انسان من ذهب
في هذه السنة انتقلت الى العمل في مكان جديد ,ولقد لفت انتباهي أمر مهم.......
كان هناك شخصان يعملان معي ,وقد كانا صديقان مقربين جدا.محمد ويوسف.....
ومع مرور الايام تعرفت عليهما أكثرفأكثر.
فالأول الذي كان يدعى محمد ,تقبلي كصديق له بسهولة ,أما يوسف فلم يعرني اهتماما كبيرا.وعند خروجنا من العمل غالبا ما أركب انا ومحمد نفس الحافلة ,أما يوسف فيفضل ان يستقل سيارته ,وفي الطريق ,كان محمد يجلس دائما بجانب النافذة ,وكثيرا ما يغوص في شرد كبير.....
فدفعني الفضول ذات يوم الى ان أسأل صديقه يوسف عنه ,فقال لي بايتسامة عريضة وصدر واسع:سأخبرك بقصته كاملة.
" محمد انسان في قمة التواضع,قد عاش حياة قاسية بعض الشئ في صغره .حيث تربى يتيم الابوين ,وقد تحمل امسؤولية منذ صغره في رعاية اخوانه ,ولولا تقوية ايمانه وتعلقه بربه ,لما استطاع التغلب على مشاكله....ورغم هذا فانه شخص فريد من نوعه ,ذو قلب واسع ولسان طيب ,يحب كل من حوله ويعشق مساعدة غيره ,يتخلى بامان كبير في قلبه ,قانع وامين ’مؤمن بالقضاء والقدر ,في حديثه دائما افادة ,يوجه الجميع ويحبه الجميع .فمكانته في المجتمع لا يعوضها احد.
ولكن مشكلته انه انسان كتوم لا يحب مقاسمة الامه مع احد, حتى انا لا يخبرني بكل شيئ .يوكل امره لربه ويغدو لوحده ,ولا يبوح بسره مهما مهما كان عمق مشكلته,"
وبينما انا في الحافلة قررت ان اجرب حظي معه ,فجلست بجانبه ورحت اتكلم معه ’فتجاوب معي بسرعة وكأنه صديق قديم لي...
فلمحت في عينه بريق الحزن تحجبه ابتسامة جميلة الوجود ,فأدرمت حقيقة ما يخيفه وما يخفيه,فحاولت التحدثمعه, لكنه كان حريصا جدا على كلامه, ولم يبح لي ولو بقليل,وقال لي :"انا من الطبع الذي لا يتكلم عن مشاكله ,أفضل ان احلها لوحدي كي لا اشغل الناس بي , وحتى ان ابحت به لا اظن انهم يستطعون مساعدتي ,فقد اتخذت ربي خير وكيل لي ....."
وفي تلك اللحظة ادرك ان في سكونه شموخ ,وانه انسان حكيم
-النهاية-
"أرجو ان ارى تفاعلاتكم ,لانني لاول مرة اضع موضوعا في هذا القسم
انا في انتظار ارائكم بصراحة واي انتقاد فمرحب به
وشكرا"