منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل مشكلتنا عقدية أم أخلاقية بالدرجة الأولى ؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-08-19, 22:23   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عبد الرحيم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلواان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ...
مع عبد الرحيم لدي وقفة مع تدخله المطول ..في ثلاث نقاط بإيجاز ..
قولك ..


بداية الدعوة وحين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس للتوحيد من آمن برسالته قد آمن بحسن خلقه أولا ...فلولم يكن مضرب مثلا في سمو الخلق ومكارمها لما اطمأنت القلوب لدعوته واستانست قربه ...
كانت خديجة أم المؤمنين أولى النساء من آمن به .لماذا ؟؟لماذا رضيت به زوجا ولم يُحدّث بعد الناس عن الشرك وعبادة الأصنام ؟
أسألك مرة أخرى من كان من الناس في قريش سباقون للدخول في الإسلام ؟
ألم يكن كثيرهم على خلق قويم ؟؟؟
أبو بكر الصديق رضي الله عنه ..علي كرم الله وجهه أم المؤمنين خديجة ..هل عرف عنهم غير طيبتهم وسماحة خلقهم ؟؟؟
لقد كانوا كالأرض الطيبة الخصبة النقية من الحجارة والأواك ما تنتظر غير الزرع الطيب ..
أنظر معي يا عبد الرحيم ..لنضع أرجلنا على الأرض الصلبة ونتحدث ..أنت تعيش داخل منطقة حضرية ..داخل أسرتك تتعامل مع والديك وإخوتك وربما زوجتك وأبناءك ..ثم تخرج الى الشارع قاصدا العمل او قضاء الحاجات ...فمالذي تصادفه من خلل ونقيصة في الأخذ والرد مع الآخرين ...مشكلة العقيدة أم مشكلة الأخلاق ؟؟؟
قولك ..


هناك خطأ ما ..أين ترى الشركيات يا أخي ...في المخابز أم في الأسواق أم في مواقع العمل أم في الشوارع ؟؟؟
دعاء الأموات والذبح والنذر لغير الله هو موجود حقا لكنه محصور في مواضع محدودة ..بعض الزوايا ...قباب ...مقابر ...لكنه ليس طاغ ولايمس أكبر شريحة من المجتمع المسلم ...ومادام الأمر كذلك فعلام تسليط كل الأضواء عليه ...وتجاهل ما يقض مضاجعنا في كل وقت وفي كل مكان في اداراتنا في أسواقنا في مراكز عمالنا في مدارسنا حتى في مساجدنا وطرقاتنا .؟؟


قولك ...

أبدا لاأتفق معك في هذه وأشعر حين سماع هذا الكلام وكأنه يشبه كلام السياسيين ..الذين يريدون الإخبار أن كل شيء على مايرام ...
من يفترض فيهم أن يكونوا قدوة للآخرين يا عبد الرحيم وأقصد بالضبط من اختاروا طريق الإلتزام ..من يرومون مناداتهم بالسلفية ..لايحركون ساكنا فيم يخص الأخلاق إنما جل حديثم يدور حول اصلاح العقيدة ..ويجعلون الأمر في المقام الأول ..أنت تقول بأن العلماء يقدمون دروسا في العقيدة والفقه والتفسير ثم أنهيت بدروس يقدمونها في الأخلاق .طيب أين نجد ثمار ذلك على الأرض ومنذ عشرات السنين ..والناس تقصد المساجد وتسمع الخطب وتحضر حلقات الدروس أين ثماره على الأرض ؟؟؟
اقض يوما فقط بتمامه وكماله في الشارع يأخي وسترى العجب العجاب ..فأقل ما يمكنك مصادفته سماع الكلام البذيء النابي حتى أنك تتردد في مرافقة .. زوجتك أو ابنتك أو اختك الى مكان ما ..
نعم لاإشكال في ان التوحيد هو الأساس .ولن يختلف معك في ذلك أحد ...لكن كيف ستواجه أفراد لامجتمع كبارا وصغارا ..هل تجمعهم على دروس التوحيد وقد استحلوا أشنع السلوكات الكذب ..والخداع والمراوغة والطمع فيم عند الغير والدسّ والبهتان وشهادة الزور والسرقة وشرب الخمر والقمار ؟
أنظر من حولك فيمن يُعتقد أنهم قطعوا شوطا واسعا في تعلم صحيح العقيدة ..ثم أنظر كيف هو حالهم ما إن يجدوا أنفسهم في وضع يتحتم عليهم معالملة غيرهم وانظر حين يحتدم الجدال بينهم وبين غيرهم ..لتقف على ما يذهلك ..
سب وشتم وقذف واتهام وحكم على الشبهة ...جزيت خيرا على ما تفضلت به ..

يقول تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ).
جاء في تفسير السعدي لهذه الآية: "فكل من كان بالله أعلم، كان أكثر له خشية، وأوجبت له خشية الله، الانكفاف عن المعاصي، والاستعداد للقاء من يخشاه، وهذا دليل على فضيلة العلم، فإنه داع إلى خشية الله، وأهل خشيته هم أهل كرامته، كما قال تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}" اه.

فأحسن الناس أخلاقا وأكملهم إيمانا وأخشاهم لله وأتقاهم له هم أعرف الناس به وأعرف الناس بربه هو رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم لذلك كان أخشى الناس وأتقاهم لله: (أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ) البخاري ومسلم، وكان أيضا أكمل الناس أخلاقا بشهادة الله عز وجل: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ). وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان خُلُقه القرآن).

إذن فالسبيل إلى اكتساب الأخلاق الحسنة هو معرفة الله حق المعرفة ولهذا نقول ونكرر ونؤكد على أن البداية يجب أن تكون من العقيدة.

أتفق معك على أننا نعاني أزمة أخلاقية حادة على جميع المستويات، لكن تأكد لو ذهبت تنصح أي واحد لألقى عليك محاضرة في الأخلاق والسلوك الحسن، إذن لا ينقصنا معرفة الحق من الباطل ولا الخطأ من الصواب ولا الخلق الحسن من الخلق الذميم.. ما ينقصنا هو أن نعرف الله حق المعرفة ونقدره حق قدره. قال تعالى: (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)، وقال: (مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا).

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: مقام الخشية جامع لمقام المعرفة بالله والمعرفة بحق عبوديته فمتى عرف الله وعرف حقه اشتدت خشيته له كما قال تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر : 28] فالعلماء به وبأمره هم أهل خشيته، قال النبي صلى الله عليه وسلم (أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية) رواه الإمام مسلم (مدارج السالكين ج 1 ص 131).

وقال رحمه الله تعالى: من عرف الله لم يكن شيء أحب إليه منه، ولم تبق له رغبة فيما سواه إلا فيما يقربه إليه ويعينه على سفره إليه.
ومن علامات المعرفة الهيبة، فكلما ازدادت معرفة العبد بربه ازدادت هيبته له وخشيته إياه، كما قال الله تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر : 28] أي العلماء به وقال النبي ( أنا أعرفكم بالله وأشدكم له خشية) رواه الإمام مسلم.
(روضة المحبين ص260)

وقال رحمه الله تعالى: كلما كان العبد بالله أعلم كان له أخوف، قال ابن مسعود: "وكفى بخشية الله علما" ونقصان الخوف من الله إنما هو لنقصان معرفة العبد به، فأعرف الناس أخشاهم لله، ومن عرف الله اشتد حياؤه منه، وخوفه له، وحبه له، وكلما ازداد معرفة ازداد حياءً وخوفًا وحبًا. (طريق الهجرتين ص511).










رد مع اقتباس