منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تحريق الأسير الكافر المحارب محرم بنص السنة فكيف بحرق المسلم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-07, 21:33   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

إبطال استدلال الدواعش بحرق علي رضي الله عنه
للزنادقة بعد قتلهم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فما زال الدواعش وأنصارهم يلبسون على الناس في قضية حرقهم للمسلم حياً، ومما استدلوا به ما ورد من تحريق علي رضي الله عنه للزنادقة ظانين أن علياً رضي الله عنه حرقهم وهم أحياء.

والجواب عن استدلالهم ذلك من وجوه:
أولاً: أن الذين قتلهم علي رضي الله عنه وأحرقهم بعد قتلهم كانوا كفاراً زنادقة، منهم من كان يعبد وثناً، ومنهم من ادعى الألوهية في علي رضي الله عنه.
وكذلك قتل عليٌّ رجلاً كان مسلماً وتنصر واسمه المستورد العجلي، ثم أحرقه بالنار بعد قتله لما طالب قومه بجثته. رواه عبدالرزاق وسنده صحيح.
فلم يقم علي رضي الله عنه بحرق مسلمٍ حياً مهما بلغت معصيته.
ثانياً: لم يثبت أن علياً رضي الله عنه أحرقهم وهم أحياء، وإنما ظن ذلك من ظنه بسبب إبهام وإجمال بعض الروايات، وإلا فمن جمع الروايات الصحيحة الواردة في الباب لعلم أن علياً رضي الله عنه وجميع الصحابة رضي الله عنهم لم يحرقوا مسلماً حياً، ولا أحرقوا كافراً وهو حي أبدا، وإنما سيجد من الروايات الصحيحة الصريحة بأن التحريق كان بعد قتلهم.
ومن تلك الروايات ما رواه ابن جرير في تهذيب الآثار-مسند علي رضي الله عنه(3/ 82رقم147) بسند حسن عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال: أتى علي بقوم زنادقة، فقالوا: أنت هو. قال: من أنا؟ قالوا: أنت هو. قال: ويلكم من أنا؟ قالوا: أنت ربهم. فقال علي: "إن قوم إبراهيم غضبوا لآلهتهم فأرادوا أن يحرقوا إبراهيم بالنار، فنحن أحق أن نغضب لربنا، ثم قال: يا قنبر، دونكهم، فضرب أعناقهم، ثم حفر لهم حفر النار، وألقاهم فيها، فأنشأ النجاشي الحارثي يقول:
لترم بي المنايا حيث شاءت *** إذا لم ترم بي في الحفرتين
إذا ما قربوا حطبا ونارا ***فذاك الهلك نقدا غير دين
وقال عمار الدهني وَهُوَ فِي مجْلِسِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ : وَأَيُّوبُ يُحَدِّثُ بحديث إحراق علي رضي الله عنه للزنادقة وإنكار ابن عباس رضي الله عنهما: إِنَّ عَلِيًّا لَمْ يَحْرِقْهُمْ إِنَّمَا حَفَرَ لَهُمْ أَسْرَابًا ، وَكَانَ يُدَخِّنُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا حَتَّى قَتَلَهُمْ. رواه الحميدي وغيره.

ثالثا: قد أنكر عليه ابن عباس رضي الله عنهما تحريقهم حتى بعد قتلهم، وإذا اختلف الصحابة نتحاكم للنص والنص على تحريم تحريق الحي.
فبهذا يتبين أنه يحرم قتل المسلم حرقاً، بل حتى حرق الكافر حياً حرام أيضاً، وأن الخلاف هو بالتحريق بعد القتل لمن استحقه، وبحكم ولي الأمر المسلم.
وأما عصابات داعش الإجرامية فهم مبدلون لشريعة الله، محاربون لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، مشوهون لسمعة الإسلام وأهل الإسلام، صادون عن سبيل الله، قاتلهم الله أنى يؤفكون، وأهلكهم الله ورد كيدهم في نحورهم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
- سحاب -









رد مع اقتباس