منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-19, 21:26   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


س: ما حكم الاحتفال-ولو بأبسط مظاهره-بعيد الأم؟
ج: الجواب عن هذا السؤال لا يجاوز مثلث المنهج الصحيح:الكتاب والسنّة وهدي السلف الصالح لهذه الأمة.والإسلام دين الله على هذه الأرض،والذي ختم الله به جميع الأديان والرسالات ،شرّف المرأة وكرّمها وأعطاها حقوقها المادية وحقوقها المعنوية،وقد كانت آخر وصية للنبي محمّد صلى الله عليه وسلم وجّهها لأمة الإسلام مشتملة على وجوب الإحسان للنساء وتحريم ظلمهن... فكيف نغض الطرف عن دين الله الحق المتصف بالعدل والإحسان،لنقبل على تشريعات يمليها أعداء هذا الدين من الكفار والمشركين،ومن المعلوم أنه إن غفل النّاس عن أمر واحتقروه ولم يهتموا به خصصوا له يوما ليذكر في المحافل،أو لتعطى فيه زهرة سرعان ما تذبل وينطفئ جمالها،ولنسمع إلى قوله تعالى:" وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا "سورة النساء:19،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خياركم خيارهم لنسائهم"(1)،فلا يكون الرجل فاضلا حتى يكون حسن المعاملة مع أهله،وقال صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى:"أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا،خياركم خياركم لنسائهم(خلقا)"(2)،وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم:"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"(3).
وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع:"اتقوا الله في النساء،فإنّهن عوان عندكم،أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بأمانة الله ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"(4).
والأم داخلة في عموم هذه النصوص ،وقد خصّت بآيات وأحاديث عظيمة توجب برّها والإحسان إليها والعطف عليها في كل حين وعلى كل حال،وتحرّم عقوقها،ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال:" يارسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟"قال:"أمك"،قال:ثم من"؟قال"أمك"، قال:"ثم من"؟قال "أمك"،قال ثم من"؟ قال"أبوك"،وفي هذا دليل على عظم حق الأم،بل جعله الله بعد حقه مباشرة حيث قال:" وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"سورة النساء:36.وتخصيص الأم بالبر والمرأة بالإحسان بيوم واحد في السنة،لتعق الأم بعد ذلك وتظلم المرأة ليس من الإسلام في شيء،بل هو من عادات الكفار والمشركين الذي لا يدينون بدين الإسلام،فلم يعرفوا أحكامه وتشريعاته العظيمة التي أعطت لكل ذي حق حقه.فعلى المسلمين أن يتفطنوا ويرجعوا إلى دين الإسلام بعقيدته وشريعته وآدابه،فلا سبيل إلى النهوض والتقدم والسيادة إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم،قال تعالى:" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"سورة آل عمران:110.وقال تعالى:" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ "سورة الأعراف:96،غير أنه إن كان الاحتفال خاليا من سلوكيات لا دينية ،وجرت حسب للزيادة في الاحترام والتقدير وللفت الانتباه للغافلين عن مكانة المرأة في المجتمع،فأرجو أن يكون في ذلك متسع.




(1): رواه أحمد(10107) والترمذي(1162) وهو صحيح كما في الصحيحة(285).
(2) رواه الترمذي(1162) وهو حديث حسن صحيح كما في"الصحيحة"(284).
(3):رواه الترمذي(3895) وهو صحيح.
(4):رواه مسلم(1218).








 


رد مع اقتباس