نوفمبر
اقترب نوفمبر ،فازينت المدينة .ها هي الاعلام قد رفعت علي رؤوس ودور الحكومة ، وفوق أبواب المتاجر والمصانع ، وتدلت من شرفات2 المساكن والعمارات ،وهذه المصابيح الكهربائية المختلفة الالوان ،قد نظمت في أشكال عقود3 وأقواس ، وغمرت4 المدينة بأ نوارها المتلالئة الباهرة وعلقت اللافتات الكبيرة في الشوارع الرئيسية ،وعم السرور المدينة بأكملها.
وما أن طلع صباح هذا اليوم حتى بدأ المهرجان الرائع باستعراض من( ( الجيش الوطني)) ، علي اختلاف واحد ته من مصفحات ودبابات وصاعقة وخيالة ، وبحرية ومشاة ، تتبعها فرق الشبيبة والكشافة بأزيائها الجميلة ، وحركاتها المنتظمة . ويتحرك هذا الموكب5 الهائل نحو ساحة التجمع ، وسط موج زاخر من الجماهير ، وهي تتزاحم وتتدافع على حافتي الطريق ، تهتف وتصفق ،وكلها إعجاب وإعتزاز.
كيف لا يفرح الشعب الجزائري بهذا اليوم ، ولا يحتفل بهذا العيد ؟ وهو اليوم الذي انطلقت فيه أولى رصاصات الحرية والاستقلال .
كان ذاك في فاتح نوفمبر سنة 1954 ،يوم اندلعت الثورة الوطنية لتحرير الشعب الجزائري بقيادة( ( جبهة التحريرالوطني ))، فأقبل عليها الشعب ، وخاض غمارها طيلة سبع سنوات ونصف ،من الجهاد والتضحية والكفاح ، واستشهد أثناءها أكثر من مليون شهيد ،من خيرة أبناء هذا الشعب الابي إلي أن كلل هذا الجهاد بالنصر ، ونال الوطن حريته واستقلاله .
من أجل ذلك كله ، بقي هذا اليوم حيا خالدا ، في قلب كل جزائري وجزائرية .تحتفل به البلاد في كل سنة ، وتتذكر فيه أبطالها وشهداءها الذين سقطوا في ميدان الشرف ، وأناروا الطريق في حياة وجهاد الأمة لتحيا حياة العزّ والكرامة.