منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - دروس فلسفية ومقالات لا تفوتوا الفرصة جديد جديد الحلقة الأولى والثانية والثالثة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-15, 23:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
aissa fatma
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية aissa fatma
 

 

 
إحصائية العضو










Mh47 دروس فلسفية ومقالات لا تفوتوا الفرصة جديد جديد الحلقة الأولى والثانية والثالثة








أحبائي الطلبة أحييكم ونبشركم أننا سنبدأ سلسة من الدروس و المقالات ونحن إذا بهذا نفتتح فرصة المراجعة الحقيقية لبكالوريا جوان 2010
1 - بادئ ببدء هاهي سلسلة متتابعة من الدروس وركزنا خاصة على الدروس الأخيرة المتعلقة بكل الشعب خاصة إذا تعلق الأمر بإشكالية فلسفة العلوم .

اليوم نفتتح الدروس الخاصة بشعبة آداب وفلسفة في إشكالية فلسفة العوم و بالضبط مشكلة " في الحقيقة العلمية و الحقيقة الفلسفية المطلقة " وعلى فكرة هذا الدرس الوحيد الذي نجده فقط عند شعبة الآداب وفلسفة سنة ثالثة دون الشعب الأخرى
الآن هلموا معنا إلى الدرس الأول

أستاذة المادة : عيسى
المستوى : سنة ثالثة ثانوي ( آداب و فلسفة )
المجال التعليمي : إشكالية " في فلسفة العلوم "
الوحدة التعليمية : مشكلة" في الحقيقة العلمية و الحقيقة الفلسفية المطلقة "

مقدمة وطرح الإشكالية :
إنه مهما تعددت الحقيقة في تعريفاتها و في مجالاتها ، فإنه لايختلف اثنان في أن الإنسان مفطور بفضوله على البحث . ومهما اختلفت أصنافها و تنوعت مقاييسها ، فإن أقصى ما يبحث عنه هذا الإنسان هو الحقيقة الأولى ، كما يسميها الحكماء نظرا لاتصافها بالثبات والمطلقية . ولكن كيف له أن يعتنق المطلق و هو كائن نسبي ؟ فهل في هذه الحالة ، يمكن وضع الحقيقة الثابتة ضمن قائمة الحقائق النسبية نظرا إلى نسبة ارتباطها إلى الواقع البشري و محيطه ؟

1 – ماهي الحقيقة و أصنافها ، و ماهي مقاييسها ؟ :
أ – في مفهوم الحقيقة :
س/ ما الحقيقة ؟
ج / ليس من السهل تعريف الحقيقة تعريفا جامعا مانعا – تام – لاختلاف معناها من تصور فلسفي إلى تصور فلسفي آخر ، ومن ثقافة إلى ثقافة أخرى ، ولكن عموما يمكن القول مايلي :
1 - عند اللغويين تطلق على الماهية أو على الذات ، فحقيقة الشيء أي خالصه ، و كنهه ، و ماهيته ، فقولنا ذهب حقيقي أي خالص ، و تفكير حقيقي : أي خالص من أي لبس أو كما نعرف الإنسان أنه : حيوان ناطق . فالحقيقة هي الماهية أو الذات أو الصفات الثابتة لشيء يقينا . لقول ابن سينا : " فإن لكل أمر هو بما هو " (1)

2 – مطابقة التصور : أو الحكم للواقع ، إذا أخذنا الواقع على أنه عالم الأشياء ، فنقول بأن الحقيقة هي مطابقة التصور لعالم الأشياء . مثلا سبب سقوط الأجسام في الطبيعة مرده إلى الجاذبية لأن العلم أثبت وجود الجاذبية وبالتالي حكمنا يمثل الحقيقة .
3 – لدى المناطقة و الرياضيين :هي الأمر الممكن في العقل أي الذي لا يتخلله تناقض – مطابقة النتائج مع الواقع – حيث يقول ليبتز الفيلسوف الألماني ( 1646 – 1716 ) " متى كانت الحقيقة ضرورية ، أمكنك أن تعرف أسبابها بإرجاعها إلى معان وحقائق أبسط منها حتى نصل إلى الحقائق الأولى "
4 – في نظر بعض الفلاسفة : الكائن الموصوف بالثبات مع قطع النظر عمن سواها و يقابله الإضافي أو الظاهر أو النسبي مثلا اله ، الخير ، حيث يقول الفيلسوف الإسلامي الفارابي "( 260 ه – 339 ه ): "
الوقوف على حقائق الأشياء ليس في قدرة البشر ، لا نعرف من الأشياء إلا الخواص و اللوازم و الأعراض و لا نعرف الفصول المقومة لكل منها
. "

2 - أصناف الحقيقة :
س / ما أصناف الحقيقة ؟
ج /

1 – حقائق مطلقة : و هي أقصى ما يطمح إليه الفيلسوف أو الحكيم و أبعد ما يستطيع بلوغه عن طريق العقل أو الحدس . وهذا ما نجده عند الفيلسوف اليوناني " أفلاطون " ( 429 ق م – 347 ق م ) في كتبه عن عالم المثل – عالم فوقي – حيث الحقائق المطلقة الثابتة التي لا تدرك بالحواس - الإبصار – مثلا نجد الخير المطلق و الجمال المطلق ، ... أما ما هو موجود في عالمنا الحسي فهو إلا أضلالا و أشباح . أما عند تلميذه " أرسطو " ( 384 ق م – 322 ق م ) فتكمن الحقيقة في " المحرك الذي لا يتحرك " و يراد به الإله أو الله الذي هو أصل حركة كل الأشياء ، كائن غير مرئي ، لا يتغير ، لا يتحرك ، تام ، أبدي ، ، السبب النهائي للطبيعة ، القوة الدافعة .

2 – الحقائق النسبية : النسبي لغة هو المتعلق وجوده على غيره وهي فيما يتعلق بالمجال العلمي " حقائق علمية " التي تظهر من خلال القوانين العلمية التي تعبر عن العلاقات الثابتة بين الظواهر لذلك تتميز هذه الحقائق بالنسبية التقريبية الجزئية المؤقتة خاصة مع ظهور النظرية النسبية عند آينشتاين لذلك الحقائق العلمية متوقفة على شروط منها المؤثرات الطبيعية و عوامل الحركة في الزمان والمكان والنظام حيث يقول كلود برنار ( فيلسوف وعالم فيزيولوجي فرنسي ) ( 1813 – 1878 ) : " يجب أن نكون حقيقة مقتنعين بأننا لا نمتلك العلاقات الضرورية الموجودة بين الأشياء إلا بوجه تقريبي كثيرا أو قليلا و أن النظريات التي نمتلكها هي ألعد من أن تمثل حقائق ثابتة "

3 حقائق ذوقية : وهي الشعور الذي يستولي على المتصوف عند بلوغه الحقيقة الربانية المطلقة فهو يستقي علمه من الله رأسا و ذلك عن طريق الحدس و خير من يمثله " أبو حامد الغزالي " ( الفيلسوف الإسلامي ) ( 450 ه – 505 ه ) حيث يقول " النور الذي يقذفه الله في القلب "

4 – حقائق بين المطلق والنسبي : و هي حقائق فلسفية إلا أنها تنهل مصداقيتها من الواقع الاجتماعي و النفسي و التأملي

ملاحظة : ذكر بعضهم أنواع أخرى منها : الحقيقة المادية ، الحقيقة الصورية ، الحقيقة الميتافيزيقية ، ... الخ.
3–مقاييس الحقيقة :
س / ما مقياس الحقيقة ؟
ج / إن مقاييس الحقيقة تابعة عموما لطبيعة هاته الحقيقة ومجالاتها ، و الفلسفة أصحابها ، لذلك يمكن القول بوجود عدة معايير يذكر منها :
1 – مقياس البداهة و الوضوح " الحقيقة المطلقة " ( العقلي ) :
البداهة و الوضوح مصدرهما العقل لأنه هو المعيار الذي يلهم جل المفكرين و الفلاسفة و حتى عامة الناس يقول سبينوزا ( 1632 – 1677 ) الهولندي : " الهولندي هل يمكن أن يكون هنالك شيئا أكثر وضوحا و يقينا من الفكرة الصادقة يصلح أن تكون معيار الحقيقة ؟ فكما أن النور يكشف عن نفسه و عن الظلمات ، كذلك الصدق هو معيار نفسه و معيار الكذب " مما يدل أن الحكم الصادق يحمل في طياته معيار صدقه و هو الوضوح الذي يرتفع فوق كل شيء ، و يتجلى ذلك في البديهيات الرياضية التي تبدو ضرورية وواضحة بذاتها كقولنا " الكل اكبر من الجزء " و " أن الخط المستقيم هو أقصر مسافة بين نقطتين " و يقول ديكارت ( 1596 – 1650 ) " لاحظت أنه لا شيء في قولي : أنا أفكر إذن أنا موجود يضمن لي أن أقول الحقيقة ، إلا كوني أرى بكثير من الوضوح أن الوجود واجب التفكير ، فحكمت بأنني أستطيع اتخاذ قاعدة عامة لنفسي ، وهي أن الأشياء التي نتصورها بالغ الوضوح و التمييز هي صحيحة كلها " و يضيف قائلا " كل ما يمكن معرفته عن الله يمكن البرهنة عليه بمبررات لسنا بحاجة للبحث عنها ، بعيدا عن أنفسنا ، و التي لا يقوى على توفيرها لنا سوى تفكيرنا " و بالتالي لا مجال للشك في الحقائق المطلقة الواضحة بذاتها .

2 – مقياس النفع " الحقيقة النسبية " :
لقد نظر " بنتام " ( 1748 – 1832 ) فيلسوف إنجليزي من رواد المنفعة في العصر الحديث : " الحقيقة نظرة تجريبية واعتبر أن كل إنسان من طبيعته الميل إلى اللذة وتجنب الألم وبالتالي الخير ما يؤدي إلى المنفعة و بالتالي هو الحق و الشر ما يؤدي إلى المضرة و بالتالي فهو الباطل و بناء على هذا وضع مقياسا لحساب اللذات التي يمكن أن تحقق أكبر قدر من المنفعة من سبع درجات هي اليقين ، الخصوبة ، المدة ، النقاء ، القرب ، الامتداد كما أنه قبل القيام بالعمل لابد من التفكير في المنفعة المنشودة والتأكد بأبعادها حسابيا فنتساءل :
1- هل بكل طريقة حسابية يعطي هذا العمل اللذائذ ؟ " اليقين "
2 – هل هذه اللذة شديدة أم ضعيفة ؟ " الشدة "
3 – هل الخير في الحاضر أم في المستقبل ؟ " الخصوبة "
4 – هل اللذة مستمرة أم قصيرة الأمد ؟ " المدة "
5 – هل اللذة تمتزج بأي ألم أم لا ؟ " النقاء "
6 – هل اللذة قريبة أم بعيدة " القرب "
7 – هل هذا العمل فيه منفعة لي أم منفعة لغيري ؟ " الامتداد "
أما البرغماتية التي هي امتداد للفكر النفعي فإنها ترى أن مقياس الحقيقة الفكر العملي التطبيقي الميداني لا الفكر المجرد البعيد عن الواقع ، لأن العقل أداة للحياة العملية ، كما أن قيمة الفكرة من حيث الصدق أو الكذب ، النفع أو الضرر ، الحقيقية أو المزيفة ترجع إلى ما تحققه من نتائج عملية نافعة ، فالعبرة بالنتائج ، فالصدق صدق لأنه نافع و يقول " وليام جيمس" فيلسوف براغماتي أمريكي ( - ) " إن كل ما يؤدي إلى النجاح فهو حقيقي ، و أن كل ما يعطينا أكبر قسط من الراحة ، و ما هو صالح لأفكارنا و مفيد لنا بأي حال من الأحوال فهو حقيقي " و يضيف أيضا " الحق ليس إلا التفكير الملائم لغايته ، كما أن الصواب ليس إلا الفعل الملائم في مجال السلوك " و كان " بيرس " قد أكد نفس الفكرة عندما قال : " إن تصورنا لموضوع ما ، هو تصورنا لما قد ينتج عن هذا الموضوع من آثار عملية لا أكثر ... تدبر الآثار التي يجوز أن يكون لها نتائج فعلية على الموضوع الذي نفكر فيه ، وعندئذ تكون فكرتنا عن هذه الآثار هي كل فكرتنا عن الموضوع " و في موضع آخر يقول وليام جيمس : " أسمي الفكرة الصادقة ، حين نبدأ بتحقيقها تحقيقا تجريبيا ، فإذا ما انتهيت من التحقيق و تأكدت من سلامة الفكرة ، سميتها نافعة فهذه الآثار التي تنتهي إليها الفكرة هي الدليل على صدقها أو هي مقياس صوابها ... و أن التفكير هو أولا و آخرا و دائما من أجل العمل " ذلك إذا ما تضاربت الأفكار و الآراء على الإنسان أن يرجع إلى التجربة العملية التي تكشف له عن الفكرة إن كانت صادقة أو غير ذلك ويضيف أيضا " والتجربة هي التي تكشف من المنفعة أو عدمها إنها هي محك الصدق ، و الزيف ، مقياس الحق و الباطل ، معيار الخير والشر " ، كما أن الإعتقاد الديني لا يخضع للبيئات العقلية : و التناول التجريبي الوحيد وله هو آثاره في حياة الإنسان و المجتمع إذ يؤدي إلى الكمال ، بما فيه من تنظيم وحيوية . إذن الحقيقة تقاس بمعيار العمل المنتج و ليست حقيقة في ذاتها ، و إن النتائج والآثار هي الدليل على صدقها أو صوابها .

3 - مقياس الوجود لذاته :
أن الوجود لذاته عند الوجوديين هو الوجود الإنساني الذي يشعر به كل واحد منا في عالمه الداخلي و يحياه بكل جوارحه ومن مميزاته أنه ليس وضعا نهائيا و لا ساكنا و إنما هو تجاوز مستمر لما هو عليه كل واحد منا ، كما أن الوجود لذاته هو أساس الفلسفة الوجودية و مصدر فلسفتهم و يقول في هذا الصدد جون بول سارتر ( 1905 – 1980) : إن الأشجار والأحجار هي مجرد كائنات ، وإن الإنسان في هذا العلم هو وحده الذي يوجد لذاته أي يمتلك وجدانا " أو بتعبير آخر و يقول " لا شيء مهم مثل وجود الإنسان " و يقول ياسبرس ( 1883 – 1969 ) الفيلسوف الألماني : " إن كلمة وجود هي أحد مرادفات كلمة واقع ، بيد أنها قد اتخذت وجها جديدا ، بفضل التوكيد الذي أكده كيركجارد فأصبحت تدل على ما أنا إياه بصورة أساسية ذاتي " و يقول أيضا " إن الواقع قد دخل في تاريخ طويل ابتدأ من بداية غامضة في نتاج كيركجارد" و أن الوجود سابق عن الماهية و معناه أن الوجودي يقوم في بداية الأمر بغير ماهية و أكون عند ولادتي ناقص الصورة لأني الكائن الوحيد الذي يكمن وجوده في حريته على عكس الحال مع سائر الكائنات ، ولكي أحدد ماهيتي وجب أن أختار ، ولكي أختار وجب أن أكون موجود ، لذلك الصواب أن أقول أنا أفكر إذن فأنا كنت موجودا و ليس أفكر إذن أنا موجود ، وما كان قبل وجود الإنسان يعد عدما ، وعليه الشعور أو الحدس هو مصدر المعرفة فإذا كان العقلانيون يقدمون العقل و يضعونه فوق كل اعتبار فإن الوجوديين يضعون الوجود وما يستدعيه من شعور باطني و انفعالي فوق كل حقيقة لأنه قادر على الاستمرار حيثما تنقطع سلسلة الاستدلالات العقلية و المقارنة الفلسفية الخاصة يقو كيركجارد (1855 – 1913 ) الفيلسوف الدانمركي : ( إن مسألة المسائل هي أن أجد حقيقة ...حقيقة و لكن بالنسبة إلي ، أن أجد الفكرة التي من أجلها أيد أن أحيا و أموت " و يضيف أيضا " الحقيقة هي ذات الحياة التي تعبر عنها : هي الحياة في حال الفعل " و يضيف قائلا " إن مؤلفاتي كلها تدور حول نفسي ...حول نفسي وحدها و لاشيء سواها ...إن إنتاجي كله ليس سوى تربيتي لنفسي " أما سارتر فيقول " إن علاقتي بالعالم هي التي صيرته بالنسبة إلي ذا دلالة إذ أنه صار قابلا للمعقولية ، وهو يتكون من ظواهر هي التي تألف الموجودات الحقيقية " وهذا لأن الكائن الإنساني حر حرية مطلقة في تحديد مصيره و قيمه في الوجود دون ضغوطات أو قوالب فكرية جاهزة من البداية حيث يقول سارتر أيضا " إن الإنسان لا يوجد أولا ليكون بعد ذلك حرا ، وإنما ليس فوق ثمة فرق بين وجود الإنسان ووجوده حرا" فكل واحد منا يتمتع بإرادة حرة تسمح له باختيار ما يراه مناسبا له مثلا سارتر فضل الشيوعية و هيدجر فضل النازية ياسبرس فضل الليبرالية دون أن يفرض أحدهم اختياره على الآخر بل يرون أن تفضيل اختيار ما معناه إلغاء بقية الاختيارات الممكنة - إعدامها – كما أن الوجود لذاته فهو وجود يدخل في مقوماته العدم والعدم يكشف عن نفسه في حال القلق ، وهذا الوجود تناقض لأنه نقطة التلاقي بين المتناهي واللامتناهي ، وبين الزمني والسرمدي ، وما يهدد الإنسان هو الموت وكما قيل الإنسان ولد لكي يموت ، مشروع موت ، يسير نحو الموت و هذا الذي يزيد من قلقه و تعدد الوجدانات مصدر النزاعات لأن كل وجدان يمثل حسب وجه نظره مما يؤدي إلى منازعات و يقول سارتر : " إن منذ الآونة التي نشعر فيها بأن إنسانا آخر ينظر إلينا إنما نشعر أيضا بأن الآخر يسلبنا عالمنا على نحو من الأنحاء ، هذا العالم الذي كنا نمتلكه وحدنا حتى هذه اللحظة " و يضيف قائلا " إنني ابتداء من الآونة التي أشعر فيها أن أحدا ينظر إلي ، أشعر أنني سلبت عن طريق نظر الآخر الموجه إلي و إلى العالم ...إن العلاقة بيننا وبين الآخرين هي التي تخلق شقاقنا " لذلك خلص إلى مقولته الشهيرة إن الآخرين هم الجحيم .

مناقشة :
1 – إن أصحاب الحقيقة المطلقة حصروا الوجود في الذات العارفة و ليس البحث في الوجود من حيث هو موجود ، كما جعلوا معيار الصدق و الوضوح معيار ذاتي رغم أننا لا ننكر دور العقل في الحقيقة غير أن الحقيقة ليست دائما صورية و يقينها ليس دائما العقل فللواقع دور في بلوغ الحقيقة - فكر ، وجود – كما أن لميول الإنسان و انفعالاته – عواطف ، تربية ، اتجاهات فكرية – دخل في التأثير على معيار الحقيقة .
2 – إن النفعية على صواب لو اقتصرت على المجال التجريبي و لكن أصحابها أرادوا أن يجعلوها شاملة لجميع أنواع الحقائق الفلسفية و السياسية والدينية مما يؤدي إلى القضاء على الحقيقة لأن الخطأ نفسه قد يؤدي إلى نتائج نافعة و بالتالي فإن النفعية و البرغماتية لا يفرقان بين الخطأ والصواب ما دام في الخطأ منافع بحجة المنفعة و عليه تصبح الحقيقة شخصية ونسبية و محل اختلاف و حتى صراع بين الأفراد لاختلاف منافعهم مما يفقدها قيمتها لكونها بعيدة عن العلم والتأمل الفلسفي وهذا لأننا نحسب لها حسابا عدديا قوامه النتائج

3 – كما أن الحقيقة أوسع مما ذهب إليه الوجوديون فليس من باب الحكمة التمرد على قيمة الحياة الاجتماعية من أجل التمرد و هجران الفكر المجرد من أجل الغوص في التأمل في الذات الشاعرة و هذا لأن الإنسان اجتماعي فمعيار الوجوديين غير كاف .






مع تحيات الأستاذة عيسى فاطمة
لا تنسونا من صالح دعائكم










 


آخر تعديل aissa fatma 2010-03-21 في 13:25.
رد مع اقتباس