منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مجموع البشير فيما قيد من عقائد سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-10-04, 12:15   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي




[3] جهود الأمير عبد القادر الحسني في بناء الدولة الجزائرية العربية السنية ، وبعث النهضة العلمية الحديثية

بسم الله الرحمن الرحيم

إن دولة الأمير عبدالقادر الجزائرية - رحمه الله - تأسست على الكتاب والسنة والبيعة على ذلك ، ولم تتقيد بأي فكر من أفكار الرجال ، أو أي طريقة من طرائقهم المصنوعة ، بل طريقته هي طريقة السلف الصالح في الحكم وتدبير شؤون حكومته .
جاء في كتاب ( تحفة الزائر في مأثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر )( ١/١٠٢ ) لابنه محمد باشا - رحمه الله - : ( ولما انقرضت الحكومة الجزائرية من سائر المغرب الأوسط واستولى العدو على مدينتي الجزائر ووهران .. قام من وفقهم الله للهداية وظهرت عليهم العناية من رؤساء القبائل وكبرائها وصناديدها وزعمائها فتفاوضوا في نصب إمام يبايعونه على الكتاب والسنة يسمعون لأمره ونهيه ويتابعونه في جميع أحواله .. فلم يجدوا لذلك المنصب الجليل إلا ذا النسب الطاهر والكمال الباهر رأس الملة والدين قامع أعداء الله الكافرين أبا المكارم السيد عبد القادر ابن مولانا السيد محيى الدين ..فبايعوه على كتاب الله العظيم وسنة نبيه الكريم ) ا.هـ
وقال عن أعمال حكومة الأمير ( تحفة الزائر ) (١١٨/١) : ( وبنوا ذلك على أساسات شرعية مؤيدة بنقول فقهية وأعمال سلفية ) ا.هـ
وقال المؤرخ أبو القاسم سعد الله - رحمه الله - في كتابه ( الحركة الوطنية الجزائرية ) : ( .. لأن دولة الأمير كانت دولة عربية سلفية شريفة لو انتصرت لكانت خطرا عظيما على مخططات الماسونية الصهيونية في الشرق )
وجاء في مقدمة آثار الإمام ابن باديس - رحمه الله - : ( والواقع أن الأمير عبدالقادر أول من أثار الضمير الشعبي الجزائري وبذر بذورا بقيت تنمو في القلوب وتمتد جذورها في الأرض الطيبة التي يجدر بالعالم الإسلامي أن يفخر بها ويسمها بحق أرض الشهداء ) ا.هـ

➖ قلت ( بن سلة ) : الأمير عبد القادر كان رجل دولة وديانة ودعوة ، فلقد طبق السنة النبوية ومنهج السلف الصالح في حكومته وقضائه والشورى ، وبين رعيته ، وفي نفسه ، فسيرته وأعماله تذكر بالرعيل الأول في الإمامة والديانة والدعوة والسياسة ، فهو لم يهمل شأن دولته ولا مصالح رعيته ولا الدعوة إلى الله ، فكان يدعو بحاله ولسانه ، فهو في الغزو والحالة هذه يتفقد أحوال دولته في الشرق والغرب كان ينتهز الوقت والفرص فيسمع صحيح البخاري على طريقة أهل الحديث الأوائل ، ويدرس العقيدة لجلسائه في المسجد ويحضر مجالسه الخاصة والعامة لسماع هذه الشروحات .

✅ ومن أكبر الإنجازات التي قام بها في الدعوة إلى الله وفي بيان العقيدة السلفية كتابة رسالته ( المقراض الحاد ) وهو في السجن في فرنسا واجه فيها أصحاب عقيدة الطبيعيين والإلحاد وأهل الكلام والتصوف المتكلمة الغلاة ، وبين فيها العقيدة السلفية بكل الوضوح .

✅ أما في الشام فلقد أسس مدرسة الحديث تربى فيها طلبته وأشهرهم : عبد الرزاق البيطار ، طاهر الجزائري ، جمال الدين القاسمي ، محب الدين الخطيب ، فهؤلاء هم رواد النهضة السلفية والحديث في العصر الحديث ، وهم رواد العروبة ، وتصحيح قضايا السياسة للأمة ، ولقد تأثروا بشيخهم الأمير عبد القادر وتبنوا منهجه ونهضته في تجديد الدعوة ومواجهة الاستعمار والتتريك ، وقاموا بنشر الدعوة السلفية هم وتلامذتهم من بعدهم الذين ناصروا دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ونشروا عقيدة الإمام ابن تيمية ، فالإمام ابو يعلى الزواوي وابن باديس والألباني حسنة من حسناتهم – رحمهم الله -

- ثناء علماء السنة على الأمير عبد القادر سلطان الجزائر :

١- قال الإمام ابن باديس : ( ولكن هذا المغرب العربي رغم التجاهل والتناسي من إخوانه المشارقة كان يبعث من رجال السيف والقلم من يذكرون به ويشيدون باسمه ويلفتون نظر إخوانهم المشارقة إلى ما فيه من معادن للعلم والفضيلة ومنابت للعز والرجولة ومعاقل للعروبة والإسلام ، ناهيك بالأمير عبد القادر المجاهد الجزائري وأبنائه الذين شاركوا مشانق جمال وثورة الغوطة وبحفيده الأمير خالد زعيم الجزائر الذي مات بمنفاه بالشام ) ا.هـ ، انظر ( آثار الإمام )(٤/١٤٤)

٢ - قال الإمام بشير الإبراهيمي : ( سنوات جهاد عبد القادر بن محيي الدين المختاري، ومقاومته الرائعة للفرنسيين، وبطولة ذلك الأمير، وصدق جهاده، وقوّة دفاعه عن الجزائر، وعظمته في العلم والرأي والحرب، ووقائعه التي انتصر في كثير منها على الجيش الفرنسي، كل أولئك أمور اشتهرت حتى غنيت عن البرهان، وحتى لقد شهدت بها فرنسا وقادتها قبل غيرهم.
وبعد تسليم الأمير عبد القادر خُيّر في محل الإقامة فاختار الشرق وانتقل بأهله وحاشيته إلى اسطمبول، ثم إلى دمشق مشتغلًا ببث العلم والقيام على أسرته وعلى المهاجرين الذين التحق به آلاف منهم، إلى أن مات بدمشق في شهر مايو عام 1883.)

٣-وجاء في مقدمة كتاب تاريخ الزواوة للإمام أبي يعلى الزواوي : ( أما دار الحديث فقد سمح الأتراك بتحويلها إلى خمارة فاشتراها الأمير عبد القادر وارجعها إلى سابق عهدها ، دار علم ويمكن الرجوع في ذلك إلى كتاب حلية البشر أما المدرسة الجقمقية فقد تولى الأمير نفسه التدريس فيها وتلميذه فيها الشيخ طاهر الجزائري )
وقال أبو يعلى الزواوي : ( واعتبروا - أي الزواوة - في الشام بالمغاربة وأظن أن ذلك بدهاء المرحوم الأمير عبد القادر ذلك الرجل العظيم الذي يعرف كيف يؤكل الكل الكتف ) ا.هـ

٤- قال القاسمي في الاستئناس لتصحيح أنكحة الناس ( ص ٢١) : ( هذا السيد المجاهد عبد القادر الحسني الجزائري الذي ملأت شهرة فضله الدنيا ) ا.هـ

٥ - عبد الرزاق البيطار فهو يعد من أبرز طلابه وقد أطال وبالغ في المدح والثناء على شيخه الأمير عبد القادر في كتابه حلية البشر ، فليرجع إليه

٦ - العلامة محمد بهجة البيطار قال في تعليقه على حلية البشر : ( العالم المجاهد الكبير وعين الشام وهامها وسيدها وهمامها )
ونشر رشيد رضا في مجلة المنار مقالة بهجة البيطار في ترجمة جده عبد الرزاق البيطار قائلا : ( لازم - أي عبدالرزاق - فقيدنا المرحوم الأمير وأخذ عنه الفصل بالعدل في القضايا العامة .. ولقد استفاد المرحوم من أخلاق السيد - أي الأمير - وآدابه حتى عد ثاني الأمير في حياته )

وصاحب كتاب ( دعاوى المناوئين لدعوة محمد بن عبد الوهاب ) نشر كلام العلامة بهجة البيطار في الهامش ( ص ١٠٩) فيه التنبيه على شهرة الأمير عبدالقادر

➖ قلت ( بشير ) : هذا الكتاب من مراجع تاريخ نجد ودعوة محمد بن عبدالوهاب عند علماء السنة في السعودية وغيرها ،فلو كان الأمير عبد القادر ماسونيا حلوليا عدوا لدعوة التوحيد وأئمتها ، فلماذا لم ينبه عليه في ذلك الكتاب مع أنه استقصى وجمع خصوم الدعوة من الحجاز والشام والعراق ومصر والمغرب الأقصى وذكرهم بأسمائهم ، ولكن الأمير لم يذكره معهم بل ذكر طلابه أنهم من أنصار دعوة التوحيد .

٧- رشيد رضا في مجلة المنار قال : ( الأمير عبد القادر له منزلة سامية في العالم ) ا.هـ

➖ قلت ( ابن سلة ) : هذه هي نظرة علماء السنة والحديث في الأمير عبد القادر ، فهؤلاء هم من حارب التقليد وغلاة التصوف الطرقية والتتريك والماسونية ، وقرر السلفية ، وكما ترى هم من أبرز تلاميذ الأمير عبدالقادر ، وهم من قام بالدعوة بعده ونشر علم الإمام ابن تيمية وابن القيم وعلم الحديث في الشام ومصر والمغرب والحجاز ، وقاموا بمناصرة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ، والوقوف مع دولة آل سعود والنصح لها .

أما مدرسة المستشرقين من بريطانيا وفرنسا فقد نصبوا العداء للإمام الأمير عبد القادر وتظاهروا بالصداقة والأخذ عنه ، فصنعوا تاريخا للأمير على وفق مشروعهم الاستعماري التدميري ، فتأثر به الجهلة من المسلمين ممن يطعن في نزاهة الأمير وعلمه وديانته وعقيدته .

والحمد لله شاء الله تعالى أن نطلب علم العقيدة ، ونقف على منهج أهل الحديث وقوانينه فعرفنا الحقيقة ، فمن الغش للأمة أن نخفي هذه الحقيقة ، ولا نجبن أن نترك الصدع بها موافقة للجهل ، فالجاهل يعلم لا أن يسكت عن جهله ، ويُقر ما هو عليه من الضلال والانحراف ، ولله الحمد والمنة .

كتبه الفقير إلى الله : بشير بن سلة الجزائري











رد مع اقتباس