوحدات التى يمكن للباحث ملاحظتها أثناء عمله فى الميدان
فهناك المتغيرات المستقلة، "التى تؤثر فى غيرها"، والمتغيرات التابعة
"التى تتأثر بغيرها... والأولى هى السبب والثانية هى النتيجة وما بينهما يعرف
بالمتغيرات الوسيطة "التى تتوسط العلاقة بينهما"، وأحيانا يطلق عليها
المتغيرات الضابطة.
- الاهتمام بالفروض فى دراسة المشكلات التربوية أو
الاجتماعية أو النفسية المختلفة، فيقوم الباحث بتكوين أفكار مبدئية عن المشكلة
موضوع الدراسة. وكلما كان الباحث ذو خبرة كلما استطاع تكوين هذه الأفكار التى
تختمر فى ذهنه عادة، ويقوم بمحاولة التحقق من صدق هذه الفروض من خلال قدرته على
التصور وتوظيف المادة التى تم توفيرها والتى ترتبط بالمشكلة موضوع الدراسة
والاستفادة من معلوماته السابقة فى هذا الشأن.
- الاهتمام ببقية الملاحظات والوقائع وتصنيفها،
وتحليلها، للتميز بين ما هو ضرورى وما هو عرضى، بجانب التمييز بين الخاص والعام،
والكلى والجزئى والسبب والنتيجة، وبهذا يمكن اقامة وصف علمى، وتحليل علمى وتفسير
علمى.
ويجدر الاشارة إلى الاهتمام المتزايد الحالى بدراسة المشكلات التربوية والاجتماعية والنفسية ومعالجتها معالجة موضوعية، خاصة وبعد أن زاد حجم هذه المشكلات بأنواعها
المختلفة زيادة مضطردة، فقد ارتفعت معدلاتها ارتفاعا واضحا.... وحتى يمكن مواجهة
هذه الظاهرة والتقليل من أحجامها ومعدلاتها ينبغى التخلى عن تناول هذه المشكلات من
خلال معالجة على مستوى الأفراد، ومواجهتها من خلال التصدى بصورة شاملة لعلل
الأساسية التى تنشط كافة الظروف المحدثة لها وتزيد منها...وذلك يعنى ضرورة العمل
على مواجهة واقع وجذور الحياة التربوية والاجتماعية والنفسية، وضرورة تبنى تناول
أية مشكلة بالدراسة بمعزل عن المشكلات الأخرى أو أية ظاهرة عن الظواهر الأخرى.
أيضا
أدت الآثار والانعكاسات التى أحدثتها الثورة العلمية والتكنولوجية، والثورة فى
وسائل الاتصال إلى انتقال نماذج جديدة من المشكلات إلينا، وبهذا لم تعد المشكلات
التربوية أو الاجتماعية أو النفسية بأنماطها المختلفة ذات طابع محلى أو قومى فقط،
بل تعدى انتشارها إلى النطاق الدولى بما يعنى ظهور مشكلات تربوية واجتماعية ونفسية
جديدة وواردة من الخارج على مجتمعاتنا مما يتطلب ونحن بصدد دراسة أية ظاهرة أو
مشكلة بحثية فحص هذه الأنماط بداية وتركيز الاهتمام وتكثيف الدراسة العلمية لهذه
الظاهرة لخطورتها حتى يتسنى اتخاذ الاجراءات لمواجهتها على أسس مستندة إلى قواعد
علمية وليس على أساس خبرات عشوائية غير مترابطة، مع ضرورة اهتمام "بالواقع
التربوى والاجتماعى والنفسى، والذى نبتت ونمت فيه هذه المشكلات ثم تصميم البحث
المطلوب حتى يمكن أن ترد نتائجه إلى واقع على معاش يمكن تلمسه وتحسسه، ومواجهته
إذا تطلب الأمر ذلك.



ومن
المسلمات التى تجب الاشارة إليها فى هذا المجال أن عدم سلامة وصحة هذه الأسس
المنهجية للدراسة العلمية يتبعه بالضرورة الحصول على ناتج فاسدة تتسم بعدم الثبات،
وذلك لمن يفيد فى النهاية فى التخطيط العلمى السليم والدقيق للبرامج التى يتم
تصميمها فى هذا المجال.
الصعوبات التي تواجه الباحث العربي في مجال البحث العلمي:
تذكر
فاطمة حبيب فى دراسة لها بعنوان الصعوبات التى تواجه الباحث العربى فى مجال البحث العلمى إن الباحث العربي يواجه مجموعة من الصعوبات تتمثل في:·
قلة الدعم المادي والمعنوي.·
نقص الدعم الاجتماعي.
عدم تفعيل الناتج العلمي لخدمة المجتمع
والاقتصاد.·
عدم وضوح الرؤية فيما يخص الأبحاث
المتميزة وفيما يخص تنمية المهارات والكفاءات الوطنية.



الخاتمة:
إن البحث العلمي وتطويره
من أهم القضايا التي يجب أن نوليها كامل اهتمامنا وعنايتنا ، ذلك لأن المواضيع التي يتناولها البحث العلمي
بالدراسة ماهي إلا محاولة جادة لإيجاد حلول للمشكلات الكثيرة والمتعددة التي
تواجهنا في الحياة اليومية ، والتي تشكل عقبة في سبيل تحقيق التقدم والنجاح ،
على مستوى كل الأصعدة ، من ذلك تتأتى لنا الأهمية البالغة والبارزة للبحث
والتنقيب ، ليس أي بحث ولكن ذلك الذي أعد وفق قواعد وأسس تؤكد صحة وسلامة
النتائج والحلول التي خلص إليها .
وما ينبغي الإشارة إليه
، هو أن المنهجية ليست مجرد قواعد وخطوات علمية ، أو مجرد مجموعة من التقنيات والأساليب
التي يجب أن يتبعها الباحث خلال إنجاز بحثه ، وإنما هي في جوهرها طريقة
للتفكير السليم والمنطقي ، فأحرى بالطلاب والباحثين في ميدان العلمي الممنهج
، ونقصد بهذا تنظيم سير العقل بما يوافق القواعد العلمية ، ليكون لهم سندا
وأساسا ينطلقون منه في إنجاز أي بحث أو القيام بأي دراسة علمية .فالبحث العلمي لا يحقق الفائدة المرجوة منه إلا إذا التزمنا في إنجازه بالمنهجية
السليمة.
وخلاصة القول:
إنه يمكن للمجتمع العربى أن ينهض ويلحق
بركب التقدم إذا آمن بأهمية البحث العلمى ودوره فى القرن الجديد، ومكن الباحثين
الشبان من الحصول على المعلومات بعيدا عن الأسلوب البيروقراطى، وشجع الأبحاث
العلمية القائمة على روح الفريق والعمل الجماعى الذى ينضوى تحت لوائه الباحثون
الجادون الساعون للانضمام إلى الفرق البحثية بهمة ونشاط وسعى دائب وصبر ومثابرة،
ورغبة صادقة فى خدمة البحث العلمى والمجتمع الإنسانى بصفة عامة.



المـــراجـــع
-عبدالله محمد زلطة:حلقة البحث فى الجامعات والمعاهد
العليا،دار الفكر العربى،2001.
-مكتبالتربية لدول الخليج العربي: واقع البحث العلمي في
الوطن العربي، وقائع ندوة: (تطبيق نتائج البحوث لتنمية
المجتمع العربي)، مكتب التربية العربي، الرياض،
1990
-حسن شحاته: البحوث العلمية والتربوية بين النظرية
والتطبيق، مكتبةالدارالعربية
للكتاب،ط1، 2001.
-مجدى عزيز ابراهيم:مناهج البحث العلمى فى العلوم التربوية
والنفسية،مكتبة الأنجلو المصرية،1989.
-محمدعلى محمد:علم الاجتماع والمنهج العلمى ،دار
المعرفة الجامعية،ط3،1988.
-عاصم محمد الأعرجى:الوجيز فى مناهج البحث العلمى،دار الفكر
للنشر والتوزيع ،ط1 ،1995.
-محمد احمد الزعبي: علم الاجتماع العام والبلدان
النامية، بيروت 1991 ط2.
Guy Roche: L’actionsociale, Paris, éditions HMH, 1968,p3
مواقع الانترنت:
-فاطمة محمد حبيب: الصعوبات التى تواجه الباحث العربى
فى مجال البحث العلمى
https://www.alarabimag.com
- حسن حمدان الحكيم: الواقع التعليمي والثقافي في الوطن
العربي، صحيفة الاتحاد،
،http:www.alzatari. org motamara
-محمدمسعد ياقوت :البحث العلمى
العربى معوقات وتحديات
https://www.al-jazirah.com.
-حمود البدر : معوقات البحث العلمى فى العلوم الاجتماعية و الانسانية
https://www.swmsa.net
م-مراقوت
- مركز أسبار للدراسات والبحوث
والإعلام:البحث العلمي في مؤسسات التعليم
العالي العربي: الواقع، والمشكلات، ومتطلبات النجاح، ومقترحات التطوير
https://www.asbar.com
-محمد أحمد الزعبي:
إشكالات البحث العلمي للظواهر الاجتماعية


البحث العلمى من الالف الى الياء الجزء الثالث
اضغط هنا لمشاهدة الملف كامل

https://www.forum.ok-eg.com/show.php?main=1&id=24938





البحث العلمي محرك التنمية في العالم

كتبهاسعيد الصوفي ، في 7 يناير 2008 الساعة: 00:44 ص

البحث العلمي محرك التنمية في العالم
لقاء/ سعيد الصوفي
الثلاثاء 18 سبتمبر-أيلول 2007
- الباحث/أحمد صادق الفاتش
- ينبغي زيادة الانفاق على البحث العلمي لتحقيق التطور التنموي
«إن معيار تقدم البلدان هو مقدار ما تنفقه على البحث العلمي» هكذا تحدث لي طالب الدكتوراه في جامعة الملك سعود الباحث العلمي في مجال الكيمياء/ أحمد صادق الفاتش.. عشر سنوات خبرة في مجال البحث العلمي خلالها شارك في ثلاثة براءات اختراع عالمية.. له العديد من البحوث العلمية شارك بها في مؤتمرات عالمية في فرنسا والنمسا ومصر والبحرين والسعودية.. في هذا الحوار تحدث عن أهمية البحث العلمي وقال إنه أصبح من المعايير المهمة والرئيسة لقياس تطور البلدان ومعرفة درجة تقدمها ورفاهيتها..
أهمية البحث العلمي
ما هي الأهمية التي يشكلها البحث العلمي في تطور البلدان وتقدمها؟
يعد البحث العلمي من المعايير التي تقاس بها مكانة الدول بصفة عامة والجامعات بصفة خاصة كونه يقدم الحلول لمشاكل المجتمع والصناعة والزراعة ويساهم في تقدم المعرفة الإنسانية إضافة إلى أنه يرفع من قدرات أعضاء هيئة التدريس في الجامعات..
كما ذكرت أصبح البحث العلمي من المعايير المهمة والرئيسة لقياس تطور البلدان ومعرفة درجة تقدمها ورفاهيتها، ولم تعد المقاييس التقليدية كمؤشرات الدخل كافية في عصر العولمة.. كما أن معيار تقدم البلدان يقاس بمقدار ما تنفقه بما يقارب 3% من الدخل القومي على البحث العلمي.
رغم هذه الأهمية التي يشكلها البحث العلمي.. ربما أن آلية التعاون والتنسيق بين مؤسسات البحث العلمي والمؤسسات الاقتصادية و الصناعية في البلدان العربية.. ما الذي ينبغي إذاً؟
- يجب أن يكون هناك تعاون فعال بين الجامعات والمؤسسات الصناعية وتطوير البحث العلمي الجامعي لحل المشكلات القائمة لدى تلك المؤسسات يجعل الخبرات الفنية «الأكاديمية» الجامعية على احتكاك بالخبرات العلمية في هذه المؤسسات والشركات، كما يحقق للمهندس العامل في الصناعة، الذي انغمس في واقع الاستثمار العلمي وسيلة للاتصال بالواقع الأكاديمي، والتطور العلمي، واكتساب أحدث المعلومات..
فتتكامل هذه الخبرات لتعطي النتائج المثلى، وتنعكس الفائدة المزدوجة على الطرفين لتنمية الخبرة الوطنية في الجامعة وفي الصناعة على أسس سليمة وصحيحة، وإن كان مثل هذا البحث العلمي والتعاون مهمًا بالنسبة للدول المتقدمة، فهو بالنسبة للدول النامية والمؤسسات فيها أكثر أهمية وإلحاحاً، إذ بواسطته يتم وضع الخطط على أسس سليمة ومتينة، ويتم تفادي الأخطاء ودفع الخسائر وتحسين الأداء ونمو العائد أو الفوائد.
الوعي بأهمية البحث
في اليمن العديد من الجامعات «أهلية وحكومية» من وجهة نظرك هل الاهتمام بالبحث العلمي فيها يتم كما يجب؟
أولاً ينبغي أن نعرف اهتمام فخامة رئيس الجمهورية بقطاع التعليم العالي ليس بمستغرب، حيث وضع الاهتمام بالجامعات في أولى اهتماماته، وهذا أمر واضح من خلال التوسع الكبير الذي شهده هذا القطاع من ناحيتي الكم والكيف فالقفزة في التعليم مشهودة بعد أن كان لدى بلادنا جامعتان هما جامعتا «صنعاء وعدن».. الآن أصبح عدد الجامعات أكثر من عشرين جامعة ما بين حكومية وأهلية، وكذلك زيادة الابتعاث إلى الخارج وفي جامعات عالمية عريقة في مجالات تخصصية تتوافق مع حاجة سوق العمل ومتطلبات التنمية في الوطن.. ولهذا فإن ترسيخ ثقافة البحث العلمي في المجتمع ليس عملاً بسيطاً، بل يحتاج إلى جهود وخطط واستراتيجيات، ويحتاج إلى دعم مادي ومعنوي.
ومما لاشك فيه أن مساهمة المؤسسات الوسيطة ودعم القطاع الخاص في عملية البحث العلمي والتطوير تحقق مستويات متقدمة في النمو الاقتصادي مما ينعكس على تحسين الظروف المعيشية في المجتمع.
عوامل النجاح
ما الذي ينبغي لكي نضمن نجاح البحث العلمي في البلدان النامية؟
لكي نضمن نجاح البحث العلمي لا بد من توفير المخصصات المالية الكافية، وذلك من خلال تخصيص ميزانية منفصلة للبحث العلمي والابتكار وعلى أساسها يتم تمويل المشاريع العلمية..
ويمكن عمل مسابقات وطنية لاختيار أفضل مشاريع البحث العلمي.. هذا إضافة إلى ايجاد مصادر أخرى لتمويل البحث العلمي والعمل على نشر ثقافة الإبداع لدى الباحثين وتذليل جميع الصعوبات والمعوقات التي يواجهها البحث العلمي في البلدان النامية.
ومن عوامل نجاح البحث العلمي اعتماده على توفر الباحثين المدربين، إضافة إلى توفر الموارد المالية الكافية لدعم حاجات البحث العلمي.
تدني المستويات
هل تعتقد أن المشاكل التي تواجهها البلدان النامية ستحل في ظل تدني مستويات البحث العلمي؟
- تدني مستويات البحث العلمي والإبداع والتطوير هو لاشك مظهر من مظاهر الخلل الذي تعاني منه سياسة التخطيط.. ومن أسبابه انعدام التخصصات المالية وعدم توفر الأجهزة والمعدات وعدم حضور المؤتمرات العلمية وتدني المستوى الإداري والواقع الاجتماعي ككل، ومن دون تحسين البيئة العلمية والتكنولوجية، لا أعتقد أن هذه المشاكل التي تواجه البلدان النامية إمكانية حلها.
دور رئيس
إذاً البحث العلمي يلعب دوراً كبيراً في عملية التنمية وتطور البلدان- أليس كذلك؟
طبعاً.. البحث العلمي يلعب دوراً مهمًا في تطوير الصناعة وحل المشكلات الفنية التي تواجهها، حيث إن البحث العلمي التطبيقي الذي يشارك في حل المشاكل التي تصادفها المؤسسات والصناعة، منطلق لكل تطور صناعي وتقدم اقتصادي في الدول المتقدمة، بل وأضحى نشاطاً من الأنشطة الاقتصادية ويؤدي دوراً كبيراً مهمًا في تقدم الصناعة والاقتصاد ونموهما.
الانفاق العالمي
كيف تقرأ واقع الانفاق العالمي على البحث العلمي مقارنة بالبلدان العربية؟
- أنت تعلم أن البلدان المتطورة والمتقدمة، تنفق الكثير والكثير من أجل البحث العلمي وتطويره .. على سبيل المثال، قُدّر إنفاق الولايات المتحدة الامريكية واليابان والإتحاد الأوروبي على البحث العلمي خلال عام 1996م بما يقارب 417 بليون دولار، في حين تولي دول جنوب وشرق آسيا أهمية متزايدة للبحوث والتطوير، فقد رفعت كوريا الجنوبية نسبة إنفاقها على البحث العلمي من الناتج المحلي الإجمالي من 6.0% في عام 1980م إلى 89.2% في عام 1997م، أما الصين فقد خططت لرفع نسبة إنفاقها على البحث العلمي من 5.0% من إجمالي الناتج المحلي عام 1995م إلى 5.1% في عام 2000م، وأما ماليزيا فقد أصبحت سياستها العلمية والتقنية الدولة الثالثة في العالم في إنتاج رقائق أشباه الموصلات.. وأكدت في خطتها المستقبلية الأهمية الخاصة للبحث العلمي والتقنية في الجهود الوطنية ومما لاشك فيه أن ما حققته تلك الدول من تطور تقني واقتصادي وسيطرة الأسواق العالمية، يعزى بصفة رئيسة إلى نجاحها في تسخير البحث العلمي في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال رسم سياسات علمية وتقنية فعالة وشاملة وتعززها استثمارات مالية ضخمة في المكونات المختلفة للمنظومة من بحث وتطوير، وتعليم وتدريب، وأنشطة مساندة وغيرها.
تمويل شحيح
وهنا نستطيع القول إن تمويل الحكومات في الوطن العربي أو ما تنفقه على البحث العلمي لا يفي بالغرض، يجب أن يربط تمويل البحث العلمي إلى جانب الحكومات بالمؤسسات الخاصة، فمثلاً اليابان لا تساهم حكومتها في البحث العلمي سوى بـ 18% من الإنفاق فيما تتكفل الشركات والمؤسسات بنسبة 82% من الإنفاق على البحث العلمي فيما تنفق الحكومة الكندية 30% مقابل 70% مساهمة الشركات، أما الحكومة الأمريكية تنفق 35% والباقي على الشركات.
المعرفة الدقيقة والمثمرة
الدول المتقدمة أدركت أهمية البحث العلمي وقفزت أيضاً إلى مرحلة البحث عن المعرفة الدقيقة والمثمرة؟
طبعاً الحاجة إلى البحث العلمي أصبحت في وقتنا الحاضر أشد من أي وقت مضى، حيث أصبح العالم في سباق محموم للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة والمثمرة، كما ذكرت، والتي تكفل الراحة والرفاهية للإنسان وتضمن له التفوق على غيره وبعد أن أدركت الدول المتقدمة أهمية البحث العلمي وعظم الدور الذي يؤديه في التقدم والتنمية.. أولته الكثير من الاهتمام وقدمت له كل ما يحتاجه من متطلبات سواء كانت مادية أو معنوية، حيث إن البحث العلمي يعد الدعامة الأساسية للاقتصاد والتطور، كما يعد ركناً أساسياً من أركان المعرفة الإنسانية في ميادينها كافة، كما يُعد أيضاً السمة البارزة للعصر الحديث، فأهمية البحث العلمي ترجع إلى أن الأمم أدركت أن عظمتها وتفوقها يرجعان إلى قدرات أبنائها العلمية والفكرية والسلوكية.
تأثيره في حياة الأمم
كما يفيد البحث العلمي الإنسان في تقصي الحقائق التي يستفيد منها في التغلب على بعض مشاكله، كالأمراض والأوبئة أو معرفة الأماكن الأثرية أو الشخصيات التاريخية أو في التفسير النقدي للآراء والمذاهب والأفكار، وفي حل المشاكل الاقتصادية والصحية والتعليمية والتربوية والسياسية وغيرها، ويفيد في تفسير الظواهر الطبيعية والتنبؤ بها عن طريق الوصول إلى تعميمات وقوانين عامة كلية.
ويمكن القول إنه في وقتنا الحاضر أصبح البحث العلمي واحداً من المجالات المهمة التي تجعل الدول تتطور بسرعة هائلة وتتغلب على كل المشكلات التي تواجهها بطرق علمية ومرجع ذلك أن تأثير البحث العلمي في حياة الإنسان ينبع من مصدرين هما: الأول يتمثل في الانتفاع بفوائد تطبيقية.. حيث تقوم الجهات المسؤولة بتطبيق هذه الفوائد التي نجمت عن الأبحاث التي تم حفظها باستخدام المدونات وتسهيل نشرها بالطبع والتوزيع وطرق المخاطبات السريعة التي قضت على الحدود الجغرافية والسياسية، والثاني: يتمثل في الأسلوب العلمي من البحث الذي تبنى عليه جميع الاكتشافات والاختراعات.. هذا الأسلوب الذي يتوخى الحقيقة في ميدان التجربة والمشاهدة ولا يكتفي باستنباطها من التأمل في النفس أو باستنباطها من أقوال الفلاسفة.
وتتجلى أهمية البحث أكثر وأكثر في هذا العصر المتسارع.. الذي يرفع فيه شعار البقاء للأقوى.. والبقاء للأصلح!
إذاً أصبح البحث العلمي والتطوير هو محرك النظام العالمي الجديد.
التطور التكنولوجي
ومن الحلول التي يقدمها البحث العلمي لمشاكل عديدة منها، حل مشاكل الإنتاج وتحسين نوعية المنتجات وترشيد تكاليف الإنتاج وتقليص الفاقد من عمليات الإنتاج، وإبتكار تقنيات ونظم إنتاجية تساعد على استخدام مواد أكثر وفرة وأرخص سعراً.. كما يمكن للبحث العلمي أن يلعب دوراً مهماً في عملية نقل وابتكار وتطوير التكنولوجيا بما يتواءم مع ظروف البلد حتى يحقق الهدف المطلوب منها.
لذلك أصبح التطور التكنولوجي المعيار الفارق بين التقدم والتخلف في عصرنا الحالي، لذلك يجب أن نوليه كل الاهتمام بالبحث العلمي لأنه يلعب دوراً كبيراً ورئيسًا في تعزيز التطوير التقني وبناء قاعدة وطنية للعلوم تكون قادرة على الإبداع والابتكار بمشاركة المؤسسات الوسيطة والداعمة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية من هنا يجب علينا أن نضع خطة وسياسة تؤدي إلى تطوير وتعزيز أنشطة البحث العلمي بدعم من الدولة والقطاع الخاص واتخاذ السياسات اللازمة لتحقيق أهداف النمو للاقتصاد الوطني.

> function fetch_object(idname) { if (document.getElementById) { return document.getElementById(idname); } else if (document.all) { return document.all[idname]; } else if (document.layers) { return document.layers[idname]; } else { return null; } } function CheckMsgLen(display, idname) { var msg_len = fetch_object(’message’).value.length; if (display == true && msg_len > 1500) { alert(تعليقك تجاوز 1500 حرف، الرجاء أعد صياغته بشكل أقصر); return false; } if (display == true && msg_len < 50) { alert(تعليقك قصير جداً، الرجاء أعد صياغته بشكل أطول من 50 حرف); return false; } fetch_object('message_len').innerText = 1500 - msg_len; if (display == true) { submitonce(idname); return true; } } var TimeOut_remaining; function time_remaining() { var Obj = fetch_object('remaining'); Obj.innerText = Obj.innerText - 1; if ((Obj.innerText <= 2) && (Obj.innerText > 0)) { alert(أوشك الوقت المتاح لك لكتابة تعليقك على الإنتهاء، لذا وجب التنويه!); } else if (Obj.innerText <= 0) { ********clearTimeout(TimeOut_remaining); fetch_object(’add_comment’).style.display = ‘none’; } TimeOut_remaining = ********setTimeout(time_remaining();, 60000); } TimeOut_remaining = ********setTimeout(time_remaining();, 30000);
https://alsofi.maktoobblog.com/742489...-%D8%A7%D9%84%









رد مع اقتباس