منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - بحث حول تاريخ الصحافة المكتوبة في اوروبا والولايات المتحدة الامريكية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-01-28, 18:16   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
زهرة المسيلة
جَامِـعَـةُ الزُّهُـورْ
 
الصورة الرمزية زهرة المسيلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وهذه التجمعات تعنى أساساً بالاتصال، وتنمو بوتيرة متسارعة الأمر الذي تعززه ثلاث تطورات، هي: - صعود البث الإذاعي المرئي عبر الأقمار الصناعية ودارات البث المغلقة (الكابلات)؛ - وانتقال الإذاعة المسموعة إلى القطاع الخاص؛ - وتراخي قوانين التملك الإعلامي المشترك (مع بعض الحكومات). مما سمح للأقطاب المسيطرة على الإعلام البريطاني أن يصبحوا لوردات (القرية الكونية - Global Village). ومعروف أن سائر الصحف والمجلات الدولية تختار لغتها من بين أكثر اللغات العالمية انتشاراً بسبب المواريث الاستعمارية والعوامل التاريخية التي ساعدت على إنتشار تلك اللغات في أنحاء واسعة من الكرة الأرضية، كاللغة الإنكليزية على وجه الخصوص، واللغات: الفرنسية والإسبانية والبرتغالية والإيطالية والروسية. وفي بعض الأحيان إحدى اللغات القومية كالصينية والعربية والفارسية والتركية... وغيرها من اللغات الحية في الإعلام الموجه لتلك الشعوب تحديداً، ولمخاطبة القارئ باللغة والأسلوب الذي يفهمه دون أية عراقيل تذكر.
ومعروف أن الصحافة أخذت مكانة كبيرة في المجتمع البريطاني على الرغم من الرقابة والضغوط الحكومية عليها، حيث أصدر البرلمان الإنكليزي أول نظام للتأليف عام 1662 وشدد فيه الرقابة على المطبوعات، وفرض شرط الحصول على ترخيص مسبق لإصدار أي مادة مطبوعة، ومنع الصحافة من نشر ما يدور في جلسات البرلمان من مناقشات. وسرعان ما ألغى البرلمان الإنكليزي هذا النظام عام 1695 تحت ضغوط الصحافة الإنكليزية التي دافعت بشدة عن حريتها.
وشهدت الفترة اللاحقة ظهور صحف إنكليزية كثيرة، نذكر منها: - صحيفة ديلي، وهي أول صحيفة إنكليزية يومية صدرت عام 1702 واستمرت في الصدور حتى عام 1704؛ - وأول المجلات الأسبوعية التي أصدرها دانيال ديفو عام 1704؛ - ومجلة تاتلير التي أصدرها كلاً من أديسون وأستيل عام 1709؛ وظهرت أولى الصفحات السياسية في الصحف الإنكليزية عام 1771 بعد السماح للصحافة الإنكليزية بنشر التعليقات على جلسات البرلمان، وفي نفس الفترة بدأت بالظهور الصحف التي تعتبر أمهات الصحف الصادرة حالياً في بريطانيا، حيث ظهرت: - صحيفة ديلي العالمية عام 1785 التي أسسها جون والتير واستقرت بعد ذلك على اسم تايمز عام 1788، لتصبح من أكبر الصحف البريطانية اعتباراً من عام 1803 وحتى الآن.
كما ويعتبر البريطانيون اليوم أكثر سكان العالم قراءة للصحف إستناداً لتقارير اليونسكو التي تشير إلى أن نسبة عدد نسخ الصحف لكل ألف مواطن بريطاني تبلغ 488 نسخة، وأن ما يصدر في بريطانيا من صحف هو أكثر من 125 صحيفة يومية، وكلها تصدر ملاحق أسبوعية أيام الأحد علاوة عن الصحف المتخصصة، وحوالي 1200 صحيفة محلية أغلبها أسبوعي، منها 145 صحيفة تصدر في لندن الكبرى وحدها. ونشرت كلها 25,338 مليون نسخة يومية، و26,837 مليون نسخة من صحف يوم الأحد، إضافة إلى 13,423 مليون نسخة من الصحف الأسبوعية خلال عام 1969.
ومن بحث نشرته صحيفة ديلي إكسبريس عام 1971 تبين أن كل ألف راشد يقرؤون 181 صحيفة يومية وطنية، وتعتبر بريطانيا العظمى أول دولة في العالم إعترفت بحرية الصحافة عندما ألغت الرقابة على الصحف عام 1695، وقامت بإنشاء مجلس للصحافة عام 1953 للمحافظة على حرية الصحافة، ويتكون هذا المجلس من: - رئيس مستقل من خارج المؤسسات الصحفية؛ - و20 عضواً يمثلون الجمعيات الصحفية البريطانية، أغلبهم من ممثلي هيئات تحرير الصحف؛ - و5 أعضاء يمثلون القراء.
كما ولجأت الصحف البريطانية إلى إنشاء التجمعات (Trust تروست) لضمان استقلالها وتدعيم سلطتها، ومن هذه التجمعات الصحفية:
- تجمع سكوت تروست الذي يصدر صحيفة غارديان؛ وتجمع أوبزيرفر تروست الذي يصدر صحيفة أوبزرفر؛
- وتجمع بيوفر بروك الذي يملك 51% من أسهم شركة بيوفر بروك نيوز بيبر ليمتد التي تصدر ديلي إكسبريس، وصانداي إكسبريس، وإيفينينغ ستاندرد (غلاسكو). ويعمل هذا التجمع من خلال توجيهات اللورد بيوفر بروك، القاضية بمساندة سياسة الإمبراطورية البريطانية، ويحرص على تعيين الأشخاص المؤيدين لهذه السياسة فقط لإدارة المؤسسات الصحفية التابعة له.
وقد رفعت التجمعات الصحفية الكبرى حصتها في مجمل سوق الصحف اليومية والأسبوعية، خلال الفترة الممتدة ما بين عام 1947 وعام 1988 إلى أكثر من الثلث تقريباً. مما سمح لثلاثة من أباطرة الصحافة البريطانية، وهم: مردوخ وماكسويل وستيفنز بالسيطرة عام 1988 على 57% من مجموع التوزيع اليومي والأسبوعي للصحف البريطانية. وأدى تطور التركيز والتجمع في الصحافة إلى بروز إتجاه متزايد نحو السيطرة على صناعات وقت الفراغ، وأصبحت معه خمس شركات في قطاعات الإعلام تسيطر في أواسط ثمانينات القرن الماضي على ما يقارب 40% من مبيعات الكتب و 45% من عمليات الإرسال من محطة ATV للإذاعة المرئية... الخ، وتصدر جميع الصحف اليومية الوطنية البريطانية في لندن، عدا صحيفة غارديان فتصدر من لندن ومانشستر في آن واحد، ويتراوح عدد صفحاتها مابين الـ 14 و32 صفحة.
وقد أشار الباحث الفرنسي رولان كايرول إلى أن الصحافة البريطانية تعاني من ركود وتراجع في أعداد نسخها الصادرة منذ ستينات القرن الماضي، وهذا الأمر شمل الصحف المتخصصة والشعبية على حد سواء. وفي إستطلاع أجرته صحيفة فايننشل تايمز عام 1971 تبين أن عدد قراء الصحف البريطانية يزيد عن عدد النسخ الصادرة من كل عدد.
وعن خريطة الإعلام في الفيدرالية الروسية بعد إنهيار الإتحاد السوفييتي كتب الصحفي المصري سامي عمارة من موسكو مقالة نشرتها صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر يوم 9/9/2010 وذكر فيها أن: الصحافة مكتوبة كانت أو مرئية وثالثة مسموعة ورابعة إلكترونية.. كلها أشكال تتعدد لكن يظل الجوهر متقاربا. فالدولة تفرض قبضتها الحديدية بقفاز حريري على الجزء الأعظم منها فيدرالية كانت أو إقليمية، لتبدو جميعها وقد اتسقت توجهاتها وانتظمت أفكارها ولم يشذ عن السياق سوى الجموح منها وهو قليل نادر ندرة المطر في صيف قائظ. وكانت هذه الصحافة حتى الأمس القريب مقصد الكثيرين من الطامحين إلى السلطة عبر ثرواتهم التي تراكمت في غفلة من الزمن ومن خلال قوانين سيئة الصيت نجحوا جميعا في صياغتها مع أول أيام ما بعد إنهيار السلطة السوفياتية في مطلع تسعينات القرن الماضي.
ويذكر الكثيرون بعضا من تاريخ الأيام الخوالي التي شهدت سطوع نجوم الصحف الخاصة التي سارعوا إلى تسميتها بالمستقلة، وهي ليست في واقع الحال مستقلة، تمييزا لها عن الصحف الحزبية التي كانت في نفس الوقت صحفا حكومية أو بقول آخر تابعة مباشرة إلى السلطة. وكان الرئيس السابق ميخائيل غورباتشوف قد أطلق قبل ذلك الزمن بقليل صيحته المعروفة تحت اسم الغلاسنوست (الشفافية أو العلانية) مرادفا لسياسات البيرسترويكا (إعادة البناء) لتترامى أصداؤها في مختلف أرجاء البلاد معلنة عن مولد الكثير من الجبهات الشعبية والحركات الإنفصالية التي سرعان ما استغلت حرية الكلمة سلاحا راحت تشهره في وجه كل من يناصبها العداء. ومن هنا حرص أثرياء روسيا الجدد وكانوا في غالبيتهم من أولاد العم (يقصد عمارة اليهود)، على الإستحواذ على عقول ومشاعر بسطاء المواطنين من خلال أبواق إمبراطورياتهم الإعلامية الجديدة.
وكان لفلاديمير غوسينسكي أول رئيس للمؤتمر اليهودي الروسي قصب السبق من خلال إمبراطورية ميديا موست التي نجحت في السيطرة ليس فقط على الشارع الروسي بل وعلى رموزه الحاكمة في الكرملين وفي البيت الأبيض مقر الحكومة الروسية على ضفاف نهر موسكو بمساندة صريحة ودعم مباشر من جانب عمدة موسكو يوري لوجكوف. وكانت قناته الإذاعية المرئية إن تي في إمتدادا لصحافته المكتوبة التي بدأها بصحيفة سيفودنيا ومجلة إيتوغي التي عاد وأصدرها بالتعاون مع نيوزويك الأميركية بعد إعلانه عن افتتاح إذاعة صدى موسكو عام 1990 إلى جانب الكثير من المجلات والإصدارات الأخرى. وكانت جميعها السبيل إلى تولي الرئيس الأسبق بوريس يلتسين لمقاليد ولايته الثانية في الكرملين عام 1996 وما تبع ذلك من امتيازات خاصة لهذه الوسائل الإعلامية البالغة التأثير والهائلة النفوذ.
أما قرينه الملياردير اليهودي بوريس بيريزوفسكي فقد سار على نفس الدرب من خلال صحيفة نيزافيسيمايا (المستقلة) التي ظهرت في 1990 وتلاها بقنوات تلفزيونية وإن لم تحظ بنفس انتشار مثيلاتها التابعة لغوسينسكي حتى حانت الساعة متمثلة في ظهور فلاديمير بوتين رئيسا إشرأبت إليه الأعناق طمعا في الخلاص من براثن هذا الأخطبوط الإعلامي المتعدد الأشكال. ولذا كان من الطبيعي أن يستهل بوتين تصفية حسابات الماضي بتوجيه ضرباته إلى إمبراطورية غوسينسكي استنادا إلى ما تضمنه ملفها من جرائم اقتصادية وأخلاقية لتتهاوى أركانها سريعة كبيت من رمال وليلوذ صاحبها بالفرار إلى إسرائيل وهو مصير مشابه لقرينه بيريزوفسكي الذي استقر لاجئا سياسيا في بريطانيا.
وكان من الطبيعي أن يتوقف الكثيرون وفي مقدمتهم السلطة الرسمية أمام الواقع الجديد في محاولة لإستيضاح كنهه وتلمس السبل المناسبة لإقتسام التركة التي تركها أصحابه غير الشرعيين فريسة لأول عابر طريق. وإذا كانت السلطة ركزت إهتمامها على إستعادة القنوات الإذاعية المرئية بوصفها أقصر الطرق إلى عقل المشاهد، فقد تفرقت دماء هذه الصحف والمجلات على القبائل وإن كان الإندثار والنهاية مصير غالبيتها لتبقى إذاعة صدى موسكو التي تحتفل هذا العام بالذكرى العشرين لميلادها بعد أن تحولت ملكية القسط الأكبر من أسهمها إلى مؤسسة غاز بروم شبه الحكومية. ورغم الملكية شبه الرسمية لهذه الإذاعة فإن سياستها التحريرية تقف على يمين الكرملين الذي تركها عن طيب خاطر لتناصب بعض سياساته العداء حرصا على توفير شكل من الديمقراطية والمعارضة، في الوقت الذي تظل فيه وثيقة الصلة بالأوساط اليهودية في إسرائيل، فيما يواصل غوسينسكي شخصيا الإشراف على مشروعها المشترك مع الإذاعة المرئية الإسرائيلية وما بقي من إمبراطوريته الإعلامية هناك.
ومن الصحف المؤثرة التي فقدت مالكها الأول في روسيا اليوم تقف صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا (الصحيفة المستقلة) التي آلت ملكيتها إلى مجموعة من المساهمين ممن لا يملكون تأثير الأمس في الوقت الذي إنفض عنها رموزها وفي مقدمتهم مؤسسها فيتالي تريتياكوف الذي إنتقل للعمل في مؤسسات السلطة قريبا من الكرملين، وإن ظلت الصحيفة تحظى ببعض وقار الماضي وتوزع اليوم نحو 50 ألف نسخة. وتتصدر خريطة الصحافة المكتوبة اليوم عدد من الصحف ذات التاريخ العريق مثل ازفيستيا إحدى أقدم الصحف في الساحة الروسية وكانت حتى الأمس القريب الصحيفة الرسمية الثانية للاتحاد السوفياتي السابق بوصفها ناطقة باسم مجلس السوفيات الأعلى (برلمان ذلك الزمان) تحولت إلى أحد مقتنيات مؤسسة لوك أويل النفطية التي عادت وباعتها إلى مؤسسة غاز بروم الحكومية وتوزع اليوم 263 ألف نسخة يوميا. وقد إهتزت صورة ازفيستيا بعد إنفراط عقد أبرز محرريها الذين إنشق بعضهم عنها برئاسة رئيس التحرير الأسبق غولومبيوفسكي الذي كان أعلن مع عدد من محرريها عن تأسيس صحيفتهم الخاصة نوفيه ازفيستيا أي «ازفيستيا الجديدة»، ويرأس تحريرها اليوم فاليري ياكوف أحد أبرز مراسليها إبان الحرب الشيشانية الأولى من عام 1994 وحتى عام 1996 وتوزع ما يزيد قليلا على 107 آلاف نسخة. أما الصحيفة الرسمية الأولى إبان سنوات الاتحاد السوفياتي السابق التي كان توزيعها يبلغ 20 مليون نسخة هم عدد أعضاء الحزب الشيوعي السوفياتي وهي صحيفة البرافدا فقد إندثرت بعد رحلة من الهوان تراجع خلالها توزيعها وتأثيرها بعد أن طرحها أصحابها على كل من هب ودب، حتى آلت إلى ثري يوناني دخل في خلاف مع بعض كتابها ومحرريها السابقين، ومنهم فيكتور لينيك الذي حاول إصدارها إعتمادا على قواه الذاتية. وقد ظهرت صحيفة روسيسكايا غازيتا (الجريدة الروسية) الرسمية لتشغل المكانة التي كانت تحتلها البرافدا لسان حال الحزب الشيوعي السوفياتي السابق بعد أن إختارتها الحكومة الروسية ناطقا رسميا باسمها. وتوزع هذه الصحيفة الروسية التي تصدر يومياً 431569 نسخة بعد أن عهدت الحكومة إليها نشر كل بياناتها ووثائقها وقراراتها الرسمية التي لا تصبح سارية المفعول إلا بعد نشرها في هذه الصحيفة.










رد مع اقتباس