منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-22, 16:41   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي




س: شخص اقترف العديد من المعاصي والكبائر، خاصة في أيام دراسته الجامعية مع زميلاته، وهو نادم اليوم ويخشى أن لا يقبل الله توبته؟
ج: إن العلم سلاح ونور في درب المؤمن،يرفع الله به الذين آمنوا واتخذوه وسيلة لتحقيق العبودية لله عز وجل،قال تعالى:" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"سورة المجادلة:11،فطلب العلم نعمة منه سبحانه على خاصة عباده المتقين والورعين،ومن المؤسف أن لا يعرف شبابنا اليوم قدر هذه النعمة فتراهم يعبثون فسادا ويقترفون ما من شأنه أن يحطهم ويضع من شأنهم...إلا أن باب التوبة مفتوح ما لم يغرغر وما لم تشرق الشمس من مغربها،قال سبحانه:" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"سورة الزمر:53،فإذا تاب العبد توبة صادقة نصوحا فإن الله تعالى يبدل سيئاته حسنات،يقول الله تعالى:" وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا*إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا*وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا"سورة الفرقان الآيات:68-69-70-71.
وشروط التوبة الصادقة هي:
الإخلاص:بأن يبتغي العبد بتوبته مرضاة الله تعالى، لا رياء فيها ولا طلب شهوة أو سمعة،والعمل الذي لا يكون خالصا فإن الله لا يقبله،قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي:"أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه أحدا غيري تركته وشركه"(*).
الندم على ما فعله من الذنب والإقرار بأنه كان مخطئا فيستغفر الله ويطلب عفوه.والإقلاع عن الذنب وعدم الإصرار على اقترافه إذ لا توبة لمن يزعم الندم، والرجوع إلى الله وهو مصر على الوقوع في الخطأ نفسه.
العزم على ألا يعود إلى المعصية في المستقبل، وأن تكون التوبة قبل الغرغرة وقبل طلوع الشمس من مغربها، قال تعالى:" وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا"سورة النساء:18.



(*):أخرجه مسلم (2985).








 


رد مع اقتباس