منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مجموع البشير فيما قيد من عقائد سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-10-04, 12:27   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي


[7] بيان ما نسب وألصق بالأمير
عبد القادر الحسني الجزائري
من الأقوال والعقائد الباطلة


الحلقة الرابعة : المجدد المربي الأمير عبد القادر الحسني الجزائري يزلزل المعتزلة والصوفية المتكلمة في أصل أصولهم ، ويهدم حصونهم

من أهم المسائل في أصول الدين ، والتي تكلم فيها أهل السنة وردوا فيها على المعتزلة والأشاعرة المتكلمة : ( مسألة النبوة ، والتحسين والتقبيح العقليان ) .

✅ فالأشاعرة عندهم العقل لا يحسن ولا يقبح ، وأن الله يشرع لمحض الإرادة لا لأجل حكمة ومصلحة ، فإنه يفعل لا لشيء ، وهذا مبني على تعطيل الحكمة عندهم والعلل كما بينت ذلك في الحلقة السابقة الثالثة .

✅ أما المعتزلة فالعقل عندهم يحسِّن ويقبِّح، ويستحق العقاب بذلك .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كتابه القيم ( درء تعارض النقل والعقل ) مبينا هذه المسألة بأوضح البيان : ( - طائفة تقول : إن الأفعال لا تتصف بصفات تكون بها حسنة ولا سيئة البتة وكون الفعل حسنا وسيئا إنما معناه أنه منهي عنه أو غير منهي عنه ، وهذه صفة إضافية لا تثبت إلا بالشرع وهذا قول الأشعري ومن اتبعه من أصحاب مالك والشافعي و أحمد كالقاضي أبي يعلى وأتباعه ، وهؤلاء لا يجوزون أن يعذب الله من لم يذنب قط ، فيجوزون تعذيب الأطفال والمجانين
- وطائفة تقول : بل الأفعال متصفة بصفات حسنة وسيئة وأن ذلك قد يعلم بالعقل ويستحق العقاب بالعقل وإن لم يرد سمع كما يقول ذلك المعتزلة ومن وافقهم من أصحاب أبي حنيفة وغيرهم : أبي الخطابي وغيره
- وطائفة تقول : بل هي متصفة بصفات حسنة وسيئة تقتضي الحمد والذم ولكن لا يعاقب أحدا إلا بلوغ الرسالة كما دل عليه القرآن في قوله تعالى : " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " ، وفي قوله : " كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير "
وهذا أصح الأقوال وعليه يدل الكتاب والسنة فإن الله أخبر عن أعمال الكفار بما يقتضي أنها سيئة قبيحة مذمومة قبل مجيء الرسول إليهم وأخبر أنه لا يعذبهم إلا بعد إرسال رسول إليهم ، وقوله تعالى : " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" حجة على الطائفتين ) ا.هـ

➖ قلت ( بن سلة ) : ما قرره الإمام أبو العباس الحراني هو الذي عليه علماء السنة قاطبة ، كما قرر ذلك أيضا تلميذه ابن القيم - رحمه الله - .
وهذا عين ما قرره الأمير عبد القادر الجزائري في رسالته القيمة ( المقراض الحاد لقطع لسان منتقص دين الإسلام بالباطل والإلحاد ) ، من بيان الحكمة من التشريع ، وذكر تعلق الأسباب بمسبباتها ، وعلاقة العقل بالشرع .

قال الأمير عبد القادر : ( اعلم أن العقل وإن خصه الله تعالى بخصوصية الاطلاع على حقائق الأشياء والوصول إلى معرفته تعالى بالاستدلال بالعلم وأحواله ولكنه قاصر عن معرفة الطاعة والمعصية والحسن والسيئ إما أن يرجع إلى الملائمة والمنافرة للطبع كاستحسان الجميل والنفور من القبيح ، وإما أن يرجع إلى صفات الكمال والنقص كحسن العلم وقبح الجهل ، وما ذكر من الأشياء الحسنة المقربة إلى الله تعالى التي يترتب عليها المدح عاجلا والثواب آجلا كالإيمان والطاعة ، والأشياء المبعدة عن الله تعالى التي يترتب عليها الذم عاجلا والعقاب آجلا كالكفر والمعصية ، فلا يصل العقل إلى شيء من ذلك ولا يعرفه إلا بتعريف الله تعالى له .)

➖ قلت ( بن سلة ) : هذا فيه رد على المعتزلة ، فقيده يا أيها القارئ .

ثم قال الأمير الجزائري : ( وبيان كون العقل لا يعرف الطاعة من المعصية ولا يوجب هذه وينهي عن تلك ، فإن العقل لو أوجب الطاعة إما أن يوجهها لغير فائدة وهو محال ، فإن العقل لا يوجب العبث ، ولكنه لا يدرك الثواب أو العقاب )

➖ قلت ( بن سلة ) : هذا فيه رد على الأشاعرة الذين طعنوا في العقل ، فإن الأمير قال ( إن العقل لا يوجب العبث ) .
وعجبا من أمر الأشاعرة وتناقضهم ، فمن أصولهم ، بل مبنى عقيدتهم أن مصدر الأحكام والاستدلال عندهم هو العقل ، ولكن في هذه المسألة خالفوا أصلهم ، فعطلوا العقل .

◾المبحث الثاني من هذه الحلقة : مسألة النبوة .
قالت المعتزلة واجب على الله بعثة الرسل .

أما الأشاعرة فهي جائزة عندهم ، ولا يعرف العقل حسنها وضرورتها ، وأنها على أصلهم راجعة لمجرد المشيئة ولا يوجد هناك حكمة وعلة .
أما أهل السنة فالنبوة عندهم ضرورية والناس بحاجة إليها أعظم من غيرها ، وأنها ثابتة بالعقل ويرجع إثباتها للحكمة ، وليس إلى إيجاب شيء على الله كما تقول المعتزلة .

قال الإمام ابن تيمية في ( الأصفهانية ) : ( ثم المتكلمون من المعتزلة وغيرهم يوجبون النبوة على الله تعالى على طريقتهم في إيجاب ما يوجبون عليه )
وقال في الفتاوى : ( .. فيقولون أنه قد يعرف بالعقل أنه لا بد من إرسال الرسل وأن ذلك واجب في حكمه وحكمته ..
ومنهم من يقول لا يعلم شيء من ذلك إلا بالخبر وهذا قول الجهمية والأشعرية ، وذاك قول المعتزلة والكرامية والحنفية - الماتريدية - أو أكثرهم .
وأما أصحاب مالك والشافعي وأحمد فمنهم من يقول بهذا ، ولكن جمهور الفقهاء من السلف يثبتون الحكمة والتعليل )
وقال الإمام السفاريني في ( لوامع الأنوار) : ( أعلم أن حاجة الخلق إلى الرسل وبعثه الأنبياء ضرورية )
وقال : ( وقالت المعتزلة بوجوب ذلك على الله تعالى بالنظر إلى ذاته ، والحق أنه جائز عقلا في حقه تعالى واجب سمعا وشرعا ) .

➖ قلت ( بن سلة ) : ما قرره علماء السنة ابن تيمية والسفاريني من أمر النبوة ، هو عين ما قرره الأمير عبد القادر في رسالته
( المقراض ) ، قال : ( فالعقل لا يهتدي إلى الأفعال المنجية في الآخرة إلا بواسطة الرسل كما لا يهتدي إلى الأدوية المفيدة للصحة إلا بواسطة الأطباء ، فحاجة الخلق إلى الرسل كحاجتهم إلى الأطباء )
وقال : ( .. فكذلك مرض الجهل لا يمكن علاجه إلا بأدوية مستفادة من الرسل فمن لا يداوي جهله بمعالجة الرسل واكتفى بالعلوم العقلية تضرر كما يتضرر المريض بالغذاء غير المناسب له ومن يظن أن العلوم العقلية مناقضة الشرعية أخطأ )
وقال : ( وحيث ثبت هذا ، ثبت احتياج العقل إلى الرسول .. وإذا جاز هذا ولم يمنعه العقل )

➖ قلت ( بن سلة ) : لا أوضح من هذا البيان ، بهذا تعرف نقاء وسلامة عقيدة الأمير عبد القادر ، وعصمته عند عتبة عقيدة السلف الصالح التي خالفها المعتزلة والأشاعرة والطوائف المتكلمة .

ومن زلات وأخطاء الأشاعرة في هذا الباب قولهم أن النبوة تثبت إلا بالمعجزة
قال الجويني في الإرشاد : ( لا دليل على صدق النبي غير المعجزة ) .

➖ قلت ( بن سلة ) : وهذا خلاف ما عليه معتقد أهل السنة في تقرير ثبوت النبوة ، فالنبوة تثبت بالمعجزة وصدق النبي ، وعاقبة النبي ونصرته على عدوه ، وإخباره بالغيب وإلى غير ذلك من طرق إثبات النبوة وقد بينها الأمير عبد القادر في رسالته .

قال الأمير : ( وجاءت الرسل بما دل على صدقهم من معجزاتهم وجب تصديقهم في جميع ما أتوا به )
وقال : ( القول الثاني في إثبات الرسالة : أن نقول إننا لا نعرف أولا الحق والصدق في الاعتقاد ما هو فإذا رأينا إنسانا يدعو الخلق إلى الدين الحق ، ورأينا لقوله أثرا قويا في صرف الخلق عن الباطل إلى الحق عرفنا أنه رسول صادق واجب الإتباع ، وهذا الطريق أقرب إلى العقل )

➖ قلت ( بن سلة ) : قوله ( وهذا الطريق أقرب إلى العقل ) بعدما ذكر المعجزة فيه إشارة أنه يريد الرد على الأشاعرة المتكلمة بأوضح البيان .
قال الأمير أيصا مقررا طريقة إثبات النبوة :
( ومن علامة رسالته ما جمعه الله له من المعارف والعلوم وخصه بها من الإطلاع على جميع مصالح الدنيا والآخرة ...)
وقال : ( ومن علامة رسالته ودليل صدق أخباره بالمغيبات )
وقال : ( ومعجزة القرآن باقية ثابتة إلى يوم القيامة ، بينة الحجة لكل أمة ) ا.هـ

➖ قلت ( بن سلة ) : هل تجد أبين من هذا البيان في تقرير النبوة ؟ فهذا لا تجده إلا عند السلفي من مدرسة أهل الحديث ، شرق وغرب عند الطوائف الضالة من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية والصوفية المتكلمة ، فتحلم ويعز عليك أن تجد هذا التقرير الذي قرره الإمام السلفي الأمير عبد القادر ، ثم يأتي السفهاء والجهلة ممن منتهى أحكامه التقليد الأعمى ولو من المدرسة الفرنسية والمستشرقين ! ، فيقولون : أن الأمير عبد القادر صوفي أشعري متكلم – أي من غلاتهم - !! والله المستعان .

كتبه الفقير إلى الله : بشير بن سلة الجزائري











رد مع اقتباس