عـــــرض حــــول التدرج الســـنـــوي الـجـديـد
للــســنـة الــخامـسـة ابــتــدائي
مــقــدمـة:
لقد عودتنا وزارة التربية أن توافينا بتدرجات جديدة كل سنة تقريبا ، حتى صرنا نترقبها وننتظرها بفارغ الصبر ، هذه التدرجات غالبا ماتأتي في أوقات متأخرة ، وهي ليست وليدة دراسة ميدانية معمقة من أهل الاختصاص ، وإنما هي تدرجات يغلب عليها الحذف أوإعادة ترتيب لمضامين معينة ، وأغلب الحذف لا يستند إلى حجج حقيقية ، فهو إما بحجة التكرار أو أن مضامينه تفوق مستوى التلاميذ ، وسنتعرض لكل ذلك بالتفصيل.
دراسة التدرج الجديد:
من خلال إطلاعي على التدرج الجديد لا حظت أن مضامين مادتي الرياضيات والجغرافيا لم يمسهما التغيير من حيث الإضافة أو الحذف.
ــ أما مواد التربية الاسلامية والتربية المدنية والتاريخ والتربية العلمية والتكنولوجية فقد مسها الحذف لدروس عدة ، وغالبا ماكان هذا الحذف إرتجاليا ، فمثلا درس التربية الاسلامية ( أحسن التصرف في المال ) الذي حذف بحجة صعوبة مفاهيمه ، كان من الأفضل عدم حذفه نظرا لوجود كل من درس التبذير والاقتصاد وكذا درس الميزانية العائلية في مادة التربية المدنية وهما درسان يتناسبان من حيث المضمون مع الدرس السالف الذكر. كما أن هناك دروس حذفت بحجة التكرار أي أنه تم تناولها في سنوات ماضية وأخص بالذكر هنا درس ( أحافظ على البيئة ) المحذوف من مادة التربية الاسلامية بحجة تناوله في السنة الثالثة ، وهنا أطرح سؤالا : هل تلاميذ اليوم يتذكرون دروس اليوم الماضي أو الأسبوع الماضي حتى يتذكروا دروس السنوات الماضية ؟أضف إلى ذلك أهمية هذا الدرس خصوصا بالنسبة لتلامذتنا.
ــ أما فيما يتعلق بنشاط اللغة العربية فقد مس مواده تغيير وأبدأ بالاشارة إلى نصوص القراءة ، فالمضمون فيها لم يتغير كثيرا باستثناء حذف نص ( الوعد المنسي 1 ) والابقاء على نص ( الوعد المنسي 2) وهو في الحقيقة تعديل غير مفهوم السبب كون المعلم يجد صعوبة في ربط أحداث النص الثاني بالنص الأول الذي حذف. كما تجدر الاشارة إلى أن أغلب نصوص القراءة مسها التغيير من حيث الترتيب لا غير.
ــ أما بالنسبة لنشاط القواعد النحوية فقد وقع تغيير ترتيب الدروس وأراه أفضل نوعا ما من سابقه، إلا أنه لدي ملاحظات أدرجها فيما يلي :
تم تخصيص ثلاث حصص للنواسخ ( كان وأخواتها ) وثلاث حصص لإن وأخواتها ، وأرى أن ذلك مبالغ فيه ، كما تجدر الاشارة إلى أنه كان يجب تناول درس حول عناصر الجملة الاسمية كتمهيد لدراسة النواسخ مثلما هو الحال بالنسبة لعناصر الجملة الفعلية وأنواع الفعل ، فكيف تتم العودة للجملة الفعلية ولا يخصص وقت لمراجعة المبتدأ والخبر قبل الدخول في الجملة المنسوخة؟ أضف إلى ذلك أن درس الاستثناء بغير وسوى لا يناسب مستوى تلاميذ السنة الخامسة ، فذات الدرس مدرج في مستوى السنة الرابعة متوسط ، وحسب معلوماتي فإن كثيرا من زملائي يجدون صعوبة في استيعاب التلاميذ لهذا الدرس. كما تجدر الاشارة كذلك إلى أن دروس القواعد النحوية لم يعتمد في توزيعها طول السنة على التنويع ، إذ أن كل دروس الفصل الثاني وبداية الفصل الثالث هي حول الأسماء دون الأفعال.كما أنه كان ينبغي إدراج بعض الدروس والتي أراها مهمة في هذا المستوى وأخص بالذكر المضارع المنصوب والمضارع المجزوم.
ــ أما بالنسبة لنشاط القواعد الاملائية فأرى أن بعض الدروس أدرجت في أسابيع متأخرة كما هو الحال بالنسبة لدرسي همزة القطع وهمزة الوصل اللذان قدما في الأسبوعين 15 و 17 على التوالي وكان الأولى تقديمهما في وقت متقدم لحاجة التلاميذ إليهما قبل تقديم الحصص الخاصة بإملاء فقرة كتابية. كما أسجل عدم إدراج درس التاء بنوعيها نظرا لأهميته فالأفضل لدي أن يعرف التلميذ المواطن التي تكتب فيها التاء مربوطة أو مفتوحة أفضل من أن أقدم له درس ما الاستفهامية مع حروف الجر على سبيل المثال.
ذات الشيء أسجله بالنسبة لدروس نشاط الصرف إذ أن بعض الدروس قدمت متأخرة على غرار درس جمع المذكر والمؤنث السالمين اللذان أخرا للفصل الثاني . كما أن المتعلم لا يتعرض إلى تصريف الأفعال طيلة الفصلين الأول والثاني ــ أما بالنسبة لنشاط التعبير الكتابي الذي يعتبر حوصلة لجميع أنشطة اللغة العربية ، فإن مضامينه لا ترقى لتطلعات المعلم وما يرغب في تحقيقه من تلاميذه في هذا النشاط ، ومن أمثلة ذلك : ملء استبيان ، كتابة خطة ؟ ( كتابة خطة حول ماذا؟) ومالخطة التي يكتب حولها التلاميذ في ثلاث حصص متفرقة؟ كذلك بالنسبة لموضوع الاخبار عن حدث الذي تكرر هو الآ خر خمس مرات ، فما الحدث المطلوب التركيز عليه؟كما ألاحظ أيضا أن هذا التدرج غفل عن المقاربة النصية ، فالتعبير الكتابي لا يمت بأية صلة للتعبير الشفهي ، هذا الأخير لم يشر إليه التدرج الجديد خصوصا وأنه يعتبر توطئة للتعبير الكتابي.
وبالتالي فإن هذا التدرج الجديد لم يرق إلى تطلعات المعلم وتركنا مرة أخرى نتخبط في مشاكل تتطلب منا مجهودات كبيرة للوصول بالتلميذ إلى المبتغى .