منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أبو تمام لصلاح عبد الصبور
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-04, 21:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الأقحوان
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الأقحوان
 

 

 
إحصائية العضو










M001 أبو تمام لصلاح عبد الصبور


تحليل نص - أبو تمام-
صلاح عبد الصبور

صاحب النص:
محمد صلاح عبد الصبور شاعر وناقد مصري معاصر ولد بمدينة الزقازيق بمصر عام 1931 التحق بجامعة عين شمس بالقاهرة وتخرج في كلية الأدب 1959 ، تفرغ للأدب والصحافة اشتغل صحافيا في عدة مجلات منها روز اليوسف الشهيرة وصباح الخير ثم أصبح رئيسا للتحرير لمجلة المسرح ، كما عمل في السلك الدبلوماسي كمستشار إعلامي للسفارة المصرية بالهند عام 76/78 توفي بالقاهرة عام 1981
أول ديوان له الناس في بلادي عام 1957 ثم توالت الدواوين الأخرى مثل الإبحار في الذاكرة ، أقول لكم ، أحلام الفارس القديم، مأساة الحلاج، وتبقى الكلمة ، تأملات في زمن جريح ..

تقديم النص
لم يكن الشاعر صلاح عبد الصبور بمنأى عن هموم الأمة فراح يطلق العنان للسانه يعبر عن حسرته لما ادلهم بها من نكبات وكوارث مستحضرا التاريخ والأمجاد في محاولة منه لدغدغة مشاعر النخوة والثورة على الوضع المذل لغالب الدول العربية آنذاك التي تئن تحت وطأة الاستعمار خاصة بعد زرع الكيان الصهيوني في جسد الأمة.
وهذا ما يتضح من قصيدة ألقاها في مهرجان أبي تمام الذي أقيم في دمشق سنة 1961
وحضره كبار الأدباء من أمثال العقاد رغم أن الشاعر لم يكن مدعوا إليه للخلاف الحاصل بين الشعراء المجددين والمحافظين ، فحضره بإمكانياته الخاصة

أثري رصيدي اللغوي
*- الحقل المعجمي
الصارخ الظلمة، العتمة، لا يترنم، ثقيل، الحسرة، طويناه : ألفاظ تندرج ضمن موضوع الاستسلام والعجز (وهو حال الأمة العربية الإسلامية)
*- الحقل الدلالي :
جذر كلمة الصارخ
صرخ: صُرَاخأ وصريخ(مصدر)ا ....= صاح شديدا / استغاث
1- الصارخ والصريخ ( اسم فاعل وصيغة مبالغة) : المستغيث/ الصائح بشدة والصريخ: بمعنى المغيث أيضا(ضد)
2- الصارخ : الديك
3- الصارخة = صوت الاستغاثة ، تقول( سمعت صارخة القوم) أي صوت استغاثتهم ، وبمعنى الإغاثة أيضا(ضد)

اكتشاف معطيات النص:
- ينطلق الشاعر من التاريخ فيذكرنا في مستهل القصيدة بقصة فتح عمورية (224هـ) بيد المعتصم بالله الخليفة العباسي وهزمه
لجيوش الروم بقيادة (توفلس)
- حينما يشير الشاعر إلى طبرية ووهران فهو يتحسر على ما آل إليه حال الأمة من ضعف واستسلام بعد مجد وعز تاريخين مشهودين
- (بالتناص) يتقاطع صلاح عبد الصبور مع الشاعر أبي تمام في رائعته المشهورة في وصف معركة عمورية (( فتح الفتوح))
- اعتمد الشاعر على التراث لاختيار الرموز الشعرية المناسبة للموقف الشعري ، ويمكن تصنيف هذه الرموز إلى صنفين
-
نوع الرمز الرمز دلالته

1- الشخوص التاريخية السيف البغدادي (( المعتصم)) العز والمجد والانتصار
- أبو تمام الجد
- الأخت العربية

2- لحيز المكاني" المدينة" عمورية / طبرية / وهران تختلف دلالة المدينة بين المجد في الماضي والاستسلام في
لحاضر وتجسد المفارقة بينهما لأن عمورية مدينة رومية احتلها العرب
وفتحوها أما طبرية ووهران مدينتان عربيتان
احتلهماالصهاينة والصليبيون

- في نفس الشاعر كثير من الحرقة والألم يظهران عندما يستعرض حاضر الأمة في المقطعين الأول والثاني.
- في مثل هكذا أوضاع يحن الإنسان" الشاعر" إلى زمن آخر -لأن الحنين هو لحظة هروب من الواقع المر- فالشاعر يحن إلى" الماضي" زمن القوة الذي كان فيه العربي سيدا ، معلنا انتماءه القومي معبرا عن حسرته لانتمائه إلى الزمن الرديء المشوب بالهزيمة والاستكانة.
- شتان بين الماضي والحاضر : هي النتيجة التي يمكن استخلاصها من المقطع الأول في مقارنته بينهما ، فالاستغاثة في الماضي لباها سيف قاطع انتقم للكرامة والاستغاثة في الحاضر(( فلطسن والجزائر)) لباها العرب والمسلمون في انعقاد المؤتمرات أو الأحزان بسياط المستعمر.
- النقد اللاذع الموجه إلى الأمة يتجسد في استكانة قادتها واكتفائهم باللقاءات والتنديدات.. فانعكس الوضع تماما بين قول أبي تمام: السيف أصدق أنباء من الكتب.... وواقعنا حيث أصبحت الأنباء " الكتب المروية" مصدر تعاطي القادة بينما السيف مغروس في خاصرة العرب، كأننا لم نفهم قول أبي تمام إطلاقا منذ قرون.
مناقشة المعطيات:
- الخلفية التاريخية هي معركة الكرامة بين المسلمين والروم في موقعة عمورية التاريخية التي اتنصر فيها الخليفة المعتصم تلبية لاستغاثة امرأة عربية اسيرة بقولها : "وامعتصماه"
- ربما يهدف الشاعر إلى استهجان عقد ملتقى أبي تمام لأنه رمز للفخار والأمة ليست في الوضع اللائق لإحياء ذكراه.
- اعتماد ضمير المتكلمين يحيل إلى اشتراك الجميع في التعاطي السلبي مع الواقع العربي والإحساس بالمرارة من هذا الواقع.
- لصيغة الأمر في نهاية المقطع الأول دلالة نفسية: هي تصاعد التوتر الذي يؤكد عنفوان الثورة ، ((الحسرة من الواقع وتمني غضب عارم يزيل هذه الحسرة"الثورة"))
- العلاقة بين الجد والأبناء هي علاقة فنية " الشاعرية" بين أبي تمام الشاعر وأحفاده من الشعراء العرب المجتمعين في المهرجان ، ولكن الموقف يثير حسا مأساويا مزمنا، لأن حظ الجد أن يحيا في زمن الأمجاد، بينما نصيب الأبناء أن يعايشوا الهزائم والهوان.
- التجديد اعتمد على توظيف التراث واقتباس الرموز والأساطير التاريخية من معالم وشخوص وهو مذهب المجددين في الشعر العربي المعاصر (عد إلى الجدول أعلاه)
- ماذا يقصد الشاعر بالكتب المروية؟: فالاستلهام من التاريخ (( قصة المنجمين مع فتح عمورية واستخفاف المعتصم بخرافاتهم)) والإسقاط على الحاضر بالإحالة إلى اكتفاء العرب بنتائج المؤتمرات العالمية التي لم تكن في صالحهم يوما .

تحديد بناء النص

*- النمط الغالب في النص : هو النمط السردي : سرد أحداث قصصية بمعالمها وشخوصها بالتركيز على الفعل الماضي أو الحاضر في المكان
المناسب لكليهما (( لم يذهب ، شق ، حين دعا، لبى)) (( يلقى يتعاطون ، لا يسقينا ، تطلب ....إلخ))
*- العناوين المناسبة
- 1- بين الماضي والحاضر
- 2- تذكار أبي تمام حسرة وألم
- 3- الحاضر أعياد للأحزان

• - تتجسد الوحدة العضوية في التلاحم بين المقاطع الثلاثة التي تشكل في مجموعها قصة متسلسلة الأحداث لا يمكن الفصل بينها.

الاتساق والانسجام:

*- لكن: تفيد لغة الاستدراك وهو نفسه السبب في استعمالها في ثنايا القصيدة لأن موقف المقارنة بين الماضي والحاضر يستوجب الاستدراك
في كل مرة أن الزمنين مختلفين .
*- المعنى الذي أفادته في داخل الجملة هو الزمنية لأنها دخلت على اسم زمن "موعد" ولا غرو أن الزمن عنصر مهم في النص وبنية من بنياته
كقصة تاريخية.
*- معنى "أو" في الجملة هو "التسوية بين ما قبلها وما بعدها فالأمر سيان .
إعراب الجد: " أبو تمام الجد"
الجد: عطف بيان أو بدل من أبو تمام مرفوع
*-مدلول وا في اللغة : هو النداء والندبة