منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - (¯`·.¸(¯`·.¸المرأة المسلمة ومسؤوليتاتها في الواقع المعاصر(متجدد إن شاء الله ¸.·´¯)¸.·´¯)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-27, 11:14   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
اشراقة منارة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية اشراقة منارة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانيا: ومن مسؤولياتها عن نفسها العلم :
وأقصد به :العلم الشرعي الذي الذي يقوم به دينها ؛لأن هذا الدين لايقوم إلا بالعلم ،العلم بالله تعالى ،والعلم برسوله والعلم بدينه وبما شرع ،وهذا العلم ينقسم إلى قسمين :
أ-فرض عين :على كل مسلم ومسلمة وهو ما كان معلوما من الدين بالضرورة ،أو بعبارة أخرى:ما لايقوم الدين إلا به ،مثل :أحكام الإيمان بالله إجمالا ،وأحكام الطهارة ،وأحكام الصلاة ،فتتعلم المرأة المسلمة كيف تتطهر ؟وكيف تصلي ؟وكيف تصوم ؟وكيف تؤدي حقوق زوجها ؟وكيف تربي أولادها ؟وكل ما هو واجب عليها .
ب-ومنه ما هو فرض كفاية :إذا قام به من كفي سقط الإثم عن الباقين ،وهذا يحسن بالبسملة أن تبادر إليه وأن تنهل منه فهو الذي جاءت النصوص القرآنية والنبوية بالإشادة به وبيان فضله وعظم شأنه وشأن أهله ،وعلو مكانتهم ،وتفضيلهم على غيرهم ؛لأنهم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم .
قال ابن عبد البر الأندلسي رحمه الله :(أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصة نفسه ،ومنه ما هو فرض على الكفاية ...إلى أن قال :والذي يلزم الجميع فرضه من ذلك ما لايسع الإنسان جهله من جملة الفرائض المفترضة عليه ).
إن من تكريم الإسلام للمرأة المسلمة أن جعل فضيلة التعلم للمرأة كما هي للرجل ،ولم يخص بها الرجل دون المرأة .وجميع الآيات والأحاديث الدالة على فضل العلم والتعلم للرجل والمرأة على السواء ،مثل قوله تعالى:{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.(المجادلة :11)
وقوله :{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}.(الزمر :9) .
وقوله تعالى :{وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)}.(طه :114).
وقول الرسول عليه الصلاة والسلام :(من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ،وإن الملا ئكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ،وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ،وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ،أن العلماء ورثة الأنبياء ،إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر )(1)
وغيرها من النصوص ،وكلها شاملة للرجل والمرأة على السواء ،وهكذا تمثلت نساء الجيل الأول ،فهذه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تضرب الأمثلة لطالبات العلم والمتسابقات فيه ،حتى إنها كانت من أكثر الصحابة رضي الله عنهم رواية للحديث ،ومرجعا لهم في كثير من المسائل ،واستدركت على بعض الصحابة في الأحكام ،وغيرها من النساء كثير (2).
وقد ناقش الأستاذ الدكتور :عبد الرحمان الزندي مسؤولية المرأة العلمية والثقافية ،وذلك في كتيب بعنوان (مسؤولية المرأة الثقافية ) ،حيث ذكر أولا صور التحدي الذي تواجهه المرأة المسلمة في هذا العصر ،وضمنه صورا :
الصورة الأولى :عدم وضوح التصور الإسلامي ،وبعبارة أخرى :ما يعتري عقيدتها الإسلامية من تشويش ،فينحرف تصورها العقيدي عن الألوهية ،أو الحياة ،أو الكون ،فتعبد الله بعقيدة مهلهلة .
الصورة الثانية :موقع المرأة الإجتماعي في علاقتها بالرجل ،وبيان ذلك في موقف بعض الرجال الموقف السلبي تجاه أسرته ،وهي العلاقة التي تعتبرها المرأة المسلمة تحديا لها ،حيث لاتتوازن علاقة المرأة والرجل مع الأسرة ،فبينما تكون علاقة المرأة مع الأسرة قوية فإن الرجل يخل بها ولا يعيها تمام الوعي .
الصورة الثالثة :البلبلة الفكرية التي يموج بها هذا العصر ،حيث الثقافات الوافدة التي ضغطت على المرأة المسلمة ،وأوقعتها في تناقض غريب مقيت حتى أصبح الفن والرقص وغيرها من أولويات ما تهتم به امرأة اليوم ،وهذا تحد صارخ وكبير .
الصورة الرابعة :الإعلام ،ولا شك أنه تحد كبير أيضا ،بما يحمل في طياته من غث وسمين ،وبما يبث من ثقافة محاربة للدين ،مغيرة لشخصية المسلمة ،ثقافة تربي الأطفال على مسخ شخصياتهم ،والإنحراف بفطرهم عن الحق ،والمسلمة تعيش في وسط هذا الجو الملوث بما يعكر عليها صفو مسيرتها في هذه الحياة .
وأزيد هنا صورة خامسة وهي :الفساد الأخلاقي المركز الذي يسير بعمق في بعض مجتمعات المسلمين ،ويهجم على المرأة هجوما شرسا ،ويصور لها بعكس حقيقته ،مثل ما تصور فيه بعض تعاليم الدين بالرجعية والتأخر ،فانتشر من خلال ذلك فساد عريض ؛تقليدا لأمة الغرب فيه ،فالزواج قيد ،والإنحلال تمتع ،وهكذا .
وصورة سادسة :عولمة المرأة إن صح التعبير ،وهو ما يدعو إليه الغرب الكافر بأن تكون المرأة المثلى هي المرأة الغربية المساوية للرجل في الحقوق ،والعاملة مثله في المصانع ،وعارضة الأزياء ،وغير ذلك .
وهذا التحدي بدأيظهر في مؤتمراتهم التي يدعون إليها وترعاه الأمم المتحدة وتنادي بمبادئه ،مثل :اعتبارهم المرأة العاملة المعتبرة ،وربة البيت ينظر إليها باعتبارها متخلفة .
ويدخل في ذلك تغيير بعض المصطلحات ،مثل :استخدامهم كلمة (المساواة) للتعبير عن إزالة الفوارق بين الرجل والمرأة ،وكلمة (التنمية ) للتعبير عن الحرية الجنسية والإنحلال الأخلاقي .
لكن رغم هذه التحديات إلا أن بوارق الأمل من اللاتي فهمن دينهن ووعين مخططات أعدائهن لا زالت تبرق بوضوح ،فتبهج النفس ،وتملؤها ثقة واطمئنانا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):رواه أبو داود برقم (3641)في العلم ،باب في فضل العلم ،والترمذي برقم (2682)،في العلم ،باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة ،وابن ماجة برقم (223)،في المقدمة ،باب فضل العلماء والحث على طلب العلم .
(2):ينظر أسئلة النساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم من إعداد المؤلف ،ففيه أمثلة كثيرة ،وسيصدر قريبا بإذن الله .










رد مع اقتباس