منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مقالتي في الباكالوريا . اساتذة الفلسفة مدعوون للدخول
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-06-10, 20:47   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الطيب الجزائري34
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية الطيب الجزائري34
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقالتي في الباكالوريا . اساتذة الفلسفة مدعوون للدخول

مقدمة

قال الفيلسوف "الالماني" . "مارتن هايدوغر". .. "الانسان ذو ابعاد ثلاث" .. و المراد بذلك ان الانسان لا يحيا الحاضر فقط مثلما هو الشان لباقي الكائنات . و انما يسترجع الماضي في الحاضر عن طريق الذاكرة و يعي حاضره بواسطة الادراك كما انه يتطلع الى المستقبل بالخيال . فهو عكس الحيوان الذي هو حبيس لحاضره ولقد شاع منذ القديم ان الذاكرة مردها المجتمع . و هي مخزنة في مكان مستقل عن الذات البشرية .و تبنى هذه النظرية جمع من الفلاسفة الوضعيين الاجتماعيين في طليعتهم.. هاليفاكس دوركايم و بيار جاني.. لكن ما فك ان تراجعت هذه الرؤية و ظهرت فكرة جديدة تناقضها تقول ان الذاكرة ذات طابع فردي مادي عضوي مستقلة بذاتها عن المجتمع . و تزعم هذه النظرية المادية الجسمانية الفيلسوف ..ريبو.. هذا ما يجعلنا نطرح التساؤل التالي . كيف نثبت هذه النظرية الاخيرة التي تقول ان الذاكرة دات طابع مادي فردي ؟ و ما هي الدلائل و البراهين و الحجج التي تجعلنا نسلم بها و نتبناها و ندافع عليها ؟

عرض منطق الاطروحة و الدفاع عليها

ترى المدرسة المادية العضوية ان الذاكرة تكمن في الجسم في حد ذاته . و يفهم من ذلك ان الذاكرة تكمن في الفرد وحده مستقل عن كل شئ و اذا اراد الانسان ان يسترجع ذاكرته ما عليه الا ان يرجع الى نفسه و دون الحاجة الى اي احد . و من اوائل من تزعم هذه الدراسة نجد على سبيل المثال ..ديكارت.. حين ردد يقول ان الذاكرة تكمن في ثنايا الجسم . و يفهم من ذلك ان اعضاء الجسم البشري تقوم باحتواء و استقبال الذكريات . كمن يضع ملابسه في خزانة و ان ااراد ان ياخذها ما عليه الا ان يعود لهذه الاخيرة . و بالتالي ان الداكرة سيمتها الطابع الملموس المادي .و من بين من دافع عن هذه النظرية نجد .. ريبو.. الذي راح يقول .. ان الذاكرة بيولوجية بالماهية .. و هذا يعني ان جوهرها مادي عضوي و العوامل الاخرى لا تعدوا ان تكون الا عناصر ثانوية .و ان الذكريات مخزنة في الدماغ على شكل اثار مادية و التشبيه الدي كان وراءه يبين ذلك حين قال انها بمثابة معلومات محفوظة في الاسطوانة و ان اي تلف يصيب تلك الاسطوانة سينتج عنه حتميا فقدان المعلومات المحفوظة بها اما كليا او جزئيا و الامر سيان ينطبق على الذاكرة فان اي تلف مادي يصيب الدماغ ينتج عنه حتميا فقدان الذاكرة و الذكريات اما كليا او جزئيا . و لقد عرفت هذه الدراسة صدا و ذيوعا و شيوعا لما تبين ان هناك خلايا في القشرة الدماغية مسؤولة عن الذاكرة . و الذي بين ذلك هو الطبيب بروكا لما قال . ان حدث ان اصيب الدماغ بزيف دموي داخلي سيؤدي حتميا الى فقدان الذكريات و لا مجال للشك في ذلك .و عليه نقول ان الذاكرة جوهرها و اساسها مادي عضوي .

عرض موقف الخصوم

ان المدرسة المادية الجسمانية بزعامة ريبو لم تسلم من الانتقادات فقد تعرضت الى انتقادات لاذعة و استنكار شنيع من طرف الاتجاه الاجتماعي و على سبيل المثال نجد هاليفاكس حين قال ان الفرد اذا اراد ان يسترجع داكرته ما عليه سوى العودة الى الغير من اقارب و اسرة و اصدقاء. و ان الذاكرة تبنى من الحاضر على مرتكزات اجتماعية ما يعرف بالبعدية و القبلية . و في موضع اخر راح يقول ان مشاهدة شخص ما تربطنا به علاقة كفيل باسترجاع الدكريات التي نتشاركها و ذهب الى ابعد حد عندما قال ان سماعنا كلمة واحدة فقط يجعلنا نسترجع و نعيش تلك اللحظات الماضية .و من تبنى كدلك هده النظرية ..بيار جاني ..الذي يقول لو كان الفرد وحيدا لما كانت له ذاكرة و لما احتاج لها .

نقد الخصوم

اراء هؤلاء مرفوضة لان ميزتهم التبعية للنظرةالوضعية الاجتماعية دون تمحيص و دون تدقيق فقول ان الداكرة ذات طابع اجتماعي قول لا يصح لان الفرد مستقل بذاته و عليه فهو مستقل بدكرياته و بالتالي الاجتماعيون اخطئوا لم اذابوا شخصية الفرد في المجتمع و اعطو السلطة المطلقة للمجتمع . لان الفرد تربطه علاقة مع المجتمع في ما هو عام فقط و هو مستقل بذاته و ذكرياته و تطلعاته و مخططاته الخاصة به و لا يستطيع اي احد الاطلاع عليها . و عليه ان السلطة الاجتماعية مهما كانت تبقى سيطرتها ثانوية تتمثل في العموميات فقط و الاشياء الغير المهمة .
اما ما ذهب اليه هاليفاكس ان الذاكرة مردها المجنمع و محفوظة فيه قول غير مؤسس و يفتقد للمنطق كيف لا وان هذه النظرة تجبر ان يكون لكل افراد المجتمع الواحد نفس الذاكرة و هذا ما لا نجده في الواقع و منه ما ذهب اليه غير صحيح تماما . اضافة لتصريحه ان كلمة واحدة كفيلة باسترجاع الذكريات في مكابرة فهل عندما اجلس الى مجاهد جزائري و يقول لي على سبيل المثال ثورة هل استرجع و اعيش تلك اللحظات و الحيثيات بمعطياتها و احاسيسها و مشاعيرها طبعا لا فعدم معايشة تلك الفترات يجعل من ذلك مستحيلا ان تتطابق داكرتي بذاكرته و ان تكون لنا نفس المشاهد .
اما قول بيار جاني ان كنت وحيدا فلن تحتاج للذاكرة و لن تكون لك. قول عبثي لانه ساوى بين الانسان و الحيوان الذي هو حبيس لحاضره و قوله جعل الفرد جماد خالي من الذكريات و الاحاسية و الادراك . فالانسان اعلى و ارقى ان يكون كذلك لانه يعيش الازمنة الثلاثة و هذه الاخيرة لا تتأتى الا بواسطة الذاكرة التي محلها الدماغ و نظرا لاهميته جعل الله له محتوى قمة في الابداع الذي يتشكل من ثلاث طبقات كل طبقة تتظافر مع الاخرى في سبيل حماية هذا العضو المهم .الذي بدوره يحوي خلايا الذاكرة فتبارك الله احسن الخالقين

الدفاع عن الاطروحة بحجج شخصية و الاستئناس بفلاسفة

ان النظرية المادية فرضت نفسها في الواقع و ساندها جمع من الفلاسفة و العلماء على غرار الفيلسوف تين و ابن سينا و قد ردد هذا الاخير يقول ان الذاكرة محلها التجويف الاخير من الدماغ . ذلك ما صرح به العلم و العلماء حين قال ان المخ يحتوي على الملايير من الخلايا العصبية لهاعدة وظائف و من بين وظائفها الحفاظ على الذاكرة و الذكريات و نظرا لاهمية هذه الخلايا جعل الله لها ميزة الابدية و ابديتها مرتبطة بوجود الانسان فهي على عكس باقي خلايا الجسم التي سيمتها التجدد . كما ان نظرية ريبو ربطت الذاكرة باعضاء الجسم فصرح ان هناك ذاكرة حسية و سمعية و بصرية كلها في علاقة مع الاعصاب الحسية و العينين و الاذنين . و يفهم من ذلك ان كل عضو له دوره و مساهمته في صنع الذاكرة . فالحكمة االتي تقول ان العقل السليم في الجسم السليم يصدق القول ايضا ان نقول ان الداكرة السليمة في الجسم السليم .و ان حدث ان اصيبت تلك المخططات الدماغية و التي هي عبارة عن شعيرات دموية كهربائية اصيب العقل. و من فقد عقله فقد ذاكرته .ومن لا عقل له لا ذاكرة له . حتى و ان كان وسط ملايين من البشر سيبقى في فردانيتة لا تربطه معهم اي علاقة و لا يؤثر فيه لا الكلام و لا الغير .

الخاتمة

و اخيرا نستشف ان الذاكرة في علاقة لازمة مع الجانب العضوي المادي و عبارة عن كيان يطير بعدة اجنحة تتمثل في هيكل من الاعضاء المرأية تستقي معلوماتها من الخلايا العصبية و فق مخطط منظم فرضه الدماغ يعتمد على الاخذ و العطاء الامر و الاستقبال بين هذا التركيب المعقد . و انا اكتب هذه المقالة كنت ملزم ان استعين بقلم و هو امامي اراه بعيني يسير وفق ما تمليه له اناملي يتبع طريق يمهدها و يرسمها له دماغي و هو ينهل في المعلومات المخزنة في خلاياي العصبية . و جدير بالذكر ان المحيط الذي انا فيه لم استعن به و لم يشارك في هذا العمل و في استرجاع المعلومات من ذاكرتي .هذا ما يؤكد اهمية الطابع المادي العضوي في عملية التذكر و التعبير و االتاثير .
و عليه ان مقولة ديكارت التي تقول ان الذاكرة تكمن في ثنايا الجسم مقولة صحيحة و لنا الحق و كل الحق في الدفاع عليها و تبنيها


.بالنسبة لبرغسون لم استعن به . لان هو منطقي ان يتسائل الشخص ان الجسم فيه بعدين بيولوجي و سيكولوجي . لكن برغسون ينقد ريبو و يرفضه لهذا لم استعن به
اما من يقول ان الخصوم هم النفسيين يمكن ايضا ان نقول الاجتماعيين هم خصوم . في انتظار تفصيل اكثر من الاساتذة المختصين

. خالوطة . متى ندافع عن الماديين و ننقد الاجتماعيين . و متى ندافع عن الماديين و ننقد االنفسيين. و متى ندافع عن الماديين و النفسيين و ننقد الاجتماعيين . .

و في الاخر على حساب الشك اخطات لما تركت الخصم الرئيسي و ذهبت الى الخصم البعيد .









 


رد مع اقتباس