منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ولاية سطيف
الموضوع: ولاية سطيف
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-23, 15:14   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تاريخ مدينة سطيف
محطات في تاريخ مدينة سطيف

سطيف: ما قبل التاريخ يعود تاريخ ولاية

سطيف إلى العصور الغابرة – ما قبل التاريخ –

والمحطات التاريخية التي اكتشفت عبر ترابها تدل على ذلك.

سطيف : عهد الرومان لقد كان يقطن ولاية

سطيف منذ آلاف السنين سلالة تنتمي إلى رجل كرومانيو الذي انحدر من ذريته الأمازيغ – الرجال الأحرار – والذين تنظموا على شكل قبائل، ولم تظهر الدولة الجزائرية للوجود إلا بعد القرن الثالث والثاني قبل الميلاد عندما برزت مملكتين : المملكة المسياسلية التي كان يحكمها سيفاكس، والمملكة الثانية هي مسيليا بقيادة مسينيسا.
واختلفت الأقوال حول ما إذا كانت سطيف تابعة لمملكة مسينسا أو مملكة سيفاكس، و الأرجح أنها كانت للمملكة المسياسيلية وهذا لأن مسينسا كان حليفا مخلصا لروما – وهذا لا يعكس احتلال الرومان لشمال إفريقيا وثوران الشعب عليه – عكس سيفاكس الذي كان حليفا لقرطاجنة، وقد أصبحت سطيف عاصمة للبرابرة عام 225 ق.م ولم تفقد هذه المكانة إلا بعد قدوم “جوبا” الذي عدل عنها وجعل من مدينة شرشال عاصمة له.
وبعد انهزام قرطاجنة تحصل ماسينسا نوميديا جزاء على تحالفه وبقي تحت وصاية روما، وبعد وفاته ووفاة إبنه مسيبسا اشتدت المنافسة بين الأحفاد ومنهم وأشهرهم يوغرطا الذي كان ينوي منح الاستقلال إلى نوميديا، ولم يتمكن من تحقيق حلمه وهدفه، وسمح ذلك الإخفاق للرومان بالتدخل لكن الأهالي بقيادة يوغرطا لم ييأسوا، بل قاوموا ذلك الغزو، حتى أن سطيف شهدت أراضيها المعركة الشهيرة والفاصلة بين يوغرطا وماريوس.
ومنذ 105 ق.م حتى 42 م إزداد تدخل الرومان واصبح اكثر سفورا، مما أدى إلى نشوب العديد من الثورات أشهرها ثورة تاكفاريناس الذي كان عضوا في الجيش الروماني، وفي الفترة ما بين 17م و 24م نظم جيشا من الأهالي من بينهم سكان منطقة سطيف الذين ساهموا مساهمة فعالة في تلك الثورة.
وقد أدى تعدد الثورات والانتفاضات والمقاومات إلى دفع الرومان بضم كل الشمال الإفريقي إلى إمبراطوريتهم سنة 42م.
واهتم الرومان بسطيف نظرا لموقعها الجغرافي الممتاز الذي يسيطر على السهول والهضاب العليا الشاسعة والغنية بالقمح، وتوفرها على حقول كبيرة للمياه الجوفية، وموقعها الإستراتيجي عند سفح جبل بابور، التي كانت مناسبة للمقاومة ونقطة انطلاق للثورات ضد الرومان.
ولهذه الأسباب قرر الإمبراطور “نيرفا” سنة 97م إنشاء مستعمرة لقدماء الجيش في موقع “سيتيفيس” والتي أطلق عليها عدة تسميات منها : كولونيا نيرفانيا، كولونيا أوغيسطا، كولونيا مارطاليس، كولونيا فيتيرنانة، ستيفانسيوم …
وسيتيفيس تسمية رومانية مشتقة من كلمة بربرية “أزديف” ومعناها التربة السوداء، لذا كانت منطقة سطيف مخزن القمح لروما، ولذا كثر اهتمام روما بسطيف.
وفي بداية التوسع العمراني للرومان إتخذوا من “سيتيفيس” و”كويكول” مراكز عسكرية تطورت فيما بعد لتصبح مدنا، وبنهاية القرن 03 م ارتقت مدينة سطيف لتصبح عاصمة لموريطانيا السطائفية. والتي مكنتها من استقلالية إدارية انعكست على الجانب الاقتصادي في صبغة محلية ودولية أوصلها إلى التحكم في التبادل التجاري وبخاصة الحبوب.
ونظرا لخطورة الوضع ومواجهة الوضع المتردي قرر الإمبراطور “ديوكرتيان” سنة 297م تقسيم موريطانيا القيصرية إلى ناحيتين : موريطانيا القيصرية و موريطانيا ستيفانيس التي عاصمتها سطيف كما ذكرنا سابقا. وعرف هذا الكيان الإداري الجديد نموا سريعا ازدهرت فيه بعض المدن : كويكول -جميلة-، ومونس، واد الذهب وبني فودة وطبعا سيتيفيس.
وباعتراف”قسطنطين الأول” سنة 306م بالمسيحية دينا للدولة شهدت سيتيفيس و كويكول خاصة حركة عمرانية مميزة تمثلت في أحياء مسيحية كحي الكنائس بسطيف، لكن هذا التطور العمراني الجديد وهذه الإجراءات المتخذة لم تفلح في إيقاف الفقر والتدهور الاقتصادي، وبذلك استمرت الثورات خاصة بعد الزلزال العنيف الذي ضرب سطيف وهدمها عن آخرها 6/5 سنة 419 م حيث يصف القديس “أوغيستان” هذه الكارثة قائلا : “لقد كانت الهزات عنيفة إذ أن السكان أرغموا بالبقاء خارج بيوتهم طيلة 5 أيام”.
ثم بعد ذلك كان عهد الوندال وغزوهم للمدينة وهذا سنة 429 م عندما قدموا من “طانجا” باتجاه “قرطاج” ودام هذا العهد وهذا الاحتلال إلى غاية سنة 539 م. حين بدأ العهد البيزنطي باحتلال العميد “سالمون” للمدينة وقام بترميمها – لأنها دمرت على إثر الزلزال ولم يبق إلا عدد قليل من السكان – وجعلها عاصمة لإقليم موريطانيا الأولى.
وقد شيد بها القلعة البيزنطية التي لا يزال سورها الغربي والجنوبي قائما إلى الآن والتي تشهد وتدل على أن البيزنطيين ركزوا على الجانب الدفاعي بحيث أنهم حصنوا المدن ودعموها بمراكز حراسة متقدمة في كامل المنطقة.
وكخلاصة نقول أن مجيء البيزنطيين إلى شمال إفريقيا كان محاولة فاشلة في إحياء مجد الإمبراطورية الرومانية لأن الهيمنة البيزنطية لم تستمر طويلا نظرا لعدم سيطرتها على زمام الحكم نتيجة تزايد الثورات وحتى الإمبراطورية البيزنطية ضعفت واستكانت أمام دعوة الحق والعدل والحرية والإسلام. وخلال كل هذه الفترة برزت عدة مناطق أثرية لها قيمتها المحلية وحتى الدولية نذكر منها على سبيل المثال المواقع الأكثر شهرة :
الموقع الأول : كويكول (جميلة ) في شمال السهول العالية، وفي قلب الجبال بنى الرومان مدينة كويكول أي كما نسميها حاليا “جميلة” فقد بنيت هذه المدينة في سنة 96-97 م على ارتفاع محجر في واد منفرج بين سلسلة جبال لها إمكانيات للدفاع طبيعية ممتازة.
في وسط هذه المدينة توجد ساحة كبيرة تدور حولها الحياة السياسية والحياة الاجتماعية في بناءات عمومية منها : المحكمة – كما تدعى البازيليك – وقاعة المجلس البلدي، والمعبد المهدى إلى الآلهة “جوبيتير” حامية المدينة، وبالقرب من هذه البناءات تدور الحياة الاقتصادية في السوق.
وقد اشترك في هذا التشييد المعماري الرائع أعيان الأسر في جميلة، التي توجد حتى الآن آثار منازلهم على حافة الطريق التي تشق المدينة من الشمال إلى الجنوب، هذه المنازل كانت مفروشة بالفسيفساء التي حفظت منها أشكال كثيرة في المتحف، وتبين لنا مظاهر من الحياة الاجتماعية كما تقدم لنا صورا عن الحيوان أو تشكيلات هندسية وكل هذا كان النقش الذي يميل إليه أهل جميلة.
لقد كانت الحياة الاقتصادية مزدهرة في القرن 2 م وأوائل القرن 3 م واستفادت جميلة خصوصا من هذا الرخاء، لهذا شيدت بناءات من وراء الأسوار البدائية ومن هذه البناءات الحمام والمسرح، والساحة الكبيرة، المعابد وخاصة معبد الأسرة القيصرية “سفيروس”، وقوس “كركلا” ودهاليز و فوارات … كذلك بنيت منازل رائعة كمنزل باخوس، كما بنى المسيحيون معابد متواضعة قربها مساكن لرجال الدين.
فجميلة حقيقة مدينة رائعة ومتواضعة، أغلب مواردها فلاحية، وإنتاجها الرئيسي يستخرج من المزارع المحيطة بالمدينة أو من أراضي السهول والجبال.
ويبقى التساؤل المطروح : كيف توارت هذه المدينة واختفت وانجلت ؟
في الواقع لا أحد يعلم ذلك، إلا وجود بعض المعالم تدل على أن جميلة كانت مسكونة وفيها حركة ولو بطيئة في خلال القرنين 11 م و12 م والفخار المكتشف هناك يدل على ذلك. لكن كيف كانت الحياة ومن عاش هناك؟ هنا يحدث الارتباك، ولا أحد يملك الجواب.
سطيف عهد الإسلام
وبقيت المدينة على هذا الوضعية منذ ذلك العهد، وحتى العهد العثماني لم تشهد فيه سطيف تطورا ملحوظا بسبب أن قسنطينة كانت هي بايلك الشرق وبذلك ذهب الاهتمام إليها – قسنطينة – وقد شهدت المدينة عدة معارك كبرى بين باي تونس و باي قسنطينة في العهد التركي.
كما نجد بأن العمائر العثمانية تكاد تكون منعدمة في سطيف حيث نجد بعض الزوايا المتواجدة في المرتفعات والجبال، وكذلك مسجد العتيق الواقع وسط المدينة فهو يمتد إلى العهد العثماني، وخاصة مئذنته التي مازالت تشهد إلى اليوم عبقرية الفن الإسلامي.
أما آثار هذه الحقبة، فقد أجريت حفريات من 1977 إلى 1982 بالقلعة البيزنطية – حديقة التسلية – كشفت لأول مرة عن وجود حي إسلامي يعود تاريخه إلى القرنين 9 و10 م يعكس بداية العمارة الإسلامية ويؤكد ما وصفه الجغرافيون والمؤرخون العرب خلال القرون الوسطى على أن المدينة كانت في أوج تطورها و ازدهارها حيث كانت نقطة عبور لنشاط تجاري مكثف – كما ذكرنا سابقا – ويتمثل فيها المستوى العمراني الإسلامي في تجمع عدد كبير من المنازل مخططة ومربعة الشكل، كل منزل له فناء مركزي وأربع جهات نظمت على شكل أجنحة تحيط بالفناء وتتمثل هذه الأجنحة في قاعة الاستقبال، غرفة النوم، المطبخ، الإسطبلات … إلخ.

وبهذا المثال يتضح لنا مدى التطور والمدنية

التي بلغتها الحضارة الإسلامية .
تاريخ قلعة بني حماد
بدأت المصادر العربية في ذكر القلعة الحمادية ابتداء من القرن (4ه/10م)، وقد دخلت القلعة مرحلتها التاريخية بالضبط سنة 1007-1008 عندما طالب “حماد بن بولوغين” أمير الدولة الزيرية بالمغرب الأوسط مولاه “باديس” السماح له بتأسيس القلعة، وحسب” ابن خلدون” فإن مدة بنائها دامت سنتين، ثم تم تعميرها بالسكان بعدما أحيطت بسور فتحت فيه ثلاث أبواب.
وفي عهد الخليفة “الناصر” شهدت عاصمة الحماديين تغييرا عمرانيا هاما جعل منها مقصد كل سكان المغرب خاصة بعد سقوط” القيروان” في يد “الهلاليين”، كما نشير في عهده إلى توسيع المساجد وبناء القصور، ورغم انتقال الخلافة إلى مدينة بجاية بقيت القلعة تلعب دورها كمدينة هامة في المغرب الأوسط، و ابتداء من 1105 م – حكم الخليفة العزيز – بدأت القلعة تفقد مكانتها خاصة بعد حصار الهلاليين لها وهجرة سكانها إلى مدن مجاورة، وتم القضاء عليها نهائيا من طرف الموحدين في عهد “عبد المؤمن بن علي” الذي جهز جيشا ضخما وزحف على كل معارضيه وقضى عليهم، وقد شهدت سطيف أغلب المعارك.
وبعد هذه الفترة لم تعد للقلعة نفس الأهمية السياسية التي اكتسبتها من قبل.
سطيف عهد الاستعمار الفرنسي بعد دخول فرنسا للجزائر سنة 1830 م بدأت تحتل الولايات تباعا، وكان نصيب ولاية سطيف أن احتلت يوم 15 ديسمبر 1848 م بقيادة الجنرال “غالبوا” وانتهج الاستعمار سياسة ماكرة قاهرة حقيرة اتجاه الأهالي، فقد انتزعت منهم أراضيهم وسلمت للأهالي وكذلك جميع الامتيازات الأخرى، وساعدت البنوك الكبرى والشركات العقارية الرأسمالية هذه العملية، وكانت النتيجة الطبيعية تدهور معيشة المواطنين مما أدى إلى نشوب ثورات وحركات مسلحة أهمها ثورة” المقراني” سنة 1971 م والتي مست جزءا كبيرا من منطقة سطيف، لكن هذه الثورات فشلت ولم تحقق هدفها النهائي المنشود.
إن الاستعمار الفرنسي لم يولي أية عناية بالآثار التاريخية التي وجدها بالمنطقة إذ استعمل الحجارة المنحوتة التي تعود إلى العهد الروماني في بناء الثكنات العسكرية.
ولقد أصبحت مدينة سطيف رسميا بلدية بموجب أمر ملكي، كما أحيطت المدينة أثناء الاحتلال الفرنسي بسور له أربعة أبواب هي : باب الجزائر، باب بسكرة، باب قسنطينة، باب بجاية.
هذه ونشير إلى أن المدينة لم تشهد توسعا عمرانيا كبيرا إلا في عام 1918 م – بعد الحرب العالمية الأولى – وقد استرجعت مدينة سطيف أهميتها من الناحية الإستراتيجية خاصة حين اتخذها الاستعمار مركزا لبسط نفوذه على بقية المناطق والدليل وجود عمارة أوروبية ذات طابع حديث نوعا ما في مدينة سطيف – خاصة وسط المدينة -. و استمر الحال كذلك حتى بدأت حركة الوعي تنتشر بعد تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين خاصة أن أحد مؤسسيها من منطقة سطيف – كما يذكر أن الشيخ ابن باديس رحمه الله قد جاء إلى مدينة سطيف متخفيا ومكث بعض الوقت وكان يبيت في منزل بمنطقة المعدمين الخمسة – لجنان -.
ومع مرور الوقت اكتسب سكان سطيف وعيا سياسيا – خاصة بعد تأسيس الأحزاب السياسية الحديثة ذات الاتجاه الاستقلالي وظهور الكشافة الإسلامية الجزائرية التي أسسها الشهيد” محمد بوراس” وأول من أدخلها – الكشافة – إلى سطيف هو الشهيد “حسان بلخير” وهذا سنة 1938 م وأسس أول فوج سماه فوج الحياة بعد كل هذه المعالم جاءت الظروف لتبرهن عما يختلج من صدق وحماس في ضمير كل وطني غيور على وطنه ودينه ولغته وقوميته وكانت أحداث 08 ماي 1945 حيث بدأت المظاهرات السياسية المطالبة بالحرية و الاستقلال وتحقيق الوعود المعسولة، ورد الحقوق الشرعية للشعب فكان رد الاستعمار حاسما حازما بشعا مأساويا.
أحداث 08 ماي 1945 م في سطيف منذ الفاتح ماي والجزائر في توتر شديد وفي جو عاصف وقد كانت سطيف أقل عنفا وتوترا، حتى إذا ما وصل يوم 07 ماي وأعلن الحلفاء إنتصارهم، وبدأ الشعب يشتم رائحة الكذب والخيانة والغدر فكانت المظاهرات :
لقد خرج السكان – بعدما أجيزت المظاهرات من نيابة الولاية – وتوجهوا إلى المسجد القريب من المحطة “مسجد أبي ذرة الغفاري” وهو مكان التجمع، وكان العدد يتزايد باستمرار حتى الساعة 08:00 صباحا حيث انطلقت المظاهرات على الساعة 08:15 وكانت الكشافة تتقدم الموكب ووراءهم حاملوا الزهور، ثم الجماهير المتظاهرة التي قدرت بحوالي 15 ألفا، وكان يوم السوق الأسبوعي للمدينة.
وقد عبر الموكب الطريق الرئيسي للمدينة، وأثناء الطريق رفع العلم من طرف شاب يدعى “سعال بوزيد” وكان الموكب آنذاك مراقبا من قبل الشرطة وأصحاب الدراجات النارية وكانت النسوة تحمس المتظاهرين بالزغاريد، وعند مقهى فرنسا خرج محافظ الشرطة القضائية “أوليفري” آمرا المتظاهرين بالتوقف وسحب العلم الجزائري، وحين لم يستجب له حاول نزعه بالقوة و من زملائه التدخل، فتدخل المفتش “لافاوون” وأطلق الرصاص على حامل العلم – الشاب سعال بوزيد – فأرداه قتيلا وهو ما أدى إلى حدوث الهلع في صفوف المتظاهرين الذين فروا وازداد هيجانهم، خاصة لما وصلوا إلى السوق وصاحوا بالجهاد ليبدأ العنف والتقتيل بالأسلحة البيضاء، حيث قتل رئيس محكمة سطيف في شارع” العقيد عميروش” حاليا وأربعة أوروبيين آخرين ورئيس البلدية “دولوكا” ورغم استعمال القوة ضد المتظاهرين واصل البعض من الموكب سيره لوضع باقة الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول.وحين وصلت الساعة 12:00 كان عدد القتلى من الأوروبيين قد بلغ 12 قتيلا، وعم خلال تلك اللحظة الصمت المفجع كل أنحاء المدينة.
أما في مساء ذلك اليوم فقد اتخذ قرار منع التجول، ولكن شرارة المظاهرات كانت قد نقلت إلى نواحي سطيف مثل : عين عباسة، أوريسيا، عموشة، تيزي نبشار، عين الكبيرة، بني عزيز، خراطة … التي وصلها الخبر على الساعة الثالثة زوالا عندما وصلتها حافلة “ديشانيل” الآتية من سطيف والتي هوجمت أثناء الطريق، وفي صباح اليوم الموالي حوصرت خراطة من كل الجهات من طرف سكان المنطقة الذين قتلوا القاضي وزوجته وأحد المعمرين، كما أحرقوا دار البلدية والمحكمة وإدارة الضرائب… وهكذا كان الأمر في الضواحي الأخرى خاصة بني عزيز، وقد كان استرجاع الهدوء على حساب مئات القتلى والجرحى، وكانت النهاية مأساوية جدا.
واختلفت المصادر في تحديد عدد القتلى والمشهور هو 45000 شهيد، أما من المعمرين الأوروبيين فقد قتل 102 وجرح 150، وقد قتل منهم في سطيف فقط 88 قتيلا – سطيف وضواحيها – والأرقام سيدة الموقف بعدها كانت الثورة المباركة وكان لأهل سطيف فضل المشاركة وإشعال نار المعركة، خاصة أن موقع سطيف الجغرافي يسمح بذلك – فهي تتوسط الولايات الأولى والثانية والثالثة – لهذا تم إنشاء مراكز للقيادة عبر المنطقة أهمها جبل بابور، جبل بوطالب، جبال بني ورثلان …الخ .
سطيف عهد الاستقلال أواخر سنوات الثورة تم إنشاء عمالات – ولايات – وأنشئت عمالة سطيف سنة 1956 والتي تضم 9دوائر 186بلدية، وبعد الاستقلال احتفظت ولاية سطيف
بحدودها الإقليمية القديمة : ولاية سطيف الحالية و ولايتي بجاية وبرج بوعريريج وجزء من ولاية المسيلة.
وطبقا للأمر رقم 74/69 المؤرخ في 02 جويلية 1974م والقانون رقم 84/09 المؤرخ في 04 فيفري 1984م المتعلقان بإعادة التنظيم الإقليمي للوطن نتج عنهما ترقية بجاية والمسيلة والبرج إلى ولايات.
وتعتبر سطيف عاصمة للهضاب العليا، ونظرا لموقعها الممتاز فهي من المدن الرئيسية للبلاد خاصة أنها تمتلك شبكة طرق واسعة طولها 3131كلم منها 600كلم وطنية، و516 كلم طرق ولائية، و 2015كلم طرق بلدية. تقع مدينة سطيف على ارتفاع 1100م عن مستوى سطح البحر، تمتاز بمناخ شديد الحرارة صيفا والبرودة شتاءا، تبعد عن الجزائر العاصمة غربا ب :300كلم وعن قسنطينة شرقا ب :127كلم وعن بجاية شمالا ب :111كلم وعن باتنة جنوبا ب :130كلم.
توجد ولاية سطيف بالضبط بين خطي طول 5° و6° شرق خط غرينويتش وبين خطي 35° و50° شمال خط الاستواء. تنقسم تضاريس ولاية سطيف إلى ثلاث مناطق : منطقة جبلية وتتمثل في سلسلة جبال بابور التي تغطي 100كلم من شمال الولاية، منطقة الهضاب العليا وتنحصر ارتفاعاتها بين 800 م و 1300م وبها عدة تلال وجبال منها مقرس، بوطالب، جبل يوسف. منطقة الشريط الجنوبي وتحتوي على مخفضات توجد بها شطوط أهمها : شط ملول(قلال)، شط البيضة(حمام السخنة)، وشط الفرين(عين الحجر). أما عن المياه والأودية فأهمها واد بوسلام الدائم الجريان الذي يصل حتى واد الصومام ببجاية ولقد تم إنجاز سد “عين زادة” فوق هذه الوادي – ببرج بوعريريج -.
أما عن النباتات فالمساحة الغابية تقدر بحوالي 109.000 هكتار، أهم الأشجار : صنوبر، فلين، أرز، بلوط…الخ.
ونشير إلى أن منطقة سطيف أصلا منطقة فلاحية بالدرجة الأولى، لكنها عرفت تغييرات جذرية خاصة منذ سنة 1971م حين بدأت مشاريع التنمية تنجز، فتحولت المدينة إلى قطب صناعي هام والمركبات التي تمتلكها لدليل على ذلك.
كما تحتوي الولاية تقريبا على جميع المرافق العمومية من جامعة، مدارس، ثانويات، مراكز صحية مستشفيات، دور الشباب، دار الثقافة، المتحف، المركب الرياضي، حديقة التسلية، إذاعة، مساجد …
إذا أطللنا إطلالة خفيفة على مساجد المدينة فنقول أن سطيف قبل الاستقلال كانت تملك مسجدين فقط أما اليوم فتضم الولاية 488 مسجد يوجد في بلدية سطيف فقط 22 مسجد حسب آخر الإحصائيات.
مساحة ولاية سطيف تبلغ :6504 كلم2 أي 0.27 من مساحة التراب الوطني وعدد سكان الولاية يقدر ب:1.287.114 نسمة أما مساحة البلدية -بلدية سطيف- فتبلغ 145كلم2 وعدد سكانها :245.495 نسمة.
أما عدد المصليات فهو بكل صراحة0. في جميع قطر الولاية، بعدما كانت منتشرة منذ أعوام فقط بصفة مذهلة، وهذا كله حصاد الفتنة النتنة التي سلطت علينا. أما عن المدارس القرآنية فقد انتشرت مؤخرا وبدأ اهتمام الدولة بها وتفوق 20مدرسة قرآنية. أما الزوايا فأغلبها أغلقت وكان عددها 11 زاوية يرجع تاريخ بعضها إلى 1200 م كزاوية “سيدي حسن” الموجودة بعين الروى والتي يبلغ عدد تلاميذها 50 تلميذا.
والآن ذكر لبعض أشهر مساجد المدينة :
مسجد العتيق : أقدم مساجد المدينة، مستوحى من الطابع الأندلسي، سعته الأولية 300 مصلي و2500 بعد توسيعه، وهو بناء أثري مصنف من طرف وزارة الثقافة.
مسجد أبي ذرة الغفاري : بني سنة 1928م تم تدشينه عام 1931م من طرف أعضاء جمعية العلماء المسلمين وعلى رأسهم الشيخ الإمام ابن باديس، ويعد الشيخ البشير الإبراهيمي أول خطيب بالمسجد، والمسجد طراز مغربي سعته 1000 مصلي، و أدى هذا المسجد دورا حاسما على الصعيد السياسي في حوادث 08 ماي 1945.
مسجد البشير الإبراهيمي : بني عام 1982م سعته 3000 مصلي له مئذنتان.
كما تمتاز ولاية سطيف بمواقع أثرية هامة – ذكرنا في عرضنا السابق – إلا أن الشيء المميز فيها هو عين الفوارة – التي لم نضعها ولم نصنعها لأنها بكل بساطة مخالفة لعلاقاتنا وآدابنا، فكيف لشعب أبي مسلم عزيز النفس والنيف يضع تمثالا لامرأة عارية وسط المدينة، والتي تشتهر بكثرة مياهها العذبة حتى أن بعض المغرومين بها قال : “من شرب ماءها لابد أن يعود إليها يوما “.
كما شيد بالمدينة مقام الشهيد تمجيدا لذكرى الشهداء، وهو نصب تذكاري يبلغ ارتفاعه 35 م وقد شيد فوق هضبة تطل على المدينة، ويحتوي بطابقه السفلي على مكتبة ومتحف للجهاد









رد مع اقتباس