منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الرؤى والأحلام
الموضوع: الرؤى والأحلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-21, 08:14   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

ما هو الموقف الشرعي من المنامات وتفسيرها ؟

وهل تفسير الأحلام عِلم أم موهبة لدى الشخص ؟

هناك مفسرون للأحلام ولكن آثار الصلاح لا تظهر فيهم ، مثل وجود اللحية ، وغيرها ، فما رأيكم ؟ .


الجواب :

الحمد لله

افتتن كثير من الناس هذه الأيام بالمنامات ، وتعلقت قلوبهم بتعبيرها ، وراحوا يبذلون الأوقات والأموال من أجل البحث عن أحدٍ يعبر لهم رؤيا رآها

وقد أنشئت من أجل ذلك الزوايا في الصحف والمجلات ، والبرامج في القنوات الفضائية ، والمواقع في الإنترنت ، ووضع بعض المعبرين أرقاماً له خاصة يدفع المتصل مالاً من أجل أن يعرف تعبيراً لرؤياه ، ويقتسم هذا المال ذلك المعبر وشركة الاتصالات ! في فوضى كبيرة ، تحتاج لوعي يعرف فيه المسلمون الحق من الباطل .

1. أما من حيث التعبير : فإن الرؤيا يختلف تعبيرها من شخص لآخر ، ومن حالٍ للرائي من آخر ، ومن بيئة لأخرى ، ومن يعبِّر دون أن يعلم حال هذا الرائي وبيئته فإن خطأه سيكون أكثر من صوابه .

قال الشيخ العثيمين – رحمه الله - :

إن من المهم ألا نعتمد على ما يوجد في بعض الكتب ككتاب " الأحلام " لابن سيرين ، وما أشبهها ؛ فإن ذلك خطأ ؛ وذلك لأن الرؤيا تختلف بحسب الرائي ، وبحسب الزمان ، وبحسب المكان ، وبحسب الأحوال ، يعني : ربما يرى الشخص رؤيا فنفسرها له بتفسير ، ويرى آخر رؤيا هي نفس الرؤيا فنفسرها له بتفسير آخر غير الأول ؛ وذلك لأن هذا رأى ما يليق ، وهذا رأى ما يليق به ، أو لأن الحال تقتضي أن نفسر هذه الرؤيا بهذا التفسير ...

ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد قبل الواقعة - أو في أثنائها - رأى في المنام أن في سيفه ثلمة ، ورأى بقراً تنحر ، ففسرها بأنه يُقتل أحدٌ من أهل بيته ، وأنه يُقتل نفر من أصحابه ، فالثلمة هي أنه يقتل أحد من أهل بيته ؛ لأن الإنسان يحتمي بقبيلته ، ويحتمي بسيفه ، فلما صار في السيف ثلمة : فمعنى ذلك : أنه سيكون ثلمة في أهل بيته ، ووقع كذلك ، فقد استشهد حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم في " أحد " ، أما البقر التي تنحر : فالذين قتلوا من الصحابة رضي الله عنهم في " أحد " نحو سبعين رجلا

وإنما رآه بقراً : لأن البقر فيها منافع كثيرة ، فهي أنفع ما يكون من بهيمة الأنعام للحرث ، وللسمن ، وللنماء ، ولللبن ، وفيها مصالح كثيرة ، والصحابة رضي الله عنهم كلهم خير ، ففيهم خير كثير لهذه الأمة ، ولو لم يكن من خيرهم إلا أن الله سبحانه وتعالى وفقهم لحمل الشريعة إلى الأمة : لكان ذلك يكفيهم ، إذ أنه لا طريق لنا إلى شريعة الله إلا بواسطة الصحابة رضي الله عنهم .

" شرح رياض الصالحين " ( 4 / 377 ) .

2. وأما من حيث المعبِّر : فقد اختلف العلماء في التعبير هل هو علم وهبي أم كسبي ، ومعنى الوهبي أنه يكون هبة من الله تمكِّن صاحبها من القدرة على التعبير ، وأما " الكسبي " : فهو أنه يمكن لأحد أن يتعلم قواعدها وضوابطها ليكون من المعبِّلرين ، والذي نراه أنه علم وهبي في أصله ، وقد ينمو ويزيد بالنظر والممارسة .

سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين
– رحمه الله – :

ما رأيكم فيمن يقول : إن تفسير الأحلام يعود لملَكة الشخص ، فهل هناك ضوابط شرعية في تفسير الرؤى والأحلام ؟ .

فأجاب :

هي صحيحة ، تعبير الرؤيا ليس مكتسباً , لكنه شيء يقذفه الله في قلب الإنسان , ولهذا تجد بعض المعبِّرين جهَّالاً لا يعرفون شيئاً من الدين ، ومع ذلك يعبرون , ومع التمرن يكون مكتسباً .

وليس هناك قواعد يمشي عليها الإنسان ؛ لأنه قد يخطئ خطأً كثيراً في التطبيق , إذ قد تكون صورة الرؤيا واحدة وتختلف اختلافاً عظيماً بحسب الرائي ، وبحسب الحال ، ولكن الذي أنصح به إخواننا ألا يهتموا بهذا الأمر كثيراً

لأنهم إذا اهتموا بهذا كثيراً :

لعب بهم الشيطان في منامهم , فيأتيه كل ليلة يريه رؤيا تفزعه , ثم يطلب من يؤولها ، أو من يعبرها , والإعراض عن هذا أحسن بكثير , وإذا رأى ما يكره : فلا يحاول أن تعبَّر له , بل يفعل كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم : يتفل عن يساره ثلاث مرات ، ويقول : ( أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت ) ولا يخبر أحداً بهذا , وحينئذٍ لا تضره شيئاً , قال الصحابة رضي الله عنهم : " كنا نرى الرؤيا في المنام ونمرض منها , فلما حدَّثنا النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث استرحنا " ، إذا رأيت ما تكره : فافعل هذا , ولا تحرص على ملاحقة الرؤى .

" لقاءات الباب المفتوح " ( 205 / السؤال رقم 8 ) .

3. وأما من حيث الرائي : فإننا ننصح المسلمين أن لا يضيعوا أوقاتهم وأعمارهم وأموالهم في تتبع تعبير ما يرون ، فقد تكون أحلاما من الشيطان لإدخال الحزن إلى قلبه ، وقد تكون من حديث النفس مما لا تعبير له ، وما يرام من رؤيا صالحة فلا ينبغي أن ينشغل بتعبيرها ، وليشتغل بما كلفه الله به من طاعات ، والرؤيا تسر المؤمن ولا تحزنه ، وتفرحه ، ولا تغرُّه ، فلينظر لتقصير نفسه في الأوامر فيصلحها ، ولينظر لطاعته لربه فيزيدها ، وإذا أصرَّ على التعبير فلينظر ثقة في دينه ، مزكًّى في سلوكه وأخلاقه ليعرضها عليه ، ولا ينشغل بذلك انشغالاً يضيع عليه وقته وعمره .

والله أعلم









رد مع اقتباس