منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - للنقاش : مستقبل الماجستير فب الجزائر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-13, 19:32   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ambucieux
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الواصل
موضوع جيد للنقاش الأكاديمي
بالنسبة للصحافة و تناولها لموضوع الدراسات العليا خاصة الماجستير فان هذه الأخيرة تتوجه ببعض التحليل غير المعقول و المبني على خلفيات معينة ،فبباسطة فان تقليص الماجستير لهذه السنة أو توقيفها للأعوام القادمة في هذا يرجع إلى المرحلة التي تقوم فيها الدولة برسم سياسة جديدة للتعليم العالي من خلال إقامة لإصلاحات التي تواكب للتطورات التي شهدتها الجزائر على جميع المستويات و النابعة من تحول جذري في المجتمع وهنا أود ان أدلي برأيي الخاص الذي يلزمني أنا دون غيري إلا من أراد تأييده أو مناقشته في إطار النقد العلمي البناء المؤدي إلى إثراء الموضوع.
أولا: الدراسات العليا في الجزائر بنيت على ما كان موجودا قبل الانفتاح الاقتصادي و السياسي الذي شهدته ،فكان الذي ينجح في اجتياز مسابقات الماجستير يعتبر تقريبا موظفا مباشرة بعد إتمامه الدراسة وذلك لنقص التأطير.
ومع زيادة موارد الدولة المالية و بداية تعافيها من الحقبة التسعينية التي أتت على اليابس و الأخضر ،بدأت ملامح سياسة تعليم عالي تظهر من خلال زيادة الإطار التكويني للطلبة بزيادة عدد الطلبة و فتح أكثر لمشاريع الدراسات العليا الماجستير من اجل استعاب الطلبة وتكثيف التاطير و هنا بدا مشكل يظهر على السطح و هو الكفاءة و انعدام الإطار التنظيمي للقطاع إلا الملامح العامة التي لا تكفي .وسوء التسيير و الاحتكار مما اضطر إلى زيادة عدد مؤسسات التعليم العالي استجابة للتطلعات و مواكبة لزيادة عد الطلبة بعد إصلاحات في المجال التربوي وهنا توجد أراء بين التأييد والرفض لهذه السياسة كل حسب مايراه مناسبا .
ومع مرور الوقت بدأت تظهر إلى العيان الهرولة إلى مسابقات الماجستير و محاولة النجاح بأي طريقة لضمان مقعد كأستاذ في الجامعة وهذا ما يروج إليه في كل مكان على عكس الواقع الميداني .وهنا كان لا بد من الدولة ان تتجه نحو التعميم ثم التخصيص وهنا جاء الإصلاح من خلال نظام الالمدي من خلال تعميمه كما جاء هذه السنة ومن ثم لا بد ان يبقى النظام الجديد و الغاء النظام القديم وبالتالي تقليص ماهو باقي من النظام الكلاسيكي تمهيدا لإلغائه نهائيا أو ابقاء بعض التخصصات التي لا تتناسب مع نظام الالمدي ، وفي البداية يبدأ الغموض يساور الطلبة عن ما كانو يدرسونه و جدواه في إطار هذا الإصلاح وتبدا الآراء الصحفية التي تستند على خلفيات و أكررها خلفيات لا علاقة للطالب بها.
وأود ان اطمئن الطلبة حسب التجربة فان الأمور ستجري نحو إدماج النظام الكلاسيكي في إطار نظام التعليم الجديد الالمدي من خلال اقتراح إما الدخول إلى الماستير بدراسة الملفات أو المسابقات الوطنية كما كان الماجستير ومن ثم تنظيم القطاع بما يتناسب مع التطورات .
فبعد ان كان الجري نحو الماجستير سيصبح الماستير في متناول من يريد الدراسة و البحث و التوظيف يكون على الأقل بالدكتوراه(الطور الثالث) مع مرور الوقت على عكس الماجستير الذي يمكن ان نشبهه بتجربة بافلوف أي الهرولة نحو التوظيف الجامعي كأنه كل شيئ في الحياة.
فالإصلاح هو جزء من التطورات فلكل مرحلة إصلاحاتها و يجب على الناس ان يتكيفوا مع متطلبات كل مرحلة و ليس النعي و الخوف من القادم.
ثانيا:
الصحافة تهول الأمور و ترسم الصورة القاتمة للطالب على الماجستير و تقليصه و كأن الحياة ستتوقف إذا تم توقيف أو الغاء الماجستير ، وهذا خطأ باعتبار ان المرحلة الجامعية أي التدرج كافية لتكوين الطالب نحو الإطار الميداني أي العمل وفق الكفاءات التي يكتسبها مما درسه و هنا الأمور تتعقد على الطالب لأسباب أهمها:
- انعدام الكفاءة لدى الطالب في بعض الأحيان و تظهر في المسابقات الوطنية بغض النظر عن ما يقال عليها .
- انعدام وظائف الشغل أو تطور متطلباته نحو الدراسات العليا.
- انعدام الاستثمار الأجنبي الموفر لمناصب الشغل ،و عدم ثقة المواطن في الوظائف غير الحكومية لانعدام مفهوم الشغل عنده.
- التوجه المفرط للمتخرجين نحو التوظيف الحكومي فقط ،في حين ان المهن الحرة أكثر ربحا و مداخليها تساوي أضعاف خاصة في حالة العمل بجدية و التنقل دون مراعاة المسافة.
ورأيي في الدراسات العليا في هذا الوقت يكمن:
- فتح الدراسات العليا المهنية (ماجستير مهني، ماستير مهني ،دكتوراه مهنية ) لمن يريدها وبدون شروط إلا ماتعلق منها بالتخصص.
- وضع شروط صارمة للدراسات الاكادمية التي تؤدي إلى تكوين الأساتذة الجامعيين وهنا من اجل فرض منطق التنافس و حسم الأمر نحو الهرولة نحو الماجستير من اجل التدريس في الجامعة وهنا تظهر ملامح مايريده الطالب اما مهنيا أو اكادميا و،مع وضع رقابة على المسابقات بما يؤدي الى الشفافية.
- رفع المستوى في الجامعة من خلال فرض الدكتوراه كأساس للتوظيف الجامعي و إقامة المسابقة في شل وطني تحت إشراف لجان مختلفة من كل جامعات الوطن و ووضع معايير منها اللغات الأجنبية و التخصص المطلوب و الجانب النفسي والامتحان الكتابي.
- إعطاء الحرية في فتح الشعب التي تدرس في الجامعة وفق متطلبات السوق الوطنية و الأجنبية و عدم إلزام الجامعة بشعب غير مهتم بها على مستوى السوق من خلال الشراكة مع القطاع الخاص والإدارات المعنية بهذه الشعب حتى يكون التنافس و يصبح الطالب على دراية لما يقوم بدراسته .

الحياة ليست الماجستير فقط و العمل غير مربوط به بتاتا كما يظن الأمر بعض من الطلبة فحتى الماجستير أصبح التوظيف عن طريقه صعب ان لم نقل مستحيل في بعض الشعب و اسألو الإلكترونيك و الفيزياء و الفلاحة إلا ما كان من نقص في بعض الشعب كالعلوم السياسية و الهندسة المعمارية و الفرنسية التي يعتبر فيها الماجستير نوعا ما ضمان لمقعد كأستاذ مساعد في الجامعة.
و سيلحق الحقوق معها العام القادم و حتى هذه السنة مع كثرة حامليه و إعطاء المعادلة و إدماج طلبة معهد المال و العار بمصر(الذين هرولوا لهذا المعهد من اجل التوظيف كأستاذ وليس من اجل البحث وتطوير المستوى كما يدعون).

- إذا كان من ناحية المداخيل الشخصية فمهندس معماري إذا عمل في إطار مكتب دراسات يكون له مداخيل أضعاف ما يتقاضاه لو كان أستاذا بالماجستير أو الدكتوراه .
المحامين و الموثقين و المحضرين القضائيين مداخليهم تفوق الأساتذة بكثير وزد عليها عمال سونا طراك و الملحقين الدبلوماسيين و....غيرها.
فالأمر يجب ان يكون اقتناع شخصي بما يريد الوصول إليه الشخص من وراء دراسته هل العمل من اجل الأكل و العيش وهذا يوجد و سيوجد مادام الإنسان في الحياة لان الرزق مكتوب منذ ولادة الإنسان الى وفاته.
أم انه يريد ان يكون ذا شان اجتماعي في وسط البيئة التي يعيش فيها من خلال دراسته،أم ان الأمر يكون فصل بين الدراسة و العمل وهذا ما يجب ان يكون فيمكن لشخص ان يكون حائز على دبلوم أكاديمي لكن له عمل غير حكومي.
فمكمن الخلل بين ثقافة العمل و الربط بينها و بين الدراسة لدرجة ان المجتمع أصبح يرى في أي شخص يدرس ان له القدرة على العمل عكس غير القارئ وهذا خطا فأصحاب المهن الحرة هم جزء أساسي في المجتمع فهم تجار و حرفيين و رجال أعمال ..وغيرهم.
التفريق بين النجاح في الحياة من خلال مسيرة يبنيها الإنسان لنفسه عند بلوغه نوعا ما سن يمكن من خلاله التفكير بطريقة صحيحة.
الدراسة لا تعني بالضرورة العمل في المجال الذي تريده بغض النظر عن التأثر بأشخاص اقل مستوى و توظفوا في مناصب أعلى منهم مستوى ،فالإنسان يقبل ما يخدمه و يخدم مصالحه العامة ويسعى للنجاح في الحياة و الاقتناع بما يقوم به بغض النظر عن تأثير البيئة الخارجية.
هذا رأيي الشخصي فقط لا أكثر و لا اقل .
أتمنى التوفيق للجميع في المسابقات الوطنية على مختلف أصنافها.
الأستاذ ب،ا