منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-12-03, 15:53   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسر حساني مشاهدة المشاركة
من فضلكم بحث حول التجربة التكاملية الاوروبية.......عاجل جدا .......... ارجو المساعدة




مقدمة:
منذ انتهاء ويلات الحربين العالميتين وبنهاية الحرب الباردة وانتهاء الصراع الإيديولوجي بين المعسكرين الشرقي بزعامة الاتحاد السوفيتي والغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية تيقنت العديد من الدول وخاصة تلك المتضررة من الحروب وويلاتها إلى البحث عن وسيلة لاجتناب النزاعات فيما بينها وتوطيد علاقات سلمية ومحاولة رسم المستقبل على أساس التعاون والتواصل بدل النزاعات والحروب ولهذا بدأت التجارب التكاملية تظهر على الساحة الدولية وكانت أول التجارب التكاملية التجربة الاروبية بين دول كانت المتغيرات التي تحكم العلاقات فيما بينها تميل إلى القطيعة أكثر منها إلى التواصل إلا أن الرغبة السياسية والأهداف المشتركة جعل من القارة الاروبية نموذجا جعل العديد من الدول في العالم وفي كافة القارات الخمس تحاول إما إتباع نفس خطوات الاتحاد الاروبي في عملية التكامل أو إتباع نماذج جديدة حسب الطروحات النظرية السائدة حول التكامل الدولي وقد ظهرت عدة تكتلات إقليمية تحاول إما منافسة الاتحاد الاروبي في السوق الدولية وفي المنظمات الدولية مثل(نافتاNAFTA ) وإما القضاء على النزاعات والتوترات فيما بين دولها والتوجه نحو تنمية نفسها بدل التقاتل مثل ( سين-صاد والاكواس بالنسبة لإفريقيا SEN-SAD et ECOWAS وتجارب أخرى في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط كمجلس التعاون الخليجي)، إلا أن الملاحظ أن جل إن لم نقل كل هذه التكتلات التي جاءت بعد الحرب الباردة كان الهدف الأسمى لها هو تحقيق التنمية في جانب والسلم والأمن الدوليين في جانب آخر ولذالك فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو :
الإشكالية: هل استطاعت التجارب التكاملية لفترة مابعد الحرب الباردة القضاء على بؤر النزاع والتوتر من خلال تحقيق أهداف التنمية والسلم والأمن الدوليين؟
وللإجابة على هذه الإشكالية استعنت بالفرضيتين التاليتين:


أهمية الموضوع: تكتسب دراسة موضوع التجارب التكاملية ودورها في تحقيق أهداف التنمية والسلم والأمن الدوليين أهمية كبيرة نظرا لعدة أسباب منها:


أسباب اختيار الموضوع: إن السبب الأساسي من اختيار موضوع التكتلات الإقليمية يتمثل في تسليط الضوء على سمات مرحلة مابعد الحرب الباردة وكيفية التحول من مفهوم الدولة القومية حسب المنظور الواقعي التقليدي إلى مفهوم التكامل بين عدة دول متجاورة إقليميا لتحقيق غايات وأهداف مشتركة.
المناهج والمقاربات: لقد اعتمدت في دراستي هذه على المنهج التحليلي كمستوى من مستويات البحث نظرا لطبيعة البحث التي تستلزم منا عملية تحليل وفي جانب آخر اعتمدت على المنهج التاريخي هذا لسرد مختلف الحوادث التاريخية.
سأقسم دراستي إلى عنصرين في العنصر الأول سأتكلم فيه عن النماذج التي استطاعت ولو نسبيا تحقيق تنمية لوحداتها وتحقيق الأمن والسلم الدوليين أما في العنصر الثاني سأتكلم عن النماذج التي لم يكن بمقدورها التنسيق والتخطيط فيما بين وحداتها من اجل تحقيق ماسبق ذكره.
إن الكلام عن التجارب التكاملية لمرحلة مابعد الحرب الباردة يتركنا ننحاز لا إراديا إلى دراسة النموذج الأوروبي وان لم نبالغ لقلنا النموذج الناجح الأول إلى حد بعيد وهو الاتحاد الاروبي وسأستعمله كمدخل لدراسة النماذج الأخرى ومدى تحقيقها لأهداف التنمية والأمن والسلم الدوليين، إن الحديث عن الاتحاد الأوروبي هو الحديث عن عدة دول ارتأت على أن تتجاوز جميع خلافاتها من اجل الصالح العام هذا الاتحاد الذي تأسس وفقا لاتفاقية روما في 25مارس 1958 ودون الخوض في نشأته التاريخية لأنه لاتهمنا بقدر مايهمنا المدى الذي استطاع فيه الاتحاد الاروبي منذ نشأته إلى يومنا هذا أن يحقق فيه التنمية لوحداته وتحقيق السلم والأمن الدوليين" لقد تعهد الإتحاد الأوروبي منذ بداياته وألتزم بإزالة الحواجز والموانع أمام التبادل التجاري بين أعضائه على اعتبار أن تحرير التجارة سيحفز حالة من الرخاء الاقتصادي على الصعيدين الوطني والفردي لدول الأعضاء. وقد تبنى الإتحاد ذات المبادئ على المسرح العالمي. فالتجربة الاروبية استطاعت أن تثبت نفسها سواء على المستوى الداخلي (من خلال تحقيق تنمية داخلية وتحقيق السلم والأمن بين أفراده) أو على المستوى الخارجي من خلال( مشاركته في التنمية في عدة مناطق بالعالم والتي تعرف فقرا مدقعا مثل إفريقيا وكذلك المشاركة في حفظ السلام والأمن الدوليين في كثير من مناطق العالم خاصة الشرق الأوسط فيما يخص القضية الفلسطينية والأزمة العراقية وكذلك بعض بؤر التوتر والنزاع في القارة الإفريقية)، " يعد الإتحاد الأوروبي الشريك الرئيسي للدول النامية بالعالم، إذ يزودها بما يعادل 55% من مجموع المساعدات الدولية الرسمية، ويعتبر إلى حد بعيد أكبر تاجر ومستثمر أجنبي فيها. وعلى المستوى الثنائي فإن الإتحاد يمنح تفضيلات تجارية غير متبادلة وذلك بالإضافة إلى ترتيبات تناسب طبيعته الأقل تطوراً. وقد أبرم الإتحاد اتفاقيات التعاون الاقتصادية والتجارية، والتي ستؤدي إلى إنشاء مناطق للتجارة الحرة مع مرور الزمن، وذلك في دول عدة كتجمعات إقليمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وأمريكا اللاتينية وأفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي. لقد زاد تهميش عدد من الاقتصاديات نتيجة زيادة حجم الفقر في العالم، وهو ما يشير لضرورة وجود إدارة بيئة أفضل تسهم في الاعتماد على الذات، آثار الهجرة، ونتائج النزاعات المسلحة، والكوارث والأوبئة الطبيعية هي المخاوف الرئيسية لدى كل فرد، ومواطنو أوروبا يريدون من الإتحاد الأوروبي أن يقوم بدور فعّال للحد من هذه الظواهر. لذا فقد قام الإتحاد بمنح التمويلات تحت تصرفه وذلك ليتمكن بوزنه السياسي والاقتصادي من إحداث التأثير المطلوب".
وبالتالي فان الاتحاد الاروبي استطاع من خلال عمله كمجموعة واحدة من تحقيق الأمن والتنمية على الأقل على المستوى الداخلي وهو الآن في محادثات مع دول المغرب العربي من خلال تحقيق أمنه الإقليمي خاصة فيما يخص تجارة المخدرات والهجرة السرية وانتقال الإرهابيين من الجنوب ويظهر هذا في عدة مشاريع مع دول المغرب(كالشراكة الاورومغاربية والاتحاد من اجل المتوسط) وهو يسعى إلى لعب دور ايجابي واستراتيجي في عدة مناطق متوترة بالعالم ، وعلى الرغم من كل هذا فانه وفي جانب آخر هناك من يرى أن محاولات الاتحاد الاروبي نحوى توسيع بيته شرقا سيفرض عليه تحديات جديدة في مجالي الأمن والتنمية نظرا لعدة اعتبارات تتعلق بالمستوى الاقتصادي لدول شرق أوروبا وبعض النزاعات في مناطق منها.
كذالك ففي جانب آخر من الضفة الأمريكية ظهرت إلى الوجود مايعرف باتفاقية نافتا بين ثلاث دول هي(الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك) وربما الجديد هنا هو دخول دولتين متقدمتين إلى جانب دولة تنتمي إلى دول الجنوب وهي المكسيك وكل هذا من اجل تحقيق تنمية اقتصادية لجميع دوله في مواجهة التكتلات الأخرى خاصة الاتحاد الأوروبي وكذلك تحقيق الأمن بين دوله وقد استطاع هذا التكتل من تحقيق الأهداف الثلاث السالفة الذكر حيث أصبحت المكسيك في المرتبة التاسعة دوليا من حيث الاقتصاد بعدما كانت تحتل مرتبة أدنى بكثير كما تضاعف الاقتصاد الأمريكي والكندي إلى مستويات أعلى كما أن المكسيك بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية هي تمثل تهديد امني من خلال الهجرة السرية للمكسيكيين وكذالك الوافدين من أمريكا اللاتينية وتجارة المخدرات ولهذا فان اتفاقية نافتا بالنسبة للولايات المتحدة وكندا هي مكسب امني من خلال حماية الحدود إلا أن هذا لايمنع في مساعدتها للمكسيك في النهوض باقتصادها وهذا ماحدث فعلا وبالتالي فقد ساهمت هذه الاتفاقية هي أيضا على الأقل في تحقيق أهداف التنمية والسلم الدوليين.
أما الآن سأنتقل إلى العنصر الثاني والمتمثل في التجارب التكاملية التي لم تستطع من خلال عدة أسباب أن تحقق أهداف التنمية والأمن والسلم الدوليين وذلك على الأقل داخل حدودها وربما من هذه التجارب التجربة المغاربية التي لم تتركها مشاكله العديدة من تحقيق ذلك المكسب فهذه التجربة على الرغم من كافة المجهودات سواء الداخلية أو الخارجية لمساعدتها في تحقيق تكامل تسعى من خلاله تلك الدول إلى القضاء على بؤر التوتر والنزاع فيما بينها والمرور قدما نحو تنمية اقتصادية تواجه من خلاله التكتلات الأخرى في عالم أصبح يتكلم لغة التكامل والتكتل إلا أن زعمائها من خلال البحث عن أهداف أخرى غير تلك (الزعامة والمصلحة الفردية بلغة المنظور الواقعي) حال دون ذلك " غلبة الهاجس السياسي: الأزمة الجزائرية المغربية تعكس مدى ضعف الاتحاد المغاربي وعجزه سياسياً واقتصادياً، وقضية الصحراء الغربية كانت موجودة قبل تشكيله لكن ذلك لم يجعلها عائقاً أمام عمل هذا الاتحاد. وهنا نتساءل عن قيمة الاتحاد المغاربي والحاجة إليه أو الأسباب الداعية إلى تأسيسه".
فالواقع الدولي مازال يثبت ذلك فبدل التنمية هناك غلق للحدود الجزائرية – المغربية وبدل تحقيق تطور اقتصادي مشترك هناك نسبة تبادل تجاري لاتسوى شيئا أمام التبادل مع الاتحاد الاروبي والعالم الخارجي وبدل تحقيق امن وسلم هناك نزاع وتوتر وتهديدات متبادلة فعلى أي تجربة نتكلم ؟
كما انه وهناك بجوار هذه التجربة توجد تجربة أخرى وهي تجربة السين-صاد والاكواس في القارة الإفريقية هذه التجربة هي الأخرى والى حد الآن لم تستطع أن تحقق لا تنمية ولا امن وسلم وتبقى كل الأهداف والغايات المسطرة لها ماهي إلا حبر على ورق فعلى المستوى الواقعي فان نصف إن لم نقل معظم سكان القارة الإفريقية يعيشون تحت خط الفقر ولولا المساعدات الخارجية من طرف الأمم المتحدة وبعض المنظمات الإنسانية الأخرى والاتحاد الاروبي لتأزم الوضع أكثر من ذلك كما أن القارة تعرف أمراض فتاكة بقيت تلك المجموعة عاجزة حتى على وضع برامج للقضاء عنها لولا التدخل الخارجي كما انه وفي جانب آخر فان القارة الإفريقية وحتى البلدان المؤسسة والمنظمة إلى هذه التجربة تعرف نزاعات داخلية وحدودية تحول دون تحقيق السلم والأمن الدوليين وربما راجع هذا إلى توفر عدة شروط تتعلق بمقومات العمل من آليات وسياسات ناجعة من طرف دول المجموعة كما تتطلب إعانة خارجية لإتمام هذا المشروع حتى يرقى إلى المستوى الذي يسمح له بتحقيق أهداف التنمية والسلم والأمن الدوليين.
خاتمة
إن المتتبع للتجارب التكاملية في مرحلة مابعد الاتحاد السوفيتي يلاحظ أن الكثير منها وخاصة تلك التي تكون في دول الجنوب أو بالأحرى دول العالم الثالث كما تصفه قواميس العلاقات الدولية لاترقى إلى تجارب بمعنى الكلمة أي أن لها القدرة على حفظ الأمن والسلم الدوليين وتحقيق تنمية تجعلها قادرة على المنافسة في السوق الدولية ولعل السبب الأساسي هو عدم وجود إرادة سياسية لقادة دول العالم الثالث هذه الإرادة التي تكتسب لباسها من الديمقراطية الحقيقية الغائبة في معظم تلك الدول، إلا انه وبالرغم من ذلك فان مرحلة مابعد الحرب الباردة أنتجت تجارب تكاملية تمثل نموذجا لابد للغير أن يقتدي به خاصة في مجال تحقيق الأمن والسلم الدوليين والنهوض بالتنمية المشتركة وذلك على أن المسار الذي سلكته أوروبا في معالجة حاجتها للوحدة والتكامل والاندماج، والإدارة الموضوعية الديمقراطية الواعية لجوانب إقامة الاتحاد واستكمال مؤسساته وتوسعه، ودرجة الرشد العالية التي حولت قارة كانت قبل عقود مشروع فناء واقتتال لا تبدو له نهاية، إلى مشروع تعاون وتكامل، يتجه نحو الوحدة والاندماج رغم صعوبات ومشكلات عديدة، كلها عوامل يمكن أن تمثل نموذجاً يحتذى للمشروعات العربية التي امتلكت دوماً أهدافاً أعظم من تلك التي سعى إليها الأوروبيون ووسائل أبعد ما تكون عن تلك التي اعتمدها هؤلاء في بناء اتحادهم.
1- اختيار الدول لنهج التنمية الاقتصادية كبديل للنزاعات والحروب جعلها تتبنى ثقافة السلام ، وبناءه وحفظه كسبيل وحيد للتكامل فيما بينها. 2- كلما كان التكامل بين الدول تحت إرادة سياسية قوية من اجل تحقيق أهداف التنمية والسلم والأمن الدوليين كلما كان ذلك مؤشرا على نجاحه.
1- فعلى المستوى الأكاديمي نجد المفكرين والباحثين خاضوا في هذا الموضوع من جميع جوانبه (السياسية،الاقتصادية،الاجتماعية وحتى العسكرية) كما انه وفي جانب آخر فان الدراسات تعددت حول الهدف من هذا التكامل وغاياته واختلفوا حتى في المراحل التي يجب إتباعها لتحقيق أعلى مراحله.
2- أما على المستوى العملي فالواقع يثبت لنا أن العالم يشهد عدة تكتلات يريد كل منها فرض نفسه على الساحة الدولية من خلال سعيه لتحقيق تنمية شاملة تخص جميع المجالات هذا في جانب وفي جانب آخر فان القادة السياسيين أصبحوا يدركوا انه لامجال للدخول في المعترك الدولي منفردين وخاصة في عالم أصبحت تميزه التكتلات.








 


رد مع اقتباس