منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لكل من يبحث عن مرجع سأساعده
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-17, 15:24   رقم المشاركة : 478
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان
Joel Hanes


ماهي الداروينية؟



يُلخِّص إيرنست ماير (Ernst Mayr:عالم أحياء تطوري, و مؤسس المفهوم البيولوجي للنوع-Biological Species Concept) في كِتابِه "مجادلة واحدة طويلة", نظريات داروين, و يتعقّبُ تاريخ القبول العلمي لهذه النظريات من قِبل المجتمع العلمي, و يبدأ في مقدمة الكتاب:

يتجه علماء التطور اليوم إلى أعمال داروين مراراً و تكراراً, و هذا ليس بالشيء المفاجئ لأن جذور تفكيرنا التطوّري تعود إلى داروين. و خلافاتنا الحاليّة في أغلب الأحيان تمتلك بعض الغموض في كتابات داروين أو عن سؤال لم يكن داروين قادر على الإجابة عليه بسبب المعرفة البيولوجية الغير كافية التي كانت متوفرة في وقتهِ. ولكن المرءَ يعودُ إلى كتابات داروين الأصليّة لأكثر من أسباب تاريخيّة مجرّدة. فقد فَهِم داروين العديد من الأشياء أكثر بكثير مما فهمها معارضوه أو مؤيدوه, بما يتضمن أولئك في الوقت الحاضر.

حقيقة افكار داروين
في الفصل الرابع, "المعارضة الأيديولوجيّة لنظريّات داروين الخمسة", يتحدث ماير باختصار عن "نظريّة داروين" أو "الداروينيّة", كمايلي:

في كِلا الثقافتين العلميّة و الشعبيّة, نجد بشكلٍ متكرر أفكار و مواضيع تُنسَبُ إلى "نظريّة داروين في التطوّر", كما لو كانت هذه النظريّة كيان واحد!
في الحقيقة, إنَّ "نظريّة" داروين في التطوّر كانت حزمة كاملة من النظريّات. و من المستحيل مناقشة فكر داروين التطوّريّ إذا لم يتم التمييز بين المكونات المختلفة لهذا الفكر.

...إنَّ مُصطلح "الداروينيّة" يمتلك معاني عديدة وِفقاً لمن يستخدمهُ, و وِفقاً للفترة الزمنيّة التي يستخدمهُ فيها. وفهمٌ أفضل لمعنى هذا المصطلح, من شأنهِ أن يلفت الانتباه إلى الطبيعة المركبة لفكر داروين التطوّري.

...السبب الرئيسيّ في أنَّ الداروينيّة لا يُمكن أن تكون نظريّة منليثيّة واحدة, هو أن التطوّر العضويّ يشتمل على عمليتين أساسيّتين مستقلتين, كما رأينا للآن: التحوُّل أو التغيُّر بمرور الوقت, و التنويع الذي يحصل في الفضاء البيئيّ و الجغرافيّ. تتطلبُ العمليّتان حد أدنى من نظريّتين مختلفتين و مستقلتين كليّاً.

اقسام نظرية التطور
...أنا أعتبر أنه من الضروريّ تشريح البنية أو الهيكل المفاهيميّ للتطوُّر عند داروين إلى عدد من النظريّات الرئيسيّة التي تُشكل قاعدة تفكيرهِ التطوُّري. و من أجل أفضل النتائج, جزَّأتُ النموذج التطوُّريّ عند داروين إلى خمس نظريّات, و قد يُفضّل البعض تقسيماً آخر. إنَّ هذه النظريّات المختارة ليست أبداً كل نظريّات داروين التطوُّريّة, فعلى سبيل المثال لدينا نظريّات أخرى لداروين مثل: الانتقاء الجنسيّ, نظريّة النشوء الموجّه pangenesis (هذا أقرب معنى وجدتهُ لهذه الكلمة, فأرجو ممن لديه تعبير أدق أن يُزوّدنا بهِ مشكوراً_المترجم), تأثير الاستعمال و عدم الاستعمال, و تباعد أو تفرُّع الصفات. و عندما يُشير كُتَّاب اليوم إلى نظريّة داروين, يقصدون مجموعة من بعض النظريّات التالية:

1- التطوُّر في حد ذاتهُ(Evolution as such): تقول هذه النظريّة أنَّ العالم ليس ثابتً أو مخلوق مؤخراً, و ليس يدور في دوائر ثابتة و كاملة, لكن بالأحرى العالم يتغيُّر بثبات و الكائنات الموجودة في هذا العالم تتغيّر بمرور الوقت.
2- نظريّة الأصل المُشترك(Common descent): كل مجموعة من الكائنات الحيّة انحدرت من سلف مشترك, و كل مجموعات الكائنات الحيّة, بما يتضمن الحيوانات و النباتات و الكائنات المجهريّة, ترجع في النهاية إلى أصل وحيد للحياة على الأرض.
3- تكاثر أو مُضاعفة الأنواع (Multiplication of species): تُوضِّح هذه النظريّة الأصل الهائل للتنوُّع العضويّ. و تفترض أنَّ الأنواع تتضاعف, إمّا عن طريق الانشقاق إلى أنواع أبناء و أنواع آباء أو عن طريق التبرعم و ذلك بتأسيس نوع جديد بواسطة مجموعة معزولة جغرافيّاً عن النوع الأب, فتتطوّر هذه المجموعة إلى نوع جديد.
4- التدرُّجيّة (Gradualism): طبقاً لهذه النظريّة, يحدث التغيُّر التطوُّري خلال تغيُّر تدريجيّ للسكان Populations, و ليس من خلال الإنتاج المفاجئ لأفرادٍ جدد يمثلون نوعاً جديداً.
5- الانتقاء الطبيعيّ (Natural Selection): وِفقاً لهذه النظريّة, يأتي التغير التطوري من خلال الإنتاج الوفير للتنوعات و الاختلافات الوراثيّة في كل جيل. الأفراد الذين ينجون بفضل مجموعة الصفات المتكيّفة جداً و القابلة للتوريث, يكونون السبب في ظهور الجيل التالي و هكذا..

تحليل نتائج ماير
دعونا نلقي نظرة على بعض نتائج تحليلات ماير.
للوهلة الأولى, تبدو التدرُّجيّة أنها تتضارب مع نظريّة التوازن المتقطع (punctuated equilibrium) لغولد و ألدريج, لكن بالفحص الدقيق نرى أنها ليست كذلك.

و هنا اقتباسان من كتاب أصل الأنواع:
"...من المحتمل أنَّ الفترات, التي من خلالها يمرُّ كل {نوع} بالتعديل, و بالرغم من كونها عديدة و طويلة إذا قِيست بالسنين, قد كانت قصيرة بالمقارنة مع الفترات التي بقي خلالها كل نوع دون تغيير في شروطٍ محددة"
(من الطبعة السادسة,1872).

" غالباً ما تكون التنوُّعات محليّة في بادئ الأمر... مما يؤدي إلى احتمال قليل للكشف عن روابط متوسطة بينها. فالتنوعات المحليّة لن تنتشر إلى مناطق أخرى بعيدة, حتّى تُعدَّل و تُغيَّر بشكلٍ كبير.. و عندما تنتشر, إذا اكتُشِفت في تشكيلٍ جيولوجيّ معيّن, فتظهر كما لو أنّها قد خُلِقت في ذلك المكان, و تُصنّف ببساطة كأنواعٍ جديدة"

لم يدَّعي داروين أنَّ التغيُّر التطوُّريّ بطيء و مستمر... لقد قال فقط أن هذا التغيُّر لا يتتابع بـ"قفزات" في جيلٍِ واحد, (وهو ما يدعوهُ ماير بالتغيُّر المفاجئ-الطفريّ-saltational). وبغضِّ النظر عن بعض التشويهات التي افتعلها اللاتطوّريين, داروين بوضوحٍ لم يكن يفكر أبداً أنَّ التطوُّر يتتابع عن طريق إنتاج "وحوش متفائلة!". داروين نفسه لم يقترح أبداً أنَّ ديناصوراً كاملاً قد يُنتج (أو كان أنتج) سلالة من الطيور الكاملة!! لكن بالأحرى التغيُّر يحدث في سلسلة من الحالات المتوسطة, ربما غير قابلة للكشف, التي تظهر في أجيال متعاقبة. و يجب أن نلاحظ أيضاً أنَّ التغيُّر الذي يحدث على طول ألف جيل في أي نوع, يظهرُ كتغيير "مفاجئ" أو "غير متوقّع" في السجل الأحفوريّ, لأن الألف جيل هذه لا تُشكل سوى جزء متناهي الصغر من تاريخ الأرض.

إنَّ الانتقاء الطبيعيّ لا يُفسِّر بعض أنواع الاختلافات التي نراها في بعض الأنواع -خصوصاً الميّزات غير التكيُّفيّة-, و لكنك ستلاحظ أن داروين لم يدّعي أنَّ الانتقاء الطبيعيّ يفسّر "كل الميّزات"!!, لكن فقط الميّزات و الصفات التكيُّفيّة.

تحريفات على النظرية
بعد داروين, حرَّف بعض البيولوجيون نظريّة الانتقاء الطبيعيّ و حوُّلوها إلى مبدأ "التكيّفات الصارمة", حيث أصبحت كل ميّزة لكل كائن حيّ تُنتَج بواسطة الانتقاء الطبيعيّ, و هكذا أصبح من المطلوب وجود تفسير لماذا هذه الميّزة تكيُّفيّة. لكن داروين لم يقل أنَّ كل الانتقاء هو انتقاء طبيعي (تكيّفي), فالانتقاء الطبيعي هو مصدر بعض التغييرات و يستطيع أن يشرح لماذا تحدث التغيُّرات التكيّفيّة فقط. وقد اقترح البيولوجيون المعاصرون آليّات أخرى للتغيير التطوُّريّ, مثل الانتقاء المُحايد, الجرف الجينيّ, و "تأثير المؤسِّس"...إلخ وقد اعتقد داروين أن الانتقاء الجنسيّ قد يكون مهمّاً. أيٌّ من الآليّات الأخرى للتغيير الوراثيّ بمرور الوقت, لا تُناقض فكرة الانتقاء الطبيعيّ, بل على العكس, تلك الآليّات تُعزّز الانتقاء الطبيعيّ بوضوح.

هُنا اقتباس من الفصل الأخير من الإصدار الأخير من كتاب أصل الأنواع:
بما أنَّه يتم تقديم استنتاجاتي بشكلٍ سيّء, ويتم التصريح أنني أنسب تعديلات الأنواع إلى الانتقاء الطبيعيّ حصريّاً, سأشيرُ إلى أنَّني في الإصدار الأول من هذا العمل قد وضعتُ في موقِعٍ واضحٍ جداً, تحديداً عند نهاية المقدّمة, الكلمات التالية: "أن مُقتنعٌ أن الانتقاء الطبيعي قد كان الوسيلة الرئيسيّة, و لكن ليست الوحيدة, للتعديلات في الأنواع"

لكن هذا كان بلا جدوى.. فقِوى سوء تقديم الأفكار, هي قوى عظيمة. و من حسن الحظ أنّ تاريخ العلم يُظهِر أنَّ هذه القوى لا تبقى طويلاً.

هل انتهت الداروينية؟
يُلخِّص ماير تاريخ النظريّات الداروينيّة, ويُخاطب تلك الادعاءات التي فنّدتها الداروينيّة أو حلّت محلها, و ذلك في الفصل العاشر: "تخومٌ جديدة في بيولوجيا التطوُّر".

في العقد الذي تلا اكتشاف قوانين ماندل, منذ حوالي 1970, تزايد انتشار الادعاء الذي يقول أنَّ "الداروينيّة قد انتهت"
...
يخلط معارضو "نظريّة التطوُّر الحديثة", بشكلٍ مقصود, بين ثلاث من مدارس الداروينيّة, و هي:
1- الداروينيّة الجديدة (Neo-Darwinism): و هو مُصطلحٌ وُضِعَ من قِبل روماينز (Romanes) في 1896, و ذلك ليُشير إلى "الداروينيّة بدون توريث الصفات المُكتسبة".
2- علم وراثة مجموعات الأحياء الأولى (early population genetics): مدرسة تخفيضيّة (reductionist) عرّفت التطوُّر كتعديل على تردُّدات الجين عن طريق الانتقاء الطبيعيّ.
3- الفرع الشموليّ من الفرضيّة التطوُّريّة الحديثة: الذي استمر بالاعتقاد بأفكار داروين الأساسيّة, إضافةً لقبول نتائج علم الوراثة.

إنَّ الداروينيّة ليست نظريّة بسيطة حيثُ إمّا أن تكون صحيحة أو خاطئة, لكنها بالأحرى برنامج بحث مركّب يتم تعديلهُ و تحسينه بشكلٍ مستمر. و قد كان هذا صحيحاً قبل النظريّة التطوُّرية الحديثة و يستمر لما بعدها.

إنَّ الجدول التالي يعرض العديد من المراحل الهامة في تاريخ تعديل الداروينيّة. و لكن تمييز مثل هذه المراحل على أنها فترات متقطّعة, سيكون مشروع مصطنع و غير قابل للتحقيق....فكل واحدة من هذه الفترات كانت مختلفة إلى حدٍ ما, و ذلك بسبب اختلافات التفكير التطوّري عند العديد من التطوّريين. و قد فشل أكثر النُقّاد الذين حاولوا دحض الفرضيّة التطوُّريّة في إدراك هذا الاختلاف في وجهات النظر. لكنهم نجحوا في تفنيد المدارس التخفيضيّة (reductionist) فقط من معسكر الداروينيّة.

جدول المراحل الهامة في التعديلات التي طرأت على الداروينيّة:
• من 1883 إلى 1886: الداروينيّة الجديدة عند وايسمان Weismann, نهاية التوريث البسيط, و الاعتراف بإعادة الخلط و الاتحاد الجينيّ و الخلويّ.
• 1900 المندليّة (Mendelism): قبول الثبات الجينيّ, و رفض الخلط الوراثيّ.
• من 1918 إلى 1933 (Fisherism): اعتبار التطوّر كمسألة تتعلق بترددات الجين, و قوّة حتى أصغر ضغوط الانتقاء الصغيرة.
• من 1936 إلى 1947(Evolutionary synthesis): تأكيد الأفكار المتعلقة بمجموعات الكائنات الحيّة (Population) ... الاهتمام في تطوُّر التنوعات و الاختلافات, النشوء الجغرافي للأنواع, معدّلات تطوُّريّة متغيّرة.
• من 1947 إلى 1972 (Post-Synthesis): النظر بشكل متزايد إلى الأفراد كهدف للانتقاء, نظرة أكثر شموليّة و الاعتراف المتزايد بالصدفة و القيود.
• من 1954 إلى 1972 (Punctuated equilibria): التوازن المتقطّع و ازدياد أهميّة التطوّر عن طريق انقسام النوع الواحد إلى مجموعتين معزولتين.
• من 1969 إلى 1980: إعادة اكتشاف أهميّة النتقاء الجنسيّ... و أهميّة النجّاح المُنتج في الانتقاء.

المصادر:
_"مجادلة واحدة طويلة: تشارلز داروين و نشوء التفكير التطوّري الحديث", إيرنست ماير Ernst Mayr, مطبعة جامعة هارفورد, كامبريدج ماسوشوستس 1991.
ISBN 0-674-63905-7. QH371.M336 1991. 575 - dc20

_"نشأة الأنواع الحيّة عن طريق الانتخاب الطبيعي, أو الاحتفاظ بالأعراق المفضّلة في أثناء الكفاح من أجل الحياة", تشارلز داروين Charles Darwin,الطبعة الأولى 1859. الطبعة السادسة 1872




ترجمة Godzela
عن موقع TalkOrigins



https://www.alzakera.eu/music/vetensk...bio-0024-3.htm









رد مع اقتباس