منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - *«•¨*•.¸¸.»منتدى طلبة اللغة العربية و آدابها «•¨*•.¸¸.»*
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-30, 16:50   رقم المشاركة : 189
معلومات العضو
**د لا ل**
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

والتبليغ عن مواضيع الجهة هذه كان انعكاسيا ونرمز له بما يلي :

المرسل موضوع القيمة
(الجوع) (الأزاذ)






الفاعل
(عيسى بن هشام)

وبهذا التنقل يباشر (ف1) عملية قلب الوضعية ، فهو في الحالة البدئية يبدو منفصلا عن الطعام وعن النقود ويرغب في الحصول عليهما . بلقائه بالسوادي يوظف (ف1) عنصر الحيلة والذي يندرج ضمن معرفة الفعل ليتأهل كفاعل يوقع بالسوادي الذي تنطلي عليه حيل عيسى بن هشام ، فيقوم فاعلا مؤهلا يمتلك جهات التحيين : معرفة الفعل + قدرة الفعل .
دخول (ف1) مع (ف2) إلى المطعم وتناولهما لأشهى الطعام يُعَدّ المرحلة الحاسمة في البرنامج السردي . أما (ف3) وهو صاحب المطعم فإنه تساهل مع (ف1) حيث قدّم له كل ما طلب من أطعمة وتركه في النهاية يغادر المطعم . وبعد المغادرة يتحقق الفاعل كفاعل منجز تجاوز مرحلة الأداء بنجاح ، وبذلك يحدث تغيّر في الوضعيات نمثّله بالملفوظ السردي الآتي :
ف.ت : (ف3) [ (ف1 ب م اف2)ـ ( ف1ا م ب ف2)]
حيث :
ف.ت = فعل تحويل.
ف1= عيسى بن هشام .
ف2= السوادي .
ف3= صاحب المطعم .
م= الوجبة الكاملة .
بعد هذا العرض للحدث العام في المقامة وتوضيح اتجاهاته المختلفة ننتقل الآن إلى مستوى أعلى ، هو النموذج العاملي ، والذي يرتكز على قاموس من الشخصيات النموذجية يُسَمَّى كلّ منها عاملا ، وتنتظم هذه الشخصيات في ثلاثة محاور يربط كل محور منها عاملين على النحو الآتي :
1- محور التبليغ : وطرفاه هما المرسل والمرسل إليه .
2- محور الرغبة : وطرفاه هما الفاعل وموضوع القيمة .
3- محور القدرة : وطرفاه هما المعارضون والمساعدون .
وللإشارة فإنّ الدور العاملي الواحد قد يكون حكرا على شخصية واحدة وقد تشترك فيه شخصيتان أو أكثر ، كما أنّ الشخصية الواحدة قد تكون موجودة على مستوى أكثر من دور عاملي واحد .
والوصف السّردي السابق يمكننا من تحديد وتوزيع الأدوار العاملية وبالتالي ضبط الشكل العاملي لهذه المقامة ، بمعنى أننا سنصبّ في هذا الإطار البرامج السردية التي تعرّفنا وبقية الأجزاء الأخرى من الوظائف التي قامت بها الشخصيات .
فمع بداية المقطع الأول وإعلان (ف1) اشتهاءه الأزاذ وخلو جيبه من المال وتنقله بحثا عن ذلك تتحدّد الأدوار العاملية الآتية :
-المرسل : هو الرغبة أو الاشتهاء.
- الفاعل : عيسى بن هشام .
- موضوع القيمة : الحصول على وجبة .
- المرسل إليه : عيسى بن هشام .
ويبقى علينا تحديد الدورين المتبقيين ونعيين عامليهما وهما دور المساعد ودور المعارض .
رأينا فيما سبق أنّ السوادي يحتلّ أساسا وضعية العامل المساعد رغم إظهاره معارضة طفيفة لما أنكر الاسم الذي أطلقه عليه عيسى بن هشام ، وفيما عدا ذلك فقد كان ضحية حيلة أي مساعد لا إرادي أو مساعد لا واعٍ .
في المقطع الأخير وبعد اختفاء عيسى بن هشام رجع (ف2) إلى وضعية العامل المعارض وخاصة لما رفض دفع الثمن ، أما صاحب المطعم فيمكن اعتباره العامل المساعد الحقيقي ذلك أنه لبى كل طلبات (ف1) وتركه يغادر المحلّ.
ويمكننا ترتيب هذه الأدوار العاملية في النموذج العاملي الآتي :

المرسل موضوع القيمة المرسل إليه
(الاشتهاء) (وجبة من الطعام) (عيسى بن هشام)






المساعد الفاعل المعارض
(الشواء) (عيسى بن هشام) (السوادي)


إذا عدنا إلى البرامج السردية التي شكلت المقامة نجدها مغطاة بشبكة صورية شكّلت مسارات صورية ، وهكذا يقوم عيسى بن هشام كقائم بفعل تمثل دوره العاملي في كونه فاعلا ومرسلا إليه ، ودوره الغرضي في كونه مخادعا محتالا واتهازيا . أما السوادي فهو قائم بفعل باعتباره تقمص دورا عامليا تمثل في كونه معارضا ودورا غرضيا تمثّل في كونه مغفلا وضحية .


تحليل البنية العميقة :
نستطيع القول منذ البداية أن الوحدة المعنوية الأساسية في هذه المقامة هي "كيفية كسب المعيشة" ، وهي تسيطر على النص من خلال :
أ‌- الحركة / الجمود . (تنقل البطل).
ب- الاحتيال / الأمانة . (حيلة البطل)
ج- الفائدة / الخسارة . ( انتهازية البطل) .
كل صنف من هذه الأصناف يحتوي على أصناف دلالية دنيا تولّد مع بعضها وحدات دلالية ثانوية .
ونلمس بعض صور التعارض الدلالي في الجدول الآتي والذي يوضح لنا بعض السمات المميزة لِ (ف1) و (ف2).

(ف1) (ف2)
مدني قروي
متيقن من نفسه مرتبك
ذكي ساذج
واعٍ غير واع
محتال أمين
مخادع مغفل

إنّ انتهازية البطل تحقق وحدة دلالية مقابل الأمانة ، وتغطي جزئيا الوحدة المعنوية الأساسية في النص . فالمادة "انتهز" تعني استغلال الفرصة بكل الوسائل وعدم تضييعها مهما كان الثمن ، مع تحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة .
والواقع أنّ البطل انتهز الفرصة وأفاد منها حال ظهور السوادي . والانتهازية لا تكون إلا بالحيلة ، فالدور الغرضي الذي حدّدناه للبطل هو "محتال" مقابل دور غرضي للسوادي " مغفّل" . وبالتالي يمكن أن نرسم المعنى عبر المربع السيميائي الآتي :

(ذكاء)
حيلة أمانة



(خداع) (غفلة)

لا أمانة لا حيلة
(سذاجة)

يوضح هذا المربع أن التضاد القائم بين الحيلة والأمانة من جهة ، ومتضمنيهما (لا أمانة- لا حيلة) من جهة أخرى ، يقابل ذلك التناقض بين الذكاء والسذاجة من جهة والخداع والغفلة من جهة أخرى .
والمقامة انطلقت من الخداع إلى ممارسة الحيلة وذلك من قبل عيسى بن هشام ، حيث انطلت على السوادي بفضل ذكاء البطل الذي استطاع أن يجعل السوادي يأمن وتنطلي عليه الحيل وذلك نتيجة غفلته ، وكل هذا يندرج ضمن الانتهازية .
















التحليل التداولي










رد مع اقتباس