{ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلّ جَانِبٍ * دُحُوراً } أي : يرمون من كلّ جانب من جوانب السماء بالشهب إذا أرادوا الصعود لاستراق السمع ، وانتصاب { دحوراً } على أنه مفعول لأجله . والدحور : الطرد ، تقول : دحرته دحراً ، ودحوراً : طردته . قرأ الجمهور { دحوراً } بضم الدال ، وقرأ عليّ ، والسلمي ، ويعقوب الحضرمي ، وابن أبي عبلة بفتحها . وروي عن أبي عمرو : أنه قرأ « يقذفون » مبنياً للفاعل ، وهي قراءة غير مطابقة لما هو المراد من النظم القرآني ، وقيل : إن انتصاب { دحوراً } على الحال ، أي : مدحورين ، وقيل : هو جمع داحر نحو قاعد ، وقعود ، فيكون حالاً أيضاً . وقيل : إنه مصدر لمقدّر ، أي : يدحرون دحوراً . وقال الفراء : إن المعنى : يقذفون بما يدحرهم ، أي : بدحور ، ثم حذفت الباء ، فانتصب بنزع الخافض .
الكتاب : فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
المؤلف : محمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)