منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - رحلة داخل و خارج الارض ♥متجدد♠
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-03-26, 08:58   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
fulla23
♕The best writer♕
 
الصورة الرمزية fulla23
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كسوف الشمس

لق الله سبحانه وتعالى هذا الكون بدّقة عجيبة ونظام متوازن، فإن اختلّ نظام فيه اختلّ نظام الكون أجمع، وهذا دليل على ربانيّته جلّ وعلا. تحدث في هذا الكون الكثير من المظاهر الكونيّة التي ما تنفكّ تبهر العلماء والفلكيين في دقتها العجيبة. فسقوط المطر بمختلف أشكاله، وظاهرة المدّ والجزر في البحار والمحيطات، وظاهرة شروق الشمس ومغربها، وظاهرة دوران الأراض حول نفسها، وظاهرة الخسوف والكسوف كلها ظواهر لا تعدو كونها دليلاً على أنّ خالق الكون الله سبحانه وتعالى لا يستحقّ سوى العبادة والتبجيل.
من أحد ظواهر الكون التي حيّرت الكثير من العلماء ظاهرة الكسوف. فالشمس هي النجم الأكبر والمركز للمجموعة الشمسيّة. حيث تدور الكواكب حولها في نظام بديع، ويدور كوكب الأرض حول الشمس لتشكّل ظاهرة الفصول الأربعة. والشمس عبارة عن كرة غازيّة ضخمة مرتفعة الحرارة بشكل كبير. أمّا القمر "قمر الأرض" فهو عبارة عن نجم مظلم لا حياة فيه، يدور حول الأرض ليضيئها وهو يستمدّ نوره وإضاءته من إشعاعات الشمس، ويظهر على سطح الأرض في السماء إمّا على شكل بدر أو هلال أو محاق بحسب الأشهر القمريّة.
إنّ الشمس والقمر يشكّلان ظاهرة الكسوف والخسوف، وسنتعرّف أكثر على ظاهرة لكسوف. ظاهرة الكسوف بشكل عام تعني الحدث الفلكيّ الذي يحدث عندما يحجب كائن فلكيّ كائناً فلكيّاً آخراً، وذلك بسبب مرور إحداهم في منطقة ظل الكائن الآخر. أمّا الكسوف المتعارف عليه في عصرنا الحالي فهو "كسوف الشّمس".
كسوف الشّمس هي عبارة ظاهرة كونيّة طبيعيّة تحدث خلال فترة النّهار عندما يكون القمر واقعاً بين الشمس والأرض، بحيث تكون الشمس والقمر والأرض على خط واحد واستقامة واحدة، والقمر يكون قريباً من الأرض وفي مرحلة "المحاق" أي في بداية الشهر القمري، فهنا يحجب القمر جزءاً من الشمس وأشّعتها ويفرض ظلّه وظلامه على الأرض، وفي هذه الحالة يسمّى الكسوف كسوفاً جزئيّاً. أمّا الكسوف الكليّ للشمس فيحدث عندما يحجب القمر الشّمس كلّهاويكون أقرب للأرض، فتظلم السماء ويمكن رؤية النجوم بوضوح في النّهار، وتنخفض درجة حرارة الأرض.
أمّا النوع الثالث من حالات الكسوف فهو "الكسوف الحلقيّ"، وهنا في هذه الحالة يكون القمر حاجباً وسط الشّمس فقط، ويشكّل نورها المتبقيّ حلقة حول القمر. في العادة يكون الكسوف جزئيّاً وقد يتطوّر ليصبح كسوفاً كليّاً أو كسوفاً حلقيّاً، ثم يعود للكسوف الجزئي وأخيراً يختفي ويعود القمر والشمس لحالاتهم الطبيعيّة.
كسوف الشّمس يستغرق ما قرابته الأربع ساعات إلى الخمس تقريباً، بينما الكسوف الكليّ الذي يحجب الشمس كليّاً يستغرق بضع دقائق فقط (2 إلى 7 دقائق في أحسن الحالات). حالات الكسوف هذه قد تحدث خمس مرّات في السنة أو أكثر قليلاً، لكن معظمها تكون كسوفات جزئيّة.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ النظر إلى الشّمس في حالات الكسوف ممنوعة ولا ينصح بها، إلّا في حالة استخدام نظّارات خاصّة للشمس. حيث أنّ الشمس في حالة الكسوف تصدر إشعاعات تضرّ بالعين، وقد تتسبّب بالعمى. حيث أنّ كميّة الاشعاعات الصادرة من الشمس في حالات الكسوف تكون أقلّ من المعتاد، ولذلك فإنّ العين لا تتوسّع بشكل كبير لتحمي العين والحدقة، وعلى هذا فإنّ الكمية الأقل من الإشعاعات هنا تضرّ بالعين كثيراً، وقد تتسبّب في أذية الشبكيّة، وتؤدّي لضعف البصر أو حتى فقدانه.









رد مع اقتباس