من جديد..أسطورة مهدي الرافضة المنتظر
"ما بني على باطل فهو باطل" مقولة تبنتها البشرية منذ القدم, واعتمدتها العقول السليمة جيلا بعد جيل, فلا يماري في صحتها إلا معاند, ولا يجادل في منطقيتها إلا مكابر, وخلاصة هذه المقولة: بطلان جميع الآثار والنتائج التي تأتي من مقدمات وأسس باطلة, فلا عبرة بها ولا وجود لها في الحقيقة, لكونها مترتبة على أساس باطل غير صحيح.
وهذه القاعدة تنطبق تماما على عقائد الرافضة المبتدعة, بدءا من عقيدتهم الفاسدة في أئمتهم الاثني عشر, حيث المغالاة التي تصل إلى حد وصفهم ببعض صفات الألوهية كعلم الغيب, ناهيك عن رفعهم عن رتبة الأنبياء من باب أولى, وصولا إلى عقيدتهم الباطلة في القرآن والسنة, حيث يزعمون أن لهم قرآنا غير الذي يتلوه أهل السنة والجماعة, إضافة إلى قدحهم بمعظم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, من خلال الطعن بالرواة من الصحابة والتابعين, وليس انتهاء بأسطورة مهديهم المنتظر الذي لا وجود له في الحقيقة والواقع.
لقد كانت ولادة هذه الأسطورة "المهدي المنتظر" في عام 260هجري, حيث توفي الإمام الحسن العسكري – الإمام الحادي عشرعند الشيعة الاثني عشرية - ولم يكن له ولد ولا عقب, وقد اعترفت كتب الشيعة بذلك, حيث جاء في (المقالات والفرق) للقمي (ص102 ): (لم ير له خلف ولم يعرف له ولد ظاهر فاقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمه).
حينها وقع الشيعة في مأزق خطير, واضطرب علماؤهم وتفرقوا فيمن يخلفه فرقا كثيرة, وكاد مذهبهم أن يفنى وحبل كذبهم ودجلهم على الناس أن ينقطع, إلا أن شيخا من شيوخهم يدعى "عثمان بن سعيد العمري الأسدي العسكري" (المتوفى 180هجرية) زعم أن للحسن العسكري ولدا قد اختفى وعمره أربع سنوات, وادعى أنه يعرفه وأنه وكيله في استلام أموال شيعتهم والإجابة على أسئلتهم, طمعا في استدرار أموال الخمس التي يأخذونها من الناس.
وبين الغيبة الصغرى لهذا المهدي المزعوم المنتظر والغيبة الكبرى, طوى الزمان على هذه الكذبة والأسطورة أكثر من ألف عام, رغم أن كتبهم كانت تدعي أنه سيظهر بعد سصبعين أو ما شابه ذلك على الأكثر.
وما زالت هذه الأسطورة متداولة عند الرافضة إلى هذه الأيام, فها هو أمين مجلس صيانة الدستور الإيراني "أحمد جنتي" يصرح بأن دولته مهدت لظهور المهدي المنتظر، مؤكدًا على ضرورة الاستعداد للامتثال لأوامره.
وأضاف "جنتي" خلال اجتماع حكومي أوردته وكالة "إيسنا" أمس الاثنين: "المهدي لن يتخلى عن أصدقائه وأنصاره، يجب أن ننتظر ظهوره".
ويمثل مجلس صيانة الدستور الذي يرأسه "جنتي" أعلى سلطة خاضعة لمرشد الجمهورية بشكل مباشر، ومهمته النظر في أهلية المرشحين لجميع الانتخابات التي تُجرى في البلد، والتصديق على تطابق القوانين التي يقرها مجلس الشورى مع شريعتهم.
وكان عدد آخر من المقربين من علي خامنئي قد تحدثوا في وقت سابق عن قرب ظهور المهدي وضرورة التمهيد لاستقباله.
ودعا ممثل ولي الفقيه في الحرس الثوري محمد سعيدي مؤخرًا إلى "الاستعداد المحلي والإقليمي والدولي؛ لأن موعد ظهور المهدي بات قريبًا".
وتجدر الإشارة إلى أن المهدي الذي أخبر عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يخرج من نسل علي وفاطمة رضي الله عنهما، ويطابق اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم، وحدد بعض صفاته الخلقية، وأخبر أنه يبايع في البيت الحرام، وأنه يملأ الدنيا عدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا.
وأما المهدي المنتظر في عقيدة الشيعة الإمامية الاثنى عشرية - التي تمثلها إيران بصفة أساسية – فإنهم يزعمون أنه محمد بن الحسن العسكري من القرن الثالث الهجري، وأنه دخل سرداب سامراء وهو طفل صغير، وسيخرج في آخر الزمان لكي يقتل النواصب (وهم أهل السنة)، ويدعون أن الله يحيي له أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة رضي الله عنهم كي ينكل بهم، كما أنهم يزعمون أنه يعلم ما يجري في العالم ويجيب دعاءهم.
إنها أساطير يتمسك بها زعماء الرافضة وينشرونها منذ أكثر من ألف عام, أملا في إبقاء ولاء أتباعهم, وطمعا في الحفاظ على المكاسب المادية التي يحصلونها من وراء هذه الأكاذيب, فإلى متى سيبقى أتباع الرافضة يصدقون هذه الأساطير؟؟!!
https://taseel.com/display/pub/default.aspx?id=4036&mot=1