منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - *«•¨*•.¸¸.»منتدى طلبة اللغة العربية و آدابها «•¨*•.¸¸.»*
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-30, 16:53   رقم المشاركة : 191
معلومات العضو
**د لا ل**
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

لأنهما ينتميان إلى نظامين جد مختلفين ، نظام ما نسميه عادة بالمنطق ونظام الخطاب.
إن الأقوال التي يتكون منها استدلال ما مستقلة بعضها عن بعض ، بحيث إن كل قول منها يعبر عن قضية ما ، أي يصف حالة ما ، أو وضعا ما من أوضاع العالم، باعتباره وضعا واقعيا أو متخيلا ، ولهذا فإن تسلسل الأقوال في الاستدلال ليس مؤسسا على الأقوال نفسها ولكنه مؤسس على القضايا المتضمنة فيها ، أي على ما نقوله بشأن العالم .[1] أما الحجاج فهو مؤسس على بنية الأقوال اللغوية وعلى تسلسلها واشتغالها داخل الخطاب . ونوضح هذا بالمثال الآتي :
- أنا متعب ، إذن أنا بحاجة إلى الراحة.
إذا نظرنا في الجملة السابقة سنجد أنها تتكون من حجة ونتيجة ، والحجة يتم تقديمها لتؤدي إلى نتيجة معينة . التعب يستدعي الراحة ، فالتعب دليل وحجة على
على أن الشخص المعني بالأمر بحاجة إلى أن يرتاح.
إن الحجة عبارة عن عنصر دلالي يقدمه المتكلم لصالح عنصر دلالي آخر ، والحجة قد ترد في هذا الإطار على شكل قول أو فقرة أو نص أو قد تكون مشهدا طبيعيا أو سلوكا غير لفظي إلى غير ذلك.
والحجة تكون ظاهرة كما تكون مضمرة بحسب السياق ، والشيء نفسه بالنسبة إلى النتيجة والرابط الحجاجي الذي يربط بينهما ، ويمكن أن نبين ذلك بهذه الأمثلة :
- انا متعب إذن أنا بحاجة إلى الراحة .
تم التصريح بالحجة والرابط والنتيجة في هذا الملفوظ.
- أنا متعب ، أنا بحاجة إلى الراحة.
أُضْمِر الرابط في هذا المثال .
-أنا متعب .
لم يصرح هنا إلا بالحجة وأضمرت النتيجة التي يتم استنتاجها من السياق.
- أنا بحاجة إلى الراحة.
ذكرت النتيجة وأضمرت الحجة.
يبقى أن نشير إلى أن العلاقة التي تربط بين الحجة والنتيجة هي التي تدعى "العلاقة الحجاجية" وهي تختلف بشكل جذري عن علاقة الاستلزام أو الاستنتاج المنطقي ،ويمكن أن نرمز لها بالشكل الآتي:
حن


-السلــــم الحجــاجي(Echelle argumentative
نقول بأن ملفوظين ب و بَ ينتمبان إلى نفس القيمة الحجاجية محددة بملفوظ أ . في هذه الحالة نقول بأن الحجج (الحجتان ب و بَ) تنتميان إلى نفس السلم الحجاجي . [2]
السلم الحجاجي إذن هو فئة حجاجية موجهة.[3]
ونمثل للسلم الحجاجي بين ب ، بَ أ بما يلي :



أ
بَ

ب



فالسلم الحجاجي إذن هو علاقة ترتيبية للحجج ، فعندما تقوم بين الحجج المنتيمية إلى فئة حجاجية ما علاقة ترتيبية معينة فإن هذه الحجج تنتمي إذ ذاك إلى نفس السلم الحجاجي . ويتسم السلم الحجاجي بالسمتين الآتيتين :
1- كل قول يرد في درجة ما من السلم الحجاجي يكون القول الذي يعلوه دليلا أقوى منه .
2- إذا كان القول "ب" يؤدي إلى النتيجة "ن" فهذا يستلزم أن "ج" و "د" الذي يعلوه درجة يؤدي إليها ، والعكس غير صحيح ، فإذا أخذنا الأقوال الآتية :
- حصل عمر على الليسانس .
- حصل عمر عل الماجستير .
- حصل عمر على الدكتوراه.
فهذه الجمل تنتمي إلى نفس الفئة الحجاجية ، وتنتمي إلى نفس السلم الحجاجي فهي كلها تؤدي إلى نتيجة مضمرة من قبيل كفاءة عمر العلمية . ولكن القول الأخير "حصل عمر على الدكتوراه" هو الذي يرد في أعلى درجات السلم الحجاجي ، وهو أقوى دليل على مقدرة عمر العلمية ، ويمكن الترميز لهذا السلم كما يلي :


ن = الكفاءة العلمية



د = الدكتوراه.

ج = الماجستير.

ب = الليسانس.



"ب" ، "ج" ، "د" حجج وأدلة تخدم النتيجة "ن".
وللسلم الحجاجي قوانين أهمها ثلاثة : [4]
1- قانون النفي : إذا كان قول ما "أ" مستخدما من قبل متكلم ما ليخدم نتيجة معينة فإن نفيه أي( أ) سيكون حجة لصالح النتيجة المضادة .
- زيد مجتهد ، لقد نجح في الامتحان .
- زيد ليس مجتهدا ، إنه لم ينجح في الامتحان.

2- قانون القلب : إذا كانت إحدى الحجتين أقوى من الأخرى في التدليل على نتيجة معينة فإن نقيض الحجة الثانية أقوى من نقيض الحجة الأولى في التدليل على النتيجة المضادة ، ولنوضح هذا بالمثالين التاليين :
- حصل زيد على الماجستير وحتى الكتوراه.
- لم يحصل زيد على الدكتوراه بل لم يحصل على الماجستير.
3- قانون الخفض : إذا قلنا:
- الجو ليس باردا.
فنحن نستبعد التأويلات التي ترى أن البرد قارس.
إذا لم يكن الجو باردا فهو دافئ أو حار .
وتتجلى صعوبة صياغة هذه الوقائع في أن الخفض الذي ينتج عن النفي لا يتموقع في السلم الحجاجي ، ولا يتموقع أيضا في سلمية تدريجية موضوعية يمكن تعريفها بواسطة معايير فيزيائية . فلا تندرج الأقوال الإثباتية من نمط (الجو بارد) والأقوال المنفية من نمط ( الجو ليس باردا) في نفس الفئة الحجاجية ولا في نفس السلم الحجاجي.[5]

- العوامل الحجاجية والروابط الحجاجية :
لما كانت للغة وظيفة حجاجية ، وكانت التسلسلات الخطابية محددة بواسطة بنية الأقوال اللغوية و بواسطة العناصر والمواد التي تم تشغيلها ، فقد اشتملت اللغات الطبيعية على مؤشرات لغوية خاصة بالحجاج. فاللغة العربية مثلا ، تشتمل على عدد كبير من الروابط والعوامل الحجاجية التي لا يمكن تعريفها إلا بالإحالة على قيمتها الحجاجية . نذكر من هذه الأدوات : لكن ، بل ، إذن ، حتى ، لاسيما ، إذ ، لأن ، بما أن ، مع ذلك ، تقريبا ، ما....إلا....، وينبغي أن نميز بين صنفين من المؤشرات والأدوات الحجاجية : العوامل الحجاجية (Les opérateurs argumentatifs) والروابط الحجاجية (les (connecteurs argumentatifs .
1العوامل الحجاجيـة :
العوامل الحجاجية هي مورفيمات إذا وجدت في ملفوظ تحول وتوجه الإمكانات الحجاجية لهذا الملف

- [1]أبو بكر العزاوي : "اللغة والحجاج" . العمدة في الطبع.الطبعة الأولى.الدار البيضاء .المغرب.ص16.

-Jacques Moschler et Anne Reboul : " Dictionnaire encyclopédique de pragmatique" .p281. . [2]
Une échelle argumentative est donc une classe argumentative orientée" "

- Ibid : p281. [3]

- Ibid : p287. [4]

- Ibid : p287. [5]










رد مع اقتباس