منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - إعلان ماجستير جامعة الأمير عبد القادر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-17, 14:28   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
محمد جديدي التبسي
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد جديدي التبسي
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










افتراضي


الجزائر في ظل الحكم العثماني

كان لظهور الأتراك في الجزائر دورا فعالا في إنقاذ هذا البلد من الاحتلال الاسباني، الذي كان أمرا واقعا لا محالة، لذلك قبل السكان بالانضواء تحت لواء الخلافة العثمانية بعد الاستنجاد بالأخوين "عروج وخيرالدين برباروس". وكان لرابطة الدين الدور الرئيسي للقبول، خاصة وأن الصراع بين المسلمين والصلبيين كان على أشده، فقد بذل العثمانيون جهودا كبيرة في حماية الجزائر من التحديات الاستعمارية طيلة ثلاثة قرون من الزمن تحفظ لهم في التاريخ.

– إلحاق الجزائر بالخلافة العثمانية:
بعد استشهاد عروج كان خيرالدين قد أعلن تبعيته للسلطان العثماني "سليم الأول" ليس لأنه كان من أصل تركي، ولكن بعد بروز الخلافة العثمانية بوصفها أكبر دولة إسلامية تتجه نحو حماية المسلمين، لذلك قرر خيرالدين إلحاق دولته الناشئة بالخلافة العثمانية، فأرسل إلى السلطان العثماني يعرض عليه مباعيته، وحدث ذلك عام 1518م، فكان رد السلطان القبول وكان وقتذاك بالقاهرة، فأرسل إليه "2000 جندي مسلحين بالبنادق وعددا من رجال المدفعية والمتطوعين، وبل وقام بتوجيه رسائل إلى حكام تونس وتلمسان يحذرهم فيها من الاعتداء على إمارة الجزائر، وبعد تعيين خيرالدين حاكما للجزائر صار يلقب بالبايلرباي، وأصبحت الجزائر من إحدى ولايات الدولة العثمانية، وغدت قوة لا يستهان بها على المستوى الدولي.
** مراحل الحكم العثماني:
استمر الحكم العثماني بالجزائر من 1518م إلى غاية الاحتلال الفرنسي عام 1830م وقد مر بأربعة عهود هي:
1- عهد البايلربايات: 1518-1587م:
تميزت هذه المرحلة بالقوة وتوطيد ركائز الحكم، وتوحيد رقعة البلاد والقضاء على التوسع الاسباني وعلى الكثير من التمردات، وقد اتخذ خيرالدين من مدينة الجزائر مركزا لحكومته، وعين "أحمد بن القاضي الغبريني" سلطان جبل كوكو ( تبعد 18كلم من أربعاء نايت ايراتن ببلاد القبائل) حاكما على بلاد القبائل والناحية الشرقية، ومن مميزات هذا العصر:
أ- على المستوى السياسي:
تم إلحاق الجزائر بالخلافة العثمانية، وأصبحت الجزائر إحدى ولايات الخلافة العثمانية، مما جعلها تكتسب قوة في الداخل والخارج.
وقد استطاع البايلربايات أن يحققوا الوحدة الإقليمية والسياسية للجزائر، التي امتد نفوذها وسيطرتها إلى كل الجهات شرقا وغربا وجنوبا، والقضاء على كل الإمارات المحلية: إمارة تلمسان، الإمارات الحفصية، قسنطينة وعنابة، وإمارة جبل كوكو، ويعد السلطان "صالح رايس"( 1552-1556) البطل في تحقيق هذه الوحدة، لاجتهاده في مد نفوذ الأتراك إلى واحات الجنوب وقضى على الدولة الزيانية بتلمسان، وقام بفرض طاعة سلطة الجزائر على كل المناطق، لتصل تخوم الجزائر إلى ما هي عليه الآن.
أما على مستوى العلاقات السياسية، فبفضل امتلاك الجزائر لأسطول قوي، فقد استطاعت أن تفرض إرادتها على الدول الأوروبية وإرغامها على دفع إتاوات مقابل ضمان الأمن والسلام لمراكبها في حوض البحر الأبيض المتوسط، وما يعاب على هذه العلاقات هو بدء تسرب النفوذ الفرنسي إلى الجزائر، نتيجة للعلاقات الطيبة التي كانت تربط بين البلدين، وبسبب عداء الجزائريين والأتراك للأسبان، إضافة إلى تنافس فرنسا التقليدي حول وراثة مشاكل القارة الإفريقية. " وتعود العلاقات الطيبة بين فرنسا والدولة العثمانية إلى أيام السلطان سليمان القانوني وفرانسوا الأول، حيث حصلت فرنسا على امتيازات واسعة في أملاك الخلافة العثمانية عام 1535، وهو كما سنرى سيمهد إلى تلك النهاية المأسوية للدولة الجزائرية بالاحتلال الفرنسي لها…".
ب- على المستوى العسكري:
– في عام 1519 م:
قامت اسبانيا بشن حملة على الجزائر ولكنها منيت بهزيمة نكراء، في وقت تمرد فيه احمد بن القاضي وقطع خط الرجعة على خيرالدين إلى الجزائر وهو في جهاده ضد الأسبان، إذ استقر بالجزائر مدة 06 سنوات من(1521-1527م) وهو يحارب الأسبان إلى أن تمكن من فتح الجزائر من جديد وكان ذلك عام 1527م. والقضاء على الحصن الاسباني ببرج الفتار في 16/05/1529م. " وأسر الأسبان الموجودين فيه وكان عددهم 700 جندي ووصلوا البرج بالساحل وانشئوا رصيفا لحماية الميناء، فأصبح ميناء الجزائر في غاية الروعة، وأقاموا قرب البرج ثكنة عسكرية واعتبارا من ذلك التاريخ تأسس أوجاق الجزائر واستمر الأمر حتى 1830م".
– حملة أندري دوريا الاسبانية على مدينة شرشال عام 1531م:
انتقاما للهزيمةالتي منيت بها اسبانيا عام 1519م دخلت على مدينة شرشال عام 1531م وعاثوا فيها فسادا وخرابا وتقتيلا، عندها تدخل خيرالدين بقواته فاضطر الأسبان إلى التراجع والفرار، ونظرا للقدرة والجدراة التي يمتلكها خيرالدين تم استدعاؤه إلى القسطنطينية عام 1535م ليعين وزيرا على رأس البحرية أو أمير البحر العام لجميع الأسطول العثماني، فلبى النداء واستخلفه نائبه محمد حسن آغا على رأس الدولة الجزائرية.
– حملة شارلكان الاسبانية على الجزائر 1541م:
برحيل خير الدين اعتقد الأسبان أن الأمر أصبح سهلا لاحتلال الجزائر وطرد الأتراك، فاحتلوا موانئ تونس وشارك في الصراع ضدهم خيرالدين نفسه، ثم قاموا بحملة قادها شارلكان نفسه ونزلوا بجهة حسين داي يوم 23/10/1541م . كان مصيرها الفشل. " ولقد شوهد شارلكان لأول مرة في تاريخه يبكي على الخسائر التي مني بها جيشه وأسطوله". وبعد هذه الهزيمة حولوا جهدهم إلى الناحية الغربية إلى إمارة بن زيان الضعيفة وذلك لنجدة الأمير الزياني عبد الله ضد شقيقه احمد، فأبيدت حملتهم عن آخرها، بالقرب من عين تموشنت عام 1543م ، وأعادوا الكرة على تلمسان في العام الموالي فاقتحموها ونهبوا خزائنها، ونصبوا فيها عبد الله الزياني مدة إلى أن ثار السكان ضده، فطردوه وأعادوا أخاه احمد، ليتم في نهاية المطاف إلحاق تلمسان بالجزائر وعزل أسرة بني زيان عام 1554م.
فتح بجاية:
لم يكن صالح رايس يهتم إلا بمحاربة الأسبان، وكان يرى أنه من الضروري فتح مدينة وهران أولا ثم النزول بالبلاد الاسبانية، وفي إحدى الأيام وصلت إليه أنباء بوهن القوى الاسبانية ببجاية، فجهز حملة قوية في جوان 1555م واقتحم المدينة واستطاع تحريرها، وتم إزالة أثر الاحتلال الاسباني بالساحل الشرقي (القل)، وفي المقابل ظلت مدينة وهران تحت الاحتلال، وقد كان هم "صالح رايس" هو تحرير وهران والاتجاه صوب الأندلس في وقت كان فيه التراجمة اليهود يحاولون الوصول إلى اتفاق حربي- سياسي ضد الجزائر يقضي عليها ويقسمها، فوصل الخبر إلى الجزائر، فأبلغت بدورها السلطان "سليم" في اسطنبول، الذي كان رده سريعا وحاسما بوجوب فتح وهران قبل أن تستقر المفاوضات بين مراكش والأسبان عن نتائج عملية، فأرسل السلطان مددا بحريا كبيرا، وفي والوقت الذي كان يتأهب فيه صالح رايس للإقلاع أصيب بالطاعون وتوفي عام 1556م، فحمل يحي الراية مؤقتا ليأتي أمرا من السلطان يأمر فيه برفع الرايس حسان قورصو إلى منصب البايلرباي، ووصل الجيش إلى مدينة وهران التي حوصرت حصارا شديدا ولكن لم يتمكنوا من فتحها بسبب الرد الاسباني العنيف، فتم الاضطرار إلى رفع الحصار ورجع حسان قورصوا يالجيش البري إلى الجزائر، وما كان من الشريف السعدي بالمغرب الأقصى إلا أن ينتهز هذه الفرصة ليقتحم تلمسان وعين على رأسها ابن غانم زعيم قبائل بن راشد.
– أحداث 1557م:
عاشت الجزائر أثناء ذلك أحداث وقلائل خطيرة، فعقب وفاة صالح رايس حدث هيجان شديد نتيجة غضب الانكشارية من انسحاب الأسطول العثماني أثناء محاصرة مدينة وهران، إضافة إلى ما أصابهم من متاعب وعدم الرضا عن الأداء في الحرب.
بعد مصرع حسان قورصو والبايلرباي محمد باشا، اضطر السلطان إلى إعادة تعيين حسن بن خير الدين ثانية نظرا لما يمتلكه من قدرة في مخاطبة الأهالي وصداقته لجميع الرياس، وقد وصل الجزائر عام 1557م، وبهذه القوة وقوة الجزائر تمكن من إقرار السلم والأمن، وقد تمكن حسن بن خير الدين من استرجاع تلمسان وبفتح مدينة مستغانم في 26/08/1558م.
وهكذا أصبحت للجزائر هبة تتخطى حدودها وأصبح لقادتها وأسطولها دورا كبيرا في أحداث منطقة البحر الأبيض المتوسط، وفي مراحل تالية جرت محاولات لدخول المغرب الأقصى في ولاية البايلرباي "قايد رمضان" وعاود "جعفر باشا" المحاولة ولكن تم رفع الحصار نتيجة لتوسلات حكومة فاس إلى السلطان العثماني.
جـ-على المستوى الإداري:
عرف الجهاز الإداري للجزائر في العهد العثماني تطورا ملحوظا، وذلك منذ استقرار الحكم التركي بالجزائر، وامتد نفوذ السلطة التركية إلى معظم المناطق الشرقية والغربية والجنوبية للبلاد، وقد اهتم البايلرباي حسن باشا بن خير الدين في ولايته الثانية بتنظيم إدارتها، حيث قسمها إلى أربعة بايلكات (عمالات):
- بايلك الجزائر ومركزها مدينة الجزائر.
- بايلك الشرق ومركزها مدينة قسنطينة.
- بايلك التيطري ومركزها مدينة المدية.
- بايلك الغرب ومركزها مدينة مازونة ثم معسكر ثم وهران.
وكان ولاة هذا العهد كلهم أقوياء اثبتوا جدارتهم سواء في الداخل أو الخارج، وبفضل مركزهم ومكانتهم مدوا سيطرتهم على تونس وطرابلس، وتحكموا في تسييرها والوصاية عليها، فبحكم لقبهم البايلرباي يعينون باشوات تونس وطرابلس، وذلك نيابة على الدولة العثمانية وكذا من يخلفهم بالجزائر.
د - على المستوى الاقتصادي والعمراني:
أما على المستوى الاقتصادي والعمراني، فقد اهتم البايلربايات بتشييد المساجد وسخروا الأوقاف الطائلة على مشاريع البر والإحسان، وقاموا بتأجير المياه في سبيل المنفعة العامة، وشهدت مدينة الجزائر العاصمة خاصة حركة عمرانية كبيرة: بناء الحصون، المدارس، القصور، حمامات، مستشفيات، وقلاع ضخمة لا تزال آثارها شاهدة إلى الوقت الحالي. وقد لعب مهاجري الأندلس دورا كبيرا في الازدهار العمراني بفضل ما يتمتعون به من خبرة فائقة في مجال الزخرفة والعمارة.
ومن الناحية الاقتصادية امتازت البلاد بغناها الاقتصادي الكبير مصدره الثروات الزراعية والحيوانية، وما يأتيها من أموال الزكاة على الماشية والحبوب والزيتون وأنواع المدخولات الأخرى من رسوم وضريبة الصادرات وأموال الجزية التي كانت مفروضة على الدول الأوروبية، وعلى المستوى الصناعي فقد عرفت الصناعة تطورا كبيرا مثل: صناعة النسيج، البرانس، الزرابي، والحياك، كما كانت تصدر كميات وفيرة من الحبوب والبضائع: الصوف، الجلود، الشمع والنسيج إلى الخارج.


2- عهد الباشوات (1587-1659):
أ– أسباب استبدال نظام البايلربايات بنظام الباشوات:
- الصراع القائم بين طبقة الرياس وجنود الانكشارية, منذ نشأة الدولة الجزائرية فقد قامت وتأسست على أكتاف رجال طائفة الرياس مثل خيرالدين ومن خلفه، وبالتالي كان هذا الصراع من الأسباب الرئيسية التي دفعت غلى تغيير النظام السابق.
- طوال فترة حكم البايلربايات ظلت الانكشارية تثير تخوفات وشكوك الباب العالي في نية البايلربايات، الأمر الذي جعل من رجال الدولة العثمانية يرون أن السلطة في الولايات الثلاث: الجزائر, تونس, طرابلس تحت حكم رجل واحد قد يشكل خطرا على الإمبراطورية العثمانية, وبالتالي لابد من تقسيم الحكم وفصل الولايات عن بعضها البعض، وإسناد كل إدارة إلى باشا يحكم لمدة ثلاث سنوات, وذلك لإحكام السيطرة على البلاد ومنع حدوث أي تمرد ضدها.
- نظرا للنفوذ الذي كان يتمتع به البايلربايات، ولفضلهم في فتح كل من تونس وطرابلس وإلحاقها بالدولة العثمانية إضافة إلى الفترة غير المحدودة للحكم، بدأت الدولة العثمانية تشم رائحة التمرد ومحاولة الانفصال والاستقلال بهذه البلاد، لاسيما أن الشقة كانت بعيدة بين الجزائر والقسطنطينية، لذلك فكرت في تغيير النظام السابق بنظام الباشاوات عله يحقق لها السيطرة الكاملة على البلاد.
– سياسة الباشاوات: إن تعيين الباشا لمدة ثلاث سنوات على رأس الحكم قد جعل منه يشعر أنه ليس بحاجة لولاء الشعب مادامت مدة ولايته محدودة، فأصبح همه الوحيد هو جمع أكبر قدر ممكن من الأموال طوال فترة حكمه, ويحصل الباشوات على هذا المنصب بشرائه من الباب العالي عن طريق دفع الرشوة أو الهدايا نظرا للأموال الطائلة التي يدرها هذا المنصب, وما دام الحصول على الثروة أصبح هدفا أساسيا للباشوات، فقد باتت قضية الحكم لهم مسالة ثانوية, ومن ثم غدت السلطة فاقدة لعنصر التآلف والتآخي والمحبة والدفاع عن راية الإسلام, وبات ولاء الانكشارية للمال والنفوذ والسلطة, أما بالنسبة للفداء والتضحية والتفاني فقد أصبحت مبادئ ميتة منذ أن تخلى السلطان عن مسؤوليته.
وكان من نتيجة هذه السياسة هو زيادة سخط العلماء والذين كانوا يحذرون من عواقب وأخطار هذه السياسة ويقدمون لهم النصح بضرورة إقامة العدل والاهتمام بشؤون الرعية والحرص على مصالحها, التي أرهقت بالضرائب والتكاليف التي لا تحتمل فظهرت القلائل وتمردت القبائل.
وبعد تفاقم الاضطرابات والصراع على الحكم تم القضاء على نظامهم عام 1659م أين تم القضاء على سلطة الباشا وأحيلت السلطة التنفيذية للآغا رئيس فرقة عسكرية بشرط أن لا تتجاوز مدة حكمه شهرين(02 شهر)، في حين أعطيت السلطة التشريعية إلى الديوان، وهكذا أصبحت طائفة الديوان تحتل مكانة ثانوية في الحكم.
ب– أبرز أحداث عهد الباشوات:
إذا كان عهد البايلربايات يمثل عهد رجال البحر والرياس الذين صانوا الشمال الإفريقي من الأسبان، فإن عهد الباشوات يمثل عهد موظفي عهد الخلافة العثمانية، وإذا كانت الوحدة في الشمال الإفريقي تشكل عنصر قوي تعتز به الدولة العثمانية وتحافظ عليه، فقد أصبحت تشكل مصدر خطر وقلق بالنسبة لها ويثير مخاوفها من انفصال الجزائر. " لأن المبدأ الذي اعتمدته بتجديد مدة الباشا بثلاث سنوات، قد أثار في نفس الباشا مسألة الفصل بينه وبين رعيته الأمر الذي يدفع مباشرة إلى جمع المال وشراء المناصرين له طمعا بالمطالبة به لعهدة أخرى، والباشا المعين مدرك تماما أن قضاء الفترة المحددة لن يتم إلا إذا زاد في تعميق الخلاف بين العناصر الانكشارية وطائفة الرياس".
– على الصعيد الخارجي:
- في عام 1588م هاجم أحمد باشا شواطئ نابولي صقلية والدولة البابوية وكورسيكا واسبانيا، وعاد بثروة ضخمة إلى الجزائر ثم خلفه "خضر باشا" الذي واصل الجهاد ونال شهرة عظيمة.
- بعد فشل الحملة الاسبانية على مدينة الجزائر عام 1601م . والتي وضع خطتها قرصان فرنسي "روكي" عمل باشوات الجزائر على وضع حد لامتيازات التجار الفرنسيين فقام الباشا خضر بتحطيم المركز الفرنسي بالقالة وأسر رواده.
- بعدها أخذ الفرنسيون يعتدون على السفن الجزائرية وكان رد الجزائر بالمثل، حيث أسر القنصل الفرنسي.
- تعقدت العلاقات الفرنسية مع الجزائر من جهة ومع الخلافة العثمانية من جهة أخرى، فاضطرت فرنسا إلى التفاوض وإبرام معاهدة بتاريخ 19/09/1628م. نصت على مايلي:
— إطلاق صراح الأسرى من الجانبين.
— التوقف عن الأسر من الجانبين.
— مسالمة البواخر الفرنسية في البحر.
— تعيين قنصل فرنسي بالجزائر يتمتع بحصانة.
– إعادة بناء المركز الفرنسي بالقالة.
- لم تحافظ فرنسا على نصوص المعاهدة وقامت بالاعتداء المتكرر وقتلت الكثير من الجزائريين، وكان رد الجزائر بالمثل بتتبع مراكب فرنسا وأسر ما فيها.
- سوء العلاقة السياسية بين الجزائر وتونس بسبب تدخل البايات التونسيين في بشؤون شرق الجزائر، وتمت المصالحة بين البلدين بإبرام معاهدة صلح عام 1628م.
– على الصعيد الداخلي:
لقد اشتد الصراع بين القوة العسكرية وطائفة الرياس وبات ضباط الإنكشارية يتطلعون إلى السيطرة والحكم بشتى الوسائل، فحاول ولاة البايلربايات التخلص من عناصرها المتمردة وإدماجها في فرقة البحارة وتحت سلطة الرياس واستحداث فرقة المشاة الجزائريين، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وأصبحت البلاد مهددة في عصر الباشوات فاضطربت البيئة وانتشر القتل والنهب والسلب.
لقد حاول البشر "خضر " التخلص من هذه الفرقة (1583م-1592م) التي لم يعد لها ولاء لا للسلطة ولا للدين ولا للشعب، وإنما للمال والنفوذ والسلطان، ولكن المحاولة فشلت وعزل الباشا خضر إلى أن تدخل السلطان العثماني وعالج الوضع بصفة مؤقتة.
وقد ازدادت عمليات السلب والنهب التي ترتكبها عناصر الانكشارية وازداد تسلطها، حيث برزت عد مظاهر تركت آثارها على البلاد وهي:
الصراع بين الانكشارية وطائفة الرياس:
هذا الصراع راح ضحيته الأهالي وذلك بسبب ظلم الانكشارية وانصراف طبقة الرياس إلى مصالحها وعدم الاهتمام بالرعية، أما الباشوات فكان همهم هو جمع أكبر قدر ممكن من المال، ونتيجة لهذه الأوضاع السياسية وغياب روح المسؤولية؛ فإن هذه الأوضاع المزرية ستتطور في المستقبل وستمهد بدون شك إلى النهاية المأسوية والتي أدت بالبلاد إلى الاحتلال.
– ثورة الكراغلة:
كان من أهم القرارات التي اتخذها الديوان ضد الباشوات هو إخضاع خزينة الدولة تحت إدارته، وإرغام الباشوات على دفع مرتبات الجنود، وقد أدى هذا الحدث إلى إشعال فتيل الثورة عام 1633م. تزعمتها عناصر الكراغلة الذين هاجموا مدينة الجزائر وحاصروا القوات التركية بالقصبة بسبب عجز الولاة عن دفع تجور الجنود، وانتهى الأمر إلى سيطرة الرايس العلج بتشيني ذو الشهرة الواسعة، ولم تمض سنوات على ثورة الكراغلة حتى نشبت ثورة أخرى، امتدت إلى أعماق الصحراء وإلى منطقة القبائل، وقد تعرض الحكم العثماني إلى هزات عنيفة وفي ميادين عدة، نجم عنها اضطراب كبير على المستوى الإداري بالجزائر.
– ثورة القبائل 1643م:
لم تكن حكومة تركيا تتدخل في شؤون القبائل منذ البداية، واكتفت منها بدفع ما عليها من ضرائب وكانت القبائل ترفض الخضوع لزعامة غير زعامتها المحلية، وقد حدثت ثورة القبائل خلال عهد الباشوات بسبب محاولة الباشوات الجمع المزيد من المال وبسرعة، واعتقدوا أن القبائل لا يمكنها أن تثور في الوقت الذي تحالفت فيه مع الكراغلة، أما الأسبان فكانوا يشجعون القبائل على التمرد طمعا في الاستيلاء على بعض المناطق، فعمت الثورة في مختلف أنحاء الجزائر ضد الأتراك، فاضطرب الأمن وخشي التجار من التحرك، وامتنع الجباة عن القيام بدور الجباية، فتناقصت موارد الخزينة ولم يعد بمقدار الباشا حتى دفع مرتبات الجنود، وتزامنا مع ثورة القبائل نشبت خلاف بين ولاة تونس والجزائر من جهة، والفرنسيين من جهة أخرى، إضافة إلى كارثة لافلون. " فقد استنجد الباب العالي بأسطول الجزائر لمساعدته في حروبه في منطقة البحر الأدرياتيكي بشرق المتوسط، وذهب العلج بتشيني على رأس هذا الأسطول، واضطرته العواصف الهوجاء إلى الاحتماء ببعض الموانئ الإيطالية لافلون، حيث تعرض لهجوم غادر أدى إلى تحطيم نصفه تقريبا ومقتل الكثير من قادته، ورغم أن الباب العالي وعد بتعويض تلك الخسائر إلا أنه لم يف بعهده، مما جعل الجزائر تعمل بجد على معارضة كل التعليمات التي تأتي منه ما دامت لا تكترث بما يجري من أحداث واضطرابات في الداخل".
وفي أواخر عهد الباشا إبراهيم (1656-1659م). قامت ثورة عارمة ضده تزعمها رياس البحر
والانكشاريون". أما الرياس فثاروا بسبب قيام الباشا "ابراهيم" بحرمانهم من المبالغ المالية التي خصصها لهم الباب العالي كتعويض عن الخسائر التي مني بها في الادرياتيكي والتي دفعت كرشاوى لرجالات الدولة في القسطنطينية حتى يبقوه في منصبه، وقد هاجم الرياس قصره واعتقلوه وحبسوه ثم رحل. وأما الانكشاريون فكانوا يحاولون اغتنام فرصة الاستيلاء على الحكم فقاموا بانقلاب مفاجئ على الرياس وقضوا على سلطة الباشا وإسناد السلطة التنفيذية للآغا على أن لا تزيد مدة حكمه عن شهرين فقط.
إن ظلم الانكشارية وعصية البحارة وفساد الإدارة وعدم تنفيذ أوامر الإدارة المركزية، إضافة إلى ثورة الكراغلة التي أدت إلى تعقد الوضع الداخلي واتساع الهوة بين المجتمع والسلطة وعدم الثقة كلها عوامل أدت إلى القضاء على نظام الباشاوات وسيطرة الانكشارية على الحكم، حيث تقرر إعطاء السلطة التنفيذية للأغا (رئيس الفرقة العسكرية يشرط أن لا تتجاوز مدة حكمه شهرين) أما السلطة التشريعية فقد تقرر بأن تكون بيد الديوان ومن ثم أصبحت طائفة الرياس تحتل مكانة ثانوية.
3-عهد الأغوات (1659-1671):
تميزت فترة الأغوات بوضع أسوا من ذي قبل,(اهتزاز نظام الحكم, الاغتيالات, التآمر ضد الحكام, الخسائر بسبب أساطيل أوروبا, الفوضى, عدم الاستقرار, قصر مدة حكم الأغا, معظم الأغوات يموتون ميتة غير طبيعية, تغذية طائفة الرياس وإثارتها للقلائل والاضطرابات ضد الأغوات سعيا لاسترجاع الحكم.
– أبرز الأحداث:
أ-على الصعيد الداخلي: كانت مهمة الأغا كمحاولة للانفصال على الخلافة العثمانية والاستقلال بالجزائر من الناحية الشكلية, وقام هذا النظام انتقاما من طبقة الرياس، علما أن الأهالي لم يكونوا راضين على الطبقة الانكشارية, وقد ازداد هذا النظام سوءا وتفجرت صراعات داخلية, وامتنع الرياس عن تقديم الدعم الاقتصادي للانكشاريين " الطبقة الحاكمة" وكانوا يسعون إلى إثارة الاضطرابات ضد الأغوات محاولة منهم لاستعادة السلطة, وبسبب رفض الأغوات التخلي عن الحكم, فقد مات معظمهم مقتولا.
ب-على الصعيد الخارجي: لقد سعى ديوان الأوجاق إلى تحسين علاقته مع فرنسا ولكنها أعرضت واستمر القراصنة الفرنسيون في اعتداءاتهم على السفن الجزائرية في البحر وعلى شواطئ الجزائر، ودخل في الصراع إلى جانب فرنسا كل من الانجليز والأسبان والهولنديين، وكاد الأمر يتحول إلى تحالف أوروبي ضد الجزائر، إلا أن الجزائر تفطنت وفوتت الفرصة فصالحت الهولنديين عام 1663 لمحاربة الفرنسيين، وصالحت الفرنسيين لتحارب الانجليز والهولنديين، وفي عام 1671 صالحت فرنسا وهكذا.
ولقد كان لويس الرابع عشر (1643-1715) شديد الحقد على الإسلام وكانت له أطماع لاحتلال الجزائر، فأرسل إليها جواسيس (إلى القل وجيجل) منذ عام 1558. وحشدت قوات كبيرة لاحتلال القل عام 1663. ولكنها فشلت. وتعرضت لهزيمة أيضا عندما اتجهت نحو مدينة الجزائر في نفس العام, وفي عام 1664 . شن لويس الرابع عشر حملة عسكرية ضد جيجل واحتلها قرابة 03 أشهر وقد فشلت وانسحبت "وتذكر المصادر التركية أن الفرنسيين كانوا يصيحون سندخل الإسلام". ولقد خسر الفرنسيون في هذه المعركة (1400قتيل و100مدفع)، وقد اضطرت فرنسا إلى مفاوضة الجزائر وإمضاء اتفاقية في 07ماي 1666م. والتي نصت على إطلاق الأسرى من الجانبين والمسالمة؛ ليحصل هدوء نسبي بين البلدين، ثم بدأت تتدخل قوات أخرى في الصراع. وما بين 1669-1671. قام الانجليز بمحاولات عديدة على الجزائر والاعتداء على مراكبها ومينائها.
ولم يلتزم الفرنسيون بالاتفاقية التي عقدها معهم علي أغا عام 1666م. بل شاركت سفنهم إلى جانب السفن الانجليزية والهولندية, وقد أدى سخط طائفة الرياس التي ظنت أنها دفعت ثمن سياسة الأغا إلى قتل هذا الأخير، وعقب مقتله عين خمسة أغوات أو ستة في ظرف 03 أيام, وقد اقتنع عدد كبيرمن الضباط بعدم الجلوس على كرسي الأغوية لأنه يؤدي إلى الموت.
وما يمكن استنتاجه أن نظام الأغوات الذي دام 12 عاما كان يحمل بين طياته بذور فنائه، لأنه جاء نتيجة لرغبة الطبقة العسكرية الحاكمة في فرض رقابة مستمرة على السلطة التنفيذية وحرصها على تلبية رغبات رؤسائها، فسادت الصراعات والمنافسات بينهم، وقد دفع الأهالي الثمن باهظا، وتحفز الرياس لاستعادة السلطة من الأغا الذي كان همه الوحيد نزواته، فلم يعد هذا النظام قادرا على المواصلة، وتردى وضع البلاد في وقت كانت تسعى فيه الدول الغربية إلى تحطيم هذه القوة العسكرية مستندين إلى ضعف الخلافة العثمانية وانقسامها واحتدام الصراع بين أجزائها، وفشلها في إقامة أمة واحدة، وبعد اغتيال علي أغا عام 1671. ألغي هذا النظام بقرار من ديوان الأوجاق والذي عوض بنظام الدايات، حيث يظل الداي في الحكم طوال حياته دون أن يكون له الحق في تعيين من يخلفه.
4-عهد الدايات(1671-1830):
كان عصر الدايات مليئا بالمؤامرات والثورات. ولم تكن مدة حكمهم تستمر طويلا، باستثناء الداي محمد بن عثمان (1766-1791)، وفي فترة حكم هذا الداي عرفت الجزائر هدوءا نسبيا، وتغلبت على العجز الذي كانت تعاني منه في الميزانية بسبب التقشف وحسن التصرف، والسعي نحو تحقيق الازدهار. كما عرف الغرب الجزائري هو الآخر حركة نشيطة، حيث تم تحرير المرسى الكبير ومدينة وهران من الاحتلال الاسباني الذي لبث فيها ما يربو عن قرنين، ونظرا للحنكة السياسية التي كان يتمتع بها كل من محمد بن عثمان باشا والباشا محمد الكبير وصالح باي قسنطينة، فقد تمكنوا من إدارة البلاد داخليا وخارجيا، إلا أن حكومة الأوجاق بدأت منذ مطلع القرن الثامن تسير نحو الانهيار الكلي، لا سيما في الوقت الذي تتوقف فيه المنافسات الأوروبية بين بعضها البعض.
أ– الوضع الداخلي:
لا شك في أن بقاء الداي في منصب الرياسة لمدة طويلة أعطى للداي سلطة واسعة حدت من سلطة الديوان، وقد أبقى الداي على منصب الباشوية الشرفي لمدة، ليصبح في مراحل تالية هو نفسه الباشا، وبذلك استأثروا بكل مظاهر السلطة والنفوذ، واستطاعوا أن يحققوا للجزائر استقلالها الحقيقي عن الدولة العثمانية التي لم يكن لها يد في هذا الانقلاب، ولم تستطع مواجهته ولم يكن للسلطان نفوذ سوى الموافقة على تسمية الدايات الذي يعينهم الديوان. ولكن تعيين الباشا أصبح مشكلة للداي، لأن السلطان كان بواسطته يحاول استعادة ما فقد من نفوذ، وبدأ يشعر الدايات بوجود مضايقة وازدواجية في الحكم فسعوا للقضاء عليه فأدمج منصب الباشوية مع منصب الداي، وأكثر من ذلك قاوم الدايات حتى وساطة الباب العالي في المشاكل الداخلية والخارجية للجزائر، ولم يعد للسلطان أي نفوذ في الجزائر، وأصبحت تبعية الجزائر للخلافة العثمانية تبعية اسمية، وبالرغم من ذلك تميزت الأوضاع الداخلية بالقلائل والاضطرابات المستمرة، والتناحر على الحكم والاستبداد، والاغتيالات ونشوب الفتن الأهلية والتمرد والعصيان من طرف الأهالي بسبب السياسة التي انتهجها الدايات بإرهاق الأهالي بالضرائب والإتاوات، وكان التمرد والعصيان يواجه بالقوة وسفك الدماء. وفي مراحل تالية كثرت التمردات والثورات (القبائل- كراغلة تلمسان-القبائل الكبرى- سكان البليدة- الحضنة- واحات الجنوب- الاوراس). وظهرت حوادث بقسنطينة أدت إلى مقتل صالح باي عام 1792. وبعد ذلك ظهرت ثورة بن الاحرش وبعد سلسلة من الملاحقات تمكن الباي من وضع حد لابن الاحرش الذي التحق بمجموع درقاوة بالغرب الجزائري التي أعلنت الثورة على الأتراك بزعامة ابن الشريف عبد القادر الدرقاوي ليخوض معه عدة معارك مهمة، كما ثار التيجانيون بعين ماضي ضد الحكم التركي.
وكان أبرز دوافع هذه الثورات هو ما ناله الفقراء والمساكين وسائر الرعية من تعسف الأتراك وظلمهم واستخدامهم لأسلوبي القتل والطرد، إضافة إلى معاداة شيوخ الزوايا للحكم؛ الأمر الذي دفع ببعضهم إلى الانضمام ثورة ابن الأحرش(مقدم الطريقة الرحمانية، الدرقاوية)، وأصبحت الطريقة الدرقاوية القوة الرئيسية المعادية للأتراك التي قامت بتجنيد الفلاحين ضد سلطة البايلك عام 1780. واقتنع سكان الأرياف بإمكانية الثورة على سلطة الأتراك ورفض دفع الضرائب. كما ظهرت حركات تمرد أخرى بالجهات الشمالية .
وقد انتشرت هذه الحركات التمردية لتشمل أوساط القبائل الجبلية والجهات الشرقية والوسطى من البلاد، وكان من نتائجها حصول اضطرابات في الأوضاع الاقتصادية، حيث أهملت الفلاحة وحدثت مجاعات من جراء كثرة الفتن والأهوال واهتزاز المجتمع . كما أغلقت الأسواق خوفا من قطاع الطرق. إضافة إلى ظاهرة الجفاف وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، وانتشار الأوبئة، وانتشار الزلازل التي هلكت الكثير من الأرواح والممتلكات. فكان الوضع مأساويا حقا كما نشأت طبقة من الدخلاء غالبيتها كان من اليهود الذين لعبوا دورا كبيرا في وقوع الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي، بسيطرة بوخريص وبوشناق على التجارة الخارجية لتتأزم العلاقات مع فرنسا . ولتكون الجالية اليهودية أموال ضخمة على حساب الجزائر وتوجه الاحداث لصالحها. وبات نفوذها على البلاد والأتراك واضحا، واصبح الحكام ألعوبة في أيديهم. هذا إضافة إلى الخطر الذي كانت تشكله الدولة الصليبية على الإسلام والجزائر والخلافة العثمانية.
ب- السياسة الخارجية:
- على المستوى المغاربي: كانت السياسة المغاربية متوترة . فكانت الجزائر تعتبر تونس إقليما تابعا لها وكانت تونس ترفض ذلك. وكانت لتونس أطماع في قسنطينة. وكان المغرب ينظر للجزائر كخطر يهدده ويجب تفاديه حتى وان اقتضى الأمر التحالف مع الغرب، وكان للمغرب أطماع قديمة في تلمسان . وقد ظهرت مؤامرات كثيرة بين البلدان المغاربية من أبرزها زحف تونس والمغرب والأقصى وطرابلس متحالفين من تونس إلى قسنطينة عام 1702. وزحف المغرب على تلمسان، وهكذا ظلت الحوادث مستمرة إلى أن بدأت التحالفات الأوروبية تتهيأ لاقتسام ممتلكات ما يسمى بالرجل المريض.
-على المستوى الأوروبي: كانت الجزائر لا سيما في عهد البايلربايات تتمتع بمكانة مرموقة، يحسب لها ألف حساب من الدول الأوروبية، إذ كانت تقدم لها الهدايا وتدفع لها الضرائب. أما الأسبان فقد استمر في حملاته الصليبية على الجزائر منها: حملة 1770 بالحراش، حملة أوريللي 1775، حملة 1784، وكلها منيت بشر الهزيمة ، وظل الأسبان في مدينة الأسبان يعيثون فيها فسادا وتخريبا.