[امير حريش]

انت مخطا جدا جدا يا علام في حقيقة منطقة شلغوم العيد والتلاغمة الى غاية تاجنانت والى غاية المشيرة انت ربما تاتي هذه المناطق مرة كل سنة او اكثر
انا يا علام اعيش في هذه المناطق منذ الى غاية مدينيتي قسنطينة واعرفها يوم كانت شلغوم وتاجنانت والمشيرة عبارة عن شبه قرى صغيرة
لا تستحق اسم مدينة كما هي عليه الان

انا يا علام عشت بعيني وعقلي مرحلة تغير عمران تلك المناطق وتغير الساكنة فيها
انت ربما لا تعرف ان سكان تلك المناطق نسميهم بالمجمل السراوية وقبل ذلك نقول عنهم شاوي سراوي ويقولون عن سكان قسنطينة البلدية وسكان ميلة ابتداء من واد العثمانية الى نواحي جيجيل القبايل
انت يا علام لم ترى هذه التغيرات السكانية والثقافية لانك لم تعشها ابدا انت يا علام
لا تعرف ان الكثير من العائلات في هذه المناطق وخاصة مناطق القريبة من قسنينة لا يزوجون بناتهم من العربان
اقول هذا ليس من باب العنصرية بل من باب حقيقة سوسيولوجية

لوقت قريب كان الناس في منطقة السراوية و خاصة في قسنطينة يرون انه عيب ولا يجوز ان يزوج الناس بناتهم للعربان او كما نسميهم المحاميد
وهذا الاسم نتداوله حقيقة وليس للتحقير
ولدي امثلة شعبية نقولها في منطقة قسنطينة استحييت ان اذكرها عن من يزوج او يتزوج مع العربان او المحاميد كانت هذه الثقافة شائعة كثيرا الى غاية نهاية السبعينات
وينظر اليهم العربان او المحاميد على انهم قوم اخر لا علاقة لهم بسكان المنطقة ولغاية اليوم و تعود تلك النظرة التحقيرية للعربان الى ازمنة غابرة منذ ان كانوا يغسرون على تلون قسنطينة و في مناطق مجاورة لها بعد الغزو الهلالي وترسخت مقاطعة التعامل مع العربان منذ القدم وتحولت تدريجيا الى شبه عنصرية لدى البعض
وانت يا علام تخلط بين سيطرت العربان على تلول المدن نواحي قسنطينة و نواحي شلغوم ونواحي عين مليلة
السيطرة لم تكن سيطرة سكانية بشرية بل كانت سيطرة قطيع من فرسان مسلحين هلالين ومن حالفهم من الامازيغ الانتهازيين على ضواحي المدن يفرضون الاتاوات مثل سيطرة داعش اليوم او الطالبان في افغانستان

و كانوا هؤلاء العربان او الهلاليين يعملون دوما كقبائل مخزن لدى الدول الحاكمة واغلبها دول امازيغية واستمر جزء منهم يعيش من خلال عمله كقبائل مخزن الى غاية الاحتلال الفرنسي وحتى بعده
فكلنا نعلم ان عرب الغرابة ومن معهم كانوا تحت شيخ العرب فرحات بن سعيد اليد الحمراء التي بطشت بها فرنسا
وارجوك يا علام خلي البئر بغطاه فنواحي قسنطينة اذا ذكرت لهم لقب بوعكاز الرياحي او الزمول الذي تقول عنهم ملكو الامازيغ وتعرض فيهم كانهم ابطال
فاعلم اننا في قسنطينة نعتبرهم من الخونة والقومية ويد فرنسا التي احتلت بها قسنطينة

لا اقص عليك يا علام قصة الخائن الحركي القومي الرياحي فرحات بن السعيد شيخ العرب الذي عينته فرنسا بعد سنة 1837 شيخا للعرب وزعيما لقبائل المخزن الفرنسي مقابل خدمات قدمها لهم فى حصار قسنطينه
ولا اقص عليك كيف تحول الشيخ بن قانة من مخزن للاتراك الى مخزن للفرنسيين حيث بعد هروب الاتراك وتسليمهم فسنطينة على طبق من ذهب راح شيخ العرب بن قانة يهرول لعرض خدماته للمحتل الفرنسي سنة 1842 حيث عينته فرنسا ايضا زعيما وحليف لها بطشت به الجزائريين
ولا تنسى ان صف اولاد بن قانه الذي بطش بالجزائريين وعمل حركى وخونة وساهمو في بسط سيطرة فرنسا في بلادنا هذ الحلف كان متكون من العرب الغرابه سلميه ورحمان و البوازيد و السحارى واولاد بوحديجه

ولا اقص عليك حكاية زعيم قبيلة الزمول الشاويه الرياحيه الشيخ على با حمد الزمولى الذوادى الرياحى الذى عينته فرنسا خليفه على قسنطينه ثم حاكم على عرش الحراكته فى ام البواقى 1849م

ولا اقص عليك حكاية الشيخ بوعزيز بن الحاج بن قانه شيخ اولاد بن قانه و حلفائهم و منافس صف اولاد فرحات بن سعيد وكلاهما من مخزن الاتراك تحولو الة مخزن فرنسا
ولا اقص عليك حكاية الآغا على باى بن فرحات بن السعيد الذوادى
نصبته فرنسا عام 1854م آغا على واد ريغ و واد سوف و ورقله
ولا اقص عليك حكاية

المهم عودة للموضوع لم تكن سيطرة الميليشيات الهلالية سيطرة بشرية سكانية بل كانت سيطرة عسكرية على الضواحي والقفار والبوادي حيث كانوا يمارسون البلطجة والحرابة لمدة طويلة من الزمن ثم تحولت تلك الميليشيات الى قبائل مخزن للدول الحاكمة وذلك منذ العهد الزيري والحفصي الى غاية العهد التركي كانوا يعملون طول هذه المدة مرتزقة يعملون لمن يدفع اكثر

وانتبه يا علام لا تسميهم ملوك تلك المناطق التي تذكرها بمفهوم امتلاك الاراضي وسيطرة بشرية هؤلاء الهلاليين لم يملكوا ابدا في الجزائر بل كانوا قبائل وتحالفات مخزنية
الملوك كانوا دائما الزيريين والحفصيين والموحدين والمرابطين والتراك وغيرهم
فلا تسمى اهل الحرابة و قطاع الطر ق ملوك
فهل سمعت يوما عن دولة رياحية او زغبية او اثبجية او سلمية لا والله لم تكن لهم يوما دولة حتى حلف الدواودة وغيرهم هم تحالفات مختلطة هلالية ومن الامازيغ ومن الانتهازيين

ولا تنسى ايضا ان علماء شمال افريقيا افتى الكثير منهم بحرمة التعامل مع الاعراب الهلاليين في تلك الايام لا زواج ولا بيع وشراء ولا غيره لا يجوز التعامل معهم وبقيت هذه العقلية سائدة لمئات السنين وترسخت النظرة التحقيرية للاعراب الهلاليين بين الجزائريين
و الى غاية اليوم نجن في قسنطينة وضواحيها نرى ان العربان عامة جنس اخر لا ينتمي الى جنس اهل قسنطينة وقليل من الناس من يقبل النسب معهم لاختلاف طرقة العيش والعقلية والتقاليد اضافة الى الموروث السوسيولوجي والتاريخي الذي ذكرناه (ويمكن القول ان السكان في الشرق كانوا يمارسون الهتمة على العربان)

اما قولك انك انساب مناطق شلغوم العيد ومناطق اولاد عبد النور فهذا لا يجعلك تعرف المنطقة خير من اهلها
وانا من قسنطينة واعتبر نفسي قريب جدا من تلك المنطقة واصلا منذ زمن قريب كانت اداريا تابعة لولاية قسنطينة وسكانها هم اميل الى قسنطينة من ميلة

وااكد لك اني يوميا اتجول في تلك المناطق واعرفها حجرة حجرة حتى يمكنني ان اعطيك عدد الحفر في الطرقات وعدد الدودانات وارقام البيوت والمنازل

وان كنت تدعى معرفتها جيدا قلي يا علام اين تقع عرش بوقرانة وما اصلهم

و اين دوار تيمطلست ومن هم اهله؟
ملاحظة لا تعيي نفسك في الجوجل
ملاحظة اخرى انا ااكد لك انه الى غاية بداية الاستقلال كان الكثير من نواحي المشيرة الى غاية نواحي شلغوم العيد يتكلمون نوعا ما الشاوية خاصة عند الكبار
وكانت نوع شاويتهم معربزة نوعا ما ومنتشرة عند الشيوخ اكثر من الشباب الذي تعربز اكثر بفعل المدرسة العروبية والتلفزيون فيما بعد

وااكد لك ان عين مليلة شاوية 80 بالمئة ولغة الشاوية كانت سائدة في كل مناطقها الى غاية بداية التسعينيات و مر زمن في عين مليلة اذا تكلمت بغير الشاوية ينظر اليك الناس بغرابة ويعرفون انك دخيل
وما يزال اغلب اهل عين مليلة يحسنون التكلم بالشاوية الى غاية هذع اللحظة بين بعضهم مع دخول بعض التاثيرات على لغتهم

والخلاصة ان تلك المنطقة شلغوم وعين مليلة وتاجنانت و المشيرة لم تكن ابدا وطنا للاعراب الهلاليين فوجود بطن او عائلة هنا او هناك عبر التاريخ او تزاوج هلالي او حتى عشرة هلاليين من تلك المنطقة لا يعني ان المنطقة هلالية لا اولاد عبد النور ولا غيرهم هم هم ليسوا هلاليين
واقول لك ان كل المنطقة نسميها الشاوية السراوية هذا لمن يعرف المنطقة اما لمن لا يعرفها فنقول له نحن اهل تلك المنطقة واهل مكة ادرى بشعابها

ونقول في الاخير لعلام كفاك من هلهلة الجزائر من خلال شخص او شخصين هلاليين سكنوا هنا او هناك
فالعرب العدنانيين اقلية مجهرية في الجزائر وهذه حقيقة تاريخية وحقيقة جينية علمية

وسبق وقلت لك كيف يمكن ل : 6000 او 7500 من الغزاة الهلاليين وبنوا سليم في القرن 11 يصبحوا ملايين هل خلاياهم تنتشر كالانشطار النووي ام ماذا ؟

وسبق وقلت لك على سبيل المثال ان قرية او مدينة الغدير وحدها كان فيها 60 الف امازيغي فما بالك بكل مدن و قرى الجزائر والمغرب الكبير
في القرن 11 و 12 سجل الادريسي وابن حوقل وغيرهم كل ما يتعلق بساكنة المغرب الكبير و ذكروا كل القرى والمدن وساكنتها وعرقهم وعاداتهم ولغتهم
ولم يذكرو الا بوجود بعض الخيام الاعرابة بضواحي المدن والقرى وفي القفار منعزلين عن باقي الساكنة لا يخالطوهم
وهؤلاء الاعراب الغزاة لم يذكرهم هؤلاء المؤرخين والجغرافيين سوى في القليل النادر