منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-09, 20:43   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


س: شخص يسب أمه كثيرا ويشتمها ولا يحترمها ولا يطيعها فماذا يقال له؟
ج:قال تعالى:" وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"سورة الإسراء:23،والأحاديث الواردة في وجوب البر بالوالدين وتحريم عقوقهما كثيرة جدا،منها ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال:"سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم:أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال:الصلاة في وقتها،قلت:ثم أي؟قال:بر الوالدين،قلت:ثم أي؟قال:الجهاد في سبيل الله"(1).
فبر الوالدين مما أقرته الفطر السوية واتفقت عليه الشرائع السماوية وهو خلق الأنبياء والصالحين،فيحرم سب الوالدين أو شتمهما،وقد قال الله:" فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا"سورة الإسراء:23،فما بالك بما فوق كلمة"أف"،فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:"الكبائر،الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس"(2).وهذه نماذج من صور البر عسى الله أن يجعلها قدوة لنا جميعا فعن عائشة رضي الله عنها قالت:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة، فقلت:من هذا؟قالوا: حارثة بن النعمان،كذلكم البر،كذلكم البر،وكان أبر الناس بأمه"(3).
فعلى المسلم الذي أنعم الله عليه بوجود أبويه أو أحدهما أن يشكر الله،وأن يؤدي حق النعمة ببرهما وطاعتهما والإحسان إليهما،والرسول صلى الله عليه وسلم حذّر من سب الوالدين فقيل له كيف يسب الرجل أباه وأمه فقال:" يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أم الرجل فيسب أمه"(4)أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وليعلم الأبناء أن سعادة الدنيا والآخرة إنما هي في رضا الله ورضا الله إنما هو في رضا الوالدين، والله الموفق.

(1):أخرجه البخاري(527) ومسلم(85).
(2):أخرجه البخاري(6675) في صحيحه وأخرجه في الأدب المفرد باب 06.
(3):رواه أحمد (25162) والترمذي والحاكم ولكن ليس فيه" وكان بارا بأمه" وهو صحيح كما في صحيح الجامع(3317).
(4) : رواه البخاري(5973) ومسلم(90).









رد مع اقتباس